الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصبح زوجها مؤدباً؟

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 5 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لم ينص القرآن على تأديب الأزواج كما نص على تأديب الزوجات. ألا يحتاج الأزواج للتأديب؟ أليست السن بالسن والعين بالعين والصفعة بالصفعة والبادى أظلم؟

سألتنى إحدى الصديقات ثم قالت:

كنت أعيش حياة عادية فاترة، أصحو لأكرر ما فعلته بالأمس، أعد الفطور للأسرة ثم أخرج إلى عملى وأعود لأجهز الغداء ثم العشاء، قبل النوم ألبى رغبات زوجى، أخشى أن يقول: أنت طالق، ويذهب لأخرى، أليس هذا حقه المطلق فى القانون والشرع؟ أمى كانت محجبة تشتغل داخل البيت طول النهار، واجبها الطاعة، لا ترفع صوتها على صوت أبى، تبتلع ألفاظه الجارحة فى صمت، وإن صفعها لا ترد، كانت هى الأم المثالية فى نظر الدولة والمجتمع فتعلمت منها الطاعة والخضوع، كان أبى يصفعنى بمثل ما يفعل مع أمى، تدرب أخى الأكبر على تقليد سلوك أبيه، وأمى تقول له منذ طفولته «إنت راجل استرجل واحكم أختك» ، تخرجت فى الجامعة واشتغلت وتزوجت وأنجبت، أصحو كل يوم بالطريقة نفسها، أردد كلام أمى بالطريقة نفسها فى المناسبات نفسها، أنام فى الأوقات نفسها وأحلم الأحلام نفسها، حتى بلغت ابنتى العاشرة من عمرها وكانت متفوقة على أخيها، الذى حاول السيطرة عليها، صفعها على وجهها لخروجها دون إذن، كان اليوم ١-;-١-;- فبراير ٢-;-٠-;-١-;-١-;- والمظاهرات على أشدها، وحدث ما لم أشهده فى حياتى: رفعت ابنتى يدها عاليا وردت الصفعة لأخيها على وجهه.

تذكرت حلما قديما فى طفولتى، أن أرفع يدى وأرد الصفعة لأخى وأبى، لكن الحلم ظل مكبوتا فى أعماقى، كانت ابنتى فى العاشرة من عمرها وأنا فى الثلاثين: زوجة مطيعة وأم مثالية وموظفة بالدولة ناجحة.

وقفت مذهولة: أتمتلك ابنتى الطفلة شجاعة لم أمتلكها؟ ساورتنى رغبة أن أصفعها، أو أن يسترجل أخوها ويصفعها؟

لكنى وقفت عاجزة عن الحركة، لدهشتى وقف أخوها أيضا لا يتحرك. أكثر ما أدهشنى أنها فتحت الباب وخرجت من البيت دون أن يطرف لها جفن.

اندفعت وراءها فى الشارع، كانت خطوتها أخف وأسرع، قفزت من خلفها فى الأتوبيس وهبطت معها،

كانت على موعد مع مجموعة تلميذات فى ميدان التحرير، تشاركهن المظاهرات منذ ٢-;-٥-;- يناير، سمعتها تهتف معهن: يسقط حسنى مبارك.

كدت أهتف لولا فمى المطبق بقوة الثلاثين عاما من عمرى، وإن انفرجت شفتاى فإن صوتى ينحبس، وقلبى تحت ضلوعى ينتفض، منذ ولدت عام ١-;-٩-;-٨-;-١-;- لم أكن أسمع اسمه، وإن همسا، حتى يصيبنى الرعب، فكيف أهتف بسقوطه فى الميدان الكبير؟

جمعت أجزاء نفسى المشتتة وشجاعتى المكبوتة، فتحت فمى شيئا فشيئا حتى نطقت كلمة «يسقط» مع أنفاسى اللاهثة، ثم نطقت اسمه مع زفيرى العميق الطويل، وكأنما انحلت عقدة لسانى فانطلقت الكلمات من فمى المفتوح فى نفس واحد: يسقط حسنى مبارك. كانت هى الخطوة الأولى لاكتشاف نفسى المكبوتة منذ الطفولة، تبعتها خطوات أخرى متعددة، حتى ارتفعت يد زوجى وصفعنى على وجهى، دون سبب، أو لخطأ لا أعرفه، أو لأنه غاضب من شخص غيرى، كان قد تعود على هذه الحركة منذ تزوجنا، وكان الخوف يشل يدى فلا ترتفع، فوجئت بيدى ترتفع عاليا وتسقط على وجهه بقوة، ترد له الصفعة صفعتين، ولم ترتفع يده أبدا من بعد. أصبح زوجى مؤدبا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنه التمرد والأنتفاض على العبودية والوعي بها
فؤاده العراقيه ( 2013 / 5 / 26 - 16:56 )

انه التمرد والأنتفاض على العبودية والوعي بها فليس هناك ما هو اجمل من شعور كهذا عندما يجد الأنسان نفسه وقد استطاع ان يتحرر من قيوده ومخاوفه ,أن يشعر الأنسان بأن حقوقه مغبونة ومن ثم ينتفض للظلم ولأنسانيته المغدورة شيء رائع ,
أحيانا عندما نواجه احداهن ممن غسلت عقولهن بحياتها الروتينية الجامدة والخالية من اي ابداع ستستغرب للكلام وتجيب وتستفهم عن اي حياة غير هذه علينا ان نحياها فلا سبيل لغيرها ؟!! هذه الحياة يرونها مطلقة ووحيدة , المرأة للبيت والخدمة ومن ثم أرضاء الزوج , والرجل للعمل ومنه يتحجج ويذهب الى حيث يريد ومنها يمارس خياناته واحيانا بغير علم زوجته لو كان يكن لها بعض الأحترام أو بعلمها بعد ان صارت لا حول لها ولا قوة بسبب اعتمادها على الرجل في جميع امورها أو انها استندت على قوته الزائفة التي نفخه بها المحيط , فلا يجب ان تضع رأسها برأسه وتكون مثله !!, هكذا تتعلم النساء ان لا تكون مساوية لزوجها فهو السيد الحاكم الناهي الذي اعطاها حقوق لم تكن تمتلكها قبل الأسلام من ضمنها وأد البنات !!! ولم يعلم بأن الزمن تغير كثيرا , ومن يقول غير هذا فهو ينافق ليقنع نفسه
مع اجمل التحايا لكِ


2 - أبهذه السرعة ،بهذه السهولة تأدب الزوج؟؟؟؟؟؟؟
صخر ( 2013 / 5 / 26 - 19:18 )
آنا متآكد إذن آنه انتهينا نهائيا من ضرب المرأة
لكن زميلي سأل آين سنذهب بالآية

وإن خفتم نشوزهن إضربوهن....إلخ

والحديث النبوي

وعلق السوط حتى تراه الزوجة....إلخ


3 - سيدة فوادة
جيني ( 2013 / 5 / 26 - 19:40 )
القانون الحاسم من الحكومة (لا قانون القرآآآآن ) هو الذي يقف آمام المظلومة في بلدنا

ولن ينجح معها وسيلة آخرى أبدا

أولا ..لا يجوز جعل البيت حلبة مصارعة ..يضربها كفا تضربه آآآخر ....ثم يضربها 10 فتضربه 10 إذا استطاعت المرأة ذلك


آنسيت المسلمة المظلومة ...آن المجتمغ والرسول وإله الرسول مع الرجل ضدها
حاولن الكثيرات كلهن فشلن

السبيل الوحيد هو منع الضرب بتاتا في الأسرة ...والمنع يجب أن يكون مدعوما بقانون صارم
فلينادى بهذا

ن


4 - الى ست جيني
فؤاده العراقيه ( 2013 / 5 / 26 - 21:11 )
انا معكِ من حيث وجوب قانون صارم يقف معها ولكن في حالة عدم وجوده هل تسمح لزوجها بضربها ام عليها ان تحاول ان تردعه

هنا عزيزتي جيني اعتقد بأن الدكتورة نوال لم تقصد بالحرف الواحد ان على الزوجة ضرب زوجها لأنها حسب اعتقادي ستفشل كما ذكرتِ كون الجميع سيقفون ضدها فكيف تضرب الزوجة ولي نعمتها ؟
ولكن المعنى كان عليها ان لا تسمح له بأهانتها فعليها ان تكون ذات شخصية قوية وترفض ان تتعرض للذل من اول يوم وان كان ولا بد لها ان تتركه
فماذا تعمل هل تنتظر قانون يحميها او هي تحمي نفسها بوعيها واستقلالها عنه فأن ضربها تستطيع ان توجه له ضربتين من خلال تركه ليتعلم درسا


5 - خَــرْجُـــه , الله لا يقيمه ولازمه كمان كــف
بشارة خليل قــ ( 2013 / 5 / 27 - 08:46 )
بستاهل ان يتم التعامل مع هكذا بهيمة بنفس اللغة التي يفهمها

ولدتُ بعد فترة انقطاع عن الحمل ل 10 سنين من قبل والدتي وكان كل اخوتي واخواتي يعني كبار
وانا صغير لم اكن اعي جنسي لكني احتفظت بذكريات لن يمحاها من ذاكرتي الا الموت
رأيت فارق كبير بين ما هو متاح لاختيّ الاثنتان الاناث واخوتي الاربعة الذكرور
رأيت كمية من الظلم والقسوة رغم ان بيتنا لم يكن يوصف بالتشدد,اؤكد لكم انه لم يكن لا جميل ولا سهل ولا مفهوم بالنسبة لطفل يتجول في انحاء البيت ويرى من اسفل قِصَرِه ما يدور بين عمالقة البيت الكبار...اذكر اني كونت فكرة ان الاناث هو شي خاطيء بشكل من الاشكال
ما زال هذا الطفل قابع في اعماقي بالرغم من مرور عشرات السنين
وما زال الالم يشد كل عضلة من عضلات جسده
وما زال التعاطف مع اخواتي الاناث ومع كل انثى هو هو


6 - المشكلة أن اللواتي والذين خارج الإسلام يعطون الحل
جيني ( 2013 / 5 / 27 - 12:57 )
عزيزتي فؤادة

سؤال وجيه جدا أتى في تعليق الآخ صخر

آين ستذهبون بآآآآآآآيات الضرب...بآآآآآيات الطلاق....بالزواج بأخري

إذا تجاسرت وردت له الصفعة

ما موقف المرأة وحالها في حال ردت الصفعة بصفعة آخرى

هل من يحميها من الطلاق..أو من يحميها من الجلد .....كما آمر محمد الرجل

إجـــــــلدهـــــــــا..لا كما يجلد العبد

الخوف يمنع المظلومات (( المسلمات ))ومن يعاضدهن أن يكن صريحات وجريئات في الدفاع عن المسلمة

قصة قرآتها مؤخرا مسلم في دولة السويد نشر يدي زوجته ورجليها .....ظلم المرأة

في عقل كثير من المسلمين هو رد فعل عفوي و
تحيتي

إصلاح المشكلة يتم من جذر المشكلة لا من فروعها

الرب ينهي عذاباتها الغير محتملة


7 - الست جيني المحترمة
فؤاده العراقيه ( 2013 / 5 / 27 - 13:29 )
هل من يحميها من الجلد والعقاب هذا صحيح
ولكن هل من يحميها من الطلاق !! فهنا نتوقف , الطلاق يكون هنا حلا يحمي انسانيتها ويحافظ على كيانها كأنسان واحسن لها من ان تكون مع زوج يمسخها

فأما ان تعيش او لا , فحياتها مع الأهانة صارت اتعس من الموت
اصلاح المشكلة عزيزتي بتوعية النساء وتشجيعهن على التمرد على ظلمهن ولا اقول برد الضربة لأنها لا تملك قانونا يحميها ولا محيط يؤيد ضربها لزوجها
ولكن وكما ذكرت بتعليقي السابق وأكرر على المرأة ان لا تسمح باهانتها وان تعرف جيدا بأن لها حقوق كما للرجل بالضبط فالضربة هي ليست بالمعنى الحرفي لها ولكنها تستطيع ان تخرج من قوقعة تخلفها وخوفها بوعيها وادراكها بعدم السماح لكائن من كائن بضربها وهذا يأتي بتوعيتها فقط


8 - عزيزتي فؤادة
جيني ( 2013 / 5 / 27 - 15:10 )
إنك تسهلين الأمر بشكل غير معقول

هل تعنين بصدق أن الطلاق خلاص لها ...صحيح في حالة وجود من يوفر لها المأوى...

ستُطرد مطلقة (( هذا إذا وافق على الطلاق )) ستطرد أيضا من أهلها

قصة حقيقية ومتعارفة مسلمة ضربها الزوج ضربا مبرحا التجأت لأهلها ..أخاها ضربه أيض وأرجعها مذلولة له

عزيزتي لماذا تتهربين فكرة ((((((( القانون الصارم الذي به وحده تحصل المرأة على سلامتها العائلية )) يجب أت تعترفي بذلك أنت والدكتورة

بعدين دائما لا تجيبي على تعليقي إلا من جانب واحد أريد الإجابة على كل التعليق

سؤال: لماذ المسلم فقط يعتبر من حقه ضرب المرأة والتفنن بظلمها

قبل أن تجيبي أعرف أن كثيرا من المسيحيين الغرب أو الأجانب أيضا يضربون نساءهم

لكن الفرق أن هنا ك قانون يمنعهم حتى يصل للسجن حسب الأذية

القـــــــانــــــــون الصــــــــــارم هو الحل

تحيتي


9 - القانون الصارم لا يأتي بهذه السهولة عزيزتي جيني
فؤاده العراقيه ( 2013 / 5 / 27 - 17:54 )
الغرب يختلف كثيرا عن العرب عزيزتي جيني فهم متقدمون آلاف السنين

عزيزتي جيني انتِ ذكرتِ في تعليقاتكِ بأن القانون الصارم من قبل السلطة المتنفذة هو الحل لا ان يكون القرآن وتشريعاته ما قبل قرون هي القانون , هذا ما ذكرتيه وأنا ذكرت بجميع تعليقاتي بأن الحل عو في توعية النساء .
انتِ تقولين بأنني استسهل الامور بشكل غير معقول وسآتيك بالتدريج وأقول لكِ العكس هو الصحيح
كما قلتِ حضرتك بأن أصلاح المشكلة يأتي من جذورها وصحيح ما قلتيه , والجذر هو العقول التي خربت من جراء تمسكها بالديانات وما يلحق بها من خرافات , القانون لا ولن يتغير عزيزتي مالم تتغير العقول والأفكار التي خدرتها سنوات التخلف , فانتِ من تسهلين الأمور بشكل غير معقول , فهل يعقل لسلطة متنفذة في ان تتخلى عن سلطانها بتغيير قوانين تهيمن على عقل شعوبها ؟
وكيف ستتغير هذه القوانين ؟
هل رأيتِ حكومة غيرت من قوانينها دون اي ضغوط ؟
والضغط على الحكومة في تغيير القوانين الفاسدة يأتي من وعيها , فحين تُحل ازمات الشعوب والمرأة على اساسها سيلتفت الشعب الى من استعبده وجميع السلطات تستعبد شعوبها , حينها سيكون فعلها من اصلاح قوانينها ضدها

يتبع


10 - القانون الصارم لا يأتي بهذه السهولة عزيزتي جيني2
فؤاده العراقيه ( 2013 / 5 / 27 - 17:56 )
ولا زلت اكرر ما قلته في تعليقاتي السابقة وهو::: الحل يكمن في توعية النساء بحقوقهن ولا غيرهذا , أما مسألة الظلاق فهذا يأتي من تحرير النساء فكريا اولا ومن ثم ستتحرر من ذاتها اقتصاديا فلن تمكث بعدها في البيت كخادمة وملبية لرغبات زوجها وستطلقه لو حاول اهانتها

القانون لا يتغير ما لم تتغير الافكار وتتحرر من مخاوفها وهذا لا يأتي الا بالتوعية فقط , حينها ستتعلم المرأة جيدا بأن الديانات وخصوصا الأسلامية اهانت المرأة في عدة آيات واذلتها وجعلت الرجل سيدا عليها
مع اجمل التحيات

اخر الافلام

.. الطبيب العام محمد الأيوبي: الرجال هم أكثر إصابة بمرض باركنسو


.. -تشديد العزلة على القائد عبد الله أوجلان استمرار للمؤامرة ال




.. اللبنانية ريم صايغ فراشة الغوص الحر


.. أخصائية التونسيات تعانين من نقص الوعي وغياب الثقافة الصحية




.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ