الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة -3

زوهات كوباني

2005 / 4 / 26
القضية الكردية


لذلك لا بد من الوقوف على هذه الحقائق ضمن التنظيم والحركات وتحليلها باسهاب لانه ان لم يتم التوقف عليها سيجلب معها الكثير من الماسي والتراجيديات وغيرها للحزب. وبدون تعرية هذا الزيف الموجود في العلاقات الرفاقية لا يمكن الوصول الى رفاقية حقيقية يمكنها ان تعمل وتفيد الجميع وتفيد الشعب والحركة، وبدون هذا ستصبح الرفاقية مجرد وسيلة يستخدمها اصحاب السلطات كما يستخدم الشيوخ واصحاب السلطات الكثير من هذه الاقترابات ويخدعون بها المتجمعين حولهم وفي النتيجة لا يكون مصيرهم ومستقبلهم الا الانهيار والتفسخ وحتى الوصول الى العداوة والتشهير لانه في الاساس لا يوجد اقتراب حقيقي وبعد مضي زمن طويل وعند ادراك الاشخاص لهذه الاقترابات فانهم يعملون على الانتقام من ماضيهم بمختلف الاساليب وبدلا من ان يلعبوا دورا بناء وتطويريا يقومون بالعمل على لعب دور مخرب ومفسد الى درجة تشهير البعض انتقاما لما تم قضاءه من فترة زمنية التي قضوها في حياتهم مع التنظيم والحركة وحتى الوصول احيانا الى الندم على ما قام به من خدمات للشعب وان كل ذلك بمثابة ضحك وخدعة وليس شيء اخر.
ان سبب انهيار جميع الانظمة عبر التاريخ يعود بالدرجة الاولى الى الانحلال والتفسخ الموجود في نمط حياتهم، والانحلال الظاهر في هذه المجالات والمفارقات الذي تبدوا بين الرفاق انفسهم وكانهم يعيشون تمايز طبقي جديد، لانه عندما يتم الادعاء بالرفاقية وعدم العمل وفق حقيقتها وتكون حياة البعض مختلفة بالنسبة للاخرين ويكمن بينهم مسافات شاسعة، حتى انه لا يختلف كثيرا عن الفروقات والتمايزات الموجودة في النظام الموجود القائم والذي خرج في وجهه من اجل تلك الاوضاع المعاشة رغبة في تغيره، ومن اجل ذلك يعانون ويقدمون الكثير من التضحيات وايات البسالة والفداء والتضحية. يثيره الكثير من الشكوك والافكار ويبدا بالاسئلة ما الفائدة من السير في هذه الحركة, لماذا اقدم كل هذه التضحيات رغم انه لا يوجد شيء جديد، وكانه لا فائدة من ما تم تقديمه حتى يصل الى درجة الندم على كل ما قام به من نضالات، الم يكن الهدف هو العدالة والمساواة والرفاقية اذا كانت مثل هذه الاهداف ليست لها وجود وما يتم عيشه هو تناقض عجيب مع هذا الواقع، فلماذا العمل مع من لا يعرفون الرفاقية والحرية ويريدون تكرار نفس النظام الذي كان موجودا وباسماء مقدسة ، والتراجيدية والفاجعة تكمن هنا . وكانه يذكر المثل الشعبي القائل هرب من المطر واصطدم بالريح او بالعكس. لذلك ونتيجة هذه المفارقات يبدا الانسان بالمحاكمة بينه وبين نفسه، لماذا اسير بهذا الشكل اذا كانت الرفاقية صحيحة ولا وجود للتزييف؟ واذا كان هناك ارتباط بالمبدأ والنهج لماذا لا تكون متطلباتها واحدة من اجل الجميع؟ وعندما يتم اخذ القرارات ويتم التعيين والترفيع لا يتم ذكر الرفاقية! او اذا تم ذكرها يتم ذكر الرفاقية وفق هوى البعض وذلك بتقسيم الرفاق الى زمر ويتم ذكر الاكثر قربا اي المقربون من الاشخاص ذوي الصلاحيات دون حقيقة الرفاقية والممارسة والعمل ولكن عندما يتم معاناة الصعوبات والعيش والضيق ما تم نسيانه في تلك اللحظات يتم ذكرهم من جديد وذلك باسم الرفاقية والمبدأ وغيرها، ان كل هذه الاقترابات تجعل الوسط التنظيمي ملغوما نتيجة دخول الشكوك والشبهات فيه. وفي وسط كهذا كيف سيتم تقييم الامور؟ والاسوء من اجل تطبيق ما تم اخذه من قرارات يتم ذكر الاخرين ونسيان الحقيقيين والمكلفين بتنفيذها والمسؤولين. ان هذا الوضع لا يختلف كثيرا عن وضع الانظمة الموجودة على سدة الحكم والتي يتم الصراع معها. وبالتالي فان حقيقة التنظيمات لا تختلف عنها كثيراً، وهو نمط متخلف اكثر من تلك الانظمة الموجودة والتي تعاني من سكرات الموت واصحاب هذه المفاهيم لو تم وضعهم فوق سدة الحكم ربما ابدوا اقترابات اسوء من الانظمة وذلك لضعف بنيتهم الثقافية والعلمية.
ان هذه الاقترابات التي تتم في الاحزاب والحركات ستجعل مطلقا ان يتعرض التنظيم للمداخلة من قبل الانظمة الاخرى لان الاعضاء الموجودين في التنظيم سيشكلون مركز جذب للقوى الخارجية بالاضافة الى كونهم سيلهفون من اجل هذه العلاقات. لان العاجزين والغير مرتاحين والمتضايقين من وسط الحزب هذا سيقومون بالبحث عن وسط آخر من اجل افراغ جام حقدهم وغضبهم وعجزهم وعندما تحين لهم الفرصة لن يترددوا في ذلك، لذلك يتطلب قراءة معادلة التآمر بشكلها الاخر. أليس الذين يدعون بالتآمر وغيرها من الامور هم المسببين في ذلك والمسؤولين عنها؟ اي ان طرح السؤال على هذا الشكل المعاكس من قبل الاعضاء والقيادات في الاحزاب الكردية سيجلب معه الاقتراب الموضوعي من النظر الى المسائل. اي ان المفاهيم والاقترابات التي تجعل الاعضاء في الحركة لا يحسون بمكانتهم او لا يعتبرونه حزبهم ويرونه بانه شكل ونظام مكرر للنظام الذي هرب منه هو نفسه يحضر ارضية التآمر تلك، كان من الواجب عدم فسح المجال لمثل هذه المفاهيم حتى يتم استثمارها؟ لانه اذا تم مناقشة القضية من الجانب السوسيولوجي فكيف بانسان عاش سنوات طوال مليئة بالافراح والاتراح معا وبعدها يتحول الى خندق معاد الى ذلك؟ ماهي الدواعي والدوافع التي دفعته الى اختيار الخندق المضاد؟ كيف تقبل نفسيته وبيسكولوجيته العيش مع الذين كانوا في الماضي اعداء ويتحول الى ادوات دعاية لها؟ ولذلك فان الحزب ايضا مضطر الى تحليل هذا التناقض بشكل صحيح وعلمي وما لم يعطِ الرد على مثل هذه الامثلة فان العد التنازلي لن يقف وربما سينتهي بتصفية الحزب لانه الى جانب هذا هناك المتربصين من اجل استثمار هذه النقاط الضعيفة. ويتطلب استنتاج الكثير من العبر والدروس من التجارب المنصرمة في المنطقة والعالم من الناحية الحزبية. لذلك لا بد من اخذ الروح والعزيمة التي تجعل تلك الحركات من قوة ضعيفة الى قوة كبيرة على مستوى العالمي، اي انه كيف بحركة بدات من الصفر رغم المحيط المضاد والمليء بالتامر والمؤامرات، استطاعت تجاوز تلك الاوضاع بدراية وتغلبت عليها وبعد ذلك انقلبت المعادلة وبدأ العد التنازلي؟ ان هذا يمكن بالتحليل الصحيح الى هذه المعادلة والتي تعطي القوة واللحمة للحركات وهي الروح الرفاقية والاقتراب من حقيقة الارادة والشخصية. وعند فقدان هذه العوامل والعناصر الرئيسية فان الحركات لا يمكنها الصمود في وجه الانظمة التسلطية والامبريالية المتعولمة. لان الحركة تجذب الجماهير بمقدار ما تعيش وان الجماهير والاعضاء تنظر الى العيش ونمط الحياة وهذا ما يخلق لديهم الامل بالمستقبل الذي سيجلب لهم تحقيق احلامهم ، في الحرية والمساوة والعدالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر