الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين -كبديل للصراع الطبقي-

مازن جهاد وعري

2013 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين "كبديل للصراع الطبقي"

الدين شكل من أشكال الرد على الظروف والعلاقات اللاإنسانية وقد عرف ماركس الدين تعريفاً انطلق فيه من دراسة عميقة للواقع وانعكاساته على النفس الإنسانية بقوله " الدين هو التحقيق الخيالي للكيان الانساني ... طالما ليس لها الكيان وجود حقيقي..."
من هذا التعريف المنطقي نستطيع الانطلاق للقول بأن الدين في الحقيقة اتخذ منه وسيلة في التعامل مع ظروف الحياة المختلفة وبواقعها المأساوي ... فالنفس البشرية المكسورة المستغلة (بفتح الغين) طبقيا غير الواعية أو غير القادرة بشكل أدق على إجراء تغيير جذري في واقعها المؤلم تسلم نفسها لهذا الواقع وتتعامل معه على أنه شيء مفروض عليها.. مفروض عليها ليس واقعيا فقط بنظرها بل وإنما "قدرياً"... أي من قبل قوى غيبية خارجة عن سيطرتها.. توجه هذه القوى البشر بمشيئتها وبإرادتها... وتصبح هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل ما يحصل..
وفي الحقيقة ليست المشكلة هنا في عملية الإيمان أو الاقتناع بوجود مثل هذه القوى الإلهية الغيبية الخارجة عن إرادة النفس البشرية وإنما المشكلة في عملية استغلال هذا الجانب من قبل الطبقات المسيطرة...فغالباً ما تعمد الطبقات المستغلة "بكسر الغين" على استعمال الدين "كأداة قمع لا شعورية للصراع الطبقي"
وتعمل على تحويل أنظار الناس من الحياة الدنيا والواقع إلى الآخرة ..إلى النعيم... أو إلى الجحيم في حال عدم استسلامها لما "كتبه الله وقدره لهم"...
فعمليات الاختبار الالهي مرافقة لأوامر الوعد والتوعد بما هو آت توجه تلقائياً تفكير الناس إلى الحياة الآخرة وتبعدهم عن التفكير في تغيير الواقع أو حتى الثورة عليه... فالله يختبر إيمانهم عندما يضعهم أمام مشكلات مادية أو إجتماعية أو حتى نفسية... ثم يعدهم بالجنة في حال الصبر الشديد على ما "قدره وما كتبه لهم"..كل هذا يقمع كل محاولة في إجراء أي تغيير جذري ثوري.. وهذا حقيقة ما تعمل عليه الحكومات الإسلامية عموما والعربية خاصة فحتى عملية إجراء تغيير ثوري في الأنظمة السياسية الدينية أو المتدينة مرفوضة دينيا لأن الله هو من يولي علينا حكامنا وأمراءنا ورؤساءنا ويأمرنا بتقديم الطاعة والولاء لهم "وأطيعوا أولي الأمر منكم"...
لذلك فإن استخدام الدين "كبديل للصراع الطبقي" من قبل الطبقة الحاكمة أو المسيطرة يجعل تقدم هذه المجتمعات أمرا شبه مستحيلا ما لم تتحرر عقول الناس من فكرة السيطرة الإلهية المطلقة على كل أفعالهم و مستقبلهم بمعنى آخر إن "القدرية الإلهية" المتحكمة بعقول الناس وبمستقبلهم كما يرون والمقرونة بسيطرة سياسية دينية حاكمة تجعل المسافة بيننا وبين تغيير واقعنا مسافة طويلة جداً...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستخدام الدين فى الصراع على الحكم
Amir Baky ( 2013 / 5 / 30 - 06:37 )
تاجرت بعد العائلات بالدين لتتحكم فى حكم البلاد و هذا ما حدث فى معظم الدول الخليجية و الممالك. وبعد ظهور الجمهوريات بدأ البسطاء يتطلعون للحكم أيضا فوجدوا ضالتهم فى المتاجرة بالدين أيضا. فإنه أسهل طريقة أن تجعل الشعوب خانعة ولا تعترض على الحكم حتى لا يسقطوا فى معصية الخالق. فمن ينظر مثلا لقادة الإخوان مجموعة من البسطاء تاجروا بالدين و خانوا البلد فى تنظيمات دولية لتتدفق عليهم الملايين من اللذين يريدون إسقاط مصر (طز فى مصر كما قال مرشدهم السابق). ورغم وجودهم بالسجون كما يروجون أصبحوا ملياردرات. فالمتاجرة بالدين جعلت بعض الأشخاص مسيطرين على عقول السذج. وسيستمر إستخدام الدين فى السياسية والصراع على الحكم من جميع الطبقات الإجتماعية حتى نهاية الحياة على هذا الكوكب فإنها طريقة مجربة من أيام الفراعنة حتى الآن

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah