الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا نحترف البكاء ....

محمود جابر

2013 / 5 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الواقع المرير وليس المر الذى نحيا فيه يحتاج الى مزيد من التأمل، خيال شاعر، وقلب ثائر، وعقل تاجر، كل هذا يجب أن نستحضره الآن ونحن نتدبر حالنا حتى لا نحترف البكاء .
وحتى نضع القارىء على أول سطور الموضوع ... وارجو القراءة بتدبر ..
إن صعود أى تيار سياسى أو نظام سياسى يحتاج لعدة اشياء، وسواء اتفقت معه او اختلف معه فإن استحضار أدوات الفعل هى التى جعل من الفعل شىء ذو قيمة .
وهنا نحتاج الى سؤال مركزى للدخول الى قلب الموضوع : كيف استطاع تيار الاسلام السياسى وتحديدا " الاخوان المسلمون" من السيطرة على الثورة وحكم مصر؟

اولا : استطاعت هذه الجماعات وخلال اربعين عاما أن تقوم بعملية انتشار رأسى وافقى . واستطاعت خلق تيار عام، وطرحت من خلال هذا التيار حالة مظلومية على مستوى الذهنية المصرية بشكل شامل .
وتفصيلا : الانتشار الرأسى والافقى :
استطاع هذه الجماعات من خلال ارتباطها بالسلطة أن تتواجد فى مفاصل الدولة من خلال اساتذة فى الجامعات وهؤلاء الاساتذة استطاعوا خلق شريحة من المعيدين فى الكليات المختلفة ، ثم اصبح هؤلاء المعيدين اساتذه فى الجامعات واعضاء هيئات تدريس واعضاء نقابات ومن خلال نقاباتهم او اعمالهم استطاعوا ان يكونوا جزء من المناخ الاقتصادى .
وايضا استطاعت عدة شرائح منهم ان تتسرب الى العديد من النقابات المهنية وصناعة جماعات ضغط يمكن للاخرين المراهنة عليها فى ترجيح كفة هذا عن ذاك، ثم اصبحت هذه الجماعات ذات حضور فى الجمعيات العمومية وبذلك طرحت نفسها مرشحين فى مجالس النقابات باعداد بسيطة تستطيع ان تحسم المعركة بضربة قاضية .. فازعجت خصومها وارسلت لهم بعض من اشارات القوة التى يحسب حسابها .
الانتشار الافقى كان هو التوزيع فى كافة المفاصل والمناشط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية والمهنية على كافة التخصصات وفى كل الشرائح .
أما الانتشار الافقى : فقد عملت هذه الجماعات على التواجع فى المساحت التى انسحبت منها الدولة وفقا لقاعدة الجغرافيا لا تعرف الفراغ ، فقد استطاعت هذه الجماعات ان تنتشر فى كل المناطق التى تعانى عجز فى الخدمات والتنمية، فقدموا من خلال الزوايا والمساجد والجمعيات والافراد خدمات شكلية كجرعة ماء التى تبل الريق ولا تروى العطش ولكن استطاعت ان توظف بعض من الشعارات الدينية المخدرة فى هذه الخدمة المتدنية من خلال بعض أوهام الحلول كالعلاج بالاعشاب والعسل والرقية ومن هنا استطاعت توظيف بعض من الاشارات الدينية فى منتج اقتصادى شكل حالة نامية من الاقتصاد الرمادى للجماعات فوجدنا سلسلة محال تبيع العطارة على انها ادوية ناجعة العلاج والفقير يستطيع ان يدبر بعض من القروش يدفعها فى علاج ويامل من الله الشفاء والجماعة تراكم هذه القروش وتحولها الى مبالغ يمكن توظيفها فى مشروعات اكبر وتستطيع ان تخرط عدد كبير من اعضائها تسد بها حاجتهم المادية وتسد عجر البطالة لديها ويصبح فيها الفرد محتاج الى المجموع وطائعا للجماعة .
من هنا كان سلسلة جمعيات " انصار السنة " التى وصل عددها قبيل الثورة الى 120 الف فرع تنتشر فى كل بقعة من بقاع مصر المحروسة وعددا اصغر من جمعيات " الجمعية الشرعية" حوالى 80 الاف فرع هذا بالاضافة الى سلسلة مساجد عرفت بالتوحيد والرحمن والتوبة .... وجمعيات اخرى لها الالاف العناوين والاشكال استطاعت ان توجد انتشارا عجزت الدولة ان تكون لها هذا الانتشار .
-- ثانيا التيار العام والمظلومية :
استطاعت هذه الجماعات منفردة تارة ومجتمعة تارة اخرى ان تخلق تيارا عاما - سمى تيار التدين - هذا اتيار له سمات واضحة المعالم جلباب قصير او سواك فى اعلى الجيب العلوى للقميص ولحية كثة و قميص قصير، وثياب للنساء فضفاض وخمار وقفاز يغطى الايدى ثم بدات حمى النقاب ذو الفتحات العينية ثم بدات هذه الفتحات فى الاختفاء وبقى النقاب بلا اى ثقوب .
السلطة فى المقابل بدات فى دعم هذه الجماعات من خلال خطاب اعلامى ركيك يستخف بهذه الظواهر فقط ولا يطرح شىء فى العمق حول هذه السمات ولماذا (؟) الا ان الجماعة استطاعت من خلال هذا التيار المنتشر فى القرى والنجوع والاحياء الشعبية والنقابات وهئيات التدريس وغيرها استطاعت ان تشيع ان السلطة علمانية - وعلمانية بمعنى انها ضد الدين - وان استهزاء السلطة بالسمات الدينية هو نوع من انواع اضطهاد الدين والمتدينين وان السلطة تقوم بالتضيق عليهم لانهم يريدون ان يظهروا الدين والاسلام الذى تحاربه الدولة . المواطن الذى يلتقى هؤلاء فى المساجد خمس مرات فى اليوم وفى الشوارع طوال اليوم قارب على تصديق الفكرة والذين لم يصدقوا الفكرة وجدوا ان الاقتراب من هذه الجماعات يمكن ان يعود عليهم بالنفع بشكل او باخر. ومن هنا تم خلق هذا التيار وسط الجموع .
هنا اصبحت الجماعة تعيش فى وسط حاضن لدعوتها وتستطيع ان تقدم بعض من الحلول التى عجزت الدولة عن حلها مثل التوظيف بغض النظر عن كونه توظيفا او استغلالا للافرا او الدين ولكن هو بعض من الحل .
وفى المقال كانت كافة التيارات السياسية عاجزة عن صناعة هذه المنظومة المتمثلة فى الانتشار الرأسى والافقى وصناعة تيار عام وطرح مظلوميتهم على الشعب ولكن الاخطر فى كل هذه العملية كلها يتمحرو فى محورين رئيسيين .
المحور الاول : الانتلجانسيا ، والمحور الثانى : الذراع الاقتصادى .
اما المحور الاول : صناعة الانتلجانسيا :
والانتلجانسيا هى الطبقة الوسطى او الوسيط الذى يربط بين القواعد والقمة . وبلغة السياسة صناعة الكادر وبلغة الدعوة صناعة الواعظ .
استطاعت هذا الجماعات من خلال مراكز التاهيل والاعداد ومعاهد الدعوة وخلق وسائط مغايرة او توظيف وسائط اعلامية جديدة ان تفسح المجال للهذا الطبقة ومنذ البداية عملة هذه الجماعات على استغلال شريط الكاست والسى دى والانترنت واليوتيوب ان تخلق وسطاء او وسائل اعلامية جديدة تضرب بها احتكار السلطة للاعلام فى مقتل هذا قبل نفاذ هذه الجماعات الى الاعلام المرىء على وجه الجصوص ، ومن خلال طرح وسطاء ووعاظ جدد ما بين الفينة والفينة استطاعت ان تخلق وسطا قريبا من كل شيخ فيهم وبحسا عدد الشيوخ - الوعاظ او الوسطاء او الانتليجانسيا - تشكل القوة العددية لهذه الجماعات . وهم على سبيل المثال :
- وجدى غنيم
- أحمد فريد
- سعيد عبد العظيم
- محمد حسان
محمد يعقوب
خالد الجندى
- عمرو خالد
صفوت حجازى
- الحوينى
- مسعد انور
- عبد الملك الزغبى
- محمد عبد المقصود
وهذه عينة قليلة من الاسماء التى يمكن وصفها بالانتليجانسيا او كوادر الحركة والتيار العام او الوعاظ او الدعاة وهم من الكثرة بمكان هذه الكثرة استطاعت ان تجعل من العمل الدعوى الاسلامى عملا حصريا لهذه الاسماء وهذه الاسماء لم يتوقف دورها على العمل الوعظى فقط ولكن العمل الوعظى كان مرحلة تلاها بعد ذلك عددا من المراحل واهمها مرحلة العمل الاعلامى والاجتماعى كالقنوات الفضائية والجمعيات الاجتماعية كصناع الحياة ورسالة والتى من خلالها استطاعت ان تكون هى المحرك للوعى العام فى مصر .
وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني