الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلام/صهيوني.. على الأبواب!

حنان بكير

2013 / 5 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم نعرف في تاريخنا الحديث، مرحلة تشويش وارتباك فكري وديني كما نشهد في وقتنا هذا. بعيدا عن الوضع السياسي.. فقد شهدنا قبل فترة ما يسمى " بالربيع العربي"، بعض الظواهر الغريبة نوعا ما عن مجتمعنا.. فقد ظهرت فرق دينية لم نسمع بها من قبل، وتحمل تعاليم دينية واجتماعية غريبة عن ثقافتنا، سيما فيما يتعلق بالعلاقات العائلية من مثل تحريم بقاء الابنة وحيدة مع ابيها، وعلاقة الام بإبنها... وما شابه من تلك التعاليم التي انتشرت في الاوساط الشعبية بشكل خاص، وقد عشّشت تلك الحركات ونشطت في التجمعات الفقيرة ماديا وثقافيا مستغلة الفقر والبطالة، لاستقطاب الناس، وغسل أدمغتهم بأفكار وفق أجندات مجهولة، ومصادر تمويل هي الآخرى مجهولة.
وقد اصبح لكل فرقة، طريقة خاصة في ارتداء الحجاب، بحيث اصبح يتم تمييز انتماء المحجبات من طريقة ارتدائهن له.. فتحوّل الى رمز سياسي وهوية انتماء للفرقة الدينية ليس أكثر! بدليل، ارتداء المحجبات لملابس تظهر المفاتن وتفاصيل الجسد، بشكل فاضح، إضافة الى طريقة التزيّن بشكل صارخ وهذا ما يتنافى مع بعض الآحاديث الدينية.
كما انتشرت ظاهرة الاغتصاب العلني، وفي الأماكن العامة، كما حدث في مصر، وفي احدى المرات حدث ذلك بوجود السيدة كوندوليسا رايس في مصر، حيث اغتصبت الصحفيات، ومن قبل بعض رجال قوى الأمن الداخلي، المكلّف بحماية المواطن!
وأعتقد جازمة من ان موجة السعار الجنسي هذا، جاء مشحونا نتيجة انشغال واشتغال تلك الفرق "الدينية" على موضوع المرأة والجسد الى حد الهوس!
تزامنت هذه الأحداث مع بدء ظهور طبقة من رجال الدين بفتاويها الغريبة عن ثقافة مجتمعنا، من مثل فتوى إرضاع الكبير وبول الرسول ومضاجعة الرجل لزوجته المتوفاة وغيرها.. ثم كرّت سبحة تلك الفتاوى المخزية، والتي تعتبر نوعا من ثقافة" البورنو"..
ومع بدء " الربيع العربي"، تعاظم تناسخ رجال الدين، وتكاثرت كالفطر فتاواهم المعيبة.. وأصبح جسد المرأة هو المحور الوحيد الذي تتركز عليه، اهتمامات رجال الدين. فلا الفقر ولا الجهل ولا الأميّة ولا البطالة، شغلت بال تلك الفئة التي ظهرت فجأة كالفطريات المؤذية!
شرعنت تلك الفئة الدعارة بإسم الدين. رافقها انفلاش في العلاقات الجنسية هي غريبة عن مجتمعنا وثقافتنا، فابتدعت عشرات الأنواع من الزيجات! بدعوى السفر والسياحة والويك إند وستر عرض النساء!! واخيرا وحتما ليس آخرا.. نكاح الجهاد !! ومفاعيله من انتشار الامراض وخاصة مرض الإيدز !
الترويج لثقافة الموت، بمغريات جنسية هي ايضا احدى سمات هذه المرحلة المشوّشة.. اغراءات جنسية دنيوية بإباحة الدعارة بحجة الترفيه عن المقاتلين، ودعوة النساء للتبرع بأجسادهن" للجهاديين" .. في الدنيا، وفي الآخرة مع الحور العين اللواتي ينتظرن أولئك الأشاوس! وكيف يستعدن العذرية بعد كل مضاجعة! ولا ندري سر هذا الهوس باللون الأحمر! فتاوى تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين، من يعتبرن كافرات من النساء السافرات!! وهذا الربط بين الدين والجنس، والدين براء منهم" يدفعنا دوما للتساؤل: هل هذا هوس ديني أم كبت جنسي؟!
برأي المتواضع والبسيط، أن هناك ماكينة إعلامية كبيرة، وبإمكانيات مالية ضخمة، تقف خلف النبش في التاريخ وقاعه المظلم، واستخدام الدين بشكل مخزي، لتشويه الدين الاسلامي وحرفه وتفريغه من محتواه الانساني، بمعنى التعتيم على الجوانب الانسانية والمضيئة، والتركيز على الاسرائيليات وما طرأ على الدين من إضافات على مر الزمن..
وكما نجحت الحركة الصهيونية في " صهينة" فريق من المسيحيين، وهم من عرفوا بالمسيحية الصهيونية، فإن هذه المرحلة ستنبثق عنها مجموعة من " الاسلام المتصهين".. وهذا احد اهداف ما يسمى بالربيع العربي! فهذه الحركات الاسلامية التي ركبت موجة انتفاضة الشعوب العربية وسلبتها انجازاتها، حيث بدأت مرحلتها بمغازلة اسرائيل، وإعلانهم بعدم وجود خلاف معها ابتداء من تونس الى ليبيا و مصر التي أعلنت منذ البداية عن احترامها لكل الإتفاقيات الدولية وعدم المسّ بها، وبضمنها اتفاقية كامب ديفيد، التي ذهب ضحيتها الرئيس السابق أنور السادات، وعلى يد الاخوان المسلمين! وليس انتهاء بما تناوله الاعلام عن إضافة مادة جديدة في جامعة الازهر حول آداب التعامل مع الجيران، وفقا للدين الاسلامي، واسرائيل هي الجارة الأقرب لمصر، وهذا هو الهدف الأساسي لاستحداث هذه المادة !!
بالاضافة الى النتائج السياسية الكارثية، " للربيع العربي"، فإن اسلاما جديدا سوف يظهر كالفطريات على جسد الاسلام الذي عرفناه وخبرناه، وشواهد التقارب الاسلامي/ الاسرائيلي، ولا أقول اليهودي، بات واضحا وعلنيا، سواء على صعيد العديد من الدول التي تعلن عن نفسها " إسلامية" وان لجهة الدول المنتفضة والتي اغتصبت حركة الاخوان المسلمين السلطة فيها.. فنحن الآن على أعتاب ظهور اسلام/ صهيوني بإمتياز!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من تصهين كفر
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 2 - 03:58 )
الاسلام لايمكن أن يكون صهيونيا
أول من تصهين هم الشيوعيون وانطلاقا من فلسطين
أما الاسلام فالقران المقدس
ينتقد اليهود سورة البقرة مثلا
ولايمكن لمسلم أن يكون صهيونيا
مايقع الأن منعطف والأمور مازالت تغلي
لكن الشعوب عبرت ديموقراطيا عن اختيارها ثوريا وانتخابيا خاصة في تونس والمغرب ومصر وثارت في ليبيا وسوريا
وهج الاسلام قادم
مازلنا نجد السير
يأتي الله بمافيه الخير

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب