الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دليل الحيارى فى أحوال ملة النصارى (1)

رفعت السعيد

2013 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




والعنوان قديم استخدمته فى دراسة مطولة نشرت بمجلة القاهرة منذ خمسة عشر عاماً، وما إن بدأت هذه الكتابة الغاضبة حتى تذكرته، فالمسألة لم تزل تزداد احتقاناً مع حكم الإخوان وتحكمهم، ومع الأخونة التى تستبعد المسلمين غير الإخوان فما بالك بالأقباط، ويتذكر الأقباط فتاوى إخوانية تحرم بناء الكنائس فى ديار الإسلام ونعود إلى المقارنة مع الحقيقة الأولى والأهم وهى موقف الرسول الكريم من الكنائس.. ويطالعنا المطران قسطنديوس مطران سيناء فى عام 1840 فى كتابه «رهبان مصر» قائلاً إن الرسول أقام علاقة حميمة مع رهبان دير سانت كاترين وأرسل لهم عهد أمان فى عام 624م يعرب فيه عن احترامه لحقوقهم وللامتيازات التى كان يتمتع بها رهبان الدير وأضاف إليها امتيازات جديدة.

ويقول المطران قسطنديوس «إن رهبان الدير ظلوا يحتفظون فى توقير واحترام برسالة سيدنا محمد والتى وقع عليها ببصمته وتحت البصمة واحد وعشرين شاهداً، وبعد الفتح العثمانى تفاوض سليم الأول مع رهبان الدير واستولى على الرسالة النبوية ليحفظها فى الخزانة السلطانية بالقسطنطينية وأعطاهم بدلاً منها نسخة مكتوبة باللغة التركية، وأضاف إليها تعهداً كتابياً باحترام حقوق وامتيازات رهبان الدير».

والدير فى قلب الصحراء، حيث قطاع الطرق، ومع ذلك لم يمسسهم أذى وعلى العكس تعهدت قبائل العوالق وأولاد سعيد والعوارمة بحماية الدير وإمداد رهبانه بما يحتاجونه من مؤن. ويقول بيرمينوف «فى دراسة بعنوان (الحجاج الروس فى سيناء – مجلة نحن والعرب – موسكو 1990) إن العديد من المسلمين ظلوا طوال قرون يتوجهون للدير للتبرك بمقتنياته والتماس الشفاء من بركتها».

وقد تهدم الدير مرتين الأولى فى 30 إبريل 1312 إثر زلزال شديد والثانية فى نهاية القرن 18 وفى المرتين تولى حاكم مصر إعادة بناء الدير وترميمه باستمرار.

ويروى أبوعبيد البكرى فى كتابه «المسالك والممالك» وصفاً لبلده قرنوط يقول «وتطل على النيل وبها أسواق ومسجد وكنيسة ومعاصر سكر وقصور شريفة يسكن بعضها رهبان كنيسة مارمينا وهى كنيسة عظيمة بها عجايب من الصور والنقوش وقناديلها لا تطفأ أبداً وبها صور الأنبياء يحيى وزكريا وعيسى وصورة مريم، وثمانى صور يزعمون أنها للملائكة، ويوجد مسجد أنشأه الرهبان على بعد عشرة أمتار من كنيسة التجلى التى تمثل فيها التجلى الإلهى لسيدنا موسى وذلك كى يتمكن الزوار المسلمون من الصلاة، وبالمسجد حتى الآن محراب فاطمى ومنبر وكرسى لقراءة القرآن يعتبران من أنفس التحف الفاطمية (الموسوعة المصرية – هيئة الاستعلامات – تاريخ مصر وآثارها ص 974) فأين ذلك كله من الفتوى الإخوانية التى نشرتها مجلة الدعوة لسان حال الإخوان (أول سبتمبر 1981) والتى تحظر بناء الكنائس فى البلاد التى أعمرها المسلمون مثل العباسية وحلوان وصولاً حتى الزمالك والعاشر وغيرها، أما البلاد التى فتحت عنوة كالإسكندرية فلا كنائس، وفى البلاد التى فتحت صلحاً تبقى هذه (الأشياء) (هكذا فى الفتوى) ولكن لا يجوز إصلاحها أو ترميمها أو إعادة بنائها..» هذا هو الموقف الإخوانى الرسمى، للمفتى الرسمى للإخوان، فى الجريدة الرسمية للإخوان.

ونقارن هذا بذاك ونسأل من هو الأقرب إلى الإسلام ومن الأقرب إلى التأسلم المتطرف؟ وماذا عمن يقرأ فتوى الإخوان ثم يعتدى على كنيسة أو يحرقها أو يهاجم الكاتدرائية؟ ويحتاج الأمر إلى إيضاح إخوانى يتبرأ من هذه الفتوى.. على الأقل حتى يمكن أن نصدق ما يردده د.مرسى عن الإخوة بين المسلمين والمسيحيين وعن احترامه للكاتدرائية. أليس كذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_


.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال




.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا