الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يلدغ -العربي- من الجحر مرتين

علي جديد

2013 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يعد يخامرنا أدني شك في أن عقول التعريبيين و المتأسلمين متكلسة و بليدة و كسولة و لا تستفيد من تجارب الآخرين المريرة, و غير مؤهلين لقيادة شعوبهم فما بالك بقيادة العالم, لأنهم ليسوا بذلك المؤمن الذي قصده الرسول ( ص) بالحديث الشريف: "لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين",..

فقد قادت العروبة قادتها الأولون إلى المشانق و لم يتعض الآخرين, و لن يطول بهم المقام لأنهم مازالوا يحتفظون بنفس المطبلين و المزمرين الذين يقدمون لهم "العروبة" على أنها طوق النجاة, تماما كما كانوا يفعلون مع المخلوعين, لأن التعريبيون لم يعد يطيقون ما آلت إليه الأمور بعد "الربيع", فأينما ولوا وجوههم في شمال إفريقيا إلا و تم وجه الأمازيغية, و أي "نوتة" موسيقية يضربونها تذكرهم بأنهم في بلد الشعراء و الموسيقيين العظام كالدمسيري و الحاج بلعيد و تباعمران و "صاغرو باند" و معتوب لوناس, و كل دمعة حزن على خد أطفال أنفكو إلا و تهمس في أدانهم "اثقوا الله في المظلومين و لا تخفوا الحق و أنتم تعلمون", و كل حبة تراب تحت أقدامهم إلا و تتبرأ منهم متسائلة عما جيء بهم إلى هذا المكان, و غاضبة منهم لتغييرهم لاسمه من "تمازغا" إلى "المغرب العربي"..

لم و لن يتعضوا. فزعماء "النهضة" في تونس و "الإخوان" في ليبيا و مصر و القومجيون في الجزائر يراقصون معهم شرذمة من العروبيين كأنهم رؤساء جوقة وليس رؤساء جماعات إسلامية و أحزاب سياسية من المفترض منهم الإلمام بتاريخ بلدانها و الغيرة على هويتها الأمازيغية. يتمايلون على نغمات العروبة و الوهابية في أدب و خشوع لا يستحضره بعضهم حتى و هم بين يدي الله في الصلاة, و ما لا شك فيه أنهم عوض قيام الليل ابتغاء مرضاة الله - كما كان الرسول (ص) يفعل - يقيمونه تحضيرا للهجوم على الأمازيغية و الأقباط عندما يبزغ الفجر ابتغاء مرضاة عربان قطر و السعودية غير آبهين بالحديث الشريف " من أرضى الناس بسخط الله سخط عليه الله و سخط عليه الناس"..

أما بالمغرب فبنكيران و جوقته قد جعلوا من تكفير الأمازيغ, و الزيادة في العصا و الأسعار أكبر همهم, جزاء لهم على رفضهم لجلباب حسن البنا الذي فصله على مقاسم. أما مع العفاريت و التماسيح، فقد تعامل معهم كأخ كريم و ابن أخ كريم, قائلا لهم: "عفي الله عما سلف", اقتداء بقول المصطفى "اذهبوا فأنتم الطلقاء". كما أجاب نواب الأمة عن السبب وراء رئاسة ابن أحد حاشيته لإحدى أغنى الجمعيات قائلا: "ولد الوز عوام", ما يعني أن يصبح ولد الوزير وزير و ولد الكومسير كوميسير و ولد الفقير فقير من المهد إلى القبر, مكرسا بذلك الزبونية و الإفلات من العقاب بدلا من محاربتهما, و هو ما يؤكد أن هناك مسافة كبيرة بين ما هو كائن و ما يجب أن يكون..

معاملات كهذه لا تصدر إلا عمن جاؤوا ليهلكوا ما تبقى من "مكارم الأخلاق" مستعينين بدموع التماسيح و "حوار الكنغر".. فهل كان الرسول الأعظم يراعي في تولية أمور الناس القرابة و جبر الخواطر, و تعريب العجم, في جو من الشحن و الاستقطاب العنصري? و قد لا يحتاج مشايخنا أن نوصيهم بقراءة "الفتنة الكبرى" لطه حسين, ليعرفوا الأسباب الحقيقية وراءه تلك المصيبة, لعل و عسى أن يتعظوا قبل فوات الأوان?

فهل كان الرسول الكريم سيقف مكتوف الأيدي أمام التماسيح? فالذي تهاون فيه بنكيران و صحابته ما كان الرسول ( ص) ليتركه حتى ينجح فيه أو يهلك دونه, لأنه بالفعل "الصادق الأمين". و لو كان السيد الوزير صادقا بالفعل لأجابهم قائلا: " و الله لن أترك المفسدين دون محاكمة حتى لو كلفني ذلك أكثر من موقعي". لن يقولها لا هو و لا أي من زعماء الحكومات الإسلامية لأنهم كانوا عاقدين العزم على زيادة صبيب الفساد, ألم لن يفصح عن نيته مطاردة تمازيغت و استنجد بالإخوة "المسلمين", الذين لن يتركوا هذا العمل "النبيل" حتى لو اضطروا للتحالف مع الشيطان ..

فهل كان بنكيران و الغنوشي و المرزوقي و مرسي- الخلفاء الراشدون في العصر الحالي (كما يوهمون الناس)- أمناء و صادقين و يفشون السلام على كل الناس قبل توليهم السلطة? الخوف الذي ينتاب الناس لمجرد ذكر أسماءهم, و كرههم لكل من لا يشاركهم الرأي, و تبنيهم لأيديولوجيات التطرف و الهيمنة لأنصع دليل على عدم إتباعهم طريق الحبيب, بل طريق السلف «المخلوع"..

جملة القول أن التاريخ سيعيد نفسه عاجلا أو آجلا, بسبب تدنى مستوى التسامح و النضج الفكري و الثقافي, و ستعود ساحات التحرير لتعج بالثوار و عائلات الشهداء و الجرحى و رائحة "الياسمين" و الدم و البارود, و ستبدأ من جديد عمليات الشنق كصدام, و الهروب كبنعلي, و المغادرة غير الطوعية كصالح, و المحاكمات المهينة كمبارك, و القتل بعد الإهانة كالقذافي, و القصف كالأسد و "الحبل على الجرار", كما يقول المشارقة, و "ما ظلمناهم لكن كانوا أنفسهم يظلمون", صدق الله العظيم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرية المؤامرة تؤكد عدم إيمان الشعوب الإسلامية
Amir Baky ( 2013 / 6 / 2 - 10:11 )
عند كل مصيبة نجد تبرير المؤامرة الغربية على الإسلام. فلو علم العرب بأن الغرب يورطة فى مشاكل فلماذا يلدغ منه عشرات المرات. فأما أن هذه الشماعة كاذبة أو أن العقل العربى غير مؤمن و يلدغ من نفس الجحر عدة مرات.

اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر