الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


6- المقال الختامي في سلسلة مكان المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء

نبيل هلال هلال

2013 / 6 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الله تعالى يقول :"وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِالسُّجُودِ"الحج26. ومن المعجم :"بوأ المنزل له أي أعده " ( المرجع : المعجم الوسيط – الجزء الأول –الطبعة الثالثة – مجمع اللغة العربية) ,"وبوَّأه اللهُ منزلا أي أسكنه الله إياه , وتبوأت منزلا أي نزلته , وبوأتك بيتا أي اتخذت لك بيتا ,وتبوأ أي نزل( وأقام) " ( المرجع : لسان العرب –ابن منظور – الجزء الأول – دار المعارف). لذا لنا أن نفهم من الآية السابقة أن الله تعالى أسكن إبراهيم المكان الذي فيه البيت (وهو غير مكان الكعبة), فأقام فيه إبراهيم واتخذه مسكنا , ويتسق ذلك مع معنى (مقام إبراهيم ) وهو المكان الذي سكنه عند بلوطات ممرة . ومن المعلوم أن إبراهيم لم يتخذ مكان الكعبة منزلا وسكنا له , ولكن نزلت به هاجر وإسماعيل(من ذريته),ذلك في الآية :{رَّبَّنَا إِنِّي( أَسْكَنتُ) مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}إبراهيم37. ولما كانت الكعبة تتوسط وادي مكة في دائرة نصف قطرها حوالي 25 كم فإن كل ما يقع داخله فهو في مكة. ويمتد وادي مكة ليغطي مساحة كبيرة من البيت الحرام إلى عرفات ,ويقع هذا الوادي ضمن الأرض المباركة ,لذا فكل ما يقع في هذا الوادي فهو ضمن مكة المكرمة . وعرفات يقع في طرف هذا الوادي , وبذا فمنطقة نمرة تعتبر واقعة داخل الحرم المكي ,لذا يكون التعبير القرآني شديد الدقة إذ يصف المسجد "بالأقصى" ,فهذا المسجد يقع في أقصى وادي مكة. وكلمة (القصوى) معجميا بمعنى طرف الوادي ( المرجع : ابن منظور – لسان العرب – المجلد الخامس – صفحة 3657 – طبعة دار المعارف –مصر), والأقصى والقصوى كالأكبر والكبرى . ويقول الفرَّاء : الدنيا مما يلي المدينة , والقصوى مما يلي مكة ( المرجع : المرجع السابق ,نفس الصفحة ). "وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ" ,يقول المفسرون إن الله دل إبراهيم على مكان الكعبة , لكن كلمة بوَّأ ليست بمعنى دل , وكيف يدله على شيء لم يكن موجودا , فالكعبة كما نعلم أول من بناها كان إبراهيم بمساعدة ابنه إسماعيل ( المرجع : عن علي بن أبي طالب قال إن أول من بنى البيت هو إبراهيم – الفاكهي الجزء الخامس ). تُرى هل بلغنا نهاية المطاف , ليس بعد . مضى القول إن المنطقة المقدسة التي بارك الله فيها وحولها, هي التي كلم الله فيها موسى , وبها الوادي المقدس طوى, وبها الكعبة , وبها المنطقة التي أقام فيها إبراهيم وسارة -وهاجر قبل إسكانها بجوار موقع الكعبة قبل رفع قواعدها- والتي انتقل إليها إبراهيم ولوط بعد أن اعتزل قومه, وهي قريبة من قرية لوط التي دمرها الله , وهي المنطقة التي كان بها آدم وحواء, وهي المنطقة التي تضم المسجدين: المسجد الحرام والمسجد الأقصى. ومما أسلفنا , نكون قد انتهينا إلى إثبات أن المسجد الأقصى هو منطقة داخل المنطقة المباركة (المسجد الأقصى الذي باركنا حوله), ولم يبق غير أن نوجز ما سبق , فنقول إن المسجد الأقصى هو ذاته مكان إقامة ومصلى نبي الله إبراهيم بنمرة بعرفات , ووجه المشابهة بين المسجدين الحرام والأقصى واضحة: فكليهما مكان ومنطقة - وليس مبنى- تمارس فيهما الصلوات , والملايين من الحجيج يتوجهون إليهما , ولا يصح الحج إلا بالصلاة في كليهما . وقد صلى إبراهيم وآله في المسجد الأقصى قبل المسجد الحرام , فبعد انتهاء إبراهيم-ومعه إسماعيل- من بناء البيت أوحى الله إليه أن أذن في الناس بالحج , وذلك بعد وقت من إقامته في منطقة المسجد الأقصى. وقد جاء في التوراة أن إبراهيم قد أقام في بلوطات ممرا مذبحا للرب ... :"ونقل إبرام (إبراهيم )خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا وبنى هناك مذبحا للرب" التكوين 13-18. "وممرا هو تحوير لاسم موقع مهم على حدود وادي عرفة والمشعر الحرام يُعرف اليوم بنمرة وبه اليوم مسجد كبير يسمى مسجد نمرة والذي به وإلى جانبه تحتشد جموع مليونية من الحجاج سنويا بيوم عرفة , وقد أقيم هذا المسجد على الموقع الذي أقام فيه إبراهيم ,كما أكد التراث العربي أن إبراهيم لما ضرب خباه في نمرة دون عرفة بنى مسجدا بأحجار بيضاء وكان يُعرف أثر مسجد إبراهيم حتى أُدخل في هذا المسجد الذي بنمرة" . انتهت سلسلة المسجد الأقصى المنقولة من كتابنا ...... بين القرآن والتراث , ونبدأ بإذن الله تعالى بنشر ما يتيسر من الحديث عن الإسراء-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ نبيل هلال
صباح ابراهيم ( 2013 / 6 / 3 - 18:52 )
النبي ايراهيم لم تطا قدماه حسب كتاب العهد القديم ارض الجزيرة العربية مطلقا ، بل سكن حوران ثم انتقل الى ارض كنعان حسب أمر الله وعاش هناك .
اما قصة المسجد الاقصى وموقعه فهو يقع في منطقة ( الجِعرانة ) وهي تقع شمال مكة ب 29 كيلومتر، وفي وادي العدوى القصوى التي ما زال اسمها يستعمل حتى اليوم .

جاء في كتاب بحوث في الفقه المعاصر, الجزء الثاني ما يلي :
يقع هذا المسجد وراء الوادي بالعدوة القصوى ويعرف بالمسجد الأقصى لوجود مسجد آخر بُني من قبل أحد المحسنين يعرف بالمسجد الأدنى.

جاء في حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج ج 4 ص 50
-اعتمر (النبي) منها, أي من الجعرانة, قال الواقدي إنه صلى الله عليه وسلم أحرم منها من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى في ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة .. وقوله [ثم أصبح] أي ثم عاد بعد الاعتمار إلى الجعرانة فأصبح فيها فكأنه بات فيها ولم يخرج منها-

اذا رغبت في التفاصيل راجع مقالنا (اين يقع المسجد الاقصى الحقيقي ؟ )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189134


2 - المسجد الأقصى
ناظم مراد ( 2013 / 6 / 3 - 20:21 )
ا

هذا ما أفرد له جناب القمّص زكريّا بطرس حلقة خاصة تحت عنوان (قضية المسجد الأقصى رسالة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط) عبر الرابط أدنى بتاريخ 07/آب- أوغسطس/2009
http://islamexplained.com/TruthTalkEpisode129/tabid/1417/Default.aspx

وقد وردت تعليقات على الحلقة من أهمّها:
{المسجد الأقصى في الجعرانة وليس في القدس ولو كان في القدس أليس من المفروض أن تنزل سورة بهذه الرحلة وتفاصيلها أو على الأقل عدة آيات لأهمية الموضوع؟ والحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن القدس لم ترِدْ في القرآن بأيّ من مسمّياتها مثل: يبوس أو إيليا أو أور سالم أو أورشليم أو بيت المقدس أو القدس. ألا تستحق قدسيتها من محمد عدة آيات بدل ذكر الآية (فبأيّ آلاء ربّكما تكذبان) في سورة الرحمن 31 مرة؟} انتهى

شكر- مع فائق التقدير


3 - الأستاذ صباح إبراهيم
نبيل هلال هلال ( 2013 / 6 / 3 - 23:20 )
قرأت لتوي مقالك المشار إليه في تعليقك ,وأتفق معك فيما أوردته من أسانيد تراثية صحيحة, فالتراث مهما كان مزيفا إلا أنه يمكن استخلاص بعض الحقائق منه ,والأمر المهم هو رفض عموم القراء أية أفكار تتعارض مع موروثهم الثقافي أو الديني حتى وإن خالفت صحيح الدين وصادمت المنطق والعقل .لذا كان حرصي شديدا في التماس الدليل والحجة من القرآن الكريم على نحو ما جاء في سلسلة المقالات التي يبدو أن وقتك لم يتسع لقراءتها كلها , وفيها أيضا قصة نبي الله ابراهيم في شبه الجزيرة العربية حتى وإن لم يذكر كتاب العهد القديم أن إبراهيم ( وطأت قدماه ) ارض الجزيرة , وإلا كيف بنى الكعبة...ألخ شكرا لمرورك على المقال وعلى تعليقك القيم

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah