الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي ...ومشكلة الحرية

جواد الشلال

2013 / 6 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاسلام السياسية ...ومشكلة الحرية

لطالما اعجبتني التجربة التركية ... بلد مسلم ينتهج سياسة اقتصادية متزنة ...جعلته يحثى الخطى نحو مصاف الدول الاقتصادية المتقدمة ... نسبة البطالة ...ضئيلة لدرجة انك لاتستطيع تلمسها في الواقع الاجتماعي التركي .... الناس هناك ممتلئين حيوية ونشاط ... الجميع يعمل وكانهم رسموا خط بياني بعيد في مجال التقدم والنماء والرقي ... ... السياحة في احسن احوالها ..وتكاد استقطاباتها ...تشمل كل ارجاء الدنيا ... النظافة العامة ... الصحة ... التعليم ... الفن ...كلها تتقدم بأطراد متناغم ........... تلك هي الصورة التي ارتسمت بخيالنا .... شركات كبيرة تعمل في العراق للبناء .. والطاقة..والزراعة والري .... تشعر بان القطاع الخاص قد ازدهر الى درجة تؤهله لان يكون ... احد عوامل الدفاع عن الديمقراطية وتعزيز مكتسباتها ... حتى ان مجال التمدن والرقي اصبح ينعكس على الازياء الشخصية للمواطنين الاتراك .... لم يعد الامر سرا ... الكل يرى ذلك ... سواء من زار تركيا ... او من يتابع الاعلام والفضائيات والمسلسلات التركية .... كنا ضمنيا نفرح بذلك ... دون اي سبب يتعلق بجانب طائفي او اثني ... انما نرى ان تلك تجربة اسلامية ..ونسخة متطورة من حكم الاسلام السياسي الذي يقدم تجربة جميلة في ميادين الحياة المختلفة ... ويشعرنا بأن الامل موجود ...وان الاسلام السياسي ممكن ان يكون بديلا ناجحا لادارة الدولة ... وممكن ان نساير او نتطور اكثر من علمانية فرنسا بأدارة الدولة .. وربما اكثر من براغماتية اميركا العظمى ... وبدا الامل يزداد في قلوبنا ...بنسخة الاسلام السياسي.... وبانه سيحل محل النسخ التكفيرية والاصولية الراديكالية ... التي تشيع اجواء من الخوف والتكفير ..وتتسم بحنين مزمن بتاريخ.... مختلف عليه ... وبأنشقاقات كبيرة بالتوجهات الفقهية والتاريخية بالقرون الاولى من الدعوة الاسلامية الكريمة ... تلك النسخ التي اضرت الاسلام ربما اكثر من المشركين في زمن الرسول الاعظم ...مثال حركة طالبان ...التي اختزلت الاسلام الى منظومة فقهية محددة وقاسية ومن ثم تحولت الى ايدلوجية غريبة عن مدار الكيان الاسلامي... وعلى اثر ذلك لازال المسلمين بين قاتل لمسلم او لغير مسلم او مقتول ... واصبح... نهج القتل يشرعن ببساطة على يد كائن من يكون ... بمجرد ادعى انه عارف بالفقه ويعرف حدود الله تعالى .... ...... .... تلك ازمة ضمير وعقل تصطرع في وجدان المسلمين ... ويعاني منها المسلمين بين خوف على حياتهم او خوف على دينهم ... ..... اذن التجربة التركية هدأت بعض النفوس وزرعت املا في قلوب الكثير من المسلمين .... عسى ان تصل تلك التجربة الى بلدي طالما ان قوى الاسلام السياسي ... بدأت تحكم الكثير... من البلدان العربية والاسلامية ..خصوصا بعد ما اصبح ما يعرف بثورات الربيع العربي .... التي سيطر الاسلام السياسي على اغلب ادرات الحكومات التي شملت بهذا الربيع المزعوم ..... وانتشر بمؤسسات الدولة كما تنتشر النار في الهشيم ... وبقت قوى اليسار والديمقراطية وانصار الدولة المدنية.. في حيرة من امرهم .. ولم يعد بمقدورهم فعل اي امررئيسي او ستراتيجي ... اما خوفامن الميلشيات المصاحبة لتلك الحركات او من خلال اتجاه الرأي العام الذي انهم يمثلون حقيقة جوهر الاسلام ..... .................. لكن التظاهرات واحداث العنف الاخيرة في تركيا ...جعلتنا نعيد التفكير من جديد بتلك النسخة من الاسلام السياسي ... ونتسأل ... لماذا .... طالما ان الاقتصاد معافى... والحياة جميلة وتشبه الطبيعة الجغرافية الاخاذة في تركيا... اذن لماذا ...... ربما نصل الى اول الخطوط المهمة ...ونقول ان العامل الاقتصادي مهم للغاية ولكن مهما كانت اهميته .... لايصل الى اهمية ..... الحرية .... نعم الحرية هي الاهم تلك ما تبحث عنه الشعوب الان وفي المستقبل ... خصوصا الحرية الشخصية ... وليس الحرية الجماعية للانصار الحركة الساسية الدينية فقط ... فتركيا تعتبر من البلدان القامعة للصحافة ومسيطرة على الاعلام في تركيا وحتى في بعض بلدان الاقليم ...كما ان تدخلها في بلدان الجوار وشعورها بانها الاب الروحي للحركات الاسلامية الاخرى...اصبح مصدر شعور بالخوف على الحريات في تركيا...... كل ذلك اذا صح الاستنتاج .. فيبدو ان الاسلام السياسي لديه مشكلة عميقة ... مع الحرية ... نعم الحرية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية