الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفة الغالبة لا تشعر بمعاناة الطائفة المغلوبة

أسعد البصري

2013 / 6 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نهاية الثمانينات من القرن الماضي ، كنا في الجامعة . الشباب ، الحب ، الشعر ، الفكر ، الكون ، الطموح . نعم كانت هناك حروب و دكتاتورية ، غير أننا رأينا الحياة أكبر بكثير من أن تتشوه بشكل كامل . ربما نشكو من دكتاتورية النظام و ظلمه ، فأهلنا ينتقدون الحكومة كثيرا ويشتمونها . لكننا لم نر في ذلك ما يوقف الحياة . نحتفل ، و نسهر و نغني ، كانت السياسة جزءا صغيرا من الحياة فقط . كنا نرى الشباب الذين يئنون ، أنين الناقة التي فقدت ولدها في محرم . يسمعون محاضرات الشيخ الوائلي ، يتحدثون عن رجل دين عبقري أعدمه النظام اسمه محمد باقر الصدر ، تغرق عيون بعضهم بالدمع حين يذكرون الخميني ، بعض هؤلاء عندهم أخوة و أقارب أُعْدموا في حزب الدعوة ، أو في التنظيمات الشيعية . كان هاجس السياسة ، و نقد النظام ، بالنسبة لهؤلاء الناس قضية حياة ، حلم عاشق ، رغبة مكبوتة . السياسة هي كل الحياة . كنت أعتقد بأنهم أصحاب مزاج سيّيء فقط . الآن وأنا أرى غضب السنة العرب في العراق ، و حرقتهم ، عدم رغبتهم بالحوار الهاديء ، شكوكهم بكل مَن يختلف معهم ، مزاجهم الحاد العنيف الكئيب أحيانا . أتذكر أولائك الأصدقاء الشيعة الطلاب ، و عذابهم . صديقي أمجد السواد واحد منهم ، أخوه معدوم شابا بحزب الدعوة ، و هو سجين سياسي في بداية العشرينات من عمره ل خمس سنوات . كان مجنونا بالحزن ، والغضب ، والسياسة ، والحقد . هو اليوم دكتوراه فيزياء كونية من جامعة توركو ب فنلندا ، و نائب رئيس البعثات العلمية الدراسية في وزارة التعليم العالي ، و أحد رجالات حزب الدعوة ، الجعفري تحديدا . إن الوجدان الجريح ، المكسور ، الذليل لا تستطيب له الحياة مهما كانت جميلة . وهذا حال السنة العرب اليوم ، وربما كان هذا هو حال بعض الشيعة زمن النظام السابق . لم أكن لأتمكن أن أفهم معاناة أمجد السواد ، فماذا أستطيع أن أفعل له ؟؟ ..هو سجين سابق ، أخوه معدوم بحزب الدعوة ، و يحب الخميني و الصدر . لا أستطيع أن أشعر بهذه الأشياء مهما حاولت . لأنها ببساطة لا تمسني وجدانيا ، ولا رمزيا . هذا بالضبط ما يحدث اليوم للسنة العرب ، يحاولون إصابة الشيعة بعدوى معاناتهم ، و كآبتهم ، و وجدانهم المسحوق ، وظلمات سجونهم ، و مقابرهم الجماعية ، واغتصابهم . هذه قضية مستحيلة . لا يمكن لهم أن يسمعوكم على هذه الموجة ، و هذا التردد . لهذا ، ربما ، نحن بحاجة إلى أبطال ... أبطال وطنيين كبار ، وليس فقاعات تظهر بسرعة ، و تكبر بسرعه ، و تنفجر بسرعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن بحاجة الى جان فالجان
العتابي فاضل ( 2013 / 6 / 5 - 12:33 )
صديقي اسعد العراق اليوم بحاجة الى جان فالجان جديد يسرق الكنيسة كي يطعم الجياع...لا لرجال دين ومعممين اول همهم كيف يحصلون على خمس اجدادهم ويأكلون ثريد الجياع كي تكبر كروشهم المليئة بالسحت الحرام واصحاب العمائم البيض كيف يجلدون ظهور المتظاهرين بخطبهم الدينية وهم يرتدون بزز المارينز...اما سنة وشيعة هذه بدعة الديانة التي لا تسمن ولا تغيث جائع..مجرد اختلافات فقهية ساذجة لا لون ولا طعم لها مجرد تراهات عشنا من اجلها وحين وعينا صرنا نركلها بأقدامنا لانها سبب تخلفنا وشرذمتنا..وتقبل مداخلتي ياشاعر الوجدان...


2 - كلماتك حق
أسعد البصري ( 2013 / 6 / 5 - 18:45 )
الأستاذ الكاتب العتابي فاضل المحترم
تحية طيبة و سكرا لمرورك ، إضافتك هنا مضيئة و كلماتك حق
تقديري و احترامي

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah