الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية لاعنفية

غسان شجاع

2013 / 6 / 5
المجتمع المدني


لنظرية اللاعنف جذور تاريخية عميقة لكنها انتشرت في العالم وتبلورت اكثرفي النصف الثاني من القرن الماضي , وذلك بسب اشتداد موجات العنف في العالم والتي ترتبط معه هذه النظرية وجودا وعدما , وهذا يعني ان اللاعنف مازال يعبر عن حالة ضرورة ملجئة فقط ولم يصبح جزءا من ثقافة الناس التي مازالت تحمل مفاهيما مشوهة ومشوشة عنه, فقد نسمع اصواتا من المعارضين لانظمة الحكم تثول : اللاعنف نظرية خطيرة تؤثر على مسيرة الصراع ضد الانظمة الفاشية لانها تميع الصراع وتطيل من عمر انظمة الحكم الدكتاتورية , كما تزين صورة هذه الانظمة أمام شعوبها وتجعل الشعب خانعا فاقدا للحماسة التي اكثر ماتحتاجها المعارضة في صراعها هذا, كما ان اللاعنف برأيهم يستهدف الثقافة والهوية والتاريخ , وقد يتطرف بعضهم فيعتبر ان اللاعنفيين مالم ينظمون لصفوف المعارضة فهم وتلك الانظمة في خندق واحد ....ومن جهة ثانية قد يقال في اروقة الانطمة الحاكمة : هذه نظرية صهيونية جذورها ماسونية من شأنها ان تخفت جذوة المقاومة والمواجهة مع العدو الخارجي واذنابه في الداخل ,...و قد تقسوا اللهجة اكثر مع اشتداد موجة العنف ليقال (لامكان للذين يقفون في الوسط) وقد تتطرف بعض الاصوات فيهم لتقول : من لم يكن معنا فهو ضدنا لان الفرق الان بين من هو وطني ومن هو لاوطني (وطبعا المقصود هنا ان الوطني هو الذي يتبنى موقف النظام فقط)
وبهاتين النتيجتين نرى انه كيف وللمرة الاولى يمكن للنظام الحاكم والمعارضة ان يتفقا على تخوفهما من اللاعنفيين وليس غريبا هذا لان اللاعنفيين محكوم عليهم تاريخيا ان يقعوا بين فكي كماشة النظام والمعارضة . ونتساءل من هو أكثر حرصا على امن الوطن والامة وامن الناس وحقهم في الحياة وهي ابسط حقوقهم ؟اللاعنفيين ام هؤلاء الذين يرفعون شعار حب الوطن ويرفعون الاعلام الحمراء او الخضراء وبنفس الوقت يمارسون ابشع انواع القتل ويزرعون الكراهية في كل ركن بل كل شبر من البلاد . لذلك يجب ان يشكل اللاعنف معيارا ورائزا للانتماءالوطني الوجداني والانساني الحقيقي . وليس الانتماء للجغرافية والتضارييس ؟؟ لوفرغت الاوطان من ناسها ماذا يعني الوطن حينها؟ متى سيعلو صوت العقل والحكمة فوق صوت الرصاص والمدافع والطائرات ؟كغانا استقطابا..كفانا شرذمة ..لقد تقطع اوصال الوطن وتمزقت الامة الى كيانات انظروا الى العراق والسودان . هناك جهود حثيثة وايادي خفية تريد خلق كيانات هزيلة بالمنطقة يرتبط وجودها مع من يتربص شرا بهذه الامة ويثير لتحقيق ذلك النعرات الطائفية البغيضة بالوقت الذي هناك من يتباهى بحصد (اللايكات) على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اصطفافه هنا وهناك كهر يلحس المبرد دون ان يدري بانه يلعق دمه؟ وانوه ان البعض يسره ان يضع اللاعنفيين في خانة المستسلمين . الخانعين او يعتبرهم جبناء في مواجهة هذا الطرف اوذاك او انهم ينتظرون لمن الغلبة في النهاية؟؟؟ وهو راي يجب الوقوف عنده لا لانه محق بمواجهة اللاعنفيين ولكن لوجود هذه الفئة في المجتمع فهو قول يصح على العاجزين روحيا وفكريا وربما اخلاقيا عن القيام باي فعل ...فهم فئة سلبية لسان حالها لاحول ولا قوة ..ولهم شعاراتهم المستمدة من امثال عصور انحطاط هذه الامة والتي تقول بلغتنا المحكية ( يلي بيتجوز امنا بيصير عمنا , او عين مابتقابل مخرز ...وغيرها من الامثال )
ااما اللاعنفيين فهم اصحاب فكر ولهم فلسفتهم ويمكن ان يموتوا ويضحون بحياتهمفي سبيل مبادئهم التي يجاهرون بها (لانهم لايشتغلون في الظل؟؟؟)كما انهم لايخشون في قول الحق لومة لائم لكنهم لايتخلون عن طرقهم السلمية في المطالبة بحقوقهم العادلة حتى لوقتلوا جميعا ...فعلا هي فلسفة صعبة قد لاتروق للبعض .ولكن اتساءل مايمنع ان تأخذ هذه النظرية فرصتها كغيرها من النظريات التي لم تستطع ان توقف حتى الان شلال الدم النازف على امتداد الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية: الدبابات الإسرائيلية تطلق قذائفها تجاه النازح


.. أخبار الصباح | إسرائيل قد تصبح على القائمة السوداء للأمم الم




.. كيربي: لا نؤيد فرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية في حال


.. رقعة | المواصي تزدحم بخيام النازحين من رفح




.. رفح.. إسرائيل تواصل قصف خيام النازحين | #غرفة_الأخبار