الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأويل مختلف لسورة الإسراء - المقال الأول

نبيل هلال هلال

2013 / 6 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا إن "معجزة" الإسراء كانت للتسرية عن النبي لوفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة في ما عُرف بعام الحزن , "مع أنه من المعلوم أن أول ذِكر لهذه التسمية كان على لسان المؤرخ المقريزي , ولم ترد عنه أي إشارة في سيرة ابن إسحاق أو ابن هشام " ( المرجع : أبو المجد حرك – الإسراء والمعراج – ص 217) . والراجح أن "وفاة أبي طالب وخديجة كانت قبل الهجرة بثلاث سنوات " (المرجع : عبد الرحمن بن خلدون – تاريخ ابن خلدون –المجلد الثاني – ص 403 ), وقد جاء في الكامل في التاريخ "أن وفاة أبي طالب وخديجة كانت قبل الهجرة بثلاث سنين وبعد خروجهم من الشِّعب , فتوفي أبو طالب في شوال أو في ذي القعدة وكانت خديجة ماتت قبله بخمسة وثلاثين يوما ,وقيل :كان بينهما خمسون يوما ,وقيل ثلاثة أيام " ( المرجع : ابن الأثير – الكامل في التاريخ – المجلد الثاني – ص 90 ). كيف إذن ينتظر اللهُ نحو السنة الكاملة على مصاب النبي بوفاتهما ليسري عنه , فالوفاة كما أسلفنا قبل الهجرة بثلاث سنين , وحدث الإسراء كما يرونه كان قبل الهجرة بنحو السنتين , فيكون الفارق الزمني نحو سنة كاملة بين الوفاة والتسرية عن النبي. وكان قد سبق أن ترفق الله بنبيه وأفاض عليه من رحمته فأخبره بما يشد أزره ويسرِّي عنه ( فأقسم له ) قائلا :"وَالضُّحَى{1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى{3} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{5} أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى{8} فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ{9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ{10} وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ{11} . وكانت هذه السورة من أوائل ما نزل من القرآن , فترتيب نزولها 11 , ثم عاد الله ليسرِّي عن نبيه مرة أخرى في سورة الشرح , وهي التالية نزولا لسورة الضحى فترتيب نزولها 12, وفيها :"أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1}وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ{3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ{4} فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5}إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6} فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ{7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ{8} . وكان نزول هاتين السورتين في السنة الثالثة تقريبا من بدء البعثة النبوية , بعد فترة تباطَأ فيها نزول الوحى على النبي - ربما كان هذا التباطؤ في حدود مدة نصف العام بعد نزول سورة العلق – انظر كتاب إحصاءات القرآن – د. مصطفى زايد – ص 68 ... - , لكنه لم ينقطع عنه كما يذكر تراثنا الأصفر الذي جاء فيه أن الوحي انقطع مدة ثلاث سنوات بعد نزول سورة العَلَق , وذلك غير حقيقي , ففي تلك السنوات الثلاث المزعوم انقطاع الوحي فيها ,نزلت السور: القلم , والمزمل, والمدثر, , والفاتحة , والمسد , والتكوير , والأعلى , والليل . وبعد التسرية عن النبي مرتين بسورتين متتاليتين , أقسم الله في إحداهما , فعن أي تسرية أخرى يتحدثون! والله يشهد في قرآنه أنه لم يجرِ أي معجزات للنبي محمد , الله نفسه يقول ذلك وإن كذب الرواة المزيفون . الله يقول :" ( وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ ) إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ ( تَخْوِيفاً )"الإسراء59 , حتي في الحالات التي يجري الله فيها المعجزات لمن يشاء من أنبيائه لا يجريها من قبيل التسرية والتعزية , بل للتخويف . والنسق العام لسورة الإسراء يخلو من أي كلام للتسرية عن النبي , بل على العكس من ذلك ,فقد ورد بها الكثير مما نراه تحذيرا للنبي وكلام عن تغليظ العقوبة له , فالمقام في السورة بعيد عن التسرية والتعزية ... اسمع معي الله تعالى وهو يقول : "وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً{75}. انتهى المقال الأول من سلسلة تأويل مختلف لسورة الإسراء ويتبعه الثاني بإذن الله تعالى - بتصرف من كتابنا ......بين القرآن والتراث- نبيل هلال هلال البنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تاويل مختلف لسورة الاسراء - المقال الثاني
علي خليل المهدي ( 2013 / 6 / 5 - 22:16 )
وان كان للنبي ان يحزن ذلك الحزن الذي يحتاج مواساة السماء( باسراء وعروج ) فما احراه ان يحزن على عمه حمزة اكثر من حزنه على عمه ابي طالب فحمزة امن به وناصره ودفع حياته ثمنا لهذا الايمان وصحيح ان ابا طالب ناصره لكنه لم يؤمن برسالته وكانت هذه المناصرة من باب الانتصار للعصب والعرق والقبيلة وهي امور جاء الاسلام ليقلل من شانها وليس الانتصار للعصب كالانتصار لدين الله . ومناصرة ابي طالب لم تكن كافية - في راي - اذ حوصر النبي والمسلمون في ظلها في شعب ابي طالب مدة طويلة قيل ثلاث سنوات ومات ابو طالب على فراشه وهو على شركه وما كان الامر ليحزن مثل مصرع حمزة الذي بقر بطنه ومضغ كبده .
3-ادلة من تفسير معاني الايات القرانية :
اسمع معي قول الله تعالى في سورة الاسراء : - وما جعلنا الرؤيا الني اريناك الا فتنة للناس
والشجرة الملعونة في القران ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا-الاسراء - 60 ./ منقول
حرفيا من كتاب حقيقة الاسراء والمعراج بين موسى ومحمد - تاويل مختلف لسورة
الاسراء للكاتب ابن ضياء - الصفحة 135 و136


2 - السيد هلال
ناش ( 2013 / 6 / 6 - 08:53 )
الغرض من الاسراء فقط لنريه من آياتنا كما بالقرآنوهذا لا يحتاج الى تاويل اما ما هو مستغرب
هو الا يوجد غلى الارض ما يكفي من الآيات ليراها محمد؟ وايضا من حيث اللغة اما كان اصح
ان يقول ليريه من آياته؟ وشكرا

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah