الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجادة -صفوية- تُباع ب (33) مليون دولار على شخص أعرابي !

ماجد عبد الحميد الكعبي

2013 / 6 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحكى ان قناة العربية نقلت خبرا عن سجادة حيكت في العهد الصفوي ، قد بيعت يوم امس الاربعاء في احد مزادات نيويورك بـ ( 33) مليون دولار فقط لاغير ! دفعها مجهول.
الحياكة حرفة تشتهر بها بلاد فارس منذ اقدم العصور ، حيث يصنف الشعب الفارسي من بين الشعوب التي تعشق الزخرفة والتشكيل والرسوم و الالوان ، وعموم الفنون البصرية ، فلا غرابة ان تشكل هذه السجادة عملا فنيا قيما يستحق العناية و الاشادة ، لكن الغريب حقا هو ذلك المجهول الذي دفع هذا المبلغ الضخم من اجل ان يحوز عليها. ولماذا لم يعلن عن نفسه ؟
وعلى الرغم من ان الخبر قد نشر في كثير من المواقع : الاجنبية قبل العربية ، لكنهم اتفقوا جميعا على عدم ذكر اسم المشتري ، في حين اسندت قناة العربية عملية الشراء لشخص "مجهول" . وهنا قد يسعفنا التحليل الثقافي في الوصول الى هوية ذلك المجهول عن طريق الاستفادة من الادلة الثقافية المستندة الى ملاحظة سلوكيات الاعراب وتصرفاتهم والتي يمكن ان تكشف بعض الاسرار والخفايا .
ينظر الأعراب الى مهنة الحياكة (مثلها كمثل بقية المهن والحرف الاخرى )على انها مهنة دونية لا يستحق صاحبها ان يكون زوجا لابنتهم او خالا لابنائهم ، فالأعراب ينظرون الى اصحاب المهن والحرف نظرة دونية بشكل عام . وليس من ترف ترك ابناء الاعراب ساحات العمل للعمالة الوافدة من بلاد شرق اسيا ومكاتب الفكر والاستشارة للرومان واليونان قديما ، وللانكليز و الامريكان حديثا ، بل لطبع غلب عليهم ، فالبلد المسالم فيهم يعلم ابناءه من الصبية كيفية اللعب بالسلاح ، والبلد الاخر يحتفل شيوخه باللعب والتلويح بالسيوف ، في حين يدرب السفاحون منهم اطفالهم على الذبح وقطع الرؤوس . والى يومنا هذا يصف الاعرابي الرجل المقتول بانه مذبوح ، فالذي يقتل بالرصاص كما الذي يقطع رأسه بالسيف ، كلاهما مذبوح . اما فتيانهم فينتشرون في الافاق كالجراد لتعليم الاخرين مهنة الغزو التي لا يحسنون غيرها تحت عنوان "الجهاد" .فالغزو اشرف المهن لدى الاعرابي ، لانه يجسد صفات الرجولة والشدة والبأس ، لذلك كان سهلا جدا عليهم استبدال فكرة الغزو بمبدأ الجهاد ، فالبسوا تلك المهنة البدائية زيا دينيا.
ومن السمات الاعرابية الاخرى : التفاخر وطلب الشهرة بصرف النظر عن الاموال المبذولة في تحقيق الهدف . لهذا همّ الاعراب بشراء الاندية الرياضية واللاعبين المشهورين ومنحوهم الجنسية الاولى ، وكذلك استوردوا المغنيين وجعلوهم بطرف عين مواطنين ، واشتروا المتاحف الثقافية والمعابر والقنوات البحرية . ويأمل الاعرابي ان يستحوذ بماله على كل شي لا يستطيع ان يفعله او يصنعه بيده ، وباختصار هو يريد ان يشتري الشهرة بعدما عجز عن ان يصنع تاريخا معنويا او ماديا لذلك فهو حريص على شراء المناطق السياحية والأماكن الاثرية مثل الاهرامات وغيرها. وكذلك يشتري السجاد الايراني على الرغم من انه صفوي ، مشترطا ان يكون مجهول الهوية خشية على نفسه من اللوم لانه سيروج لبضاعة صفوية محظورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah


.. 253-Al-Baqarah




.. 254-Al-Baqarah