الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرد موز

حسين الصرايرة

2013 / 6 / 7
المجتمع المدني


مجرد "موز"

من مسلمات الوجود أن تتكاثر الأشياء بعمومها، وتنمو -كمّاً- اقتراناً بالزمن، فتتباعد أكثر عن الأصل فتبرد أكثر من التجمد، وتصل إلى حد تهمش فيه الأطراف من حساباتنا لبساطتها، مع أنها حيّة.. بكل تأكيد..
فنعتبر أن بنات اللّحظات الكثيرة من أحداث على مدار اليوم مهملة.. كأعداد في خانات بعد الفاصلة بأميال..

لكنها تترك لا شك أثراً.. سيكون واضحاً يوماً ما.. بدليل أن بداية البداية.. كانت بوجود الإنسانية صافية نقية هدية من الله إلى الأرض..
لكن بمرور السنين وتواليها توالدت حواضر أخرى إثر تزاوج الإنسانية بالظروف واستدامة دوران عجلة الوقت.. فخرجت مفاضلة الخير والشر.. الأسياد والعبيد.. الفضيلة والخطيئة.. الأديان على تشابهها.. القومية والعنصرية.. السياسة وأضلعها المعكوفة.. كلها تنافست وتقاسمت الأحياء والجمادات أيها يقدم الصورة الأفضل لحياة أمها الأولى "الإنسانية"..
اختلاف اللون بين البشر والأرض أيضاً، فتح باب التمييز والقهر، فكان الأسود مباح البدن والأبيض المستبيح، فاكتشف البعض أنهم على خطأ..
اختلاف التشبث باليسار أو اليمين.. وسّع ساحة النزال فقتل الكثيرون ولم يذكرهم سوى التاريخ.. فاكتشف البعض أنهم على خطأ..
اختلاف المعتقد بالسيء والجيد.. صنع حصوناً بحجارة يدعي البعض أنها منزلة سماوياً.. هي في الحقيقة خلقت حرة ونحن من قيدها في بروج.. نأتمر فيها ونتباحث كيف سننقض على حصون الآخرين.. باسم الدين لا شك.. فهل اكتشف أي أحد أنه على خطأ..؟!

لا أحد يقول في زيته عكراً.. لكن من أعطى الحق لأي كان أن يبتدع العكورة في جرار غيره.. فتكون سبباً لأن تقتل، تعنّف، ترهب.. أو تكفّر..

البنات العاقات السالفات الذكر.. ضربن عنق أمهن مراراً ومراراً.. فتوشك الإنسانية على الموت إذا ما كانت قد ماتت ونسينا أيضاً أن ننعيها..

الموقف ليس أكثر من مجرد شجرة "موز" قاتلة لأمها وأبيها.. أعانها الجذع على التطاول فانقلبت عليه.. فتموت الإنسانية من بدعكم أيها الأتقياء البيض المسيسون المتدينون.. بعد أن تشبعوا منها الثمر..

فكذلك المشاهد المتروكة من حياتنا.. ستنقض من سباتها وتهاجم ضعفنا المتمرس مع الزمن..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين