الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية أو الإسلاميون والبقرة الحلوب

واصف شنون

2013 / 6 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لايمكن الصمت مطلقاً عن بلاوي الإسلاميين وديمقراطياتهم منذ عام 2003 في العراق ثم تونس ومصر وليبيا واليمن ...وسوريا التي هي عراق لكن بغزوٍ مختلف ، غزو دموي برايات أكلي الكبود والقلوب والكلى وسيول الدم والخراب والإساءة العلنية المقصودة لبني البشر ، حيث فرح لها الجانبان المتقاتلان منذ عامين ونيف ، كي يصبح القتال أممياً بين الشيعة والسنة والمسلمين والمسيحيين والعرب والأكراد والأتراك والعلويين ، فروسيا تريد أن تبيع السلاح ، وأعضاء الكونغرس الأميركي يريدون أن يبيعوا الأسلحة ، وبعض الدول ذات الإنوف المرفوعة بسبب المال الفائض وعشق الغربيين والشرقيين لرأس المال ،تريد أن تلعب أيضا مع الكبار ، ولماذا لا ،فمصّر العظيمة لديها رئيس إسلامي يقول عن أزمة مياه تهدد شريان مصر نهر النيل "أنه سوف يمص ذلك " أي يمتص الأزمة بنجاح ، بينما محكمة في تونس تحاكم فتاة لأنها تعرّت في ( فرنسا ) وكشفت عن جسدها بإرادة سياسية إحتجاجية وليس من أجل إثارة الغرائز النائمة لدى وحوش الأمّة الملتحية – المنقبة ! ، ووزير الثقافة المصري الجديد يقول أنا لست من الوسط الفاسد هذا ..! أي مجتمع المثقفين المصريين ، وفي العراق ومنذ سنين هناك خلطة بين وزارتي الثقافة والدفاع ، لأن وزير الثقافة سابقاً هو وزير الدفاع لاحقاً ، وهو نفسه وكيل وزارة الثقافة حالياً ،وأصله خطيب جامع طائفي وعسكري فاشل وسياسي إنتهازي ،أما ليبيا واليمن فأن الدولتين وبسبب الوزن القبائلي في مجتمعيهما ،لانجد ما هو غريب من القرارات والإرشادات ، لكنهما أكثر إستقرارا من باقي الشقيقات العربيات المتمردات في منزل الحاجّة "الجامعة العربية " تلك العانس العجوز ..!!.
وإذا قلنا من باب التفاؤل أن حركة التنوير الإسلامية العربية مازالت في غرف الإنعاش المصيرية،وأن أسماء عربية لامعة مازالت تؤثر في سلوك الجماهير والنخبّ مثل طه حسين (مصري ) ،أدونيس (سوري ) ، علي الوردي ( عراقي ) ،وطبعا غيرهم الكثيرون حسب مجال إختصاصاتهم المتباينة ،وجميعهم قدامى وحداثيين إشتركوا بنزعة التغيير والتحديث من أجل مصير الأجيال العربية القادمة ،وحين كانوا يصرّون على القول بمستقبل الأجيال العربية دون ربطها بالإسلامية ،فهم يعرفون ذلك،كون مجتمعاتهم متعددة الإثنيات والأديان والطوائف والفئات والطبقات المختلفة والمتنوعة ،يعرفون وعن تجربة ومراس ٍ أن الأرض الصالحة تثمر كل أنواع الزرع ،والسماء مهما كانت زرقاء صافية لا بد لها من قوس قزحٍ ُيجملها مهما عَلت وتباعدت وُقدست ، لكنهم أي التنويريين يقبعون في غرف الإنعاش بينما الشيخ المودرن السعودي محمد العريفي الذي يتبعه خمسة ملايين شاب وشابة على تويتر ، يقول بجهاد المناكحة في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ..!!، وعلى جانب آخر هناك حزب مدجج بالسلاح ،حزب أسمه (ألله) ، مهمته الأن هي القضاء على العريفي وأتباعه ،وليس بني إسرائيل كما كان أيام زمان ..!!، والطرفان يصرّان إصراراً على أن مهمتيهما مقدسة وقرآنية ، وعلينا نحن والعالم معنا أن نشاهد الدماء المسفوكة والتفجيرات وخراب البيوت والثكالى والأيتام ونصمت موافقين ،فكل ذلك في سبيل ألله .!!
الإرهاب والفساد والخراب سمات إسلامية سياسية سلطوية تجارية إجتماعية مستبدة شاملة وإقصائية وحزينة ،الإسلاميون بكل أنواعهم ،لايبنون بلداناً ولا يعززون ثقة المواطن بنفسه وأرضه ومجتمعه ،لا برامج تنموية لديهم ولا حضارية ،ببساطة أنهم يسمون الحياة - حياتنا - الحاضرة ومستقبلها بدار فناء فلديهم حياة إخرى هي دار بقاء ،فلماذا يعمّرون شيئاً فانياً ؟؟ إنهم يتسلّون بالناس ليس إلاّ ،يقتلون الوقت الفائض ،الزمن الفاني الذي لاقيمة له ولا إعتبار.
في الديمقراطية الشوهاء(البقرة الحلوب ..!!) التي تعتمد صناديق الإقتراع كممارسة ديمقراطية يتيمة ، تقوم السلطة الدينية الإسلامية الحاكمة بضمان إستمراريتها في التسلط عبر أولا: تحقير المرأة وجعلها كائناً هامشياً غير مؤثر بل عبارة عن ديكورات منزلية أو رسمية أو برلمانية ،ثانيا:إهمال التعليم بكل أنواعه وتشجيع التعليم الديني المنافي لروح العصر والمعادي للإبداع العلمي الحضاري ،ثالثا:الدفع بكل قوة من أجل الإنحطاط الثقافي وتسفيه الفنون والآداب بل وتحريم الغناء والرقص والموسيقى والمتاحف والنصب والتماثيل ،رابعاً: ضخّ الأموال الوطنية في صالح الإعلام والميديا المتنوعة الداعمة لأيدولوجيا التكفير وتشويه الأفكار العلمانية الليبرالية وتغييب عقول البسطاء بتلفيق القصص والأكاذيب وتزوير الأحداث العامة وربط المتفرج - الفرد والمجاميع بالتاريخ وعزله عن حاضره كي لايفكر بمستقبله ،خامسا:شراء ذمم العسكريين ورجال القبائل والعشائر والمداحين وتفخيم ظواهر النفاق الإجتماعي بأموال الإقتصاد الريعي والمساعدات الخارجية من دول الجوار وغيرها ،سادسا:زرع مفاهيم الغنى والفقر والقسمة والنصيب ومشيئة الله والمكتوب على الجبين والقبول بالأمر الواقع في عقول الناس لضمان عدم الإحتجاج والتذمر .
وليس عجيباً أن يتشابه محمد مرسي المصري ووزرائه مع نوري المالكي ونصف وزرائه ، فهم يحكمون بأسم قداسة دينية بغض النظر عن مذهبيهما، لكن الغريب أن يتشابها بكل هذا الفشل الحكومي والسياسي أمام العالم أجمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شرع الله
بلبل عبد النهد ( 2013 / 6 / 8 - 12:55 )
ليس لهم اي برنامج سياسي واقتصادي دنيوي فقط لهم خطبهم الرنانة التي تدعو الى تطبيق شرع الله في انتظار الذهاب الى الدار الاخرى من اجل التمتع بما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على بال


2 - مخطط إستعمارى و ليس نهضوى
Amir Baky ( 2013 / 6 / 9 - 05:37 )
لقد أستولوا على وزارة التعليم و الإعلام و الثقافة. هدفهم تغيير الوعى الجمعى للشعوب لتحويلهم لمجرد كائنات تطيع بلا فهم.

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب