الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا ما يتعلمه اولادنا

هالة طلعت

2013 / 6 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي


لماذا ؟ هذه هي الكلمة التي سيطرت على عقلي وظل يرددها لساني و انا اسمع رواية زميلتي في المدرسة عن ما حدث لها في العام الاول من عملها كمدرسة علوم بأحدى المدارس الحكومية وبما انها مسيحية فقد كلفت ايضا بتدريس مادة الدين المسيحي كما جرى العرف في مدارسنا.
في المدرسة التي تسلمت عملها بها خصصت حجرة صغيرة خاوية تماما الا من بعض مقاعد بسيطه لا تفي بالغرض لحصص الدين المسيحي بالمدرسة, تشرح بها حصص الدين وتجلس بها في اوقات فراغها أثناء اليوم الدراسي.
بدأت تمارس عملها الاساسي كمدرسة علوم ,ومن ضمن متطلبات عملها تكليف الطلبة بعمل انشطة لمادة العلوم للحصول على درجات النشاط خلال العام.
ملحوظة عمل نشاط للمادة الدراسية تعني لدى الطلبة عمل لوحات ايضاح مصورة عند متخصص في رسم هذه اللوحات و طباعتها على الكمبيوتر و تسليمها لمعلم المادة الدراسية لتكون وسيلة تعليمية يستخدمها المعلمين بالمدرسة اثناء شرح الدروس , و لا تقول لي ان هذا فهم خاطئ لمعنى كلمة نشاط مدرسي ولا ان الوسائل التعليمية مخصص لها بند في ميزانية المدرسة , فلن تجد أحد يسمع اعتراضاتك , عموما ليس هذا هو موضوعنا .
بدأ الطلبة في اعداد اللوحات وتقديمها للمعلمة طوال العام الدراسي ,حتى خطر بذهن بعض الطلبة المسيحيين سؤال و قاموا بطرحه على المعلمة , لماذا لا نحضر لوحات للنشاط في مادة الدين ونعلقها في الحجرة المخصصة لحصص الدين المسيحي ؟
أجابتهم زميلتي المعلمة ببساطه : يمكنكم إحضار اللوحات , بدأ الطلبة المسيحيون بالفعل بأحضار الصور و الايقونات الخاصه بهم و عرضها على المعلمة التي ابدت بدورها اعجابها بما احضروه وموافقتها عليه, شرع بعدها الطلاب في تعليق تلك اللوحات و الصور على حائط الحجرة وبعد ان انتهوا من تزيين الحجرة تأملوا حجرتهم و تملكهم شعور غامر بالسعادة وسط لوحاتهم و ايقوناتهم .
في صباح اليوم التالي أقبلت احدى المعلمات بالمدرسة ناحية زميلتي واخبرتها ان مدير المدرسة يطلبها , توجهت على الفور الى مكتب المدير : الذي اوضح لها ان وضع الصور الخاصة بالدين المسيحي في حجره من حجرات المدرسة غير مقبول و طلب منها ان تزيل هذه الصور وعندما حاولت المجادلة , اخبرها بحزم ان الموضوع غير قابل للنقاش ولا داعي لإثارت المشاكل !.
تملكتها الحيرة و لكنها كعادتها أكتفت بهز رأسها علامة الموافقة و خرجت متجهه الى الحجرة و هي لا تدري ماذا ستقول لطلابها و كيف ستوضح لهم ضرورة ازالة الصور وما هو السبب الذي سوف تلقيه عليهم؟
لكن ما كان ينتظرها هو الكارثة الاكبر , زملائها المعلمين ! لم يمهلوها الوقت لتزيل الصور او تنسج قصه وهمية تقنع بها طلابها المسيحيون عن اهمية ازالة تلك الصور , لكنهم اقتحموا الحجرة اثناء وجودها مع مدير المدرسة و قطعوا الصور و اللوحات و القوا بها في الارض .
عندما رأت الحجرة بهذا الشكل اسقط في يدها و لم تعد تدري ماذا تفعل او ماذا تقول لطلابها على ما حدث ؟
حاولت اختلاق الحجج والاسباب لكنهم لم يقبلوها وعبروا عن غضبهم وحزنهم الشديد لما حدث وعدم قدرتهم على استيعاب ما يدور حولهم وهم يرون صورهم وايقوناتهم الغالية عليهم مقطعه وملقاه على الارض .
كنت اسمع تلك القصة وهي ترويها وانا لا امتلك سوى ترديد كلمة لماذا ؟ وعقلي يردد سؤال اخر ما الذي تعلموه هؤلاء الاطفال في هذه المدرسة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن