الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية ودورها في التخلص من التقاليد

كرمل عبده سعودي

2013 / 6 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تأثرت كثيرا سلوكيات الفرد وتعليمه بالتقاليد فغريزة التقليد هي وسيلة التعلم الاولي وقد تشابه الانسان في هذا الامر الحيوان كثيرا فالتقليد هي وسيلة التعلم للحيوان وكان الانسان في طفولته يحتاج الي التعلم من خلال التقليد إلي أن تعلم لغة الكلام فبدأ في اكتساب وسائل جديده للتعليم وتنوعت المصادر فكان دور البالغين من حوله إلي نقل افكارهم ومعلوماتهم إليه وهنا يأتي دور الوعي في أن يخلق لدي الفرد قدرة علي التعلم والتجدد والابتكار وهذا يتنافي تمام مع التقليد فخطورة التقليد أنه يحرم الفرد من بروز قدراته ومواهبه من خلال التجديد والابتكار والابداع وتشكيل هويته المستقله واذا لم تتوافر سبل التعلم المختلفه لكان الفرد أسير التقليد والتقليد غريزة لدي الانسان يشكله الوعي بالقدر الذي يكون معه الفرد اكثر وعيا في ان يأخذ من حوله مايساعده علي التطور والتحضر ويترك تمام الجانب السلبي منه
التقليد يشمل جميع النواحي الحياتيه العلوم والفنون والاداب ولو لم يكن هناك لدي من ينشغل بتطوير شخصيته الفنيه والادبيه والعلميه وخلق نموذج متطور لما حقق مايجذب نفوس البشر ويعلمهم فما الفائدة ان يقلد الخلف السلف فاين دور الابداع واين هي الملكات الخاصة للمبدعين
نري المجتمعات البدائية كثيرة التقليد في الماكل والملبس والفنون وحتي في الدين فنسب الكثير من المفاهيم والطقوس الي الاديان والتي ليس لها جانب من الصحه لمجرد فقط انها تقاليد موروثه
كان للانبياء والرسل دور كبير في تعليم متبعيهم وتربيتهم بعيدا عن التقاليد والموهومات فكان من سيدنا موسي ان اعتكف بقومه اربعين سنه بعيدا عن القوم حتى يتخلصوا من اوهام الوثنية وطقوسها وهذا هدف بعث الله لرسالاته السماوية تباعا فكثيرا ما ياخذ التقليد مكان الدين ويمثل شكل من اشكاله ولان الانسان تعود الطاعة لله وللدين فهو يقلد بدون تردد ويعتبر هذا احد السبل لووصوله الي مرضاة ربه
الانسان الاول كان يعيش وفق كثيرا من الطقوس والتقاليد فكان له طقس لطرد الشر وجلب الخير والبركه وقضي كثيرا من سنواته في فعل هذه الطقوس بكل جهد وتفاني ولكنه كان الاجدر به ان يقوم بالعمل والاجتهاد ويلتزم مع خالقه فيحصل علي البركة ويأمن من الشرور ولكنه كان مقلدا
ومازالت حتى يومنا هذا توجد أصنام التقليد وله المريدين بل المجاهدين وحل الخصام والنزاع محل الالفة والمحبة وشاعت التعصبات الدينيه وكل يدعو الي مذهبه وعقيدته وشاعت الاديان فاصبحت شيعا ومذاهب وهذا يتنافي مع ما امر به الله وهو مفهوم التوحيد فعلمتنا الاديان توحيد الله عز وجل ووحدة الرسل وقد اوضح المفهوم البهائي دور التقليد بهذا النص " أن جميع الاديان التي تعرفونها اليوم ناشئة عن تقليد الاباء والاجداد ... وهؤلاء الأولاد كلهم يقلدون آبائهم ولا يتحرون الحقيقة أبدا . وقد بقوا تحت وطأة التقاليد وصارت هذه التقاليد سبب أضطراب العالم الإنساني وما لم تمح هذه التقاليد لا يحصل اتحاد واتفاق وما لم تزل هذه التقاليد فلن يكون راحة وطمأنينه في العالم الإنساني . "
كما تفضل " الحقيقة هي نور التوحيد وأساس وحدة العالم الإنساني , أما التقاليد فأنها سبب فرقة البشر ومنشأ الحرب والجدال .. لهذا يجب أن نعرف أساس الأديان الإلهية وأن ننسي هذه التقاليد وأن ننشر حقيقة التعاليم الإلهية ونعمل بموجبها حتى تنتشر الأخوة الروحانية العمومية بين البشر , وأن هذا لن يتحقق بغير قوة الروح القدس " وهذا ينقلنا الي اهمية تحري الحقيقة والبحث الحر المنصف عنها فلابد أن يسبق التقليد تفكير وليس بصعب الآن علي كل باحث أن يجد المصادر الصحيحه لبحثه ويطلع عليها فالبشر قديما كان يلتمس لهم العذر في اتباعهم لمن يقودهم ويضعوا فيه كامل ثقتهم ولكن الآن ليس هناك أي اعذار فما حجب الانسان قديما عن الوصول الي الحقيقة هو التقليد وقد ظهرت لنا جليا الآن كم كانوا مخطئين وكم حرموا أنفسهم من الوصول الي الحقيقة الدائمة والتي لن تتغير بمر العصور فهي من أزل الآزال إلي أبد الآبدين وهي وحدانية الله ووحد الرسل ووحد الجنس البشري الحقيق واحدة كالنور يسطع من أي مصباح فمهما تغيرت المصابيح يبقي النور واحد لا يتغير وعلينا أن نتحرر من التقاليد والموروثات العقيمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد