الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحق على اميركا

نبيل العدوان

2013 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من خلال التعليقات على موضوع براءة الاسلام لمست ان هناك اجماع او شبه اجماع ان امريكا هي الشيطان الاكبر , وسبب كل المصائب والكوارث حتى الطبيعية منها , حاولت جاهدا تقبل رأي المعلقين ان امريكا هي فعلا المسؤولة عن كل ما يجري على كوكب الارض وان الحق على امريكا , وحتى اكون موضوعيا ولا اظهر بمظهر المدافع فقد اتفق مع الاخوة المعلقين بان لامريكا اخطاء جسيمة ارتكبتها في العراق , وايضا بمساعدة طالبان والقاعدة لدحر روسيا, وايضا ساعدت الاخوان بمصر للاستيلاء على مصر, لكن الخطا الاكبر برأيي انها فتحت ابوابها لكل من هب ودب من الدول الاسلامية , واخر مثال الاخوان من الشيشان الذين نفذا العمل الارهابي وتفجيرات مدينة بوسطن الاميركية , فقد اثبت كل الوافدين من المسلمين عدم وفاءهم وانعدام ولاءهم, فلا يضمرون الا الحقد على هذا البلد وان سنحت الفرصة لهم سيدمرون كل شئ ويحولونها الى امريكستان.

ليس من المستغرب ان اقرأ تعليقات مسيئة لامريكا مع تحميلها المسؤولية في كل ما يجري بانحاء العالم من حروب واقتتال , فكل ما دق الكوز بالجرة يردد المسلمين "الحق على امريكا" بالتاكيد هذه نظرة عدائية تعبر عن حقيقة مشاعر الغالبية من المسلمين حتى انهم يلومون اميركا في الاقتتال السني الشيعي والاقتتال الداخلي في سوريا ولبنان وخصوصا بمدينة طرابلس, فقد نسي المسلمين تاريخ الاسلام الدموي الذي استمر مئات السنين ومنذ نشأت الاسلام من اكثر من 14 قرن من الزمن (ستكون لي مقالة مخصصة حول الموضوع بعنوان "اسلم تسلم" ستنشر قريبا) ثم حروب المغرب والجزائر واليمن الشمالي والجنوبي وحرب لبنان الاهلية وحرب ايلول الاسود بالاردن والاقتتال الفلسطيني بين فتح وحماس وطبعا حروب الصومال والسودان , فمعظم مناطق الاقتتال والحروب في العالم تجد الاسلام طرف فيها , ولن ادخل بالصراع العربي الاسرائيلي فساتركه جانبا , فهناك العشرات من الصراعات بين المسلمين وغيرهم, من باكستان والهند حتي مع البوذيين,فالاسلام قد اعلن الحرب على كل الديانات من اليهودية حتى الهندوسية والمسيحية وبالتاكيد "الحق على امريكا" كما يعتقد المسلمين فمن السهل جدا القاء اللوم على امريكا وتحميلها المسؤولية فالاسلام عودنا على عدم تحمل مسؤولية اي عمل ارهابي والقاء اللوم دائما على الاخرين وخصوصا اميركا

وفي سياق الموضوع كنت اتابع الاخبار على احدى القنوات الامريكية جاء خبر عن شاب مراهق يعيش باحد ضواحي مدينة شيكاغو وهو فلسطيني مسلم يدعى عبد الله التونسي, كان ينوي ويخطط للقيام بعمليات ارهابية في احد النوادي الليلية في مدينة اورورا Aurora وكان ايضا ينوي الذهاب الى سوريا للجهاد مع السلفيين ضد نظام بشار الاسد, الى حين ان تم القاء القبض عليه بمطار مدينة شيكاغو فقد كان مراقب من قبل اجهزة استخبارات الدولة وثبت انه كان على تواصل وكان يتردد على عدد من المواقع السلفية والجهادية ومن ضمنها تنظيم القاعدة على الانترنت .لكن كالعادة ظهر والده في احدى المقابلات التلفزيونية موجها اللوم لامريكا بدل لوم نفسه او لوم حتى ابنه الذي لم يتجاوز 18 عام, انتقد هذا الاب FBIوقال باي حق تراقب ابنه , طبعا يا سيد ليس يحق لامريكا مراقبة الارهابيين من اشكالك , فاللوم يقع عليك قبل ان يقع على ابنك والمسؤولية تقع عليك وعلى اسلامك وهذا هو تماما ما قالته زبيدة والدة الشابان الشيشان المسؤولان عن عمليات بوسطن فكان الاسهل عليها ان تلوم امريكا وتقول "ماذا فعلت امريكا باولادي"

وفي قصة اخرى من شيكاغو ايضا وردت اخبار من مدينة شيكاغو عن شاب لبناني في العشرينيات من عمره يدعى سامي حسون كان ينوي الاخر القيام بعمليات ارهابية في احد البارات بالقرب من ملعب رياضيWrigley Field لكن الرجل الذي زوده بالمتفجرات كان رجل من FBIهنا محامي الدفاع اتهم الFBIبتوريط الشاب وكانه طفل لا يعرف ما يفعل .لكن المحكمة قضت بحبس سامي حسون لمدة 23 عام بتهمة التخطيط للقيام بعمل ارهابي وقتل ابرياء.

بالختام وبالرغم من الحماقات والاخطاء التي ارتكبتها وترتكبها امريكا فهي غير مسؤولة عن اخطاء الاخرين وما يرتكبونه من اعمال ارهابية وحروب لكن الجالية المسلمة والمسلمين بشكل عام يستغلون هذه الاخطاء للاختباء ورائها وتوجيه اصابع اللوم لاميركا فهي اصبحت الشماعة والغطاء لكل عمل ارهابي يرتكبه المسلمون والمبرر دائما "الحق على اميركا"
أنا لا زلت على قناعة ايضا ان السبب الاخر هو ان اميركا هي لا زالت افضل بلد بالعالم فالمسلمون يتسابقون للهجرة اليها ويقفون بالطوابير على ابواب سفاراتها حيث اصبحت قبلتهم الاولى على الرغم من كراهيتهم وحقدهم على هذا البلد الذي فتح لهم ابوابه ووفر لهم الفرص والعيش الكريم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغة المصالح هى لغة أمريكا والضحية شعوب المنطقة
Amir Baky ( 2013 / 6 / 10 - 09:34 )
كلمة أمريكا كلمة مطاطية جدا. هل يقصد بها الشعب و المجتمع الامريكى؟ هل يقصد به الإدارة الأمريكية؟ هل يقصد به المعارضين السياسيين للإدارة الأمريكية؟؟ فالخلط هو المشكلة فى نظرى. الدستور الامريكى يجرم المسؤل و يضعه دائما تحت ضغط لخدمة الشعب. مشكلة أمريكا الحقيقية هى قوة الشركات المتعددة الجنسيات التى تتحكم فى تمويل الحملات الإنتخابية للمرشحين لتحقيق مصالحها على مستوى العالم. فالشركات الأمريكية المتحكمة فى آبار النفط بالخليج تحقق مليارات من الدولارات سنويا كما إنها تعطى لأمريكا ميزة نسبية بالتحكم فى سعر الطاقة عالميا. كما أن شركات السلاح الأمريكى لها دور أيضا فى تحريك السياسيين بأمريكا لتوزيع منتجاتها وخصوصا فى منطقة الشرق الأوسط الذى يعد أفضل سوق. فكيف يأتى سياسي أمريكى يعادى آل سعود؟؟ طبيعى أن يكون هناك صفقات قذرة بين الإدارة الأمريكية و حكام المنطقة لتحقيق مصالح أمريكا مقابل حماية عروش هؤلاء الحكام ولا يسأل أحد عن حقوق شعوب المنطقة الإنسانية. فالإدارات الأمريكية على إستعداد أن تستغل الشيطان نفسة لمصلحتها. فبلغة الأرقام أمريكا تستفيد من تربية الثعبان أكثر بكثير من الإصابة ببعض لدغاتة


2 - أكره سياسات أمريكا الخارجية و أعشق المجتمع هناك
Amir Baky ( 2013 / 6 / 10 - 10:01 )
الشعوب المقهورة بالمنطقة بسبب سياسات أمريكا الخارجية تتمنى أن تعيش بداخل المجتمع الامريكى. فالمجتمع الامريكى هو المستفيد الغير مباشر من قهر الشعوب الأخرى. فالشيعى لا يستطيع بناء حسينية فى دولة سنية. و السنى لا يستطيع بناء مسجد سنى فى دولة شيعية. وكلاهما يستطيع أن يبنون دور عبادتهم فى أمريكا لأن المجتمع الأمريكى مجتمع غير عنصرى و يهتم بحقوق الإنسان على أرضة فقط. لا يفرق المجتمع الأمريكى بين مسلم أو غير مسلم فى إعانة البطالة و الإمتيازات الصحية و الإجتماعية. فالكل سواسية لكل من يحمل الهوية الأمريكية. للأسف أنا أعانى فى بلدى و أتمنى الهجرة لأمريكا. فشعور الإنسان بإنسانيتة قيمة لا يعرفها سوى من فقد هذا الشعور


3 - اميركا
فرح ( 2013 / 6 / 11 - 02:51 )
الاستاذ امير باكي لخص امريكا بسطور , وهذه هي الحقيقة امريكا اخطات و تخطا عن قصد او غير قصد بكل سياساتها الخارجية وبكل حروبها التي جلبت الويلات لكثير من دول العالم كفيتنام, لكن لماذا لا يقدم الفيتنامي على عمل ارهابي في امريكا مثلا , لكن المسلم عنده استعداد شديد ان يقوم بهذا ان سنحت له الفرصة


4 - الحق على أميريكا -- لا يقول هذا إلا المسلم
جيني ( 2013 / 6 / 11 - 15:32 )
سياسة أميريكا ككل سياسة فيها الإيجابي والسلبي ((والسياسة كما يعلم الجميع ،بال دين أو بلا أخلاق ))لكن المسلم دائما يحاول أن يلقي كل مصائب العالم وخاصة مصائبه الكثيرة على أميريكا ويُحملها المسؤولية...لا ينظر أبدا إلى سعادة المسلمين بأميريكا وما ينالونه من الفوائد المعنوية ( كالحرية الدينية وحرية التبشير بالإسلام والتطاول على غير المسلمين تحت إسم حرية التعبير )ه
وأميريكا لها خطأ كبير وهو لازم تفهم وتطبق المقولة...الحرية لا تُعطى إلا لأهلها

لكن معليش فلنأخذ الأمر من وجهة مسيحية...أحبوا مبغضيكم..صلوا لأجل أعدائكم
لا تقاوموا الشر بالشر آمين


5 - أرجو مشاهدة هذا الفيديو الوثائقي بين شيخ وحقٌني
جيني ( 2013 / 6 / 11 - 15:39 )
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=2a45zobzuOo


6 - الدمار قادم
سلمى ( 2013 / 6 / 12 - 00:21 )
يا اخ نبيل, المسلمين يعشقون امريكا ويموتون بدباديبها
لكن من الحب ما قتل .....امريكا ارض الخمر والعسل وارض بنات الاصفر
الخراب قادم تماما كما فعلوا من قرون بارض الشام , ذلك ان تصرفت الادارة الامريكية والشعب الامريكي بغباء.

اخر الافلام

.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا


.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي




.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية