الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيّ خلافة إسلامية ينتظرون؟؟

أحلام طرايرة

2013 / 6 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"عن أي خلافة يتحدثون؟ وأي خلافة ينتظرون؟" سؤال عصف برأسي طوال الأسبوع الماضي وأنا أرى مدينة الخليل جنوب فلسطين تغرق بشاشات العرض واللافتات والملصقات لدعوات حضور "مؤتمر الخلافة" الدوري الذي ينظمه حزب التحرير في المدينة. وتذكر وسائل الإعلام المحلية أن عشرة آلاف شخص (رجال على وجه التحديد) حضروا الحدث المهيب مستمعين للدعوات التي تقول بالضرورة الحياتية التي تقضي بعودة الخلافة الإسلامية كحل سحري لكل ما تعانيه الأرض من ويلات. ولكني أتساءل: أيّ خلافة يقصدون؟

هي جدلية لا تنتهي برغم ما تم حقنه في مناهج التعليم الديني في العالم الاسلامي والعربي على وجه الخصوص من تلميع وتمجيد لما يسمى بحقبة الخلافة الإسلامية التي بدأت بعد وفاة النبي وانتهت بسقوط الإمبراطورية العثمانية أوائل القرن العشرين. لكن للأمانة والإنصاف يتوجب أن أذكر أن الحقبة العثمانية لم يتم تلميعها، في المنهاج الديني والتاريخ، كباقي الحقب التي سبقتها لأسباب متعلقة بالقومية العربية من جهة ولأنها كانت تمثل السقوط والانهزام وبداية الانقسام من جهة أخرى. هذا ما أذكر أني تعلمته في المدرسة.

هي جدلية تناولها الكثيرين في العالم الإسلامي والعربي ما بين ممجّدٍ ومبخّس، والأغلبية يمجّدون. يمجّدون لأن حنيناً ما للقوة والنفوذ والمال والسطوة يستهويهم ويثير شهيتهم. حنينٌ لشيء لم يعرفوه حقا ولم يعاصروه. هم سمعوا عنه فقط في كتب التاريخ ولكنهم رأوه من خلال جبابرة العصر الحديث ممثلين بأميركا. هم فقط يريدون أن يأخذوا هذا الدور، دور العربدة والتحكم بمصير ومقدرات الآخرين، يتخيلون أنفسهم العظماء، المتحكمين الحاكمين الآمرين الناهين. وليكن ذلك باسم الإسلام، لا ضير. ليكن ذلك، كما كان في عهد الخلافة الأولى، غزو للعالم، كما تغزوه أميركا اليوم، باسم الإسلام لأهداف دنيوية سلطوية بحتة، لا تختلف في جوهرها عن أهداف أميركا في هذا العصر. والتاريخ يثبت ذلك ، التاريخ الذي لا تذكره ولا تدرّسه المناهج التعليمية في المدارس.

ربما يصعب على الكثيرين، مثلي، استيعاب المنطق الذي يتحدث به المنادون بعودة الخلافة الاسلامية. هم يلعنون أميركا جهارا نهارا لعربدتها واحتلالها لدول وشعوب بكل ما يتاح لها من مداخل ولدعمها للكيان الصهيوني في فلسطين، ولكنهم في ذات الوقت يريدون خليفة يقود جيوشا تحتل العالم كله وتجبر الشعوب على ان تدين بالإسلام وتتحدث بالعربية أو ان تفتدي نفسها بالمال! والمريب أنهم لا يعتبرون ذلك احتلالا ويسمونه "فتحا".

هذا المنطق العجيب يتفاقم أثره في داخلي كلما نظرت للموروث الثقافي والديني الذي تركته الخلافة وراءها. كيف يتجاهل دعاة الخلافة كل تلك الدماء التي سالت في النزاعات "الإسلامية-الإسلامية" من أجل الدنيا التي حرصوا دوما على إعطائها صبغة دينية تسكت كل من تسوّل له نفسه باستجوابها؟ هل يدعون لدماء أخرى مثلا؟ هل ينسون أنه وبفضل الخلافة التي يتغنون بها وبأمجادها انقسم المسلمون إلى سنة وشيعة وإلى عشرات الطوائف الفرعية الأخرى إلى يومنا هذا؟

المسلمون اليوم منقسمون أبا عن جد، وبفضل الخلافة يا سادة! هل هذه هي الخلافة التي تنادون بها؟ ستقولون نعم وسيكون لكم حجة في ذلك أيضا ومنطقا عجيبا آخرا لن يزيدني إلا نفورا!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصاصي دماء الخليقة
الأشورية _من أرض أشور _ العراق ( 2013 / 6 / 11 - 07:55 )
هم يريدون الخلأفة العثمانية الأسلأمية مصاصة دماء الشعوب المسالمة,وبالأخص قتل ومص دماء أتباع السيد المسيح(المسيحيين)...المسيحييون(الأشوريون والسريان والأرمن والكلدان والأقباط)تلك الشعوب العريقة ذو الحضارات والتأريخ المديد في الشرق الأوسط بدءأ بالعراق وسوريا ولبنان ومصر وووووو...الكل أصبح ينادي بالخلأفة الأسلأمية الدموية التطرفية الفتاكة .وقيادة كل هذا الأرهاب الشيطاني الدموي لم يكن أمريكي أسرائيلي الصنع والأنتاج فقط بل هو تركي عثماني أسلأمي تطرفي ,ولكنهم ألبسوه ثياب وقناع تحت مسمى أمريكي أسرائيليقطري سعودي... هؤلأء الدعاة للخلأفة العفنة ينادون بمنع شرب الخمر ولكنهم بالوقت نفسه هم يمصون ويشربون دماء البشر...العلمانيين والشيوعيين والملحديين يستقون ويشربون الخمور من ثمار الطبيعة الألهية,وأتباع الخلأفة الأسلأمية المرؤوسة من قبل الأتراك العثمانيين يستقون ويمصون من دماء الخليقة البشرية.


2 - خلافة طائر النهضة
Amir Baky ( 2013 / 6 / 11 - 13:16 )
طائر النهضة الخرافى الذى أبتدعة المتاجرين بالدين هو مشروع الخلافة. فمن سيكون الخليفة المنتظر؟ فكل حاكم يعتقد أنه الأولى بالخلافة. وماذا عن جيش الخلافة؟ هناك دول أستثمرت المليارت فى المعدات الحربية و هناك دول لم تدفع هذه المبالغ. من سيكون قائد جيوش الخلافة؟ ومن الذى سيسدد ديون بعض الدول الفقيرة؟ لماذا لم يتم فتح الحدود كالدول الأوربية لو كانوا صادقين فى موضوع الخلافة؟ هل يحق لصومالى أن يشترى أرضا بالسعودية أو الكويت أو البحرين أو الإمارات. هل يحق للمصرى أن يذهب لدبى بدون تأشيرات؟ هل يمكن لسودانى أن يقيم فى الكويت بدون إقامة. السؤال الأهم هل تم إلغاء نظام الكفيل الإستعبادى لتتساوى شعوب الخلافة فى الحقوق و الواجبات؟ فأين سيكون بيت المال؟؟ وفى أى دولة سيتم تحصيل إيرادات الضرائب و الخراج لدولة الخلافة؟ تمرير كذبة إمكانية إقامة الخلافة هى وسيلة تغييب العقول. فعوامل فشل إقامة دولة الخلافة أكبر بكثير من عوامل نجاحها.

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah