الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياقات ما بعد الحداثة,قراءة في المرتكزات

نورالدين النصيري

2013 / 6 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في البداية,يبدو من الصعوبة بمكان,تحديد تاريخ بداية مرحلة تاريخية فكرية و نهاية مرحلة أخرى,فلا يمكن الحديث البثة,عن انتهاء لحظة تاريخية,فكرية و بداية أخرى,خصوصا في لحظات الحداثة,و ما بعد الحداثة,فهل يمكن الحديث عن انتهاء عصر الحداثة,حتى نتحدث عن بدء عصر جديد,هو عصر ما بعد الحداثة.يبدو أن انجازات الحداثة,أفرزت مما أفرزته,طغيان العقل و تراجع الروح,وحيرة الكائن,خصوصا منذ الخمسينات,مع اندلاع حروب غطت الشرق,والغرب,ومنها اندلاع حرب فيتنام,وانتفاضة الشباب الفرنسي ضد المذهب " الدوجولي",لتعقبها أزمة السبعينات الاقتصادية,وتراجع التجارب الديموقراطية في أوربا,مع وضوح الطفرة التكنولوجية التي لحقت بالعالم,بالإضافة الى ميلاد ثقافة حقوق الانسان,وتأسيس فلسفات لا عقلانية,تنادي بتجاوز العقل الطاغي على الروح,كالعبثية و العدمية على سبيل المثال.
لقد ارتبط ظهور "مابعد الحداثة",في تاريخ الحضارة الغربية ,تميز بالشعور بالاحباط من الحداثة و تداعياتها الفكرية و الايديولوجية,ومحاولة تجاوز " الحداثة",و البحث عن منطلقلت فكرية أخرى,تتجاوز لعبة العقل ,فاذاكانت الحداثة ارتبطت بالهوية,و الوحدة و العقل,والسلطة و اليقين,فان ما بعد الحداثة,ارتبطت بالفروق و الانفصال,واعادة تقييم النظام القيمي الغربي لأكمله,وقد ظهر مفهوم "مابعد الحداثة",أول مرة عند المؤرخ البريطاني "توينبي" ,وهو صاحب العمل الموسوعي الشهير, دراسة التاريخ ,ليدل علة ثلاث علامات ميزت الفكر و المجتمع الغربيين,بعد منتصف القرن العشرين,وهي اللاعقلانية,والفوضوية,والتفكك.

مبادئ ما بعد الحداثة
تستند خطابات ما بعد الحداثة,الى مجموعة من المبادئ و المرتكزات,يمكن الاشارة الى --;--
التقويض,
ما بعد الحداثة من الخطابات النقدية,التي تبني مرتكزاته عن طريق التشتيت و التفكيك,بحيث تمكن هذا الخطاب,من هدم الخطابات الرسمية,و جميع الايديولولجيات ,باستعمال لغة تمتح من الاختلاف و التضاد عنصرا لها.
هيمنة الصورة,
لقد ارتبط ظهور خطاب ما بعد الحداثة,عموما بتطور و سائل الاعلام,فاصبحت الصورة البصرية علامة سيميائية,انطلاقا من فلسفات ما بعد الحداثة,حيث تدعو الصور الى التعددية و الاختلاف و اللانظام.
التخلص من القواعد و المعايير الجاهزة
,فالمفكر الفرنسي "ميشيل فوكو",يسخر من كل الذين ينطلقون من منهجيات جاهزة’و محددة و يكررها في كل تحليل,كما أن "دريدا",يقول أنه لا يوجد سوى المختلف من المعاني, في زمن اللامعنى.

رواد ما بعد الحداثة
لا بد من الاشارة,أن اهم رواد ما بعد الحداثة,هم جيل من الفرنسيين خاب املهم بالوعد الماركسي في تغيير دائم في الجوانب الاستبدادية للمجتمع, خصوصا عندما ظنوا بأن "الحداثة" ستحرر طبقة العمال في مجتمع اشتراكي ,ويمكن استحضار هنا بمستويات,
أو انكار الحقيقة معرفيا "جون فرانسوا ليوتار" فلسفيا,
فالمفكر الفرنسي كان مثله مثل نيتشه,و خاصة في كتابه حالة ما بعد الحداثة",حيث يدعي أن المعرفة لا يمكنها أن تقدم الحقيقة,لأنها تعتمد ألاعيب اللغة التي هي دائما ذات صلة بسياقات محددة.

ثقافيا, " جاك دريدا",أو مفكك الثقافة الغربية
لقد اهتم دريدا بتفكيك الثقافة الغربية و فضح هيمنتها القائمة على الاستعمار و الاقصاء,كما أن "دريدا لا يحب القواعد و المعايير الجاهزة.

سياسيا,"ميشيل فوكو," أو تحرير الانسان من السلطة
اهتم فوكو بالسياسة,فقد كان مراسلا صحفيا في مناطق ساخنة في العالم,و خصوصا عندما التقى الخميني,كما أنه غطى الحرب العراقية الايرانية,و يعد "فوفكو",من رواد خطاب ما بعد الحداثة,خصوصا في كتابه" المراقبة و العقاب",واهتم كثيرا بخطاب السلطة و القوة,فالدولة عنده مبنية على قوة السلطة و التأديب,ومن هنا يدعو هذا المفكر الى تحرير الانسان من سلطو المؤسسات,
تكنولوجيا,"جون بودغيار",أو نقد التكنولوجيا الغربية.
اشتهر بنقده للتكتولوجيا الحديثة و الاعلام,وأسس مفاهيم جديد في هذا المجال,كالحقيقة العائمة مثلا,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام