الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين بين دم الطائفة ودم الإنسان؟

مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)

2013 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما موقف المثقف الحقيقي من (الثورة) في سوريا؟
الإجابة تكون بتصحيح السؤال... فمفهوم الثورة من أجل الحرية بتاريخ اليوم وبعد هذا الاستقطاب الإقليمي والدولي لم يعد وارداً..
إذاً فالسؤال الصحيح: ما موقف المثقف الحقيقي مما يحصل في سوريا؟
وهنا يرد سؤال جديد يعيدنا إلى المربع الأول: وما الذي يحصل في سوريا حالياً؟
الذي يحصل صراع بين الدول العظمى على مناطق النفوذ والولاء والاستتباع في المنطقة العربية عبر ممثليها المافيوزيين في الشرق الأوسط وبدماء السوريين حكومة ومعارضة.
إذاً فالحرب الطائفية المفتعلة هي الأداة المحركة بيد المافيوزيين عبر بعض رجالات الدين (السنة والشيعة)، ولن يكون هناك انتصار للجهاد بأي مفهوم ديني/إسلامي، فما ستأتي به الأيام هو صراع ولاءات يتجه من سوريا عائداً إلى العراق... فإن انتصرت أي الطائفتين (المجاهدتين) فالارتدادات ستكون في العراق ممثلة في أعلى الهرم السياسي في بغداد، ولن تكون في إسرائيل ممثلة في أعلى الهرم السياسي في تل أبيب!؟!! لكن الثابت في هذه الصراعات الطائفية هي خريطة إسرائيل ومصالح الغرب، والمتحرك هي خريطة الاستتباع والذيلية العربية الممزقة بين شرق وغرب.
لنتأمل مثلاً بعض قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي لنتأكد من أطروحتنا:
ـ تأييد العراق في حربه ضد إيران.
ـ تأييد أمريكا في حربها ضد العراق.
ـ تعليق عضوية أفغانستان الاشتراكية آنذاك، بينما يقبل في عضويته تركيا التي ألغت عطلة الجمعة وصلاتها... فإلى أي تكتل عالمي شرقي أو غربي تنتمي قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي؟!؟؟.
هل يقف المثقف مع السنة أم الشيعة؟ ولنفترض أنه سني؟
أولاً المثقف ينتمي للإنسانية.. أما خلاصه الروحي مع السماء، فلا علاقة له بمواقفه على الأرض... هكذا يكون المثقف، ولهذا فالمثقف السني سيقف في هذه القضية مع (( الشيخ صبحي الطفيلي أول رئيس لحزب الله والذي أقيل من قيادته من قبل إيران في بداية التسعينات، إذ يعتبر أبرز المعارضين لتدخل حزب الله في سوريا، مؤكداً الشيخ الطفيلي أن محاربي حزب الله الذين قتلوا في سوريا "ليسوا شهداء، وسوف يدخلون جهنم" كما أكد أن سوريا "ليست كربلاء" ومحاربي حزب الله في سوريا "ليسوا جنود الإمام الحسين" وأضاف أن الشعب السوري المظلوم والبرئ هو كربلاء، وثوار الشعب السوري هم أبناء الحسين وزينب")) وهنا يظهر موقف الإنسان المثقف المسئول.. لا موقف الانجرار الطائفي الذي يجيده أي غوغائي عابر، ولاحظ عبارته الدقيقة (ثوار الشعب السوري) وليس مرتزقة الحروب برايات دينية من بلداء السياسة الدولية إذ لم يعتبروا بعد قندهار وكابول.
وبالتالي فإن توهم المكاسب الطائفية في هذه الحرب، ليس إلا سراب يخلقه الخيال من دماء المسلمين ضد بعضهم، ليكتشفوا ما اكتشفه الأوروبيين في حرب الثلاثين عاماً التي بدأها الغوغاء بمنظار الحرب الطائفية بين مذاهبهم، ولتنتهي على حقيقة صراع نفوذ بين ملوكهم الذين ثاروا عليهم بعد ذلك، أي بعد أن تجاوزوا عقدة الطائفية... لكنها عقدة كاذبة كلفتهم الكثير ليفهموا أين مشكلتهم الحقيقية، فالمشكلة في ختامها لم تكن طائفية كما توهموا، بل بين الشعوب ومستبديها.. وها هي أوروبا تعيش حرية تجعل بعض غلاة المسلمين مثلاً يرى بريطانيا أرأف به من بلده المسلم رغم فتاواه ضد (الكفار)!؟!!.
يقود العالم الآن الأكثر وعياً وتحضراً، وهذا لا يعني بأي حال أنهم النموذج الخالد للإنسانية، ولكنه يعني أن السيادة للعقل الأقوى لا العقيدة الأنقى.
إذا ما موقف المثقف الحقيقي من اصطفاف رجال الدين في مذهبه ضد الخصم المذهبي... المثقف الحقيقي يرى هذا الاصطفاف بمنظار العقل الموضوعي.. فهي مجرد حرب أهلية بين أهل دين واحد وقبلة واحدة... وحسب الواقع الحالي فهو متيقن أن نتائجها لا تعدو أن تكون تكراراً لما يلحظه بعين الخاتمة والمآل.. من أن الحرب في أفغانستان مثلاً كانت لاستبدال الحاكم الأفغاني (الكمبرادوري) للاتحاد السوفيتي بحاكم أفغاني (كمبرادوري آخر) لأمريكا، فالثابت هي إسرائيل، ومصالح القوى العظمى، والمتحرك هي مصالح الضعفاء في كونهم لا يتجاوزون ما نراه في الأفلام الكلاسيكية من فرسان راكبين دوابهم يلتقون عدوا مثلهم...
عندما كنت أرى الحصان ينطرح في ساحة المعركة قتيلاً، كنت أبتئس في داخلي لهذا العقل الأعلى، عندما يتحكم في العقل الأدنى فيجعله شريكاً أصيلا في حرب لا تعنيه، ولو وعاها كالراكبين عليه، لكان أول الثائرين على هذا الاستغلال القبيح، وما أكثر الظهور المركوبة أو المنحنية استعداداً للركوب في عروبتنا المنهكة، وديننا الخالد.
قد يقول قارئ لزج: أنت من أنصار المؤامرة؟ فأقول لم يعد هناك مؤامرة.. المؤامرة تكون في الخفاء، الفظيع أن الأمر في العلن (مؤتمرات، وترتيبات) ولا يراه أحد إلا بعين الدواب العمياء/العقل الأدنى.
هل يمكن للمقالات أن تستوعب مقطعاً يوضح كيف تفعل بشاعة العقل الأعلى عندما تستمتع هيمنة سادية بالعقل الأدنى... وإلى أي حد تتوهم العقول الأدنى النصر الهستيري بينها، عندما تمثل ببعضها، بقراً للبطون أو قطعاً للرؤوس، والضحية هو العقل الأدنى/الدواب دائماً....
http://www.youtube.com/watch?v=17bfvqu88tE
ختاماً وبصدق... إن داخلي يبكي الاثنين الثور والحصان، ولا تسألوني كم أكره المتفرجين ورجال الكاوبوي...
المُدَّمِر لحالة المثقف الروحية أن يكون هناك فتوى (باسم الله) لتغطي كل هذه الهستيريا وتشجعها لصالح مسرح يوناني يعتبر سفك الدماء الإنسانية متعة من متع وثنيته القديمة، التي يصفق لها الملوك والكهنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج