الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل التملقات

عزيز بوكا

2013 / 6 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في فصل التملقات، يبدوا أن كل شيء مشرعن ماعدى التفكير، لا. ربما التفكير والمعرفة ينصب نحو معرفة كيف نتملق للأستاذ، ليس لي أي دور بما كنت، كانت صدفة أن نلتقي نحن في فصل تبدوا فيه التملق كأنه الفعل الوحيد الذي يتم الإستنجاد به لنيل رظى أستاذ، ربما لا نعلم أن بعضهم فقط يقوم بعملية "الفنتاج"، أو عفوا " دوز الوقت باش ما كان"، ربما أهدي عندما أتحدث عن كون الفصل الرابع سوسيولوجيا، يبني بينه وبين المعرفة متاريس، تجعله منه إنسان "سريبسيا".
داخل قاعة الدرس نقبر السوسيولوجيا يوما بعد يوم، ربما أوصلناها إلى أبعد حد من الإقبار، كأن البعض يفكر في أشياء تهوي فيه الكلمات كريش على الرمال، لا دور لنا في فصل تستحوذ عليه " نخبة متملقين"، لا أبدأ بل فقط كلمة " نخبة"، فعندما يكون النقيل الأذات الوحيدة للتفاعل، أو التي تجمع بين فصل تؤطره جدران، يعكس طلائها الأبيض المتسخ تملقات أصحبها. زميلة توري صدرها لشخص جالس بالقرب البعيد منها، صدق وكذب، فكر وتملق، خونجة و نميمة، حسد و إبتسامة، تقيء و إزدراء، فعدرا من أن نقف خلف جدران تعكس بينها، حذيث حمام. ولماذا الحمام؟، في الحمام يتجسد حقل التفاعل دو رموز تعكس أبعادا ثقافية، عزيزي الموظف يقف موريا وجهه إلى الأستاذ منتبها له كأنه يقول وحي خارج من فوهة ترتعش فيه ألهة من كهوف تعج بأساطير، أما زميلتي الأستاذة فتفخيم الكلام وأيضا وضع قافية عند نهاية كل كلمة، كأنه كمين وراء كل كلمة، لا بل كل حرف فالحروف تسطنع في خروجها دون عفوية في الحذيث، وراء كل ذابة تسري قشعريرة من إلتماس بين الفكرة والتحايل على الفكرة، لو كان هناك مجلس للسوسيولوجيا فإنه سيديننا ويتهمنا بتهمة مشروعة، أتدري ما هي، إنها التقلون في الكلمات، لربما نجد من كلمة التقلون مدى و مغزى.
أمشي على رأسي، تغويني الأرض لكي أرى الوجود، هل أنا موجود؟. أم أن الوجود في كل لحظة نقتنس منه مراوغة وخط أحمر لا نعرف إمتدادا له، عندما نسمع دعوة صاحبتنا ذات الأولاد تتكلم، تحس في جسدك بتقلون يسري فيه، لا بل أعتذر أجد أن درويش أخطأ عندما قال " إقرأ ما إستطعت القرأة"، ربما نعكسها قليلا لنقول تملق ما استطعت التملق، وتقلون ما إستطعت التقلون، فالضباع تخشى من شدة قوة أنياب الكلاب الجائعة والضالة، أجد نفسي في دوامة من التفكير و التأمل، ليموت معي تأملي مستندا إلى خشبة هزيلة الوقوف، تستند إليها زميلة لي صغيرة في قوامها، ولكنها في قلبها عالما كبيرا، يعج بالوجود، أستنجد بداخلي لكي أحدد معالم فصل، تتموظع فيه سيدات محترفات في النقيل، وأيضا أساتذة موضفون محترفون في نفس العملية التي تجعل من إختصار الطريق، الأذات الوحيدة للترقي – أعتدر في إستعمالي الترقي - أنادي من قال أن الغش، لا بل النقيل جزء من العملية التعليمية، عندما تكون العبارة مصوغة و موجهة للمبني للمعلوم أقف متأملا، لا بل جالسا، أين صيغة المبني للمجهول، صحيح أن الوجود يهمش المجهول، ولكن ألى يعدوا المجهول جزءا من المعلوم، أستغرب من وقوف إحداهن تريد أن تتشاجر مع طالب زميل لها في الفصل، أحاول الرجوع بذاكرتي إلى الوراء، أنحن في سوق أم أننا في جامعة، عادة ما نجد في فصل شيء مشترك بين طلابه، في فصلنا الكل مشتت وكأننا في حرب بلا هدنة ولا هوادة. أولى لا تريد أن يكون طالب دون نقطة حقيرة، أه النقطة الكل يسعى نحوها، هي المقدس والقمر الشاحب المتحرش بالطالب في كل مرة، وهل النقطة تتحرش، يالك من ساخر تحب مراقصة الكلمات، ولكن إسمع يا صديقي المتملق، نحن نتقلون وجميعنا في عملية تقلونية ننخرط فيها، فالوجود يبقى يافعا، والمجهول يبقى شهيد العملية التعلمية ( بصيغة المعلوم).
فوق حشائش العشب التي عادة ما نرهقها بمؤخراتنا المترهلة في إنتضار حضور أستاذ، ولكن ماذا سيقدمه الأستاذ، يستحق النقاش أن يكون ذى صدى في أنحاء متفرقة من الجسد الجامعي المريض الذي وضعناه في نعشه ألما قبل الأخير، ففي هذا النعش يستطيع التملق أن يتوج بكونه آخر مسمار يدق في هذا النعش، لا أستطيع أن أستسيغ كيف ومتى أتيت إلى هنا؟، ففي وجودي عدم، وفي كلماتي شيء من " التشرق و التغرب أما الجنوب فهو عصي علي أن أصله"، لا أستطيع أن أجد صليبا أصلب به فصل ملؤها التملق، ومادته الدسمة تقلونٌ، لا أجد دوري فيها، كيف يلتقي السًكنان مع عملية رفع ونصب وفي بعض الأحيان جر؟ أقول في سري التملق كدبتنا الصادقة، بل جزء منا الصادق، أشهد التاريخ ويقف إجلالا لكم أيها الفصل، فأنتم حطمتم رقما قياسيا من التملق بالإضافة إلى تقلون، يصيب مفاصل جدع فكر يتضمن فلسفة اللاحدود لا شيء يعيقه، استصغره فصل التملقات وإستطاع إعاقته، بل أصابه بشلل نصفي يجعله يسمع فقط و لا يتحرك، فهنيئا لكم بتملقكم، وهنيئا لكم بتقلونكم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخلاف التجاري بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.. إلى أين؟ | ال


.. بايدن وترامب.. وقضايا بارزة في المناظرة الرئاسية




.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مرشحون وشروط


.. بالمناظرة التاريخية.. بايدن يتعثر مبكرا وترامب يدعوه للخضوع




.. بايدن يتلعثم خلال المناظرة الرئاسية أمام ترمب