الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يقول علماء الأنثروبولوجيا عن الأديان؟

كامل النجار

2013 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يشترك علماء السوسيولوجي "علم الاجتماع" مع علماء الأنثروبولجيا "علم الإنسان" في البحث عن كيفية نشأة الأديان عند الإنسان، وقد سافر أغلبهم إلى مناطق نائية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجزر المحيط الهادي لدراسة القبائل البدائية التي ما زالت معزولة عن العالم وتمارس نفس الطقوس والعادات التي مارسها أسلافهم قبل آلاف السنين
يقول إيفانز-بريتشارد Evans-Pritchards (1902-1973) في كتابه Theories of Primitive Religions إن فصل الأديان البدائية عن الأديان السماوية عملية زائفة تؤدي إلى الغموض وعدم الفهم (Brian Morris, Anthropological Studies of Religion, p 5). فهو يرى أن الأديان البدائية بشعائرها وتابوهاتها المختلفة ما زالت تمثل جوهر الأديان السماوية، وسوف نستعرض هذه النقطة لاحقاً. أما الفيلسوف الألماني فيرباخ (1804- 1872) فيقول إن الدين يمثل مرحلة طفولة الإنسانية، والإله ما هو إلا الإنسان أو طبيعة الإنسان بعد تنقيتها وتحريرها من قيود الفرد (نفس المصدر ص 21).
لماذا وكيف نشأت الأديان؟ يقول الفيلسوف البريطاني ديفيد هيوم David Hume (1711- 1776) في كتابه The Natural History of Religion (1757)، لم تنشأ الأديان عن عملية تفكير وإنما نشأت من عدم اليقين في حياة الإنسان البدائي الذي رأى تقلبات الطبيعة حوله مما أورثه الخوف على مستقبله، وبذا أعطته الأديان الثقة في المستقبل وطمأنينة البال (نفس المصدر ص 142).
أما الفيلسوف والثيولوجي الألماني رودلف أوتو Rudolf Otto (1869- 1937) فيقول في كتابه The Idea of the Holy (1917): إن الأديان لا يمكن فهمها إلا عن طريق "المقدّس"، وهو اعتقاد لم ينتج عن تفكر وإنما عن حدس أو إيحاء نفسي ينم عن قوة غير محسوسة وفوق الطبيعة. إنه شعور بالروع والخشية من تلك القوة المجهولة (نفس المصدر والصفحة).
ويتفق رادكلف- براون Radcliffe-Brown (1881- 1955) مع ديركايم Durkheim أنه لا فائدة من البحث عن كيفية نشأة الأديان وإنما المهم أن نرى أن المعتقدات الدينية نشأت في محاولة من الإنسان أن يعيش في مجتمعات كبيرة وغير منتظمة، ومهمة الأديان كانت تنظيم تلك المجتمعات، وبالتالي فإن المهمة الأولى للأديان هي مهمة اجتماعية (نفس المصدر ص 126).
أما برونسلاف مالونفسكي Bronislaw Malinowski (1884-1942) فيقول إن الإنسان بطبيعته يخشى الموت ولا يريد أن يصدق أن موته يعني نهايته إلى الأبد، وهنا تأتي الأديان لتمنح الإنسان الضمانات النفسية بأن حياته سوف تستمر إلى ما لا نهاية في العالم الثاني. وبالتالي تصبح مسألة الخلود هي جوهر الأديان (ص 148).
يقول فرويد (1856- 1939) في كتابهTotem and Taboo (1913) إن الدين عبارة عن وهم وخداع. ويعتبر أن الأديان طريقة غير مجدية للتعامل مع مشاكل الحياة.
أما كارل ماركس (1818- 1883) فقد اعتبر أن الأديان تؤدي وظيفة مزدوجة: فهي تعوض الفقراء عن فقرهم بوعدهم بالغنى الروحي، بينما تعطي الشرعية اللازمة لطبقة الأغنياء، وبهذه الطريقة فقد ساعدت الأديان على صقل المجتمعات ذات المصالح المتباينة، وفي نفس الوقت حافظت على مصالح الطبقة المتنفذة (نفس المصدر ص 45).
السحر هو جوهر كل الأديان:
يقول الألماني ماكس ويبر Max Weber (1864- 1920) مؤسس علم الاجتماع إن أقدم وظيفة في التاريخ هي وظيفة الكاهن والساحر والشامان، وكلها تعني نفس الشيء، ويكون صاحب الوظيفة من الأشخاص الذين يتمتعون بكاريزما عالية ويستعمل النباتات التي تحتوي على مواد منشطة Narcotics لتمنحه قوة إضافية يبهر بها من حوله عندما يصل به مفعول المواد المنشطة إلى درجة النشوة والابتهاج Ecstacy. ويستعمل الساحر لغة مسجوعة وحركات خفية ليوهم مشاهديه أنه بإمكانه التحكم في المستقبل ودرء الأخطار أو إيذاء أي شخص يختاره باستعمال قوته الخفية أي التي هي فوق الطبيعة.
يقول مالونفسكي إن السحر ينجح وينتشر عندما يعجز الإنسان عن التحكم في المخاطر المحيطة به عن طريق المعرفة. يكثر استعمال السحر في أوقات الحروب وفي الصيد وفي فصول الجفاف عندما يكون مصير غذاء الإنسان معتمداً على الأمطار التي تأبى أن تهطل، أو عندما يمرض إنسان وتعجز الأعشاب عن شفائه. وقتها يتجه الناس إلى الساحر.
ينتشر السحر ويسيطر على حياة القبائل البدائية حتى في وقتنا هذا. نجد مثلاً في قبائل جزر تروبرياند Trobriand التي تقع شمال نيو جني New Guinea بالقرب من استراليا، والتي تُعرف الآن ب كريوينا Kiriwina والتي تقع تحت حكم الحكومة الاسترالية، نجد أن القبائل البدائية التي تعيش في هذه الجزر ما زال يتحكم فيها السحر والساحرات. يعتقد سكان تلك الجزر أن الساحرات نساء يأكلن الجيف ويعرفن كيف يصبحن غير مرئيات invisible. هؤلاء الساحرات يمكنهن أن يطرن في الهواء ويتحكمن في قوارب الصيادين، وغالباً ما يحطمن تلك القوارب إذا غضبن على الصيادين. حتى الموت يكون بتأثير السحر والساحرات. ولذلك عليهم إرضاء الساحر أو الساحرة بتقديم الهدايا وإطاعة أوامره
يعتقد هؤلاء الناس أن الإنسان عندما يموت يمكن لروحه أن تصير شبحاً Ghost يحوم حول مسكن الشخص المتوفى وتقوم بلعب نوع من الخدع على من يقترب من ذلك المسكن، أو يمكن للروح أن تصير Baloma، يعنى روحاً تذهب إلى جزيرة توما Tuma حيث تعيش حتى تشيخ ثم تنقلب إلى جنين تحمله إحدى الساحرات إلى الجزيرة الكبيرة ثم تدخله في مهبل إحدى النساء لتحبل به. وبهذه الطريقة لا يكون للرجل أي دور في الإنجاب، وينسب الأطفال إلا الأمهات. وهذا عكس ما يقول به الدين الإسلامي الذي يكرّس الإنجاب كله في ماء الرجل وينكر دور المرأة في تكوين الجنين. ولذلك نجد أن القرآن يقول إن الله استخرج من ظهور المؤمنين الأوائل ذريتهم وأخذ العهد من تلك الذرية أن يؤمنوا به (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) (الآعراف 172). فالجهل بكيفية تكوين الجنين متساوية بين الأديان البدائية والأديان السماوية.
في البداية كان الدين القبلي امتداداً للسحر والكهانة وكان يعتمد على الطقوس التي يعلّمها الساحر أو الكاهن للناس في قبيلته. ومع مرور الزمن أصبح الساحر هو الكاهن والنبي أو الرسول وتغير الدين من دين قبلي إلى دين سماوي. يقول ديركايم إن الدين والسحر منفصلان، ولكن فان جنب Van Gennep يقول إنهما نفس الشيء وإن السحر هو الجانب العملي للدين بينما الدين هو الجانب النظري الذي يفرض على الناس تعاليم معينة (Brian Morris p 247). وقد استمر السحر كعامل مهم في الأديان السماوية الثلاثة (اليهودية، المسيحية، والإسلام). وقد حاولت اليهودية بكل الوسائل التخلص من السحر والسحرة وأمر العهد القديم بقتل السحرة. وفي المسيحية استمر السحر لعدة قرون حتى أتى كالفن بمحاكم التفتيش وأحرق عشرات الآلاف من الساحرات واستمر حرق الساحرات حتى القرن الثامن عشر كما حدث في أمريكا في مدينة سالم. وفي الإسلام نجد أن محمداً قد زعم أن اليهود سحروه ودفنوا السحر في بئر، فأرسل علي بن أبي طالب ليستخرج السحر بعد أن أخبره جبريل بمكانه. والقرآن يتحدث عن هاروت وماروت الذين أرسلهما الله إلى بابل ليعلما الناس السحر. وأهل مكة قالوا عن محمد إنه ساحر عندما بدأ دعوته فيهم. وهذا يؤكد أن السحر والأديان من نفس الطينة.
إيفان بريتشارد كان كاثوليكياً ممارساً لطقوس دينه وكان عالماً أنثروبولوجياً فذاً. قضى هذا الرجل أكثر من عام مع قبائل الزاندي والنوير في جنوب السودان، وهذه قبائل نيلية بحته لم تختلط مع أي ثقافة أخرى. وبعد أن درس إيفان بريتشارد عاداتهم وطقوسهم أصابه الهلع من أنه سوف ينتهي بتفنيد الأديان السماوية.
بالنسبة للزاندي فإن الساحرة ترث السحر من أمها ويكون في جسمها مادة السحر وهي عبارة عن كيس اسود يكون في منطقة الكبد. وتُعرف الساحرة بعينيها الحمراوين. وللساحرة مساعدون من الطيور والحيوانات الليلية. وللساحرات دهان مخصوص عندما تمسحه الساحرة على جسمها تصبح غير مرئية. والزاندي والنوير يعتبرون أن كل الأمراض الخطيرة والمحن التي يتعرض لها الفرد تكون بسبب أنه أتى بفعل يتعارض مع القيم المحلية مثل الزنى وزنى المحارم والقتل، وهي أشياء تُغضب أرواح الأسلاف. وبما أن المرض ينتج من غضب أرواح الإسلاف فلا بد للمريض من أن يقدم القرابين لأرواحهم كي يُشفى من مرضه. والقرابين بالنسبة للنوير نوعان: النوع الأول يُقدم في حالات المرض والعقم والمآسي الشخصية. والنوع الأخر يُقدم بالإنابة عن القبيلة ويكون في حالات الزواج والموت وبلوغ البنت أو الصبي مرحلة التكليف. وهناك شعائر معينة يقوم بها رجل الدين عند تقديم القرابين مثل إحضار الثور إلى مكان الاجتماع وتقديم الثور إلى روح أحد الأسلاف، ثم مباركة الثور بقراءة بعض التعاويذ عليه، ثم ذبح الثور وشواء اللحم. وهذه الطقوس لا تختلف كثيراً عن طقوس تقديم القرابين إلى يهوه إله اليهود وشواء لحم الثور حتى يشم يهوه رائحة الشواء. والنوير يعتبرون تقديم القرابين للأرواح عبارة عن افتداء وخلاص للروح وكفارة وتطهير لأفراد القبيلة عما اقترفوه من آثام (Brian Morris, p 200). وهي نفس الأفكار التي تعشعش في رؤوس المسلمين عندما يذبحون الهدي في مكة أيام الحج.
يعتبر النوير أن الأرض ملك الإنسان والسماء ملك الإله ويقومون بطقوس أخرى يسمونها طقوس الاستحواذ وتًقام هذه الطقوس عندما يستحوذ روح أحد الأسلاف على شخصً ما. فإذا كان الاستحواذ مؤقتاً يُشفى الشخص بعد تقديم القرابين، ولكن إذا كان الاستحواذ مستديماً فيصبح ذلك الشخص نبياً ويصبح هو الذي يستحوذ على الروح ويكون بالتالي قد امتلك قوة إضافية تمكنه من علاج المرضى والتنبؤ بالمستقبل. ومن مهام هذا النبي قيادة الغزوات ضد قبيلة الدينكا لأخذ أبقارهم. (ربما يكون محمد قد اقتبس هذه الوظيفة من النوير).
الأديان البدائية تعتمد اعتماداً كلياً على الطقوس Rituals التي يقودها الكاهن أو النبي وتستلزم لباساً معيناً ودهن الجلد والشعر بأصباغ معينة. يقول روبرتسون – سميث إن الطقوس أهم عندهم من المعتقدات نفسها. وغالباً ما تصاحب الطقوس موسيقى ورقص تجعل المشاركين يصلون في بعض الأحيان إلى حالة من الانفعال يفقد فيها الشخص التحكم في عواطفه. ونرى بعض هذه الحالات في البلاد التي تنتشر فيها الصوفية الذين يصلون إلى حالة من الهستيريا الجماعية على وقع أصوات الطبول. مهمة هذه الشعائر في المقام الأول هي تقوية الانتماء إلى القبيلة أو المجموعة الدينية.
عبادة الطوطم Totemism:
كل القبائل البدائية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والهنود الحمر في أمركا الشمالية لديها طواطم تقدسها كجزء وتعبير عن اعتقادهم في أرواح أسلافهم. قد يكون الطوطم عبارة عن نبات أوشجرة معينة أو حيوان . وأهم ما يميز الطوطم عن بقية الأشجار أو الحيوانات هو اللون. فمثلاً في قبيلة نديمبو Ndembu في زامبيا يتكون الطوطم عندهم من ثلاث أشجار ألوانها أحمر وأبيض وأسود. فشجرة الموداي modyi يخرج منها سائل أبيض ولذلك يعتبرونها شجرة بيضاء رغم أنها خضراء، وشجرة الموكولا mukula سائلها أحمر ولذلك تعتبر شجرة حمراء. وفي احتفالات تقديم القرابين يحدثهم زعيم القبيلة عن الأنهر الثلاثة التي تنبع من الإله الأعلى. أحد الأنهر ماؤه أحمر، والأخر ماؤه أبيض والأخير ماؤه أسود. وربما تكون هذه الأنهار هي نفسهخا التي قال العهد القديم إنها تخرج من الجنة، ووافق الإسلام اليهودية وقال إن نهر النيل والفرات يخرجان من جنة عدن. ونفس ألوان الطوطم هي ألوان الأدوية التي يخلطها معالج القبيلة medicine man. فالدواء الأبيض يدل على الصحة والعافية، بينما الأحمر يدل على الدم الذي يسيل من المريض إذا جُرح ومن البنت عندما تبلغ سن الرشد. أما الدواء الأسود فيدل على الليل والمرض وسوء الطالع. ولا بد أن تُخلط الأدوية الثلاثة بترتيب معين لا يحيد عنه المداوي.
والطوطم كذلك موجود في الديانات السماوية الثلاثة رغم زعمهم أنها توحيدية. فنجد اليهود يقدسون حائط المبكي ويترنمون عنده، والمسيحيون يحملون الصليب ويركعون عنده، أما المسلمون فيطوفون حول الكعبة ويغسلونها بماء الورد ويكسونها بالحرير والديباج رغم أنها بناء من طين أقامه عبد الله بن الزبير بعد أن هدم الحجاج بن يوسف الكعبة بالمنجنيق. فلا فرق إذاً بين دين قبلي ودين سماوي.
قبائل الاندمان:
تقع جزر الأندمان في خليج البنغال بين الهند ونيبال، وهي جزر معزولة عن الحضارة. وقد عاش بها رادكلف – براون فترة من الزمن وكتب عن عاداتهم وديانتهم. أهم ما يميز معتقداتهم هو تقديسهم لأرواح الإسلاف التي جعلوا منها روحاً مسؤولة عن كلٍ من البحر والمطر والسماء والغابات. أما القمر والشمس والبرق والرعد فهي الآلهة بالنسبة لهم. وطقس الموت عندهم من أهم الطقوس التي يحرّمون فيها أنواعاً معينة من الطعام. وتمثل لهم الرياح حدثاً مهماً لأنهم في منطقة رياح المنسون المعروفة التي تحيق الدمار بالجزر، ولذلك جعلوا أهم أرواح الأسلاف مسؤولة عن الرياح. بليكو Biliku مسؤول عن المنسون التي تأتي من ااشمال الشرقي، بينما تاراي Taraiمسؤول عن الرياح التي تأتي من الجنوب الشرقي. وديانتهم تعتمد على الشامان (الكاهن) الذي يتصل مع الإله عن طريق الحُلم أو الدخول في حالة استحواذ عندما تسيطر عليه الأرواح ويصبح في حالة هيجان ecstasy. ونسبةً لاتصاله بالأرواح يستطيع الشامان شفاء المرضى والتخفيف من حدة الرياح الموسمية,
بالنسبة للأندمان فإن العالم يتكون من ثلاث مكونات: الأرض وما عليها من حيوانات، والبحر وما فيه من أسماك وحيتان، ثم السماء وما فوق رؤوس الغابات من طيور. وعندما يبلغ الصبيان سن الرجولة عليهم أن يشتركوا في طقس العبور Ritual of Passage الذي يُحرّم فيه أكل لحم السلحفاة والأسماك. وبعد انقضاء فترة المنع يقيم السكان وليمة كبيرة يكون الطبق الرئيسي فيها هو لحم السلحفاة التي يجب أن تُذبح وهي ملقاة عن ظهرها ورأسها في اتجاه البحر. ويجب على الشاب ألا يلمس لحم السلحفاة بيده فيستعمل ملقاطاً مصنوعاً من شجرة الكركديه. ثم بعد ذلك عليهم أن يمتنعوا عن أكل لحم الخنزير وبعض الفواكه. وتنتهي هذه الفترة بوليمة من لحم الخنزير. ثم في المرحلة الأخيرة يحرمون أكل العسل لفترة ثم يبيحونه.
لا تختلف هذه الطقوس كثيراً عن طقوس اليهودية والإسلام التي تُحرّم أكل لحم الخنزير وشرب الخمر، التي سوف تباح لهم فيما بعد ويسبحون في أنهارٍ منها.
كل الديانات القديمة تُقدّس الطوطم وتمنع المرأة والطفل الذي لم يبلغ الحلم ولم يشترك في "طقس العبور" من لمس الطوطم. والمرأة كذلك تُمنع من تناول عدة أنواع من الطعام. وهي تقريباً نفس التابوهات التي تفرضها اليهودية وكذلك الإسلام على المرأة. أما المصحف بالنسبة للمسلمين فهو الطوطم الذي لا يمسه إلا المطهرون.
الأحلام:
الأحلام مثلت هاجساً كبيراً بالنسبة للإنسان البدائي، وما زالت تمثل هاجساً لشيوخ الإسلام الذين أسسوا برامجاً في الفضائيات لتفسير الأحلام. الإنسان البدائي رأي في الأحلام التي كانت تزعجه عندما يرى شبح أحد أسلافه في النوم، سؤالاً محيراً: ماهذه الأشباح؟ واقتنع أخيراً بأن كل إنسان له جسم وحياة طبيعية، وله كذلك طيف يظهر في الأحلام.
يعتقد كارل جوستاف يانج Carl Gustav Jung (1875- 1961)، والذي كان طبيب أمراض نفسية قبل أن يصبح عالم اجتماع، أن أوهام الأطفال وأحلام المرضى النفسيين أغلبها تدور حول مسائل دينية، وبالتالي هو يعتقد أن الأحلام هي اللغة التي يتحدث بها إله السماء.
يقول ليفي بروول Levy – Bruhl (1857- 1939) الفيلسوف الفرنسي وعالم الاجتماع إن الأحلام تُعتبر في أوربا مواضيع غير قابلة للتحقيق subjective، لكنها تختلط بالحقيقة في الشعوب البدائية. وقد رأينا كيف تمسك شيوخ الإسلام، بل نبيه، بالأحلام وكان يقول لأتباعه إنه رأى فيما يرى النائم. وهناك تشريعات كثيرة وأحكام استنبطوها من أحلام محمد أو أحلام الشيوخ أنفسهم مثل أبي الحسن الأشعري الذي كان معتزلياً ورأى النبي في المنام وطلب منه الأخير أن ينافح عن سنته، فتحول إلى سلفي.
الحج:
في ورقة مطولة عن الحج في كل الأديان القديمة يقول فيكتور تيرنر Victor Turner (1920- 1983):
1- تكون أضرحة الحج غالباً في مكان بعيد عن سكنى القبيلة، ويكون في غار أو جبل أو غابة
2- تُعتبر فترة الحج بمثابة تقاعد عن هموم الحياة اليومية ومشاكلها
3- في موقع الحج يُشدد الحجاج على أن الناس متساوون لا فرق بين الغني والفقير أو بين طبقة وطبقة أخرى من الناس
4- مع أن القيام بالحج يكون خياراً فردياً فهو في نفس الوقت واجب ديني وتكفير عن الذنوب
5- الأماكن التي يأتي منها الحجاج غالباً تكون أبعد كثيراً عن حدود القبيلة أو البلد التي بها المزار
يعتقد تيرنر أن الحج في الديانات السماوية هو عبارة عن تكرار لطقوس العبور التي تمارسها القبائل البدائية. وإذا نظرنا للحج في الديانة الهندوسية نجد أن أكثر من ثلاثة ملايين حاج يأتون كل عام ليسبحوا ويغتسلوا في نهر الجانجيز Ganges المقدس ليرجعوا إلى قراهم كيوم ولدتهم أمهاتهم بدون أي ذنوب. وحج الهندوس لا يختلف عن حج المسيحيين إلمكسيك إلى ضريح العذراء في جوادالوب Guadalupe أو حج المسيحيين الأوربيين إلى "لورد" في فرنسا، وحج المسلمين إلى مكة
ونلاحظ أنه لا يوجد فرق كبير بين محتوى ووظيفة الأديان السماوية عن رصيفتها البدائية. وكلا النوعين من الأديان له أضراره. يقول اريك فروم Eric Fromm (1900 – 1980)، طبيب نفساني وعالم اجتماع، يقول: الأديان خطر على المجتمع لأنها تقدس العادات السيئة عند الإنسان ولأنها تمنع النقد تقود إلى إفقار الذكاء, وكذلك بربطها القيم المثلى في المجتمع بالدين تجعل الأخلاق تقف على قاعدة مهزوزة. سعادة الإنسان وحريته والحقيقة نفسها في خطر لارتباطها بالدين. وهذا هو رأي فرويد في الدين كذلك.
ونجد مثلاً في المسيحية يؤمن المتشددون أن المسيحي الحق يمكنه أن يمسك بالثعابين دون أن تصيبه بأذى.( 18 يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ) (سفر مرقس، الإصحاح 16). فنرى هنا أن أي متشدد في دينه يمكن أن يعتبر نفسه من هؤلاء المؤمنين الذين تحدث عنهم المسيح وقال أنهم يمكنهم إمساك الأفاعي دون أن تؤذيهم. وفي دراسة مطولة في أمريكا عام 2000 وجد الدارسون أن 11 شخصاً من مجموع 16 من الذين يمسكون بالثعابين قد عضتهم الثعابين وكل واحد منهم يعرف شخصاً قد أمسك بثعبان عضه فمات (Ralph Hood Jr, the psychology of religion, p 29). فلولا إيمانهم الأعمى بكلام المسيح لما حاولوا القبض على الحيات ولما ماتوا.
وهناك بالطبع كراهية الأخر المخالف مثل فقه الولاء والبراء في الإسلام ومثل الأميين Gentiles في اليهودية. وبالطبع نتج عن هذه الكراهية حروب دينية كثيرة أدت إلى موت الملايين
بالإضافة إلى ذلك نجد مجموعات دينية مغلقة تتزاوج فيما بينها وتمنع الاختلاط بالعالم الخارجي كما يحدث في مجموعة "الأيمش" Amish في أمريكا ومجموعة ال Hutterites في داكوتا وفي كندا. تنتشر الأمراض الوراثية بكثرة في هذه المجموعات نسبة لزواج الأقارب بسبب تعاليم الدين.
إله الأديان السماوية لا يختلف عن إله أو آلهة الأديان البدائية القبلية فهو نتاج وهم وتخيلات إنسانية. تقول كارن آرمسترونج Karen Armstrong التي كانت راهبة قبل أن تتخلى عن الأديان: لا شك أن بعض الصوفية وبعض أحبار اليهود سيقولون لي إن الله نتج من الخيال الخلاق ولا وجود له في أرض الواقع (A History of Religion, p 4).
أما شوبنهور فقد قال إنه لا توجد حقيقة مطلقة ولا يوجد إله ولا توجد روح، فقط الموسيقى والفن يمكن أن تنقذنا (نفس المصدر ص 405). وحتى فيدور دوستيفسكي في قصته الرائعة "الأخوة كرامزوف" يصف فيها موت الإله. أما جان بول سارتر فيقول: حتى لو كان الله موجوداً لوجب علينا أن نرفضه لأن فكرة وجود الله تلغي حريتنا. (نفس المصدر ص 433). والبير كامو يقول: يجب أن يرفض الناس فكرة الله حتى يتمكنوا من إفراغ حبهم على بقية البشر. أما نتيتشه فقد أعلن قولته المشهورة بموت الإله
يتضح لنا من هذا السرد أن الأديان صناعة بشرية بدأت مع المجتمعات البدائية الجاهلة واستمرت حتى الآن يرفع عصاها الشيوخ الجهلاء والحاخامات الذين غالباً لا يعرفون شيئاً غير النصوص الدينية. وضرر الأديان واضح لكل ذي عينين في وقتنا هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهل يقرأ المؤمن لعلماء الانثربولوجيا؟
سناء نعيم ( 2013 / 6 / 14 - 08:51 )
الإله الذي يجلس على العرش غير مبال لما يحدث (لمخلوقاته)من ظلم وقهر والم ومآس...لايمكن ان يكون إلها حكيما عادلا .وفي هذه الحالة ففرضية عدم وجود إله أكثر قبولا من فرضية وجوده.
الاديان اختراع بشري مثل الإله تماما.هذا الإله الذي كان ومازال اداة بيد رجل الدين يرهب به الاتباع ليحافظ على مكانته الإجتماعية والمادية.
والسؤال الذي يلح عي دائما ماذا لو لم تخرج الاديان من الشرق الاوسط ؟هل كانت المنطقة تشهد تلك الحروب والصراعات والمآسي اللانهائية التي عاناها ويعانيها ابناؤها بلاذنب اقترفوها؟ وماذ عن تقافة اقصاء الاخر وتكفيره وتهميشه التي تعج بها المنابر الإعلامية والدينية؟
الاديان منتج بشري بحت ،فالعقل لايمكن تصور إله بهذه القسوة والوحشية يخلق بشرا بلا ذنب ثم يبعث الانبياء ليزرعوا بثور الفتنة بينهم
دمت لقرائك الاوفياء.


2 - الصديق العزيز كامل النجار
فؤاد النمري ( 2013 / 6 / 14 - 10:41 )
أرجو أن تسمح لي أيها الصديق العزيز أن أضيف التالي إلى تحقيقاتك المفيدة ..

شرط الحياة الأولي هو إهتمام الإنسان بأسباب حياتة وهو الإنتاج وما يسميه كارل ماركس علاقات الإنتاج
الدين وهو مكوّن هام من مكونات البنية الروحية والثقافية للإنسان لا بد أن يكون
الإنعكاس الكامل لتطور قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج المرافقة لها
كل الأبنية الأثرية العملاقة القائمة اليوم في العالم وجميعها رموز دينية ما كانت لتكون إلا في عصر العبودية حين لم يكن بديلاً لقوى العمل سوى لقمة الخبز

بدأ الدين برأيي عندما تنامت قوى الإنتاج في المملكة المدينة فلم تعد أوامر الملك قادرة على تنظيم المجتمع مما جعل الملك يدّعي بصلته بقوى فوق طبيعية فظهر الملك الإلة وفيما بعد الملك النبي ثم اللك الخليفة وأخيراً تم الانفصال شكلياً فصار الملك هو المرجع في الدين وفي الدنيا كما ملك بريطانيا ورئيس مصر

الدين نشأ أصلاً وما زال كأداة قمع بيد السلطة الحاكمة
حتى السلطات المدنية اليوم تحمي الدين والهلوسات الدينية تحت طائلة العقوبة حتى غدا الإكليروس وهم أجهل الخلق هم مرشدو الأمة وصناع فكرها


3 - الاله اكبر مجرم
Bonomo ( 2013 / 6 / 14 - 11:30 )
الاله بالنسبة لي هو من قتل و يقتل ملايين بل ملايير الاطفال و العجائز و الابرياء من اجل حجة ان يمتحن انسان لم يطلب ان يعيش في هذه الارض اصلا
الاله ان وجد فهو اكبر مجرم...
اما الاديان و خاصة الابراهيمية فهي اقدم و اكبر خدعة عاشها الانسان
سيأتي يوم يقوم فيه الانسان بمحاكمة الاديان و رموزها الى ان يحصل ذلك سيستمر العالم في بؤس و قتل و اجرام


4 - هناك خلط يا سادة ياكرام 1
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 6 / 14 - 12:47 )
انتتم والهتكم من علمائكم .فيما تسمونه علوم اجتماعية وانسانية مبنية على الحدس والتخمين البحت لمجرد فحص بعض القبائل المعزولة عن العالم ... وقعتم فى خلط شديد جدا واجتزاء وتسليط الضوء على اشياء فى الدين وغض البصر عن اشياء اخرى .كل منكم حسب فكره وثقافته وايديولوجيته ...كى يؤكد وجهة نظره فقط لا غير

ما تعرضونه هو العقيدة فى الاله ..وتصوره وليس الدين ...الدين شئ اخر تماما
الدين هو العقود والعهود والنظم التى تنظم حياتك يا انسان .بينك وبين خالقك وبينك وبين نفسمك وبينك وبين الاخر ...اعتمادا على وحدانية الاله ..واخراجه من حيز التصور والتشبيه .والتجسيم وكل ما اتيتم به من خلال التاريخ على انه اصل الاديان وهو فى حقيقته تحريف للوحدانية ...اساس عقيدة ومعرفة الانسان الاول ..ادم عليه السلام اول مخلوق من الجنس البشرى وعى الوجود وشعر بذاته ..وادرك حريته وقدرته على الاختيار ...ادم هو اول انسان وليس اول الجنس البشرى الذى استغرق تكوينه الاف السنين وربما ملايين حتى اكتمل واستوى بنيانه .وشكله النهائى ثم منحه الاله صفاته وقدراته ليكون ..ادم اول الانسانية العاقل


5 - خلط ولبس وقلب للحقائق بشكل لا يوصف2
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 6 / 14 - 12:59 )
يقول الرسول ..قبل ادمكم هذا .يقصد ادم المذكور فى القران ....الف الف ادم
....
وربما قول ايفانز من قال؛
فهو يرى أن الأديان البدائية بشعائرها وتابوهاتها المختلفة ما زالت تمثل جوهر الأديان السماوية
تعطى وتوضح المعنى الذى اريد توصيله لكم
...
ان الاساس هو التوحيد ..والوحدانية وعدم ادراك ذات الله.. هو ما جاء به ادم .محملة به نفسه ..و.كما قال اودلف
إن الأديان لا يمكن فهمها إلا عن طريق -المقدّس-، وهو اعتقاد لم ينتج عن تفكر وإنما عن حدس أو إيحاء نفسي ينم عن قوة غير محسوسة وفوق الطبيعة. إنه شعور بالروع والخشية من تلك القوة المجهولة

وان التعدد والطوطم والتجسيد والسحر والكهانة ..وسيطرة السحرة ورجال الدين شئ حادث وصورة من صور التحريف فى عقيدة التوحيد ...وليس ان التعدد هو الاصل
لذا جاء الانبياء لتصحيح هذه الصورة والعقيدة ..ولاخراج الناس من الظلمات الى النور لا لبث الفرقة والفتنة بين البشر كما تقول سناء نعيم !!!!
ايه الخلط واللبس والانعكاس 180 درجة ده وقلب الحقائق وتزييفها بهذه الصورة البشعة والمتجاوزة لكل اصول العقل والمنطق والحقيقة؟؟؟!!!
ايه ده ؟
بقى الانبياء جاءو لزرع الفتنة بين البشر؟!!! (


6 - شكرا
محمد بن عبدالله ( 2013 / 6 / 14 - 14:01 )
دراسة رائعة بقلم مفكر مقتدر متمكن سأحتفظ بها كمرجع شامل كامل


7 - نتاجات بشرية
معتز احمد ( 2013 / 6 / 14 - 15:11 )
نعم الاديان نتاجات بشرية
كل منها يدعي الحق لنفسه
وكل فرد من اتباعها يدعي انه يلمس الحقيقة المطلقة
هل الحقيقة بالوراثة؟



8 - سناء نعيم
كامل النجار ( 2013 / 6 / 14 - 16:44 )
كل الشكر لك على المرور والتعقيب. أتفق معك أن الدين صناعة بشرية والإله لا وجود له لأنه لو كان موجوداً لتحتم عليه أن يبالي بمن خلق ولكنه يقول في القرآن المحمدي إنه لا يبالي بما يحدث لنا. فلماذا نبالي نحن بإله لالا يبالي بنا؟
تحياتي


9 - مصيبتنا اليوم أمريكا الدينية!
حميد كركوكي ( 2013 / 6 / 14 - 16:49 )
العالم اليوم 2000 القرن الحادي والعشرون لايوجد من ينافس أقوى دولة في حيث حطمت الشيوعية السوڤ-;-يتية! وبمساعدة الأسلام الوهابي بن لادن والطالبان في أفگانستان، وحاليا العالم ذات القطب الواحد(U.S.A) ليست هنالك منافسة لهذه القوة الهائلة والمستحمقة لشعبها والعالم أجمع بواسطة الدين والتجهيل والتعتيم.. الحزب الجمهوري و قادتها خاصة إذا تكلموا باالپشتو الأفغانية بدلا من الأنگليزية لرأيت فيهم الطالبان دون لحى فقط! حقا كارثة الإنسانية تبدأء في واشنطن، لاحظ تبديل الحكومات الدكتاتورية الشبه العلمانية في الدول العربية إلى سلفية إسلامية متشنجة رجعية.
ناخب للرآسة الجمهورية في تكساس تصليّ صلات المطر! السبب شحة الأمطار والجفاف في هذا الفصل، و جون مكين إذا كان مسلما لذهب كجهادي للحرب في سوريا، حقا مصيبة وكارثة ثقافية ضد جميع الأنسانية. هذا وشكرا للدكتور النجار لهذه المقالة القيمة.


10 - فؤاد النمري
كامل النجار ( 2013 / 6 / 14 - 16:53 )
الصديق فؤاد: شكراً على الزيارة والتعقيب والإضافة على ما جاء في المقال. أوافقك أن الدين أداة استغلال وظفها الملوك ورجال الدين ليستعبدوا العامة ويسخرونهم لبناء المباني الشامخة التي ترفع من قدر الدين عند العامة. ولو كان هناك إله فعلاً فهو ليس بحاجة لمباني فخمة ليعبده فيها الناس
والدين لا شك أداة قمع مفيدة للشيوخ وللملوك الذين نصّبوا من أنفسهم آلهة تتحكم في رقاب الناس، يساعدهم في ذلك جهل العامة الذي يحافظ عليه الشيوخ حتى لا يتعلم الناس وينكشف أمر الدين
وقد توصل كارل ماركس لهذه الحقيقة وقال الكثير المصيب عن الدين، ولكني اخترت مقولة واحدة من مقولاتها الكثيرة عن الدين
تحياتي


11 - Bonomo
كامل النجار ( 2013 / 6 / 14 - 16:56 )
شكراً لك على المرور والتعقيب
الدين لا شك أكبر خدعة انطلت على الإنسان في تاريخه. وآمل أن يأتي اليوم الذي يحاكم فيه الناس رجالات الدين وإلههم الظالم المتكبر
تحياتي


12 - قيل وقال
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 14 - 17:41 )
غريب هذا الكاتب
كل كلامه استشهادات لايتطرق اليها الشك من الكتاب الغربيين لم نر له عبارة من انتاجه العقلي
انه تلميذ معجب بالأساتذة الكبار
كأنما يسعى فعلا أن يقنعنا بسرد الاستشهادات والفلاسفة الكبار في نظره في علم الأنطروبولوجيا مالفرق بينك وبين النصوصيين الذين تنتقدهم وأنت تفعل فعلهم في سرد نصوص ومتون الكفار


13 - محمد بن عبد الله
كامل النجار ( 2013 / 6 / 15 - 06:26 )
شكراً كثيراً على التقريظ وعلى قراءة المقال
أتمنى أن أكون دائماً عند حسن ظنك
تحياتي


14 - شاهر الشرقاوي
كامل النجار ( 2013 / 6 / 15 - 06:33 )
شكراً لك على المرور والتعقيب
إذا كان كل ما نكتبه مبني على الحدس والتخمين، هل لك أن تعلمنا على ماذا بنى محمد الدين الإسلامي؟ أليس الإسلام مبني على الأحلام والتخمين والنسخ والمنسوخ كأنما إله الإسلام سياسي فاشل يصدر قراراً ثم يلقيه بعد ساعة واحدة مما سبب لجبريل إرهاقاً جناحياً نسبة لصعوده ونزوله في أوقات متقاربة؟
أرجو أن تناقش الأفكار المطروحة دون أي اتهامات للأخرين
تحياتي


15 - معتز أحمد
كامل النجار ( 2013 / 6 / 15 - 06:35 )
شكراً لك على المرور والتعقيب وعلى تأييد فكرة أن الأديان صناعة بشرية بحت
تحياتي لك


16 - ديك العرش
بلبل عبد النهد ( 2013 / 6 / 15 - 09:27 )

- أخبرنا أبو عبد الله الصفار ، ثنا أحمد بن مهران ، ثنا عبد الله بن موسى ، [ ص: 423 ] أنبأ إسرائيل ، عن معاوية بن إسحاق ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : - إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك رجلاه في الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول : سبحانك ما أعظم ربنا - قال : - فيرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي كاذبا - . - هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ما ذا تنتظرون من الاه يعتمد على الديكة لرفع عرشه


17 - مجرد سؤآل هل هنالك حديث نبوي
حميد كركوكي ( 2013 / 6 / 15 - 13:38 )
هل هنالك حديث نبوي عن رفع و تركيز الأرض على قرن ثور ؟!! والثور على حوت والحوت على بحر.. عندما يتحرك الحوت تحدث الزلزال..ووو..إلخ ،، وشكرا للدكتور كامل مرة ثانية وألف مرة ممنون.


18 - تقبيل
بلبل عبد النهد ( 2013 / 6 / 15 - 17:29 )
حدثنا ‏ ‏عفان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏محمد بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن أوس ‏ ‏عن ‏ ‏مصدع أبي يحيى الأنصاري ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان ‏ ‏يقبلها وهو صائم ويمص لسانها ‏
‏قلت ‏ ‏سمعته من ‏ ‏سعد بن أوس ‏ ‏قال نعم


19 - الخوف والجهل و امر التسلط الطبقي هو سبب ظهور الله
علاء الصفار ( 2013 / 6 / 15 - 23:13 )
تحية استاذ كامل النجار
جهد كبير ودراسة شاملة!نعم ان الجهل كان دافع كبير للعقل البدائي الذي لا آلية علمية له لفهم الطبيعة والعلاقات الانسانية.الشعوب البدائية حين رأت السماء تبرق فكروا بالسبب لكن لا جدوى لانسان بدائي قام لتوه على قدمية وبفأسه الحجري,محاولا ان يصنع حياته, فالصاعقة حين تنزل اوالبركان حين يتفجر كانت تثير الرعب, وخاصة حين يموت بها رفيقه في الصيد! لذا بدات الآله لتكون انواع حجرأو طين او طوطم منها من تسير الريح وأخرى تسكت البركان الخ, اي كانت محاولة للسيطرة على الطبيعة. و ايضا نمت المجموعة وصار الملك,كان خبير القوم ولكن رافقه الحكيم العارف بامر العناية بالآلهة, فصار هناك طقوس التضحية وكان بناء المعبد يعمد بدفن عبيد احياء عند زواياه الاربعة! ومن هنا تطلب امر القدسية للملك كي يعطي القرار التضحية,لذا كان الملوك مباح لهم الزواج من الاخوات إذ هم سلالة مقدسة باركها العراف البدائي من اجل سلامة المجموعة المتصارعة مع الطبيعة, من هنا نشأ طبقة العبيد المضحى بهم من اجل سعادة الملك أولا وبقاء العراف بجانبه وسلامة المجموعة في الاخير! هذا هو جذر الاديان التوحيدية لتجسد اخيرا سلطة على البشر


20 - الخوف والجهل و امر التسلط الطبقي هو سبب ظهور الله
علاء الصفار ( 2013 / 6 / 16 - 14:50 )
تحية طيبة
فكما الانسان البدائي ليس له معرفة في تفسير الظواهر الطبيعية! لم يفهم أمر المرأة و انتاج حياة اجتماعية مبنية على تعاون المجموعة دون تمييز وإجحاف! فالإنسان البدائي مجد الملك وأعطاه القدسية! بهذا فصله عن المجموعة فصار سلطة خاصة تتميز بروحية وعقلية ذلك الملك وأهوائه و ليتصرف بحياة البشر وفق مصالحه, لذا لم نسمع بان ضحت المجموعة بدفن الملك قربانا للرب والمعبد بل كان الله بحاجة الى دم العبيد. ثم ان الرجل الحكيم كان ايضا رجل خرافي تسوقه أهوائه فيحدد الطقوس و الشريعة انطلاقا من معايير القوة! فصار الى جانب الملك و ضد العبيد! و هكذا كان الدم شيء محير للانسان البدائي, فصار الذبح للاكباش والعبيد زمزا وطقساً لكل الاديان البدائية ومن ثم الاديان التوحيدية! ثم دم الحيض للمرأة حير رجل الطقوس الخرافية للانسان البدائي فهكذا صار الانسان البدائي يتقزز من حيض المرأة اضافة إلى ضعفها الجسدي, فكانت لقمة سهلة لرجل خرافي بدائي ليهينها فهي شر لا بد منه إذ هي من تنتج الحياة بالولادة! لكن ينبغي على الرجل التعب لحمايتها في الحرب و إعالتها. فهكذا بنيت المجتمعات القديمة على قهر العبيد والمراة, بحلية سماوية!ه


21 - حميد كروكي
كامل النجار ( 2013 / 6 / 17 - 11:41 )
شكراً لك على المرور والتعقيب. الأمريكان لا شك يبحثون عن مصلحة بلدهم ويساندون أي نظام يضمن لهم تلك المصالح سواء أكان إسلامياً أو ديكتاتورياً. ولا أعتقد أن هذا يتعارض مع فكرة نشوء الأديان
تحياتي لك


22 - حميد كروكي مرة أخرى
كامل النجار ( 2013 / 6 / 17 - 12:00 )
نغم هناك حديث عن ابن عباس يقول -الأرض على نون والنون على البحر وأن طرفي النون رأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش والبحر على صخرة خضراء خضرة السماء منها، وهي التي قال الله تعالى فيها (فتكن على صخرة أو في السموات أو في الأرض) (لقمان والصخرة على قرن ثور والثور على الثرى ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الل (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج11، سورة طه 5-8


23 - علاء الصفار
كامل النجار ( 2013 / 6 / 17 - 12:04 )
شكراً لك على المرور والتعقيب المفصل الذي أتفق معك في كل ما جاء به ولو أنه قبل أن يصبح الملك إلهاً كانت الثقافة البابلية تمجد المرأة وجعلتها إلهة يخدمها الرجال. وفي أوربا في العصور السالفة جعلوا من المرأة إلهة الخصب وعبدوها وبنوا لها المعابد كما بنى البابليون معابد لعشتار
تحياتي لك


24 - المشاعية البدائية او الطفولية
علاء الصفار ( 2013 / 6 / 17 - 12:53 )
تحية طيبة
اما فيما يتعلق بامر الحضارة البابلية والآلهة و خاصة الآلهة المؤنثة ومنها معابد عشتار.اقول ان البشرعرف الكثير من الاشكال الاقتصاد_اجتماعية, وكان احداها امر سيطرة المرأة. ففي العهود الغابرة للتاريخ كانت المرأة هي من يجمع الجذور والخضار والفواكهة وهي من تخزنه وتعرف كم ما موجود وكيف توزعه في القبيلة,اي كانت يدها على خزينة المجموعة بهذا حصلت على سلطة شريفة قائمة على التعاون والعيش السعيد وبدون استغلال وقهر, بل في وئام وحب في قبيلتها! لكن حين ظهر الصياد والقروي الفلاح,قام على ضرب تلك السلطة الشيوعية البدائية لاتساع جبروت الرجل الاقتصادي, و بهذا احتاج الى سند من العراب الخرافي (رجل اللاهوت) فلذا بقت امور كثيرة في التاريخ تسير لتترك آثار المرأة التي هزمت عبر انقلاب الرجل الاستغلالي! منها كان للنساء حق الابتعاد عن الرجل والارتباط برجل آخر,كان الاولاد ينسبون للمرأة! اكثر صدقا من الانتساب للرجل هههه! لهذا يوم الحشر سنمع من السماء,اسمائنا تدوي مرفقة باسم امهاتنا. هذا اكبر تخليد لجبروت المرأة! سلمت المرأة التاج وقالت للرجل! انت ملك منتصر!لكن لا سلطة لك على قلبي! قتل الصدق فظهر العشيق!ه


25 - الذكاء في النقد
مجدي سعد ( 2013 / 6 / 18 - 19:53 )
اولا مقال رائع وبحث دقيق يشمل مراجع عدة من افضل كتاب وفلاسفة العالم من جميع الجنسيات

شكرا استاذنا الكبير د. كامل

ثانيا اقتراح السيد حسن عبيد (فيسبوك) عن نشأة الاديان اقتراح جيد ويتماشي تماما مع كون الاديان بلا استثناء تلجأ الي ما يسمي بالانجيزية
chanting
الهمهمة (طبقا للسيد حسن) اي قراءة النص سواء كان سجعا كالقران او غيرة برتابة ونسق موسيقي

ثالثا
لبعض السادة المعلقين

لا نطلب من احد ان يكفر او ان يتخلي عن معتقده

لكن حتي يتمكن المرء من ان يستوعب الامر بموضوعية وذكاء عليه ان ينحي جانبا الي حين ولو للحظات كل مسلماته و قناعته السابقة في الموضوع تحت البحث
All precovceived ideas and notions

ثم يضع الافكار الجديدة مقابل قناعاته القديمة في ميزان المنطق

هذا ينطبق علي محاولة فهم اي موضوع يطرح للنقاش ولا يخص الاديان فقط

نعلم ان هذا امرا ليس هينا في اغلب الاحوال .. لكنه يصبح مستحيلا او يكاد علي عقل اتباع الاديان متي كان دينهم موضع النقاش

اللجوء الي الوعظ واسترجاع النصوص المقدسة لا يساوي جناح بعوضة في هذا
المضمار سواء شارككم محاوركم معتقدكم او لا

وتحية


26 - علاء الصفار مرة أخرى
كامل النجار ( 2013 / 6 / 19 - 05:22 )
أتفق معك في تحليلك ولا شك أن المرأة سُلبت تاجها ومكانتها الاجتماعية بواسطة رجال الدين والملوك ولكن أكثر ما يحيرني أن المرأة رغم أن جميع الأديان تضطهدها وتحقرها فهي أكثر النوعين تشبثاً بالدين، ربما لأنها حُرمت من التعليم حتى القرن العشرين. ففي أمريكا تقول الإحصاءات أن عدد النساء المؤمنات بالله وبالمسيح يفوق عدد الرجال بكثير. وطبعاً في شرقنا المكلوم فلا شك في ذلك
بالنسبة لمناداتنا بأسماء أمهاتنا فهو أكثر حقيقةً من مناداتنا بأسماء آبائنا. وأنا يشرفني أن ينادوني باسم أمي
تحياتي لك


27 - مجدي سعد
كامل النجار ( 2013 / 6 / 19 - 05:29 )
شكراً لك سيد مجدي على المرور والتعقيب. وأتفق معك أن اقتراح السيد حسن عبيد اقتراح وجيه وربما يكون هو الحقيقة لكيفية نشأة الأديان في البدء. أما بالنسبة للمسلمين فإنهم لا يعرفون عن العلمانية أي شيء ويصدقون ما يقوله الملتحون من أن العلمانية ضد الدين وأن العلمانيين لا أخلاق لهم ويمارسون الجنس مع أخواتهم، وليتهم يقرؤون قليلاً ليفهموا أن العلمانية تحترم حقهم في العبادة أكثر مما تحترمها نُظمهم السياسية والدينية القائمة الآن في الشرق الأوسط
تحياتي لك


28 - شكرا يا ملحد الحكيم
Hamid Kirkuky ( 2013 / 6 / 19 - 08:55 )
قسما بداروين لكم الصبر بجوابنا نحن التلاميذ! وتعطينا برزخا من الرؤيا والواقعية عشتم لنا ياملحد الصبور❊-;- لكم من قلبي الخلود لذراتك الكونية !عاشت قلمكم


29 - ماذا
ناس حدهوم أحمد ( 2013 / 6 / 23 - 00:00 )
الوجود أزلي وأبدي
وقد مرت عصور مختلفة وحدثت إنفجارات وتقلبات مناخية تنوعت
فيها الحياة في كل الإتجاهات والظروف والتحولات وهذا ما اكتشفه العلم
الذي توصل إليه الإنسان لحد الآن
بينما الديانات لازالت حديثة العهد بظهورها قياسا مع عمر كوكبنا
على الأقل
وهذا قليل من كثير لانهائي ولا حدود له
ففي عهد الديناصورات لم يكن هناك إله ولم تكن هناك أديان مثلا
إلى أن جاء الإنسان إلى الحياة فكان من أرفع وأسمى الكائنات
وتطور مع الزمن لضرورته العقلية والنفسية والإجتماعية والإقتصادية
فجاءت الأديان كوسيلة لفهم مصيره ولا زال البحث جاريا وقد
نكتشف يوما بشكل قا طع أننا كنا نعيش على الوهم
وسيظل السؤال مطروحا إلى ما لا نهاية وسنظل داخل دائرتنا إذا
لم نجد سبيلا لتغيير مواقعنا ولهذا تم غزو الفضاء للبحث عن حياة
مختلفة وممكنة

اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran