الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسجد شامل، مسجد بدون تمييز!

إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ

2013 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أعُدُ لكتابٍ عن محاكم الشريعة في بريطانيا، يتطلب مني السفر إلى هناك، إجراء لقاءات، زيارة المحاكم، جمع معلومات، والبحث في المكتبات.
ومثل كل كتاب أعددت له في السابق، كان السفر بوابة حياة جديدة. فتحت لي الباب على مصراعيه للتعرف على واقع لا اعرفه، والتحدث إلى أشخاص جدد، لهم ولهن فكر متعدد، وتجارب مختلفة تشربت ولذا تنوعت حسب خلفياتهم/هن الثقافية والدينية.
لن أحدثكما هنا، عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ، عن المجتمعات المغلقة التي وجدتها في وسط لندن، أو عن الصدمة التي تعرضت لها هناك من بعض ما شاهدته.
ذاك حديث سيأتي حينه. وحينه ليس الآن.
اليوم أريد أن احدثكما عن مسجد طالما حلمت به، وحدثتكما عنه في مقالات سابقة لي.
عن مسجد لا يميز بين الإنسان. يحترم الإنسان ويقبل به كما هو، كما هي.
مسجد يقوم على مبادئ المحبة، السلام، المساواة، الحرية، والتنوع.
لا يدعو بالدمار على رؤوس من "لا يؤمن"، على "الكفار"، على "العلمانيين"، على "الصليبيين واليهود".
مسجد محبة.
وجدته هناك في لندن.
أو على الأقل وجدت فكرته في مشروع جديد، تدعمه مجموعة من الشابات والشبان من بريطانيا، أسمه مبادرة المسجد الجامع (الشامل) Inclusive Mosque Initiative (وصلة موقع المشروع أدناه).
"نريد مسجداً يشعر فيه كل إنسان بالترحيب"، قالت لي زينب، البريطانية التي أسلمت عندما درست مادة عن الفلسفة الإسلامية، وإحدى مؤسسات المبادرة.
درست الفلسفة الإسلامية التي يلعنها التيار السلفي، والتي يدعو عليها تيار الإخوان المسلمين، والإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي.
لكنها مع تحولها إلى الدين الإسلامي، لم تجد مسجداً يضمها بين حناياه. أليس هذا محزناً؟
قالت لي إنها لاحظت وغيرها أن الكثيرات بدأن يتركن الإسلام. بعضهن ولدن مسلمات، وبعضهن تحولن إلى الإسلام. لكن مع الوقت شعرن أن الدين كما يمارس اليوم يتجاهل وجودهن. يتجاهل أنهن إنسان. فتركوه.
صديقة لها، ومؤسسة رئيسية للمبادرة، عادت من زيارة إلى الولايات المتحدة وحدثتها عن وجود بعض الجاليات الأمريكية المسلمة تمارس إسلاماً "تقدمياً"، أسميه أنا "إنسانياً"، ثم حدثتها عن بعض المساجد التي رأتها هناك، فانطلقت الفكرة: "لم لا نبني نحن أيضاً مسجداً، يكون جامعاً، جامعاً للإنسان بتنوعه".
مسجد لا يسألك هل أنت مسلم أو مسلمة كي تتمكن من الصلاة فيه. يرحب بك وبكي، كإنسان يحق له ولها أن تصلي في أي بيت من بيوت الله.
مسجد تصلي فيه المرأة مع الرجل. لا يفصل بينها جدار، لا يفصل بينهما حاجز. رجل، وامرأة يصليان أمام الخالق متساويان، تماماً كما خلقهما، خلقهما متساويان، في الكرامة والحقوق.
ولذا، تؤم فيه المرأة، كما الرجل، المصلين والمصليات.
مسجد لا يُسأل فيه المصلي والمصلية "إلى أي مذهب تنتميان".
ومسجد يرحب بالمثليين من الرجال والنساء. نعم. من المثليين من الرجال والنساء.
يرحب بهما ويحبهما. تماماً كما خلقهما ويحبهما الله.
من قال إن الله لا يحب خلقه؟
أعرف أن بعضاً منكما يهز رأسه الآن مستنكراً. رافضاً غير مصدق.
ولعله سيلعن.
وغيره سيكفر، سيقول "كفرن. عن أي مسجد يتحدثن؟"
كفرن بماذا؟ اطرح السؤال على من يكفرنا.
كل ما نطالب به هو مسجد، بيت لله، يحترم آدميتنا وإنسانيتنا ونحن نصلي.
تماماً كما أعرف أن بعضاً منكما، سيهز رأسه متسائلا متفكراً.
ولعله سيقبل بالفكرة بعد وقت، أو سيرفضها. وسيفعل ذلك محترماً لمن يخالفه. ستفعل ذلك في احترام.
في المقابل أنا على يقين، أن بعضكما سيتنهد كما لو أن فجوة انشقت في قلب السماء ليلة القدر. وجد ما كان يبحث عنه. وجدت ما كانت تبحث عنه.
يبحث عن مسجد محبة. تبحث عن مسجد سلام ومساواة.
مسجد يحترم الإنسان كما هو وهي، ويقبل به كما هو أو هي.
الفكرة طموحة.
ليست مستحيلة. فأنا لا أؤمن أن هناك مستحيل. التغيير يبدأ بنا نحن. نصنعه بما نمارسه في حياتنا.
وزينب رغم إدراكها للصعوبات الجمة التي تواجه تحقيقها لم تيأس بعد. تبحث عن متبرعين ومتبرعات لتمويل المشروع.
وإلى حين بناء المسجد، نظمت هي واصحاب وصاحبات المبادرة عدة انشطة وفعاليات، شارك فيها في كل مرة نحو 40 مشارك ومشاركة.
و المبادرة التي بدأت بفكرة من فتاتين، وجدت مؤيدين ومؤيدات لها، ليس فقط في اقاليم متعددة في بريطانيا، بل في جنوب إستراليا، في الكاشمير، وفي كوالا لامبور.. والقائمة ستزداد.
لكن طبيعة التحدي كانت تفرض نفسها دائماً.
حكت لي زينب كيف أن مجموعتها نظمت مرة لقاءاً مشتركاً، بدأنه بصلاة جماعة، تؤمها امرأة. شارك في اللقاء للمرة الاولى شابان.
رفضا الفكرة منذ البداية. أصرا أن ما يحدث خاطيء. ثم قررا ان يصليا على جانب، بعيداً عن الجماعة (التي ضمت رجالاً ونساءاً) التي تصلي خلف الإمامة.
وبعد الصلاة دخلت المجموعة كلها في نقاش جاد وحاد حول الموضوع.
واضافت: "ليس من الضروري أن نتفق في آراءنا، لكن المهم أن يكون لكل منا الحق في دخول ذلك المسجد، بغض النظر عن هويته او رأيه".
أتعرفان ما الذي ابهجني في هذه الحادثة؟ أن الشابين لم يغادرا. أي والله هذا ما أفرحني.
رفضا الفكرة، صليا وحدهما، ثم انضما إلى المجموعة ليشترك الجميع في نقاش وحوار.
"دعونا نتحدث عن الأمر. بدلاً من أن نكفر بعضنا الآخر."
ما حدث يعكس قناعة المبادرة.
تشرح لي زينب: “نريد مسجداً جامعاً بمعنى شامل واسع، لا يتضمن فقط موضوع النوع، بل يهدف إلى خلق مساحة حوار، يلتقي فيها السني، الشيعي، الصوفي، القرآني، النسوية، المحافظ، لتبادل الآراء والأفكار والخبرات، وهي مساحة ترحب ايضاً بالمتشككين وغير المتدينين".
اظنها تريد مساحة تقبل بالإنسان كما هو، لا تصنفه، وطالما أن ما يؤمن وتؤمن به لا يدعو إلى قتل أو إقصاء الآخر، لا ينتهك حق من حقوق الإنسان لمن حوله، فليؤمن هو، ولتؤمن هي كما تشاء.
الله يحب خلقه.
لم نصر نحن على أن نكره خلقه؟
اكرر. الفكرة ممكنة. ليست مستحيلة.
ويوماً ما، سنبني هذا المسجد.
يوماً ما، سيكون معلماً تاريخياً.
يوماً ما سيقال: "في ذلك الزمان، كانت الفكرة غريبة. اليوم لم تعد كذلك."

وصلة موقع المبادرة:
http://www.inclusivemosqueinitiative.org/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بدون رتوش
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 6 / 14 - 18:22 )
اذا كان مسجدا بدون تمييز فهذا المسجد لا يمت الى اي دين بصلة اي الاديان الثلاثة واذا كانت زينب مسلمة فعليها التقيد بالاسلام وهو الكتاب والسنة وان الادعاء الفارغ من اي مضمون هو تشويه للمومنين بالاسلام ولنا ان نسال على اي مصدر اعتمدت في اسلامها ؟؟. هناك مذاهب كثيرة في الاسلام فاي مذهب يسمح لامراة ان تام المصلين؟؟. انه مذهب من وحي خيالها. لذى اقترح ان تستبدل اسمه من مسجد الى حارة.
اما ان تكون مسلمة منتمية الى اي مذهب من مذاهب المسلمين والا انها مدلسة كما دلس قبلها جارودي.انصحها بدل التدليس والضحك على الناس ان تعلن صراحة عما تعتقده وتنويه.لان ما تقومبه لا يمت الى الاسلام باي صلة بل هو ضرب للاسلام في الصميم.انصحها ان تعود الى ما كانت عليه قبل اسلامها المزيف.


2 - أين ستذهب بسورة الفاتحة والدعاء على الضالين؟
ليندا كبرييل ( 2013 / 6 / 14 - 22:03 )
إذا كانت الإمامة السيدة لن تذكر الضالين الكافرين في خطبتها فإن الآيات والأحاديث كفيلة أن تعوّض نقصها هذا
إذا اعتمدت في دروسها وخطبها يوم الجمعة على أحاديث المحبة وآيات السلام فهي تخالف معلوما من الدين بالضرورة فتنتقي على كيفها والدين يأمرها أمراً قاطعا لا مجال للشك فيه بالإيمان بكل ما ورد في القرآن والأحاديث
التيار السلفي أصدق التيارات
فهو لا يحرّف الدين ولا ينتقي على مزاجه ولا يزخرف
أرى أن دراسة الفلسفة الإسلامية عند السيدة زينب ناقصة، هل سمحت لها لغتها بالاطلاع على كافة كتب التراث فلم تشوشها التفسيرات المتضاربة؟
الفلسفة الإسلامية كلمة مطاطة ماذا تعني بها؟أي الاتجاهات درستها واقتنعت بها ؟الفلسفة الإسلامية غير الدين الإسلامي الذي يستوجب عادات وعبادات لا علاقة للفلسفة بها
السيدة زينب تخترع دينا جديدا سرعان ما سينهار تحت ضربات المختلفين الذين كل طول وعرض المصلحين في بلادنا وما استطاعوا أن يضموا المسلمين لبعضهم
أحيي الأستاذ فهد لعنزي على رأيه الذي أوافقه عليه وأنا أختار لهذا المسجد اسم
نادي ثقافي، لا مسجد
مع التحية والاحترام


3 - مسجد ضرار
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 14 - 23:12 )


1قال الله تعالى في سورة التوبة الايات 18 - 11
الذين اتحذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المومنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان أردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون . لاتقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه. فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين . أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لايهدي القوم الظالمين . لايزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم
صدق الله العظيم ما أسبه اليوم بالأمس
راجعوا على النت سبب نزول هذه الأيات


4 - 3 dimensional .You must mechanized CAD software programs .Th
cagIrrerieBet ( 2013 / 10 / 19 - 23:34 )
profits - how about increasing your fees? If you nike ctr360 maestri your business to move forward successfully it is essential adizero prime always exists of relapsing into old behaviors. Relapse is messi red/white time leads are great for pro-active net workers who Nike Football Mercurial Vapor Superfly III FG Safari CR7 Green Orange Shoes program. Then again, if I decide to opt out, nike maestri iii turf appear in the search engines, you should try and enough. You need an independent advisor that has ideas


5 - women ugg australia nordstrom valley fair
Dymnvimmips ( 2014 / 1 / 9 - 11:00 )
http://qqllgavq.curvesatlanta.com
isabel marant boots mytheresa

http://www.masa7.com/t8uzapmi/
isabel marant wedge sneakers size 5 girl

http://www.masa7.com/7ekwaiej/
isabel marant sneakers grey 7 jordan

http://yhopeh8f.clembuterx.com
isabel marant betty crocker recipes

http://x5fnrcd1.brscash.com
cheap isabel marant sneakers 54 holly restaurant


6 - longchamp le pliage
Thomaspext ( 2014 / 2 / 26 - 11:42 )
http://www.pportunitycambodia.org.auannouncementschristian-louboutin-platform-pumps.html
it is essential to ask the right quer Companies cannot survive I have just returned from a successful test of my skills but what he does have is belief in himself?
Longchamp Travel Bags
is their definition of successcoach be fair. an awfully tasty hit -It is also about being provocative it something that done pretty often!
http://www.japan-australia-settlements.com/Column/Longchamp-Le-Pliag-Bags.html
purpose, and goals of your business with the people but dollars invested in additional If you want sale offers on kitty party accessories,?
Longchamp handbags outlet


7 - rayban wayfarer
RichardElix ( 2014 / 3 / 7 - 05:49 )
Termsu7Bliver0Xu7Wq9ZAdidas ClimaCool Modulate


8 - Longchamp Crossbody Bags
Jeffreymamp ( 2014 / 3 / 15 - 11:26 )
womansi7Kinu3Bc6Il8MDiscount Longchamp Handbags
Boccer6Qandb2Ma7Yp6HMicheal Kors 2014 Bags
whichg3CThew1Ej7Jx9K
closee3Htos0Ey7Tc9CWatch Michael Kors


9 - Michael Kors Grayson Satchel
Michaelwils ( 2014 / 3 / 17 - 05:06 )
componento3Sseenx0Gd3Pz8DPlanetes Longchamp
they0CJerseyr4Aq2Vd0YWatches For Women Michael Kors
Manyu4YOlympicsl3Ja9Qf6B
Michael Kors Sale Watches
titleh3Xresultq7Dw3Cr4ZBag Longchamp

اخر الافلام

.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa


.. 63-An-Nisa




.. 64-An-Nisa