الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين محمَّد ومُسيلمة الكذاب

هشام آدم

2013 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا المقال هو عبارة عن مُداخلة نُشرت في إحدى المنابر الحوارية، للرد على زعم البلاغة القرآنية التي أبهرت العرب، وعجزهم عن الإتيان بمثله، والحقيقة أنَّ الشخص الذي كان يحاورني في ذلك المنبر، بنى افتراضه ذلك على أربعة أركان أساسية، على النحو التالي:
1- انبهار العرب بالقرآن المُحمَّدي.
2- تحدي القرآن للعرب أن يأتوا بمثله.
3- عجز العرب عن مُجاراة التحدي القرآني.
4- سخافة وسذاجة محاولة مسلم بن حبيب (مُسيلمة) في مُجاراة القرآن

والنتيجة النهائية من كل ذلك هي: أنَّ القرآن من عند الله. لنأخذ هذه الحجج حجةً حجة، ونناقشها بالتفنيد:

1- انبهار العرب بالقرآن المُحمَّدي:
وهو يتمثل فيما يذكره البعض عن الوليد بن المُغيرة في قوله عن القرآن: "إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه" ومن سُخرية القدر أنَّ الوليد بن المُغيرة هذا، الذي يُستشهد بمعرفته اللغوية وبفصاحته، لم يكن أحد المُؤمنين بمحمَّد؛ بل ذكره القرآن بالذم، ولكن هلًا فعلًا مدح القرآن بما تقوَّل عليه التاريخ الإسلامي أم أنَّه كان له رأي آخر في القرآن؟ من سُخرية القدر أنَّ القرآن ذكر ما كان من الوليد بن المُغيرة بخصوص القرآن، ولنقرأ معًا ما قاله القرآن فهو أصح من التاريخ، أليس كذلك؟: {إنه فكر وقدر (*) فقتل كيف قدر (*) ثم قتل كيف قدر (*) ثم نظر (*) ثم عبس وبسر (*) ثم أدبر واستكبر (*) فقال إن هذا إلا سحر يُؤثر (*) إن هذا إلا قول البشر}(المدثر:18-25) إذن؛ فالوليد بن المُغيرة هذا الذي يقولون ويفتخرون بمعرفته اللغوية، قال عن القرآن إنَّه كلام بشري، وكان هذا الرأي بعد تفكير مطوَّل كما هو واضح من الآيات، فأين قال إنَّ للقرآن حلاوة وإنَّه ليعلو ولا يُعلى عليه؟ هذا ما أُسمِّيه بالنقل العمياني عن التاريخ، دون أن ننسى أنَّ التاريخ الإسلامي كتبه المُسلمون، ولا أدري إن كان يجوز الاعتداد بالتاريخ الذي كتبه القوم للحكم عليهم أو لهم(!)

أنا شخصيًا، مُقتنع أنَّ القرآن كان مُدهشًا بالنسبة للعرب، ولكن ليس من باب الدهشة المحمودة التي قد يتخيَّلها البعض؛ فالعرب لم تكن تعرف في أدبياتها غير الشعر والنثر والسجع، فالشعر كان معروفًا، والنثر في خُطبهم، والسجع في كلام الكُهان وفي الخُطب كذلك، ولكن القرآن جاء وخلط بين كل ذلك، فلم يكن شعرًا كما هو الشعر المعروف، ولا سجعًا كما هو السجع المعروف، فكان جنسًا أدبيًا جديدًا بالنسبة إليهم، وهذا هو، على الأرجح، سبب اندهاش العرب بهذا القرآن، وبالتأكيد فإنَّ لقراءات محمَّد التوراتية والإنجيلية واطلاعه على بعض المعارف القديمة، ربما أكثر من غيره، دورٌ كبير في مجيء القرآن على هذا الشكل، وعلى العموم فإنَّ القالب اللغوي لا يُغني ولا يُسمن شيئًا في هذا الصدد، فإنَّ السؤال مازال قائمًا: هل كانت العرب ترى فعلًا أنَّ القرآن جاء بلغة بليغة؟

حتى نستطيع معرفة ما إذا كان نصٌ ما، بليغًا أم غير ذلك، فإنَّ كل ما نحتاجه هو عرض النص على المُختصين من أهل البلاغة؛ أليس كذلك؟ قريش لم يكونوا أهل بلاغة على أيَّة حال، وسوف أُوضح ذلك في موضع آخر، ومهما كانت بلاغتهم وفصاحتهم فإنَّهم لم يكونوا أكثر بلاغةً وفصاحة من الأعراب الذين يسكنون البادية، وحتى العرب كانت تبعث أطفالها إلى البادية ليتعلموا الفصاحة هناك. إذن؛ فإذا كان القرآن فصيحًا وبليغًا بصورة مًعجزة حقًا، فإنَّ أوَّل من سيقفون على هذه الفصاحة والبلاغة ويعرفون أنَّه يستحيل أن يكون كلامًا بشريًا هم الأعراب (البدو) أهل البادية، فماذا كان موقف الأعراب من القرآن؟ هل تدفق الأعراب على الإسلام مُتأثرين ببلاغة القرآن اللغوية وفصاحته، كما يتوجب أن يكون الأمر؟ من سخرية الأقدار، كذلك، أنَّ القرآن يكشف لنا عن موقف الأعراب من القرآن والإسلام، فنقرأ: {الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله}(التوبة:97) إذن؛ فالأعراب (أهل اللغة وأكثر العرب قدرة على الاعتراف بفصاحة القرآن) لم يروا في القرآن بلاغةً ولا فصاحةً، وكان ذلك سببًا في عدم إسلامهم بادئ الأمر. وحتى عندما آمنوا بعد ذلك، رفض القرآن إيمانهم، وفضح حقيقة إيمانهم، وأخبرنا أنَّه لم يكن إيمانًا حقيقيًا، بل كان مُجرَّد إسلام قشري ظاهري: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}(الحجرات:14)

هذا هو موقف الأعراب (أهل اللغة والفصاحة) من القرآن، وليس فقط من الوليد بن المغيرة، أو عرب قريش وما جاورها من الذين لم يُسلموا إلَّا طمعًا في المغانم التي وُعدوا بها، وهذا مما نقرأه في القرآن نصًا: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا (*) ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما (*) وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما}(الفتح:18-20) ولقد رأينا كيف أنَّ العرب ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة الرسول، حتى لم يبق من المسلمين إلَّا أهل مكة وأهل المدينة، وبعض القبائل المتفرقة هنا وهناك، بينما أرتدت غالبية العرب، فهل كان لأقوام لم يُؤمنوا بنبوة الرسول إلَّا لقناعتهم بأنَّ قرآنه مُعجز ومن الله أن يرتدوا عن الإسلام بعد موته؟ أم أنَّ ردتهم هذه تأكيد على أنَّ إسلامهم كان إسلامًا انتهازيًا لا علاقة له لا بالقرآن ولا بإعجازه المزعوم(!)



2- تحدي القرآن للعرب أن يأتوا بمثل القرآن:
الحقيقة أنَّ فكرة التحدي هذه، فكرة غريبة بعض الشيء، فمن المُعيب أن ينزل الله (بكل قداسته) ليتحدى البشر في شأنٍ من الشؤون؛ لاسيما إذا كان هذا التحدي في شأن بشري خالص، فاللغة صناعة بشرية وليست صناعة إلهية، واللغة من المُنتجات البشرية التي تتطور باستمرار ودون توقف. هل من الكريم لأحدنا أن يقف أمام طفل عمره 4 سنوات مثلًا، ويتحداه في أيّّ شيء؟ عمومًا، دعنا نتساءل أولًا عن معنى هذا التحدي بهذه الصيغة؟ هل من الممكن فعلًا أن يأتي شخص بمثل شيء ما؛ إلَّا أن يكون مثله؟ ما هو المِثل والمماثلة أصلًا؟ إذا طلبتُ من أحدهم أن يأتي لي بمثل هذه العبارة: "الواقفون على الجمر" فإنَّ مِثله هو مثله أيضًا: "الواقفون على الجمر" فإذا قال لي: "الواقفون على الحصى" أو "الواقفون على الصخر" فإنَّ هذا ليس بمِثله؛ بل هي عبارات أخرى لا علاقة لها بعبارتي الأصلية، ومن الممكن أن تدخل في باب المُجاراةٌ. ومثل ذلك في قوله {ليس كمثله شيء} والحقيقة أنَّ ليس أيَّ شيء مثله شيء أبدًا. ولكن لنقل إنَّ المُراد هو الإتيان بمثله في البلاغة، وهنا سوف تتدخل العاطفة الدينية في تحديد ما إذا كان النص الجديد مماثلًا للنص الأصلي في القداسة أم لا، وهو الذي يجعل المُسلم يضحك أو يستخف كلامًا مثل: "والزارعات زرعاً. والحاصدات حصداً" ولا يضحك أو يستخف: {والعاديات ضبحا. فالموريات قدحا. فالمغيرات صبحا} فما الفارق النوعي أو البلاغي بين الاثنين؟ الحقيقة؛ أنَّه لا فارق على الإطلاق، وإنَّما الفارق بينهما فقط في القداسة، فالمُسلم ينظر إلى الثانية على اعتبار أنَّها كلام الله؛ وبالتالي فهي كلام بليغ ومُعجز حتى وإن لم يكن كذلك، والأول كلام بشري؛ وبالتالي فهو كلام سخيف ومُضحك، حتى وإن لم يكن كذلك، والواقع أنَّ كلاهما كلام بسيط وساذج، ولكن الأول لا يتمتع بقداسة والثاني يتمتع بها.

3- عجز العرب عن مُجاراة التحدي القرآني:
الحقيقة أنَّني أستغرب قول البعض بأنَّ التحدي مازال قائمًا، وأنَّ العجز عن مُجاراة التحدي كذلك، مازال قائمًا، رغم أنَّ التحدي تم دحضه منذ عصور سحيقة جدًا، بعضها كان في العصر النبوي، على يد عبد الله بن أبي السرح ومُسلم بن حبيب (مسيلمة) وهو مما نقرأه في القرآن: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله}(الأنعام:93) وبعضها كان بعد ذلك. هذا إضافةً إلى زُهد العرب أصلًا عن مُجاراة القرآن لأنَّهم كانوا لا يرون في القرآن شيئًا مثيرًا؛ إذ كانوا ينظرون إليه ككتاب يحكي ويُردد الأساطير القديمة، ولهذا قال النضر بن الحارث: {لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين}(الأنفال:31) وسوف أترك الكلام عن قرآن مسلم بين حبيب (مسيلمة) إلى النقطة الأخيرة، ولنتكلَّم عن شاعر وفيلسوف وأديب له مكانته المرموقة كأبي العلاء المعرِّي الذي: "درس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر."(انتهى الاقتباس) أفلا يعني لنا رأي شاعرٍ وأديبٍ وفيلسوفٍ مثله شيئًا؟ أما نقرأ كتابه الموسوم (فصول وغايات) والذي قدَّم فيها نماذج في مجاراة القرآن: "لإثبات أن لغة القرآن ليست معجزة، ولكنها تبدو كذلك بالنسبة للبعض بسبب تبجيلها لمئات السنين"(انتهى الاقتباس) ولنقرأ من شعره:

فلا تحسب مقال الرسل حقاً *** ولكن قول زور سطّروه
وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ *** فجاءوا بالمحال فكدروه

وقوله كذلك:
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت *** ويهود حارت والمجوس مضلله
اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا *** دين وآخر ديّن لا عقل له


لقد تبيَّن لنا مما سبق، إنَّ فكرة المماثلة شيء مُستحيل، أمَّا المُجاراة فهي ممكنة بكل تأكيد، ولكن يتبقى بعد ذلك قدرتنا على تجاوز القداسة لنحكم على أيّ نص إذا كان فعلًا قد نجح في مُجاراة القرآن أم لا. ولكن علَّنا نسأل، ماذا تعني مُجاراة القرآن أصلًا؟ وما هي القيمة الحقيقة من ذلك؟ هل آية مثل: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون}(النور:61) يُمكن اعتبارها نصًا إلهيًا مُعجزًا حتى يعجز الناس عن مُجاراته؟ وما الوجاهة في التحدي بالإتيان مثل شتيمة ونعت لشخصٍ ما بأنه ابن حرام أو ابن زنا كآية: {عتل بعد ذلك زنيم}؟ نحن نعرف أنَّ الشتم لا يُمكن أن يكون قولًا إلهيًا، ولكن الأمر هنا مُتعلق في المقام الأول بمسألة القداسة، والتي هي، في آخر الأمر، مردُّها إلى الإيمان القلبي الوجداني الذي لا يتعلق بمنطق عقلي، وأيًا كانت قيمة النص فإنَّه سوف يظل على الدوم دون المُستوى المطلوب للمجاراة، ولكن متى ما تمكنَّا من التخلص من هذه القداسة سوف يُصبح بإمكاننا الحُكم بموضوعية على هذه النصوص.

4- سخافة وسذاجة محاولة مسلم بن حبيب (مُسيلمة) في مجاراة القرآن:
لقد قرأتُ كثيرًا عن النصوص المنسوبة إلى مسلم بن حبيب (مسيلمة)، ولكني لم أقف على مخطوطة تُؤكد فعلًا نسبة هذا الكلام إليه، فهي كُلها واردة في كُتب التاريخ الإسلامي، ومن البديهي أن يتم تناول المُعارضين للإسلام في كُتب التاريخ بالذم والقدح والتسخيف، فهل هذه النصوص فعلًا من قوله أم مما نُسب إليه زورًا وبُهتانًا؟ وجاهة هذا السؤال تكمن في سخافة ما يُعتقد بأنَّها نصوص لمسلم بن حبيب، وحتى أدفع المُسلمين دفعًا للبحث في هذا الموضوع بشيء من الجدِّية فإنَّ معرفتنا بأنَّ مسلم بن حبيب (مسيلمة) قد نجح فعلًا، رغم سخافة قرآنه، في إقناع الكثير جدًا من العرب بنبوته. والتاريخ الإسلامي نفسه يتكلَّم عن عجز الجيش الإسلامي، في حروب الرِّدة، عن مواجهة جيش مسلم بن حبيب (مسيلمة)، فقد هزم جيش مُسلم بن حبيب الجيش الذي أرسله أبو بكر (خليفة المسلمين) بقيادة عكرمة بن عمرو المخزومي (عكرمة بن أبي جهل) فهرب عكرمة بما تبقى من جيشه، وانتظر المدد من الخليفة الذي أمَّده بجيش آخر بقيادة خالد بن الوليد، وكان قوام جيش مسلم بن حبيب 40 ألفًا(!!) هذا تعداد جيشه فقط، فكم كان تعداد المُؤمنين به؟ ولقد رأينا أنَّ المُؤمنين بنبوة مسلم بن حبيب كانوا يفضلون الموت دفاعًا عن إيماناهم، تمامًا كان المسلمون كذلك، فأيَّ إيمان هذا الذي زرعه قرآن مسلم بن حبيب السذاج هذا داخل هؤلاء القوم؟ كيف استطاع مسلم بن حبيب أن يقنع هذا الجمع الغفير من الناس بنبوته إلى حد تقبلهم لفكرة الموت في سبيله؟ هنالك احتمالان لا ثالث لهما:
• أن تكون معلوماتنا عن فصاحة العرب معلومات غير دقيقة وتحتاج إلى مُراجعة.
• أن يكون ما وصلنا من قرآن مسلم بن حبيب مكذوبًا عليه.


إذا أضفنا إلى كل ذلك أنَّ نبوة مسلم بن حبيب الحنفي (مُسيلمة) كانت قبل نبوة محمَّد، وأنَّ مسلمًا كان معروفًا بين العرب باسم (رحمن اليمامة) وأنَّ مشركي قريش كانوا يقولون للرسول عندما قال: {اسجدوا للرحمن}: "ما نعرف إلَّا رحمن اليمامة" فإنَّه يحق لنا أن نتساءل: من أين أتى محمَّد بنبوته؟ وكيف؟ وعلى أيَّة حال فإنَّنا لا نعلم صدقًا من كان يُجاري الآخر في قرآنه: محمَّد أم مسلم بن حبيب، فإنَّه لو عرفنا أنَّ نبوة مسلم بن حبيب كانت قبل نبوة محمَّد أمكننا معرفة أيَّ النصين أسبق، وعندها فإنَّ السؤال المطروح هو: هل كان محمَّد يُجاري قرآن مسلم بن حبيب؟ ولقد عرفنا أنَّ مسليمةٌ هذا كان محبوبًا لدى العرب، ولدى قومه، حتى أنَّه يُنسب إلى عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني قوله:
بديعًا أحومًا غنجًا لعوبًا * * * ظريفًا وجهه حاز الوسامة
بمفرق شعره والحسن يبدي * * * صباحي والدجا من فوق هامة
رنا ريمًا وأسفر بدر تم * * * وصال مثقفًا وشدا حمامة
وصدق العشق أوقفني عليه * * * فسلواني مسيلمة اليمامة


إذن؛ فهو لم يكن منبوذًا أو مكروهًا، بل كان له شأنٌ ومقام رفيع عند الكثير من العرب، فهل مثله قد تُنسب إليه نصوص ركيكة كهذه؟ أم أنَّ العرب كانوا خفيفي العقول لدرجة أنَّ كلامًا ركيكًا مثل هذا قد يُعجبهم ويُؤثر فيهم؟ أتمنى عليك أحد أمرين يا عزيزي: إمَّا أن تبحث بصدق وبحياد حول تاريخ مسلم بن حبيب فعلًا لتعرف مدى صدق ما نُسب إليه، أو أن تُعيد قراءة القرآن مرَّة أخرى، وإنَّه ليُسعدني أن تكون مقالاتي حافزًا لك على إعادة قراءة القرآن مرَّة أخرى، فأغلب المُسلمون لا يقرأون القرآن إلَّا وهم معصوبي الأعين والعقول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طهر قلبك واقرأه بحيادية
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 6 / 14 - 17:12 )
اين انت من الواقع؟
اين انت من نتائج قصة كل منهما؟؟
من نجح؟
من سجل التاريخ اسمه واحتفظ بقرانه ؟
ما هى دعوة مسلمة؟
الى ماذا كان يدعو؟
ما هى شعائره وتشريعاته وحقائق دينه وعقيدته؟

لماذا لم يثبتها اتباعه كما اثبت اتباع محمد سيرته وحافظو على القران؟

ولماذا يحارب المعتدين عبر السنين على الدولة المحتلة؟
لماذا حارب الصليبين والتتار والنازيين والفرس والروم والهكسوس ..والعصابات الاجرامية والمرتزقة الذين يحاربون لصالح من يدفع الثمن ؟
هل ما يدفع عصابات المافيا او العصابات الاجرامية للقتال والاستعداد للموت هل قضية او حق؟

ناس جهلة اعماهم الجهل واتبعو طاغى او نصاب او كاذب ..كيف تستدل بموقفهم واختيارهم وجهلهم على قوة وحق لمسيلمة الكذاب؟

انا الذى ادعوك ان تعيد قراءة القران .وانت نقى القلب سليم الوجدان وتدخل عليه وكانه رسالة لك انت ..من خالق الكون ..لك انت ..يناجيك ويعرفك بذاته وبمراده .منك كانسان ..اقراه بحيادية تامة ..لا تضع نفسك فى صفوف المؤمنين او الكافرين .وحاول ان تفهم ..واعرف صفات كل طائفة ..واحكم هل هذه الصفات حميدة ام ذميمة بصورة مجردة .ثم قسها .واحكم على نفسك.ربما اكتشفت انك مؤمن ولا تدرى


2 - كان من الأحسن
مجدي أبو سعود ( 2013 / 6 / 14 - 17:41 )
كان من الأحسن ان تسمّي المقال يا صديقي بين محمَّد و مُسيلمة الكذّابين


3 - لا معقولية في كتابة التاريخ الاسلامي
رمضان عيسى ( 2013 / 6 / 14 - 21:19 )
من يتابع التاريخ الاسلامي بعقل متفتح فانه سيلاحظ الكثير من عدم المعقولية وقد نقول المصداقية نظرا لتعدد النصوص حول نفس الحدث ، والبعد الزمني للحدث عن ناقله والتكرار النقلي عن وعن وعن وعن ، وهذا يقلل من المصداقية ويزيد من امكانية
التحوير والزيادة أو النقصان في القول المنقول عن أناس كانوا قبل 200 أو 300سنة
خاصة وأن بداية توثيق أحداث التاريخ الاسلامي بدأت بعد زمن طويل وبعيد عن مجريات الأحداث ، فربما أصابها التوثيق بعد هذا الزمن الكثير من التهويل واضفاء صفة القداسة لأحداث عادية ، والان يتناقلها الناس بتضخيم أكبر تخرجها عن مستوى المعقولية 0
فعند متابعتي لموضوع - الحنفاء - فقد وجدت اهمالا شديدا لهم مما استدعاني لكتابة بحث حول الحنفاء ونشرته في الحوار المتمدن تحت عنوان - الحنفاء مسلمون بلا وحي - 00 ونجد أن سيرة أنس ابن مالك جيدة ولكن نجد ان الحجاج يصفه بأنه دوار في الفتن ، فمن نصدق ؟
من هنا يجب اعادة كتابة التاريخ الاسلامي بمعقولية حتى لاتمتلئ عقول النشئ بتاريخ يغلفه الزيف والتهويل وبالتالي سنحتاج الى زمن طويل لازالة االتأصيل الزائف واللا معقولية في التفكير لدى الأجيال القادمة 0


4 - قرأناه يا شاهر
ثابت بن حسان ( 2013 / 6 / 14 - 21:50 )
قرأنا : الحر بالحر و العبد بالعبد ... و قرأنا : ما ملكت أيمانكم ... و قرأنا : و انكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع .... و قرأنا: الكثير الركيك من نوع : الأرض مددناها و فرشناها و بسطناها و بعد ذلك دحاها و قرأنا : كونوا قردة خاسئين ... و الكثير العجيب ، عندها عرفنا أن الأمر أمر ستارة دينية و تبجيل قداسة تجعلك ترى و تتذوق الفسيخ بطعم الشربات ... نعم يا سيدي ليلة مع بني قريظة و سباياهم تجعلك تعرف الرحمة المهداة ... اقرأ العفيف الأخضر و مقالاته عن الهلوسة


5 - شكر
JOVE ( 2013 / 6 / 14 - 21:53 )
شكراً ، مقال رائع جداً
الاخ شاهر يقول :لماذا لم يثبتها اتباعه كما اثبت اتباع محمد سيرته وحافظو على القران؟
لا تنسى التاريخ يكتبه المنتصر دائماً


6 - محمد
بلبل عبد النهد ( 2013 / 6 / 14 - 22:03 )

كان محمد يقول أمور غير مترابطة مع بعضها كقوله: “وإن خفتم ألا تقسطوا باليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم…”. سورة النساء جملة رقم 2. لا ندري ما علاقة الإحسان إلى اليتامى بنكاح النسوان وملكات اليمين؟!

ا


7 - اعترافات الصلعم
بلبل عبد النهد ( 2013 / 6 / 14 - 22:06 )


قال عزوجل : (فهم في روضةٍ يحبرون)قال بن كثير : اللذة والسماع
عن أبي هريرة قال : في الجنة نهراً طول الجنة حافتاه العذاري قيام متقابلات ،يغنين بأصوات حتي يسمعها الخلائق ، مايرون في الجنة لذة مثلها ،فقلنا : ياأبا هريرة وماذاك الغناء
قال : إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس وثناء على الرب عز وجل)


8 - مسيلمة
بلبل عبد النهد ( 2013 / 6 / 14 - 22:11 )
مسيلمة كا ن له اتباع اكثر من محمد لكن محمد كان ادهى منه فاستطاع ان يزيحه اما تسميته بالكذاب فالامر نفسه ينطبق على محمد فكلاهما كذاب لكن محمد داهية


9 - من مخازي الترجمات القر انية
كنعان شـــــــــماس ( 2013 / 6 / 15 - 00:02 )
نقلا عن الدكتور كامل النجار انهم تر جموا ما اورده الاستاذ هشام ( والموريات ضبحــا ... الخ ترجموها الى الانكليزية وطلبوا راي احدهم بالنص المترجم فقال : اظن هذا من مجلة تعني بالريسس اي سباق الخيل . اما معجزة البلاغة والحكمة الربانية في ال ( لاحـــرج عليكم ان تاكلوا من بيوتكم وابائكم وامهاتكم وخالاتكم ... الخ ) فعندما يستشهد بها الشيخ احمد القبانجــي في بغداد امام جمهور من محبيه تنتهي بعاصفـــة من الضحك . تحية الى الاستاذ هشــام ادم لهذا الجهد التنويري الذي لانفاق فيه


10 - بارك الله فيك أخي المجاهد هشام
الباشت ( 2013 / 6 / 15 - 05:21 )
إستمر أخي الغالي ولا تلتفت إلى أقوال أنصاف المثقفين والله لا يضيع أجر العاملين..نلتقي أخي في جنة الفردوس وسنكمل حديثنا هناك بصحبة الأنبياء وسنعرف منهم ومن محمد عليه الصلاة والسلام بالذات قصة هذا القرآن..فإصبر إن الله مع الصابرين..أحبك في الله..


11 - مقال جميل ..
صباح كنجي ( 2013 / 6 / 15 - 07:07 )
مقال جميل ورأي متقدم نحتاج المزيد منها في تناول الظاهرة الدينية بالاخص ما له علاقة بمحمد ودينه اتمنى ان اقرأ المزيد من البحوث للكاتب في هذا المجال
مع مودتي
صباح كنجي


12 - ماقل ودل ... بين الحقيقة والجهل ؟
س . السندي ( 2013 / 6 / 15 - 16:02 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي هشام وتعليقي ؟

1: بأمانه مقال تحليلي رائع جدا مقرون بالدلائل والبراهين ولكن هل من متعضين ؟

2: الحقيقة المرة تقول ( ماإنتقد مخلوق ألإسلام أو محمد إلا وكان التكفير والقتل والإرهاب مصيره بدليل الواقع والتاريخ والقرأن وغبي من ينكر هذه الحقيقة ؟

3: يكفي قتل المرتد أن يكون عارا على ألإسلام والمسلمين ومن أنزله وإدعاه ( من بدل دينه فإقتلوه )؟

4:إستماتة جيش مسيلمة أما الغزو ألإسلامي لم يكن دفاعا عن نبؤته بقدر ماكان دفاعا عن النفس وألأرض وهتك العرض والسلب والنهب ؟

5: إن من لازلو يتحدون الناس للإتيان بمثل مافي القرأن ليس بأكثر من مهرجي جهل ودجل لأن الحقائق اليوم تقول عكس ذالك تماما ، فهو ملئ بالأغلاط التاريخية والجغرافية واللغوية وحتى ألإلهية ؟

6: وأخيرا حقيقة مرة يدركها كل ذي عقل وهى أن التاريخ لايكتبه إلا المنتصرون ولامكان للمنتقدين والمهزومين خاصة عند من كان الغدر والسيف والتقية ديدنهم ؟


13 - صدقت اخى يوسف عسال من الفيس بوك
شاهر الشرقاوى ( 2013 / 6 / 15 - 17:28 )
انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذآنهم وقراً وان تدعوهم
الى الهدى فلن يهتدوا اذا ابداً

*****
انت فعلا عندك حق
لكن اعلم اخى العزيز ان هؤلاء لا يهمنا امرهم ابدا ...لكن يهمنى اكثر من يقرا لهم ..
هؤلاء هم من يهموننا كى ننير بصائرهم

اما هؤلاء المعلقين بتعليقات لا تستحق الرد عليها ..او الالتفات لها فهؤلاء معروفون جيدا ومعروف توجههم
فلا يهمك
وشكرا لتعليقك الجميل
وتحياتى لك...


14 - مقال جميل
nexus ( 2013 / 6 / 16 - 03:02 )
أضيف إلى ما ذكرته في المقال أنّ المؤمن لا يرى إلاّ من عين إيمانه و لا يفقه إلاّ ما يمليه عليه إيمانه. فلو نظرنا إلى الدّيانات ـ عموما ـ لوجدناها تجارى عصرها و تتحدّث بكلام مفهوم بشري ركيك في بعض الأحيان و مليئ بالحكايات و الأساطير . لكن الغريب أنّ المسلمون هم فقط من يقرّون أنّ هذا الكلام هو كلام أعجز العرب في وقت الرّسول. و الغريب في الأمر أنّ كلّ مفكّر و باحث و فقيه في علوم اللّغة يقول عكس ذلك، حتّى طه حسين كتب كتابا أسماه ( في الشعر الجاهلي) يتحدّث فيه عن ركاكة لغة القرآن مقارنة بلغة الأعراب و تطرّق أيضا إلى تلك النزعة الإنتقاميّة و الهمجيّة التّي يرويها القرآن و السنّة عن الأعراب لأنّهم أعرضوا عن دعوة محمّد. فلماذا نلوم الببابيين و إعراضهم عن أهل الإسلام عندما كفّروا و قتلوا الباب رسولهم ؟
المؤمنون بفكرة ثابتة يتصرّفون بنفس الطّريقة منذ القدم إلى الآن.

أنا أرى أنّ المشكلة تكمن في العبوديّة العمياء ، فمسلموا هذا العصر هم مسلمون بالوراثة و قلّة قليلة منهم بحثت عن فحوى إيمانهم. و أرى أيضا أنّ الوحيد الذّي فهم القرآن هو معاوية الذّي إستعمله كأداة لمحاربة كلّ ثائر على حكمه.


15 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 6 / 16 - 08:56 )
لن أدخل مع الكاتب في نقاش , و لكن , من قال للكاتب أن مسيلمه كان نبياً قبل محمد؟... الوثائق البيزنطيّه لا تقر إلا بنبوة رجل بالحجاز (محمد) و ليس اليمامه , كما يزعم الكاتب .
كما أهدي للكاتب هذا الرابط , الذي يبيّن رسالة محمد -صلى الله عليه و سلم- و البشارات بهِ :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?31759-النبي-محمد-بالاسم-في-كتب-الأديان-القديمة

أما المسيحيين الذين يقومون بشتم رسولنا , فنسألهم : من هو والد الفيلسوف اليهودي | يسوع الناصري؟... نقصد الوالد البيولوجي؟


16 - موضوع رائع
حمدي الراشدي ( 2013 / 6 / 16 - 12:31 )
شكرا على هذه التحفة التي جمعت الباقات المتناثرة لتربطها ببعضها، فتصبح الصورة اوضح واكثر غنى. للاسف ان الكتابة في التراث الاسلامي تخضع لوصاية كهنوتية تمنع اعطاء الصورة الحقيقية


17 - الى عبدالله خلف
رمضان عيسى ( 2013 / 6 / 16 - 17:54 )
هناك أنبياء لم تعرفهم ولم تسمع بأسمائهم ومنهم النبي - خالد ابن سنان - الذي ضيعه قومه ،
راجع كتابي المنشور في مكتبة الحوار المتمدن بعنوان : الحنفاء مسلمون بلا وحي
وستعرف ماذا أخذ الاسلام من الحنفاء وخاصة من أمية بن أبي الصلت .


18 - رمضان عيسى
عبد الله خلف ( 2013 / 6 / 16 - 21:05 )
لا شكّ أن خالد بن سنان العبسي كان نبياً على قومه , و ليس رسولاً , و رسولنا محمد -صلى الله عليه و سلم- أكد هذه النبوه .
أما مسيلمة الكذّاب , فهو كذّاب , فالوثائق البيزنطيّه لم تذكر إلا رساله واحده بالحجاز , و ليس اليمامه .

اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان