الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع أحمد صبحي منصور ... رحلة الى ايام الفتنة

فادي يوسف الجبلي

2013 / 6 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المعروف عن السّيد احمد صبحي منصور انه (قرآني) والقرآنيون هم طائفة من طوائف المسلمين (وما اكثرها) يرون في القرأن المصدر الوحيد للتشريع في الاسلام وهم بذلك ينكرون الحديث جملة وتفصيلاً على اعتبار ان الحديث ما هو بوحي هبط من فوق سبعة سماوات مما يجعله عرضة للتحريف .
وهم بذلك يخالفون السنة والشيعة على السواء
وبالرغم من اهمية مقالات السّيد احمد صبحي منصور المنشورة في الحوار المتمدن ألا انه هناك شيء ملفت في معظم مقالاته وهو انه يمنع التعليق على اغلبها ، وهذه ارادة الكاتب وانا احترمها وعليه ارد على مقالاته الاخيرة المنشورة في الحوار المتمدن والتي عنوانها (تابع الرد على تعليقات على مقال ( هل كان من حق الحسين الثورة على يزيد ) ( 2 ))
ورابطها
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=364066
يبدأ السيّد احمد مقالته بالرد على الشيعة الذين ينتقدونه على وصفه لعلي وابنه الحسين ب (الخاسر والفاشل) فيقول
(والحقيقة ، فإن الأمر يستحق فعلا وصفا آخر أشد وقعا وأكثر إيلاما . هناك من يخسر الحرب لظروف طارئة أو خارجة عن إرادته ، وقد يستحق الشفقة ، ولدينا الكثير من الأمثلة التاريخية . ولكننا هنا أمام حالة إستثنائية ، يصمم فيها القائد ( على بن أبى طالب ) على رفض النصائح ، ويبادر بالحرب ، بل وتنفنّن فى تحويل الأصدقاء الى أعداء )
وهو هنا يقصد بوصف اكثر ايلاما من (الخاسر والفاشل ) وأما ان علي كان خاسراً فأنه لا شك في ذلك وأما انه كان فاشلاً فأن ذلك يحتاج الى تأمل ولابد من تحديد مفهوم الفاشل هنا ، هل المقصود انه فشل في بناء الدولة فأن كان الامر كذلك فأنه فعلا كان فاشلاً لأسباب عديدة ليس من بينها ما ذكره الكاتب من رفض النصائح والمبادرة بالحرب ، بل كان هذا الفشل سببه هو ان خصومه(معاوية واتباعه) كان لهم خبرة في ادارة الدولة(الدولة بالمفهوم القبلي من خلال سيطرة بني امية على زمام الحكم في قريش قبل البعثة) وهذا ما كان يتجلى من خلال شراء معاوية للذمم مهما بهض الثمن في حين كان علي يشمئز من ذلك انطلاقاً من قيم روحانية يرى فيه نفسه على حق ولا يحتاج الى شراء الذمم وكان يرى بأن من لم يكن يثق بأنه (اي علي) على حق فأنه لا يحتاجه في صفوفه وكان الصحابة يدركون ذلك لذلك عندما استشار عمرو بن عاص ابنه عبدالله(وكان ذكياً) الى الفريقين ينظّم كان رأي ابنه ان ينظّم الى فريق علي لأنه على حق فكان رد عمرو بأنه لو انظّم الى علي فأنه لن يفوز باي منصب بينما لو انظّم الى معاوية سيكون هناك المنصب والوجاهة .
وكان من بين اسباب فشل علي الكثيرة ايضاً امتلاك خصمه ماكنة اعلامية ضخمة تعتمد على التدليس والكذب وهذا ما ظهر عندما استغرب الناس من قتل علي وهو في طريقه الى المسجد فكانوا يتهامسون فيما بينهم مستغربين كيف قتل في طريقه الى المسجد وهو لا يصلي .
السّيد احمد صبحي منصور يرى بأن علي كان يرفض النصائح وحادثة واحدة كافية لأثبات بطلان هذه التهمة . وهي عندما اوشك جيش علي على الانتصار في معركة صفين وتصدي داهية العرب عمرو بن عاص لهزيمة جيش معاوية برفع المصاحف فوق الرماح من اجل وقف القتال وحقن الدماء ، كان علي بن ابي طالب من اشد المعارضين على وقف القتال وكان يرى في تصرف خصومه حيلة الهدف منه النجاة من الهزيمة ، ألا انه وتحت ضغط من اصحابه اضطر الى وقف القتال .
السيّد منصور يرى بأن علي كان هو من يبادر الى الحرب وليس هناك ما يثبت ذلك تاريحياً لو حللنا الواقع انذاك قراءة واقعية .
بعد اغتيال عثمان بن عفان بايع الناس علي بالخلافة وكان هناك تمرد في الشمال(في الشام) يقوده معاوية وكان علي يرى نفسه ملزماً بمحاربة التمرد تماماً كما حارب ابابكر وعمر حركات الردة .
يقول السيّد منصور ان علي كان يتفنن بتحويل اصدقاءه الى اعداء ، وليس هناك منطق في الوجود يبرر قيام قائد عسكري في حالة حرب بتحويل اصدقاءه الى اعداء ألا في حالة كون القائد مجنوناً وعلي لم يكن مجنوناً ، كان يرى في تطبيق العدالة امر لابد منه حتى لو ادى ذلك الى نفور اصدقاءه(الغير مخلصين ) منه وكان محاسبته لأبن عمه (ابن عباس) لسرقته اموال المسلمين دليل على ذلك .
ثم ياتي السيّد احمد صبحي منصور الى ذكر الحسين فيقول( أما الحسين الذى عاش وعايش محنة وتجربة أبيه وأخيه ، فهو يكرر نفس الخطأ ، ويرفض النصائح بعناد غريب ، ثم يتجه بلا استعداد لحرب تنتظره مصطحبا اسرته ، وقد جعل مصيره ومصير عائلته معلقا بمن لا يمكن الوثوق بهم . وتأتى الأحداث المأساوية تماما بنفس ما قيل له من قبل من تحذيرات ونصائح . هنا أيضا يكون وصف الفشل أقل مما يجب ، ولو كره المشركون .)
والكاتب هنا يتجاهل اهم نقطة في ثورة الحسين وهي رفض الظلم حتى وأن كان هذا الرفض بالدم لذلك قالوا انتصر الدم على السيف ، الكاتب يرى في ثورة الحسين تهورا ، ولا يذكر ان ثورته اسست مدرسة رفض الظلم وكانت حركات التمرد على الامبرطورية الاسلامية لاحقاً دليل على ذلك ، ارى في ثورة الحسين اول ثورة حقيقية على جبروت الاسلام وطغيانه .
الكاتب يقول عن الحسين عندما يجرى مقارنة بينه وبين نفسه (
2/ 1 : ( الحسين بن على ) عاش معظم حياته وهو يأكل من غنائم الفتوحات مما يأتى لأبيه ( على ) واليه ، وهذا فى حكم القرآن مال ( سُحت )، منهوب من عرق ودماء ملايين السكان من الأمم المفنوحة .
والكاتب يجانب الحقيقة هنا ولا يصيبها لأن الفتوحات في زمن علي كانت شبه متوقفة بل كان جل اهتمام علي بن ابي طالب هو اصلاح الشأن الداخلي وكان لا يتحمس ابدا للفتوحات الخارجية ، ثم ان السيد احمد صبحي منصور ينتقد هنا وفي اماكن اخرى عديدة الفتوحات الاسلامية ولا يعتبرها من صلب الاسلام وهو بذلك ينسى او يتناسى ان السبب الوحيد لبقاء الاسلام الى يومنا هذا كمنظومة اجتماعية متكاملة انما هو الفتوحات ، اذ لو لا الفتوحات لأصبح السلام فكرة ينظر اليها عن بعد على انها فكرة دجلية اسسها بعض المشعوذين في شبه الجزيرة العربية واندثرت بعد بضعة سنيين من انشائها .
يضيف السيد الكاتب
( ثم بسبب طموحه السياسى الفاشل تسبب فى قتل نفسه وقتل أهله والمناصرين له .
)
وما زال السيّد الكاتب يرى بأن خروجه كان بدافع طموح سياسي ، والكثيرون غيره (من سنة او شيعة او غير مؤمنون ) يرون في خروجه دفعاً للظلم والعدوان .
يمتدح السيّد منصور تيار (اهل القرأن) وانشاءه له وهو ينسى بذلك ان اية اضافة للطوائف او المذاهب او التيارات الى الاسلام انما هو كصب كمية اضافية للزيت على النار المتأججة بين المسلمين ، لأن المسلمين منذ الدعوة المحمدية والى يومنا هذا ابادعهم الوحيد هو تقاتلهم وتلاسنهم فيما بينهم وكلما ازداد عدد الفرق ازداد التناحر فيما بينهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احمد صبحي منصور وعلي بن ابي طالب
علي خليل المهدي ( 2013 / 6 / 15 - 19:43 )
لفترة ما ليست بالقصيرة كنت معجبا بطروحات السيد احمد صبحي منصور ولكن ما ان لمست منه حذف اغلب التعليقات على مقالاته في موقعه اهل القران حتى ادركت انه شخص مصاب بالنرجسية وقد تيقنت من ذلك اخيرا عندما قام بمقارنة شخصيته بشخصية علي بن ابي طالب وولده الحسين .ولمن لا يعرف معنى النرجسية فهي كلمة تعود الى اسطورة يونانية قديمة تقول :اعتاد شاب جميل الوجه والمظهر اسمه ( نرجس ) الذهاب كل يوم لينظر ويتمتع بحسن صورته على صفحة مياه البحيرة وكان يستغرق في تامل صورته بافتتان حتى فقد عقله وقفز في البحيرة ليمسك صورته ولكنه غرق ومات وظهرت في مكانه زهرة سميت على اسمه نرجس (وهي زهرة النرجس ). والانسان النرجسي يعشق نفسه بصورة خطيرة ولا يفكر الا بذاته ويحب الاشياء لقربها من نفسه وبحسب تقديره هو ويعتقد انه فوق الجميع ولا يرى اخطاءه . والنرجسية وهي حب الذات توجد لدى جميع الافراد ولكن بدرجات متباينة .
.يقول احمد صبحي منصور - لكننا هنا امام حالة استثنائية يصمم فيها القائد ( علي بن ابي طالب ) على رفض النصائح ويبادر بالحرب بل ويتفنن في تحويل الاصدقاء الى اعداء - .
وردا على هذا الكلام اقول له :


2 - احمد صبحي منصور وعلي بن ابي طالب
علي خليل المهدي ( 2013 / 6 / 15 - 19:47 )
*ان عليا بن ابي طالب لم يخسر حربا قط ولم يكن فاشلا انما تجمعت كل قوى الشر والردة ضده
ولم يكن لهذه القوى خيار غير اغتياله بعد ان عجزت عن الحاق الهزيمة العسكرية به .
* فيما يخص ( رفض النصائح والمبادرة بالحرب ) فان عليا كان ياخذ بالنص في الكثير من
المواقف ويستشير فيما لانص فيه كما وان منهجه كان الرجوع الى راي الامة وليس الى راي
النخبة وهذا هو الفارق الكبير بين شورى علي وشورى غيره . ومن جملة مما لانص فيه :
- الابقاء على ولاية ابي موسى الاشعري .
- عزل قيس ابن سعد عن ولاية مصر .
- السير الى الشام لحرب معاوية .
- قتاله الخوارج .
- تنصيب زياد بن ابيه واليا على فارس .
وفي هذه النماذج كان علي ياخذ براي الشورى حتى لو كانت مخالفة لرايه او مطابقة له .
لكنه عندما يجد النص فانه لاياخذ بالشورى كما ورد في حديثه مع طلحة والزبير وحديثه
مع المغيرة ابن شعبة في قضية معاوية بن ابي سفيان ولنطرح هذه القضية على التفصيل :
( يتبع )


3 - احمد صبحي منصور وعلي بن ابي طالب
علي خليل المهدي ( 2013 / 6 / 15 - 19:51 )
يقول الطبري في احداث سنة 35 :
.... قال ابن عباس يا امير المؤمنين اخبرني عن شان المغيرة ولم خلا بك ؟ قال جاءني بعد مقتل عثمان بيومين فقال لي اخلني ففعلت فقال ان النصح رخيص وانت بقية الناس واني لك ناصح واني اشير عليك برد عمال عثمان عامك هذه فاكتب لهم بابقائهم على اعمالهم فاذا بايعوا لك واطمأن الامر لك عزلت من احببت واقررت من احببت فقلت والله لا ادهن في ديني ولا اعطي الدني ( الرياء ) في امري قال فان كنت قد ابيت علي فانزع من شئت واترك معاوية فان لمعاوية جرأة وهو في اهل الشام يسمع منه ولك حجة في اثباته كان عمر بن الخطاب قد ولاه الشام كلها فقلت لا والله لا استعمل معاوية يومين ابدا فخرج من عندي ...
وهنا ياتي موضوع النص . ففي سورة الممتحنة الاية 8 و9 يقول تعالى :
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين .انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فاؤلئك هم الظالمون .


4 - احمد صبحي منصور وعلي بن ابي طالب
علي خليل المهدي ( 2013 / 6 / 15 - 19:53 )
من هم الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ؟ ومن هم الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ؟
الامر في منتهى الوضوح فابو سفيان وولداه معاوية ويزيد وسائر الفرع الاموي وبقية المنافقين والمرائين والمشركين قاتلوا المسلمين لاكثر من عشر سنوات واخرجوهم من ديارهم . . فمن ياترى قد تولاهم بعد وفاة الرسول ؟
ايحق لعلي بن ابي طالب ان يضرب بهذا النص الصريح ويستمع الى نصيحة المغيرة ابن شعبة وان يتفنن في تحويل الاصدقاء الى اعداء كما يقول السيد احمد صبحي منصور ؟
نصيحتي الى القرانيين ان يتدبروا ايات القران الكريم بتجرد عن كل ميل يجرهم الى المذهبية التي قرروا مغادرتها .
والسلام .
.


5 - شكرا
فادي يوسف الجبلي ( 2013 / 6 / 16 - 18:27 )
السيّد علي خليل المهدي
شكرا لمرورك
وجهة نظركم تقارب ما ورد في مالقالة

اخر الافلام

.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان


.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر




.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو


.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا




.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس