الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق المرأة في اقليم كرستان .. الى أين ؟

حامد حمودي عباس

2013 / 6 / 15
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


انه لمن دواعي الارتياح الكبير ، حين يرى الفرد العراقي القادم لزيارة اقليم كردستان سواء لأغراض السياحة أو العلاج أو التجارة ، مساحة تنتمي الى وطنه ، تسودها معالم الجمال ، وترتفع فيها مستويات الخدمات العامة ، قياسا لما هو الحال في المحافظات الجنوبية والغربية على وجه العموم .. وتبرز مشاعر الفخر واضحة لدى التقدميين في العراق ، عندما تبلغهم انباء استقبال مدن الشمال لوفود الاستثمار الاجنبية والعربية ، وينعكس امامهم معنى أن تبرز بقعة عراقية الانتماء ، وراية التمدن ترتفع على ربوعها وان كانت لم تزل ساريتها قصيرة ، لا تطل على فضاءات أوسع مما يحيطها من فضاءات .
كردستان العراق أضحت ، ومنذ أن نالت حكمها الذاتي الحقيقي بعد عام 2003 ، مثالا حيا تحاول الكثير من الاقليات القومية في دول الجوار أن تناله ولو بشكل جزئي ، وبذلك يكون القادة الاكراد ، امام مسؤوليات تتعاظم يوما بعد يوم ، لإبراز مظاهر التقدم في الاقليم ، والسعي حثيثا لرفعة مستوى العيش للشعب الكردي ، الذي ناضل وتحمل معاناة لم يتحملها شعب آخر في المنطقة وبذات المستوى من الحيف .
غير أننا ، وللأسف الشديد ، نجد أنفسنا في حرج كبير ، حينما نجري مقارنة محايدة ومجردة من العواطف ، بين ما يظهر من ملامح المدنية على المجتمع الكردي عموما ، وبين صور شاذة لا تليق بنزوعه للحياة الاكثر تفتحا وقربا للحضارة .. فالمرأة الكردية تعاني وبشكل فاضح ، من قهر تسلطه عليها أعراف سنتها عشائرية متلونة بلون الدين ، حيث تصلنا يوميا اخبار لنساء تعرضن للقتل غسلا للعار ، أو للاضطهاد والتعسف والتعذيب ، ناهيكم عن حالات الطلاق المتزايدة في اروقة المحاكم ولاسباب واهية .
ولكثرة مثل هذه الحوادث المؤسفة بحق المرأة ، فقد عمدت حكومة الاقليم الى ايجاد تشكيل رسمي يعنى بإيجاد الحلول لمعضلة العنف ضد النساء سمته بالمديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة في اقليم كردستان .. وهو اجراء لا يكفي لإيقاف هذا السيل الخطير من عمليات هضم حقوق النساء وتعريضهن للقتل والحرق والتعذيب .. إذ ان المديرية المذكورة لا تعدو كونها دائرة تتوقف نشاطاتها عند حدود الاحصاء ، واعداد التقارير الشهرية عن عدد الحوادث وتصنيفها حسب حالاتها الجرمية لا غير .
ومع هذا .. فمن المفيد العودة الى سجلات المديرية هذه ، لتتجسد أمامنا ضخامة الظلم المسلط على النساء في الاقليم ، حيث يقول آخر تقرير لها ، وحسب ما عرضته اذاعة الحرية / صوت المرأة العراقية ما يلي :
1- لقد شهدت الاشهر الثلاثة الاولى من هذا العام قتل 17 امرأة ، وان عدد اللواتي توفين حرقا 60 امرأة منها 41 حالة انتحار .
2- عدد النساء اللواتي سجلن دعاوى عنف أسري بلغ 1168 امرأه ، و42 امرأة تعرضن للتحرش الجنسي ، فيما سجلت 1335 حالة قضايا العنف ضد المرأة من قبل المديرية .
3- هناك اكثر من 5000 امرأة تطلقت خلال فترة عبر عنها التقرير ب ( الفترة الماضية ) .
انها لوحة مثيرة للفزع حقا تلك التي نرى معالمها في تقرير أعدته جهة رسمية متخصصة ، تعرض من خلاله مدى الحيف الذي تلاقيه النساء في اقليم كردستان العراق ، وتبين مدى ضرورة الالتفات وبشكل جاد وسريع لانقاذ ما يمكن انقاذه من حياة جزء مهم من اجزاء الوجود الانساني ، اصبح معرض اكثر فاكثر للتهديد بالموت من قبل جحافل المتخلفين عقليا ، من رجعيين وسلفيين وذوي العاهات العقلية ، وممن لا مكان لهم اليوم في عالم التحضر والمدنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آراء الشارع في لندن وباريس حول من يتحمل ألم الأنفلونزا .الرج


.. لوحة المرأة الشابة




.. المشاريع الاقتصادية فرصة لتعزيز دور المرأة في الإنتاج المحلي


.. التشهير بالقيادات النسائية يعكس هيمنة العقلية الذكورية داخل




.. تربسبيه الإيزيديون يرفعون من وتيرة نضالهم