الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضيرة الغنم!

ليث العربي

2013 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




افرزت الاحداث الاخيرة في المنطقة تبعات كبيرة تلقي بضلالها على الواقع , وان حلم الثورة والتغيير اصبح شبحاً يهدد بلدان المنطقة بين الفينة والاخرى , ليبقى السؤال مطروحاً ويكرر دوماً : الى اين يتجه الوضع في البلدان العربية ؟.الى اين سيصل الوضع ؟ هل هذه هي الثورة ؟! هل هذا التغيير المنشود ؟.
وبين تلك الاسئلة وغيرها ينقسم المجتمع العراقي الى معسكرين , معسكر يقوم بإرسال المقاتلين للدفاع عن الحكومة الشيعية والمقاومة ! , والآخر يدعو ويرسل نصرةً الى اخواننا اهل السنة في الشام .لتجتمع الكلمات وتتشابك الخطابات فيما بينها ليعلو صوتان يجهران على منابر الاعلام المرئي من التلفزيون والانترنت احدهما شيعي يدعو الى الدفاع عن المحور الشيعي وان لا تسقط سوريا الاسد علي ايدي الوهابية التكفيرية الضالة , والاخر سني يدعو الى تحرير سوريا من الغزو الصفوي المجوسي النصيري المدعوم من ايران وحزب الله.
متناسين المشاكل الحقيقية التي يعيشها العراق , والعجيب في الأمر ان الكل يدعو الى الوحدة و رفض الطائفية , وحقيقة الأمر ان ما من احد يشعل نار الطائفية غيرهم !.
ان المتابع للشأن العراقي يرى كم هي مهزوزة وقديمة تلك الشعارات والاساليب التي ترفع وتستخدم ويعاد انتاجها في فترة . فمن تلك الاساليب التي اعيد تصنيعها في معمل تدوير النفايات الطائفية -;- الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء الحالي , تلك التي تسمى صلاة الجمعة الموحدة بين السنة والشيعة !.
وترى الجمهور المؤمن يجتمع في كل جمعة لتقام صلاة الجمعة لتستهل بكلمات حزينة وبكاء الخطيب صاحب المنبر وهو يرددسجع الكهان (الله اكبر .. العراقيون موحدون .. وهذه رسالة لكم. .. ايها المارقون) , ويبكي , ويبكي , ليثير مشاعر الحاضرين والمستمعين .
ولا عجباً ان ترى مشاعرهم وافعالهم المثالية في تلك الساعة , فكل فريق يسعى لإبراز عضلاته ليدعي انه وطني ومع الوحدة وضد العنف . وحالما تنتهي تلك الجمعة لتعود القلوب المؤمنة للحاضرين لتكشف حقيقة اكاذيبها , ولتكسر شعارات الوحدة المؤقتة في ظهر كل جمعة , بخطاب طائفي آخر.ولكن هذه المرة ليس على شاشات التلفاز بل بين ابناء مذهبهم وجماعتهم , وجدير بالذكر ان احد الحاضرين كان احد اقاربي , وحينما عاد الى البيت رأيته يتوضأ ليشرع بالصلاة ! لأنه يعتبر الصلاة خلف جاحد للولاية حرام وصلاته باطلة, لذلك عاد الى البيت ليعيدها .
فسألته ما الدافع وراء مشاركتك بفعل غير مقتنع به ؟ ,فضل يبرر فعلته بكلمات لا طائل من ذكرها.ان هذا الموقف يذكرني بمصانع التدوير الوطنية التي قام بتشغيلها صدام ابان فترة حكمه الاخيرة في سنوات الحصار , لقد انتجت لنا مصانع التدوير اكواب الشاي والاواني المنزلية تلك التي تستعمل مرة وتنكسر من تلقاء نفسها , وهكذا الحال مع جمعة الوحدة الوطنية .
ومعنى ان تكون عراقياً في عام 2013 هو ان تختار بين معسكرين , اتجاهين , مذهبين , او حزبين .معسكر يقوم بإذاعة (اشهد ان علي ولي الله) والآخر يعتبر ذلك باطل.معسكر يقوم بغسل الاقدام والاخر يمسح عليها. ومعنى ان تكون شيعياً في العراق هو ان تعرف ان هناك عدواً وهابياً تكفيرياً يتربص بك ويحيطك بفتاوى التكفير والقتل , ويجب عليك ان تعرف ان لديك مرجعاً طاعناً في السن , ان لم تقلده فكل اعمالك باطلة , وان تناصر كل الشيعة في العالم حتى ولو كان على حساب وطنك .ومعنى ان تكون سنياً في العراق هو ان تعرف ان هناك عدواً صفوياً مجوسياً يتربص بك وبدين الاسلام , ويجب عليك ان تعلم ان هناك مشايخ ذووا لحى طويلة يقيمون الفتوى وهم اعلم منك , وان تناصر كل السنة في العالم حتىى ولو كان على حساب وطنك .
وان لم تكن منهم فأنت اما علماني او شيوعي او ماسوني -;- ضد الاسلام والمسلمين وتريد ان تفرق المسلمين , لكن خسئت فهم موحدون ايها الزنديق وايها المتعدي على احكام الله وسنة نبيه !!.

ومعنى ان تكون عراقياً في عام 2013 : عليك ان تعلم ان هناك ملحد شيعي وملحد سني , وعلماني شيعي وعلماني سني هذا ان لم يكن هناك إله ونبي شيعي والآخر سني . الا يصح لنا ان نصف الوضع العراقي ب (حضيرة الغنم) ؟! , لا ادري هل هناك غنماً في الحضائر ام انها للعجول والابقار فقط ! , لكن ليس هناك شيئاً يدعو للعجب , فقد شكلت لجنة من قبل وزارة الفضاء والطاقة !! لمتابعة مجزرة اسطبل السحالي , ولجنة من قبل وزارة التقنية والمعلومات لمتابعة الوعود التي قطعتها الحكومة السابقة والحالية والقادمة والتي لم تنفذ لحد الان والتي لن تنفذ ابداً بخصوص توزيع قطعة ارض لكل عائلة عراقية .

حتى لا نبتعد كثيراً , انها احقاد مزروعة وسجون يعيشها الطفل العراقي وهو في الخامسة من عمره , انها سجون الطائفية والكراهية , فأن احقاد 1400 سنة لن تفنيها ساعة من صلاة الجمعة ! , يا حضرة رئيس الوزراء . وفي نهاية حديثي اني ابشركم بجيل ارهابي لا يتقبل الآخر , جيل على خطى اجداده الذين لا زالوا يعيشون مراهقاتهم رغم تقدمهم في السن , جيل عديم الاخلاق وعديم المسؤولية , لن يتعب نفسه كثيراً سوى ترديد شعارات الاباء والاجداد (نحن موحدون) , ولا يتعب نفسه ابداً ما دام هناك ((نفطات)) وشوية فلوس والحمدلله على نعمة الاسلام والتشيع والولاية والتسنن والسلف !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى يهتز عرش اللرحمن
عامر العطالله ( 2013 / 6 / 17 - 11:41 )
لن تنتهي مآسي العرب و تخلّفهم الّا بسقوط الاسلام اللعين الشنيع


2 - خرافات الإسلام و قذارته في زوال
عامر العطالله ( 2013 / 6 / 17 - 11:44 )
الإسلام يندثر .. و عصر الردّة يعود من جديد
وشكراً لكل حرٌّ يملك ضميراً يجعله يحاربه
ولهذا الموقع الحر وادارته المبجّلة

اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم