الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهل الأعرابي الذي يصف ( 150 ) مليون شيعي بالكفار يجب ان يجتث

ماجد عبد الحميد الكعبي

2013 / 6 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا العنوان هو تعديل لقول الدكتور محمد البرادعي الذي رفض فيه مزاعم شيوخ السفليّة بتكفير (150) مليون شيعي . وكان اصل المقولة : ( النظام الذي يصف (150) مليون شيعي بالكفار لا يمكن ان يستمر ) . وفي الحقيقة ان هذا النظام وشيوخه السفليّة قد وسعوا من اطار التكفير ليشمل كل المصريين الذين سيخرجون يوم (30 ) يونيو ضد نظام مرسي . فالتكفير لا يشمل الشيعة وحدهم بل يتمدد مفهومه ليحوط الملايين من المسلمين الذين لا يؤمنوا بالفكر الوهابي السفلي . وهنا تكمن المشكلة التي يجب حلها قبل فوات الاوان.
لقد قيل مرارا وتكرارا : ان المشكلة تكمن في العادات الاعرابية التي سرعان ما تغلبت على المفاهيم الانسانية التي جاء بها الاسلام ، فلا نستغرب عند سماعنا لمرسي ( الدكتور والمتعلم في امريكا والرئيس لأكبر دولة عربية ) وهو يقول مرددا : (اهلي وعشيرتي ) . فلا نجد فرقا في قوة الانتماء القبلي بين مرسي الذي يعيش في القرن الحادي والعشرين وراعي الابل الذي عاش في الجاهلية وهو يقطع الفيافي طلبا للكلأ والماء.
ان العصبية القبلية والعادات الجاهلية لم تمت يوما في نفوس الاعراب الجاهليين بل ضعفت وكمنت قليلا حتى اذا ما توفرت لها الظروف المناسبة نبتت من جديد ونمت وترعرعت في ظل خلافة وصفت بانها اسلامية . وقد اشار اكثر من باحث الى تلك القضية ولكن بقليل من التفصيل في الاسباب ، ففي ذلك السياق يقول الشيخ محمود ابو ريّة في كتابه ( شيخ المضيرة ابو هريرة ، 169 ) مستشهدا ومقتبسا نصا من الدكتور احمد امين :
ان العصبية الجاهلية التي كانت معروفة عند العرب من السفه والتعصب و الانفة لأتفه الاسباب فجاء الاسلام فقضى على ذلك كله ، وبين انه ليس هناك تفاضل القبيلة او عزة الجنس ، وان المؤمنين جميعا اخوة لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى ، قال تعالى : ( انما المؤمنون اخوة ) ، وقال : ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) وفي الحديث ، ليس منا من دعا الى عصبية او قاتل على عصبية . ان هذه العصبية كانت قد اختفت في زمن النبي وصاحبيه ابي بكر وعمر حتى جاء عثمان فأعادها و احياها ،.. فلما ولي عثمان وهو اموي استعان بالأمويين فكان اكثر عماله منهم وكان كاتبه وأمين سره مروان بن الحكم الاموي ، ومروان هذا وشيعته قد هدموا كل ما بناه الاسلام من قبل ودعمه ابو بكر وعمر من محاربة العصبية القبلية.
ان كثيرا من العادات والعصبيات الجاهلية الاعرابية لازالت متمكنة من نفوس الاعراب المسلمين ومستفحلة
وطاغية على اسلوب حياتهم ودينهم ، فليس غريبا ان يقول مرسي : (اهلي وعشيرتي) او ان يفتي القرضاوي بـ : انصر اخاك ظالما او مظلوما . فمشكلة هؤلاء السفلية لا تتعلق بطائفة بعينها بل مشكلتهم مع الاخر سواء أ كان مسلما او مسيحيا او بوذيا ، وشعارهم دائما : ( اِن الحكم إلا للأعراب) ، فالأعرابي لا يقبل ان يحكمه إلا شيخه الذي يرضي غروره وجبروته ويحفز نشوته بالعنجهية والتفاخر. وهم في كل زمان ، يكبرون لكل زعيم ومفتي ( من زياد و لورنس و برنارد ) وحتى مرسي . لكي يأخذ بأيديهم زحفا كالقطعان الى الغزو حيث الغنائم من الذهب والجواري والغلمان.
وجزء من خطبة طارق بن زياد يمكن ان يكون مثلا على ما يحبذه هؤلاء الاعراب عندما قال : ( واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلاً ؛ استمتعتم بالأرفه الألذ طويلاً ، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي ، فيما حَظُّكم فيه أوفر من حَظِّي ، وقد بلغكم ما أنشأتْ هذه الجزيرةُ من الحورِ الحسان من بنات اليونان الرافلات في الدُّرِّ والمَرْجَان، والحُلَل المنسوجة بالعِقْيَان ، المقصورات في قصور الملوك ذوي التيجان ، وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك من الأبطال عُرْبانًا).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للعلم
عبد الحكيم عثمان ( 2013 / 6 / 17 - 16:14 )
طارق بن زياد امازيغي وليس من الاعراب فعليه يكون مايحبذه الامازيغي وليس الاعرابي


2 - شكرا للمعلومة
ماجد ( 2013 / 6 / 17 - 16:22 )
كان من البربر الذين يقطنون شمال افريقيا ..وقد اعتنق الاسلام الأعرابي مثله مثل مرسي وغيره


3 - فقط ملاحظات
ابو نبيل ( 2013 / 6 / 18 - 21:44 )
اولا طارق لم يكتب هده الخطبة فهو امازيغي وليس بربريا (كما يصفه التعليق اعلاة) وكل ما تضمنته الخطبة هو صيغة منمقة لما بعد -الانتصار في الغزوة- فالتاريخ بلا اساطير لايهضم...
وبعد هدا وداك لنا ان نتساءل اين انتهى مصير طارق الدي غزا الاندلس ؟
مسالة اخرى قليل من ينتبه اليها هو اسم هدا الشخص -طارق بن زياد- هدا اسم عربي الغزو الاسلامي لشمال افريقيا تم تقريبا في 84هجرية فكيف لهدا -البطل- ان يحمل اسم طارق وابوه زياد...؟
الملاحظةالثانية هي ان ثقافة البدو الاعراب وتوابعهم ما كانت لتنتعش لولا - لعنة النفط-) = (بداوة الشرق هبة النفط ) مادا سيكون واقع البدو لولا النفط؟ بلاشك ستكون الصومال الحالية احسن منهم بكثير
لعنة النفط هي التي نقلت هده المجتمعات من شطف العيش ووجبة وحيدة في اليوم (واي وجبة؟) ...... الى البذخ والترف ومرض الاستهلاك المفرط -في اطار اقتصاد الريع- للتغطية عن الماضي البئيس وقريبا ستعود الامور الى حالها فلا
غرابة ان يهتموا بتربية البعير وشرب بولها وتسويقه

اخر الافلام

.. 251-Al-Baqarah


.. 252-Al-Baqarah




.. 253-Al-Baqarah


.. 254-Al-Baqarah




.. 255-Al-Baqarah