الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هولي بايبل يحرق مراكب العودة - 2

هشام آدم

2013 / 6 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في المقدمة التأسيسية لهذه السلسلة من المقالات عرفنا كيف أنَّ الدكتور غالي (هولي بايبل) أختار السير في طريق وعرة جدًا، ربما دون أن يمتلك أدوات معرفية كافية، أو ربما ممتلكًا معلومات مغلوطة حول هذا الموضوع، مُتجاوزًا بذلك ما اتفق عليه جميع علماء الأحياء في العالم؛ إذ ليس هنالك عالم بيولوجيا واحد اليوم بإمكانه أن يُنكر التطور أبدًا، ورأينا كيف أنَّ نظرية التطور أثبتت رسوخًا منقطع النظير لدرجة أضطر معها رجال الدين المسيحي أنفسهم للاعتراف بها، ومحاولات إيجاد تفسيرات مُعاصرة لنصوص الكتاب المُقدس. وبالطبع بإمكان من يرغب الرجوع إلى إحدى مقالتي المنشورتين على الحوار المُتمدن حول موضوع نظرية التطور للاطلاع على النظرية بصورة عامة ومُبسطة. وقبل الولوج في الموضوع الأساسي لهذا الجزء من السلسلة أود الإشارة إلى أنَّ الدكتور غالي (هولي بايل) تطرق إلى موضوع استحالة تكوَّن خية حيَّة بالصدفة، وبالتأكيد هو لا يعلم أنَّ الصدفة هنا في هذا السياق لا تعني العشوائية على الإطلاق، بل هي قانون في حد ذاته يعني ببساطة التلقائية في حدوث الظاهرة متى ما توافرت لها العوامل الأساسية التي تساعد على ظهورها، دون الحاجة لإقحامة فكرة إله أو قوى ماورائية أخرى. ولكن ما يهمني أن أتناوله هنا هو المفهوم الخاطئ والاستخدام الخاطئ لفكرة الاحتمالات الرياضية. والسؤال الذي تقافز إلى ذهني في ذلك الوقت: "ما علاقة موضوع نشوء الخلية الحيَّة الأولى بنظرية التطور؟"

إنَّ كثيرًا من الناس، ولعل الدكتور غالي كان أحدهم، يُقدمون انتقاداتهم إلى نظرية التطور من حيث أنَّها لا تُجيب على هذا التساؤل المُتعلق بكيفية نشوء أول خلية حيَّة، دون أن يعلموا أنَّ نظرية التطور لا تناقش هذا الأمر على الإطلاق، ولا تهتم به، لأنَّ النظرية ببساطة شديدة تناقش التنوع الهائل في الكائنات وتقدم إجابات علمية على ذلك، أمَّا موضوع نشوء أول خلية حيَّة فهذا تناقشة نظرية علمية أخرى وهي نظرية الأبيوجينيسيس. وبالتأكيد سوف نتطرق إلى هذا الموضوع بشكل أكثر تفصيلًا، ولكن أريد الآن أن أبحث موضوع الاحتمالات الرياضية واستخداماتها الغريبة والمغلوطة من قبل البعض. فالبعض يحاول القول إنَّ ندرة الاحتمالية أو حتى اقترابها من حدود الاستحالة تعني جزمًا الإطلاق باستحالة حدوثها. ومن أجل هذا دعونا نطرح بعض التساؤلات على هذا النحو:
1- ما احتمالية أن ينجح شخص في ركل كرة وإصابة هدف ثابت يبعد أكثر من 50 مترًا مرَّة واحدة؟
2- ما احتمالية أن ينجح شخص في ركل كرتين وإصابة هدفين ثابتين يبعدان أكثر من 50 مترًا مرتين على التوالي؟
3- ما احتمالية أن ينجح شخص في ركل ثلاث كرات وإصافة ثلاثة أهداف ثابتة تبعد أكثر من 50 مترًا ثلاث مرات على التوالي؟

لاحظوا أنَّ فكرة التكرار على التوالي تقلل من حدوث الاحتمالية، ولكن ماذا لو حدث ونجح أحدهم في إصابة هذه الأهداف الثلاثة على التوالي؟ مهما كانت ندرة الاحتمالية فإنَّ حدوثها يجعل من سؤالنا عن الاحتمالية لا معنى له على الإطلاق، لأنَّ احتمالية حدوث حدث قد تم بالفعل هي 100% بصرف النظر عن نسبة احتمالها قبل الحدوث. (شاهدوا الفيديو المرفق لتحقق من ذلك)

الآن، ما هي احتمالية نجاة شخص من الموت بعد وقوعه من الطابق الثاني مثلًا؟ وماذا عن شخص يقع من ارتفاع ثلاثة طوابق؟ وماذا عن ارتفاع أربعة طوابق؟ لاحظوا أنَّه كلما زاد الارتفاع قلّة الاحتمالية لتقترب من الاستحالة. فماذا لو سقط شخص من ارتفاع خمسة عشر طابقًا؟ الاحتمالية تكاد تكون معدومة؛ لاسيما إذا عرفنا أنَّ نسبة احتمال وفاة شخص يسقط من ارتفاع خمس طوابق مثلًا هي احتمالية كبيرة، ولكن نجاة شخص تجعلنا نسخر تمامًا من هذه الاحتمالات لأنَّ نسبة نجاته ستكون 100% وقد حدث ذلك بالفعل في العام 2011 عندما سقط طفل صيني من ناطحة سحاب في مدينة شنغهاي على ارتفاع خمسة عشر طابقًا ولم يحدث له شيء (راجع الخبر في الهوامش)

ما أريد قوله من كل ذلك هو أنَّ انخفاض الاحتمالية لا يعني شيئًا للحدث بعد وقوعه، وسؤالنا حول إمكانية نشوء حياة بالصدفة لا معنى له لأنَّ هذا الحدث قد وقع بالفعل، وعلينا الآن فقط أن نثبت أنَّ مثل هذا الشيء قد يحدث عن طريق الصدفة (والتي عرفناها سابقًا بأنَّها التلقائية في حدوث الظاهرة عند توفر العوامل المناسبة) فهل فعلًا عند توفر العوامل المناسبة قد ينشأ أي شكلٍ من أشكال الحياة؟ إنَّ تجربة يوري-ميلر تُؤكد على ذلك، فلقد قام العالمان يوري وميلر بتوفير بعض العوامل التي اعتقدا أنَّها كات متوفرة على كوكب الأرض عند ظهور الحياة لأول مرة، واعتمدا في ذلك على بعض نتائج الأبحاث الجيولوجية وبدأوا في مُحاكاة ما تم داخل المعمل وكانت النتيجة أنَّهم تمكنوا فعلًا من إنتاج 20 نوعًا من الأحماض الأمينية (الأحماض الأمينية تعتبر البنية الأساسية في الخلية الحيَّة) وكانوا يحصلون على نفس النتيجة في كل مرة يُعيدون فيها التجربة. وبالتأكيد بعد تقدم العلوم؛ لاسيما في مجال الجيولوجيا تم الوصول إلى أنَّ المعلومات الأولية التي اعتمد عليها العالمان يوري وميلر لم تكن دقيقة، وبالتالي تم الإعلان عن أنَّ تجربتهما فاشلة، ولكن فشل التجربة هنا يعني فقط عدم نجاحهما في توفير العوامل "الفعلية" التي كانت موجودة، ولكن التجربة على مستوى إثبات نشوء ظاهرة بالصدفة تعتبر ناجحة جدًا. (راجع تجربة يوري ميلر حسب الرابط المرفق في الهامش)

وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ نظرية الأبيوجينيسيس تقول إنَّ الخلية الحية الأولى نتجت من خلال تفاعل المواد غير العضوية التي أنتجت لاحقًا موادًا عضوية بسيطة وبدائية وأخذت هذه المواد العضوية البسيطة في التطور لتأخذ شكلًا أكثر تطورًا، فهل يُمكن التثبت من إمكانية حدوث ذلك؟ الحقيقة أنَّنا نرى مثل هذه التفاعلات بشكل يومي تقريبًا، فعمليات التخليق الضوئي في النبات هي في الأساس قائمة على تفاعلات غير عضوية ينتج عنها مواد عضوية يستفيد منها النبات في التغذية، كما أنَّ نشوء الطحالب والنباتات غير البذرية تعتمد فقط على التفاعلات غير العضوية وتوفر العوامل الضرورية في نشوئها، فمن الواضح إذن أنَّ تفاعل المواد غير العضوية قد ينتج عنه مواد عضوية، وهذا لا جدال حوله الآن أبدًا.

الآن؛ في هذا الجزء من هذه السلسلة سوف أتناول موضوع السجل الأحفوري، كواحدة من الأدلة الثانوية على نظرية التطور، ولكن للمعلومية فقط فإنَّ الدكتور غالي (هولي بايبل) يُنكر تمامًا وجود سجل أحفوري مكتمل (أحفورة انتقالية) لبعض الأنواع وسمَّى منها، على سبيل المثال، الحصان، ولكن هل فعلًا يعرف الدكتور غالي (هولي بايبل) المعنى الحقيقي للأحفورة الانتقالية؟ أخشى ما أخشاه أن يكون فهم الدكتور هولي بايبل للأحفورة الانتقالية أو الحلقات التطورية للأنواع كذلك الفهم الذي يحمله عدنان أوكتار أو (هارون يحيى) والذي عبَّر عنه في كتابه أطلس الخلق، وهي أنَّ الأنواع لا تتغيَّر وأنَّ الأحافير التي عُثر عليها ليست سوى أحافير ميتة لنفس الأنواع، أو أحافير لأنواع منقرضة لا علاقة لها بالأنواع الموجودة الآن. والتصور البدائي والبسيط الذي يحمله الدكتور غالي (هولي بايبل) والمُشابه لما يحمله هارون يحيى تثريبًا عن شكل الأحفورة الانتقالية هو كما عبَّر عنه الأخير في كتابه أطلس الخلق في المُقتبس التالي:

"يدعي أصحاب النظرية الداروينية أنَّ الكائنات الحيَّة تتولد عن بعضها البعض عن طريق تحولات صغيرة تتم عبر ملايين السنوات. وحسب هذا الإدعاء الذي تفنده الأدلة العلمية، فإنَّ الأسماك تحولت إلى زواحف والزواحف تحولت إلى طيور. ويستلزم هذا الأمر أن نجد أمثلة مسار هذا التحول المزعوم عبر ملايين السنوات ضمن سجلات المتحجرات. ويعني ذلك أن نجد كائنًا نصف سمكة ونصف سحلية وكائنًا نصف عنكبوت ونصف ذبابة، وكائنًا نصفه سحلية ونصفه طائر، وهكذا أن نجد كائنات غريبة تم الكشف عنها نتيجة الأبحاث المكثفة التي تجري في هذا الميدان منذ ما يربو عن قرن من الزمن."(أطلس الخلق – ص16)

ومن هنا يتضح لنا الفهم الساذج، والجهل الفاضح بمعنى الأحفوريات الانتقالية؛ لأنَّ كل أحفورة هي إضافة إلى الأحافير الانتقالية، أي أنَّ كل أحفورة هي أحفورة انتقالية بالضرورة. فعندما نسمي أحفورية ما بأنَّها انقالية بين نوعين من الحيوانات فإنَّ هذا يعني أنَّ هذه الأحفورة تظهر بعض الصفات المشتركة بين النوعين، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أنَّها تربط هذين الحيوانين بسلف مشترك واحد أو مباشر. لأنَّ التطور هي عملية تفرعية وتعني أنَّ الأنواع غالبًا تتوزع إلى فرعين، ولهذا نقرأ عن الأحفورة الانتقالية ما يلي:
A source of confusion is the notion that a transitional form between two different taxonomic groups must be a -dir-ect ancestor of one´-or-both groups. The difficulty is exacerbated by the fact that one of the goals of evolutionary taxonomy is to identify taxa that were ancestors of other taxa. However, it is almost impossible to be sure that any form represented in the fossil record is a -dir-ect ancestor of any other. In fact, because evolution is a branching process that produces a complex bush pattern of related species rather than a linear process producing a ladder-like progression, and because of the incompleteness of the fossil record, it is unlikely that any particular form represented in the fossil record is a -dir-ect ancestor of any other.
وترجمة هذا الكلام على النحو التالي: "مصدر التشويش (فيما يتعلق بموضوع الأحفورة الانتقالية) هو أنَّ مفهوم الأحفورة الانتقالية بين مجموعتين تصنيفيين مختلفين يجب أن يكون سلف مباشر لأحد المجموعتين أو لكليهما. وتتفاقم الصعوبة عندما نعرف حقيقة أنَّ واحدة من أهداف التصنيف التطوري هو تحديد الأصناف التي كانت أسلافًا لأصناف أخرى. ومع ذلك، فمن المستحيل التأكد من أنَّ أي شكل يظهر في السجل الأحفوري هو سلف مباشر لأي نوع آخر. في الواقع لأنَّ التطور هو عملية تفرعية تنتج نمط فرعي معقد من الأنواع ذات الصلة وليست عملية خطية (سُلمية)، وبسبب النقص في السجل الأحفوري، فإنَّه من غير المرجح أنَّ يكون أي شكل يظهر في السجل الأحفوري سلفًا لأي نوع آخر."(راجع المصدر الوارد في الهامش) فالأمر إذن، ليس بالبساطة التي يتوقعها أو يفترضها الدكتور غالي أو عدنان أوكتار، فعلى الدوام تكون كل أحفورة إضافة جديدة لسلسلة التطورية لكل نوع من الأنواع. على أنَّ السؤال الأساسي الذي قد يطرح نفسه بشدة هنا، هو: إذا عرفنا أنَّ الممالك الحيوية كما هو متعارف عليه في علم البيولوجيا هي ثلاثة ممالك رئيسية: مملكة الحيوان، مملكة النبات ومملكة الحشرات، فلماذا تم تصنيف الإنسان ضمن مملكة الحيوان؟ لماذا لم نجد ميلَا لدى العلماء إلى فصل الإنسان في مملكة منفصلة إذا لم يكن هنالك رابطَا بيولوجيًا يربط الإنسان ببقية الحيوانات؟

وعلى العموم، فقد تناول البروفيسور ريتشارد دوكنز موضوع الأحفوريات الانتقالية وردَّ عليها في إحدة مناظراته (راجع المقاطع المرفقة بهذا المقال) ولكن الدكتور غالي (هولي بايبل) تناول بالتحديد الحصان ضمن عدد من الأنواع التي يزعم أنَّه لا توجد لها سجل أحفوري مُتكامل، وهذا إدعاء باطل لا أساس له من الصحة، فالحصان له سجل أحفوري متكامل بدءًا من الإيوهيبوس Eohippus الذي عاش منذ أكثر من 60 مليون سنة تقريبًا بطول إجمالي يُقدر بـ(0.4) متر إلى الماسيهيبوس Mesohippus الذي عاش منذ أكثر من 40 مليون سنة بطول إجمالي (0.6) متر إلى الميريشبيوس Merychippus الذي عاش منذ 30 مليون سنة بطول 1 متر إلى البلايوهيبوس Pliohippus الذي عاش منذ 10 مليون سنة بطول 1 متر إلى الحصان المًعاصر الذي نعرفه الآن والذي ظهر منذ مليون سنة تقريبًا بطول (1.6) متر تقريبًا، وهكذا نرى أنَّ الحصان قد مرَّ بمراحل تطورية عبر 60 مليون سنة ويُعتبر واحد من الأنواع التي تحتفظ بسجل أحفوري متكامل، وقد نشر هذا الخبر العلمي على صفحات البي بي سي (راجع النشرة المرفقة) كما يُمكن لكل من يبحث عن الحقيقة المُجردة أن يعود إلى صفحة (talkorigins.org) لمعرفة المزيد عن السجل الأحفوري الخاص بالخيول وبالتفاصيل، وهذا جزء مما جاء في ذلك المقال:
In the 1870 s, the paleontologist O.C. Marsh published a description of newly discovered horse fossils from North America. At the time, very few transitional fossils were known, apart from Archeopteryx. The sequence of horse fossils that Marsh described (and that T.H. Huxley popularized) was a striking example of evolution taking place in a single lineage. Here, one could see the fossil species "Eohippus" transformed into an almost totally different-looking (and very familiar) descendent, Equus, through a series of clear intermediates. Biologists and interested laypeople were justifiably excited. Some years later, the American Museum of Natural History assembled a famous exhibit of these fossil horses, designed to show gradual evolution from "Eohippus" (now called Hyracotherium) to modern Equus. Such exhibits focussed attention on the horse family not only as evidence for evolution per se, but also specifically as a model of gradual, straight-line evolution, with Equus being the "goal" of equine evolution. This story of the horse family was soon included in all biology textbooks.

مشكلة عدنان أوكتار ودكتور غالي أنَّهما يرون أنَّ كل أحفورية انتقالية من أحفوريات الحصان نوعًا مستقلًا ومنقرضًا، وعلى ذلك فهم يعتبرون الإيوهيبوس Eohippus نوعًا مُستقلًا لا علاقة له بالحصان، وكذلك الأمر بالنسبة للماسيهيبوس Mesohippus والميريشبيوس Merychippus والبلايوهيبوس Pliohippus
وهذا الفهم إن دلَّ على شيء فإنما يدل على جهل فاضح بعلم الحيوان zoology والذي يعتمد عليه علماء البيولوجيا في تصنيف الأنواع سواء على صعيد البناء التشريحي أو البناء الوظيفي الداخلي لكل نوع، وهو الأمر ذاته الذي جعل العلماء لا يزعمون أنَّ أحفوريات الديناصورات مثلًا أحفوريات انتقالية لأنواع موجودة حاليًا. ولنأخذ مثالًا آخرًا على نوعٍ آخر له سجل أحفوري مُكتمل، وبصورةٍ مُدهشةٍ للغاية، وهو الحوت. فالحوت يُعتبر من الحيوانات التي تمتلك سجلًا أحفوريًا مُتكاملًا وقد لا نجد صعوبةً في البحث عن أدلة ذلك سواء في متاحف التاريخ الطبيعي حول العالم أو على مواقع الإنترنت، ومن موقع (talkorigins.org) نجد شرحًا وافيًا عن السجل الأحفوري الخاص بالحيتان، وقصة تطور هذه الحيتان من حيوانات ثديية برية إلى الحيتان المعروفة اليوم، ونقر في الموقع هذه الفقرة التي تقول:
Van Valen (1966) and Szalay (1969) associated early whales with mesonychid condylarths (a now-extinct group of primitive carnivorous ungulates, none bigger than a wolf) on the basis of dental characters. More recent evidence confirms their assessment. Thus Flower was basically right.
ربط كل من فان فاين وسيزالي بين الحيتان والمسنوشيد كونديلارثات Mesonychid Condylarths (وهي مجموعة منقرضة من ذوات الحوافر اللاحمة البدائية بحجم الذئب تقريبًا) وكان هذا الربط قائمًا على أساس التشابه الكبير في أسنان كلٍ منهما. وقد أكدت عدد من الأدلة الحديثة على صحة تخمينهما، مما يعني أنَّ فلور Flower كان مُحقًا منذ البداية. (انتهت الترجمة) على أنَّ فلور Flower هذا هو عالم كان قد صرح في العام 1883 على أنَّ الحيتان لديها ميزات بدائية وخصائص أثرية من الثدييات الأرضية، وأنَّ الحيتان بدأت حياتها على اليابسة ثم نزلت الماء بالتدرج، وجاء العالمان فان فاين وسيزالي لاحقًا ليؤكدا هذا الكلام عبر أدلة علمية (راجع الأدلة العلمية على تطور الحيتان على الرابط المرفق). وعلى موسوعة الويكبيديا يُمكننا إيجاد قائمة طويلة جدًا من الأحفوريات الانتقالية المُكتملة (راجع المرفق الخاص بذلك).

الحقيقة أنَّ معرفة الحقيقة تتطلب جهدًا ليس هينًا على الإطلاق. فهو يحتاج إلى صبر ومثابرة وقراءة وبحث، ومن يُريد الإجابات الجاهزة والمُعلبة فسوف لن يبرح مكانه على الإطلاق، فقط أولئك الذين يبحثون، بصدق، عن الحقيقة المُجردة من بإمكانهم أن يجدوا الوقت الكافي للقراءة واكتشاف أنَّ من يقول بعدم وجود أحفوريات انتقالية ما هو إلَّا شخص جاهل أو مُضلل، لا أكثر من ذلك. وبالطبع فإنَّه لا يُتاح الوقت الكافي على غرف البالتوك لإيضاح هذا الأمر ولشرحه بصورة كاملة، فهذه الأمور تتطلب وقتًا طويلًا وشروحات علمية ربما لا يطيق كثير من رواد البالتوك سماعها.

إذن؛ يتضح لنا مما تقدَّم أنَّ إدعاءات الدكتور غالي (هولي بايبل) ليست سوى إعادة نشر لأكاذيب الخلقيين التي لطالما تم الرد عليها عشرات، بل آلاف المرات، ولكن أولئك الذين يعتقدون أنَّ الحقيقة في جيوبهم، لا يكلفون أنفسهم عناء البحث، فمن يعتقد أنَّه يمتلك الحقيقة، فهو بالتأكيد يعتقد أنَّه ليس بالحاجة إلى البحث. البحث، بالنسبة إليهم، هي وظيفة مناطة بالآخرين فقط، أمَّا فيما يختص بالأحفوريات الانتقالية الخاصة بالإنسان فبالإمكان الرجوع إلى ذات الموقع (talkorigins.org) ففيه شرحٌ وافٍ لشجرة عائلة الإنسانيات وبالصور.



------------------
إصابة أهداف ثابتة على بعد 50 مترًا لثلاث مرات على التوالي:
http://www.youtube.com/watch?v=cJLT3e4fcfU


نجاة طفل صيني بعد سقوطه من الطابق الخامس
http://arabic.rt.com/news/573544-%D8%B7%D9%81%D9%84_%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A_%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%8015_%D9%88%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%89_%D8%A8%D9%8A%D8%AA%D9%87_%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7/


تجربة يوري وميلر
http://en.wikipedia.org/wiki/Miller%E2%80%93Urey_experiment


عن السجل الأحفوري والأحافير الانتقالية:
http://en.wikipedia.org/wiki/Transitional_fossil


ريتشارد دوكنز يفضح أكاذيب هارون يحيى 1
http://www.youtube.com/watch?v=ki1MajqL_lk

ريتشارد دوكنز يفضح أكاذيب هارون يحيى 2
http://www.youtube.com/watch?v=9zY-06GhmU0


السجل الأحفوري للحصان على البي بي سي
http://www.bbc.co.uk/schools/gcsebitesize/science/aqa_pre_2011/evolution/evolutionrev3.shtml

شرح السجل الأحفوري للحصان على موقع (talkorigins.org)
http://www.talkorigins.org/faqs/horses/horse_evol.html

أدلة تطور الحيتان
http://www.talkorigins.org/features/whales/


قائمة بأحفوريات انتقالية مكتملة
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_transitional_fossils








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العرب وتشويه العلم
رمضان عيسى ( 2013 / 6 / 17 - 22:07 )
يعيش العرب والذين لا يمكن فصلهم عن الميراث المقدس حالة من العشوائية في التفكير ، وحساسية مفرطة من العلم والنتائج العلمية ، فما أن تظهر فكرة جديدة أو نظرية علمية حتى ينبروا الى معارضتها
والمعارضة تنطلق من سببين : أولهما عدم الفهم ، لأن البحث والفهم العلمي ليس في أبجدياتهم ، وثانيا لأن لديهم حساسية مفرطة لما له مساس للميراث المقدس 0
فهم يعارضون نظرية داروين لأنهم لا يعرفون الأسس التي بنيت عليها ولا يعرفون اسلوب البحث العلمي ولا المعطيات التي جمعها داروين خلال رحلته على ظهر السفينة - بيجل - والتي استمرت خمس سنوات
فمن خلال مشاهداته كشف كم هو الاختلاف بين الكائنات من بيئة الى أخرى ، فتوصل أن هذا يعود للصراع من أجل البقاء 0
ونتيجة أخرى : أن الكائنات الحية تتعاقب ولا تتجاور ، أي هناك قبل وبعد ، وليس ثبات الكائنات الحية وبقائها دون تغير 0
ان رفض العرب لفكرة التطور في الكائنات الحية يؤكد أن أنهم يؤمنون بالثبات والسكون المطلق ، وهذه المفاهيم خارجة عن الخانة العلمية 0
. انهم يسبحون عكس التيار العلمي الجارف ، وبهذا فهم لا يخدعون إلا أنفسهم


2 - مسألة الانواع ليست بهذه البساطة
بشارة خليل قــ ( 2013 / 6 / 17 - 22:58 )
بل ان المختصين في علم الاحافير ليسوا متفقين على راي واحد , ومشهوره جدا هي قضية ((الحلقة الناقصة)) فيما يخص الجد الاول الذي انفصل مكونا نوع جديد عن الاب المشترك بيننا وبين قرد الشمبنزي
اما بالنسبة للابيوجينزي فهنالك عدة نظريات اخرها الزرع عبر المذنبات.
على كل كلامك صحيح فيما يخص الاحتمالية , فمهما كانت الاحتمالية ضئيلة فهي تبقى احتمالية وواردة الحدوث أي انه ليس من المستحيل ان تحدث ومن الممكن ان تكون الخلية الحية نتجت عن مركبات ابسط توافرت الشروط البيئية لكي تتركب ولا افهم ما تعارض هذا مع وجود الله
الشيء الغير معقول ان يأتي الكون من العدم

تحياتي


3 - رمضان عيسى
هشام آدم ( 2013 / 6 / 18 - 01:15 )
شكرًا عزيزي رمضان عيسى على التعليق وإثراء الموضوع


4 - بشارة خليل
هشام آدم ( 2013 / 6 / 18 - 01:17 )
ومن تحدث عن الله أو عن وجوده؟ أنا هنا أتكلم عن بعض المغالطات عن نظرية التطور


5 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 6 / 18 - 10:00 )
يجب أن يعلم الكاتب أن نظريّة : (التطور) هي نظريّه و ليست حقيقه مطلقه مؤكده , يعني : هذه النظريّه ممكن أن تندثر مع جلاء الحقيقه المعاكسه لها .
أنصحك بالإطلاع على هذا الرابط :
http://antishobhat.blogspot.com/2013/06/blog-post_6726.html

اخر الافلام

.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك