الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهربوا: المسلمون قادمون

محمد جمول

2013 / 6 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اهربوا: المسلمون قادمون
" مع وفاة الرسول انتهى عهد الإسلام وبدأ عهد المسلمين"
فرج فودة
محمد جمول
حين قامت هند بنت عتبة بنبش قلب حمزة بن عبد المطلب من صدره ثم مضغته لم تكن تلك المرأة الموتورة تعيش في القرن الواحد والعشرين، ولم تكن مزودة بفتاوى صادرة عمن يمثلون إلها واحدا يقول عن ذاته إنه" الرحمن الرحيم"، ولم تقم بعملها هذا مدعومة بصنم قرشي يقول إنه أُرسل رسولا ليكون رحمة للعالمين. كانت هند مجرد امرأة من قبيلة نصِفها بأنها "جاهلية" تعبد أصناما لا تضر ولا تنفع.
كان يمكن لذاك الحدث أن يبقى حدثا فريدا ومفردا تتناقله الأجيال باعتباره حالة وحشية لم تشرعنها آلهة تلك الأيام، ولم تقترن ب"التكبير" الذي نسمعه هذه الأيام قبل أي ممارسة من هذا النوع الذي صار مألوفا على أيدي "الثوار" السوريين الذين اقترنت سمعتهم بالرعب إلى درجة أن واحدا من أشهر معدي البرامج التلفزيونية الأمريكية ( غلين بيك) يكاد يصرخ قبل عرض فيديو أبو صقار وهو يأكل قلب جندي سوري: أبعدوا الأطفال والنساء وضعاف القلوب من غرفة التلفاز لهول ما سترونه من هذا" الثائر السوري." وهو على وشك أن يقول أيضا: " اهربوا. المسلمون قادمون."
الخطورة أن ما قدمه" الثائر" السوري أبو صقار يأتي في سياق ممارسة يومية من هذا النوع مقترنة بشعار الإسلام الأول، أي " الله أكبر" الذي يشكل العبارة الأولى المرتبطة بكل صلاة، وبالتالي يمثل لب عقيدة المسلم الذي تحول، في نظر العالم، إلى مجرد مجاهد يحترف القتل بحزامه الناسف وسيارته المفخخة وساطوره المخيف.
ومن يستعرض الجغرافية العالمية لا يجد صعوبة في تأييد وجهة النظر هذه. ففي كل بلدان العالم هناك تنوع ديني وعرقي، ولكن هناك أيضا قدرة على التعايش بسلام وأمان بناء على احترام وجود الآخر وعقيدته. فقط في البلدان الإسلامية، لايتسع المكان إلا لهذا النوع من المسلم وحده. وهو الذي يستحق الحياة وحرية الاعتقاد، وعلى الآخرين أن يرضخوا لمشيئته وإلا فإن الموت سيكون نصيبهم حتما بناء على الإيمان المطلق بصحة مقولة" أسلم تسلم."
حين تشاهد رجل دين من أي ديانة أخرى تتبادر إلى ذهنك صورة رجل يحمل روح تجارب التاريخ بما فيها من حكمة وتسامح ومحبة بين البشر. فقط رجل الدين المسلم هو الذي يجعلك ،حين تراه، تتوجس خيفة من أن يكون حاملا تحت ردائه ساطورا أو حزاما ناسفا أو فتوى بقتلك. فهل اللوم في ذلك على من يخاف أم على من يخيف؟
يجتمع علماء العالم عادة لمناقشة قضية إنسانية أو علمية أو لمناقشة اكتشاف يخدم البشرية. قبل أيام اجتمع "اتحاد علماء" المسلمين في القاهرة ليجدد فتاوى القتل والذبح وتقطيع الجثث البشرية في سوريا. فهل هناك ديانة في العالم الحديث يجتمع ممثلوها لشرعنة قتل الأطفال والنساء في أي مكان في العالم؟ وهل هناك دين في العالم يقبل أن يكون رئيس اتحاد " علمائه" مهووسا بفتاوى القتل والتدمير إلى درجة أنه يطالب الحكومة الأمريكية بالوقوف وقفة لوجه الله يقصد منها تدمير الشعب السوري كما تم تدمير الشعبين العراقي والليبي، وقبلهما شعوب كثيرة مثل فييتنام واليابان؟ ألا يعترف القرضاوي بذلك صراحة أنه يشترك مع الإمبريالية الأمريكية بعبادة إله واحد، وهو الدولار؟ مثل هذا الاجتماع يكون مقبولا من وزراء الدفاع أو الداخلية أو رؤساء الأجهزة الأمنية، لكنه مستغرب من رجال الدين.
هل انتصرت نسخة إسلام البترودولار الوهابية على نسخة الإسلام المعتدل القادر على التعايش مع الآخر كما كان الحال في سوريا وغيرها منذ مئات السنين حين كانت ثقافة المواطن العادي تقول:" الدين لله والوطن للجميع"؟ إن اغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وعشرات المشائخ من دعاة التسامح وقبول الآخر في سوريا على أيدي نسخة "الثوار" السوريين يعني إخلاء الساحة الدينية لأمثال شيوخ من نوع عدنان العرعور ويوسف القرضاوي وأحمد الأسير الذين يدعون لقتل كل من يخالفهم في المعتقد والرأي. وهو ما يعني أن عشرات المليارات التي أنفقتها الدول الخليجية في مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي لنشر الفكر الوهابي قد أثمرت. فما من بلد إسلامي إلا ويشهد حربا أو يستعد لخوض حرب. فمتى سيستعيد المسلمون إسلامهم الصحيح؟ ومتى يعود المسلم آمنا بريئا من تهمة الإرهاب في كل مطارات العالم ومنافذه الحدودية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة المريرة
Amir Baky ( 2013 / 6 / 21 - 19:27 )
الحقيقة المريرة أن الإسلام الذى فى مخيلة الكاتب لا وجود له على ارض الواقع. فالصراع الدموى بين المسلمين بعضهم ضد بعض فى معركة الجمل 36 هـ و معركة صفين 37 هـ وكلا الفريقان يحملان المصاحف على أسنة سيوفهم هو بداية الإسلام الفعلى التى توارثتة الأمة حتى الآن. فأمام الكاتب خياران هو أن يؤمن بإسلام لا وجود له و سيكون مهرطق و مبتدع فى الدين أو ترك الإسلام الفعلى نهائيا. وغالبا الخيار الثانى هو الأكثر عملية


2 - جئتكم بالذبح
شاكر شكور ( 2013 / 6 / 21 - 21:18 )
اهربوا المسلمون قادمون ، يا اخ محمد هذه العبارة قيلت ايضا اثناء حياة الرسول ، عبارة قالتها كل القبائل الآمنة التي غزاها رسول الرحمة بالسيف وقتل من قتل ووزع الغنائم والسبايا على جيشه ، وقول الحق تجده في هذه الحكمة : ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديا ولا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا. لان كل شجرة تعرف من ثمارها وهل نجني من الشوك عنبا ؟؟ من ثمارهم تعرفونهم وتعرفون نبعهم إن كان صافيا أم عكرا، الأسلام الحقيقي هو اسلام الذبح تحت صيحات الله أكبر المستمد من قول الرسول : تسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده ، لقد جئتكم بالذبح ، تحياتي للجميع


3 - الملايين في ميدان رابعة العدوية قادمون
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 21 - 22:16 )
شوف انظر حدق
في الحشود التي اجتمعت في نظام بساحة رابعة العدوية لنصرة شرعية الرئيس هل هرب الناس منهم؟ من أين أتوا من المريخ؟
ان ادعت حركت تمرض أنها جمعت 15 مليون توقيع دون تحقيق في البيانات ومدى شرعية ودستورية هذا السلوك لم لم ينتظروا ويتقدموا الى انتخابات تمنحهم الأغلبية المطلقة؟
الاخوان والسلفيون والحركات مثل 6 أبريل تغدوا بجبهة الخراب قبل أن تتعشى بهم وأعلنوا أن المليونيات مستمرة الى 30 يونيو


4 - هذا هو الاسلام الحقيقي
سامير ( 2013 / 6 / 22 - 16:41 )
عند ما يكون شعار نبيهم نفسه قوله نصرت بالرعب وجعل رزقي تحت رمحي فعن اي اسلام معتدل تحدثنا به يا حظرة الكاتب


5 - عملية غزو ثانية
ميس اومازيغ ( 2013 / 6 / 22 - 17:06 )
يا رجل تقبل تحياتي/ليس لي من اظافة على تعليقي كل من امير بكي وشاكر شكورباعتباري اتبناهما جملة وتفصيلا.
كل ما هنالك هو امر هذا المغسول الدماغ المعلق 3 الذي يعتقد ان ما اعتبره مليونية قبيله هي الممثلة لأحفاد الفراعنة وتناسى انهم مجرد فلول غزاة الأمس الذين لم تنل خرافاتهم من المصريين وتجدهم اليوم يحاولون القيام بعملية غزو ثانية.ان مخطط قبيله واحدا في كل شمال افريقيا عزيزي لتكون هذه المرة نهاية كل نصاب خوان اثيم.
تحياتي للعقلاء


6 - ميش أومازيغ الفراعنة غرقوا وأسلم أحفادهم
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 22 - 19:31 )
بما أنك عاجز عن الحوار والرد وتعليقاتي تفحمك أستر نفسك وانخرس أو رد ودافع عن أفكاركأما الهجاء الرخيص فلايؤثر في بتاتا وقطعا وأبدا
قد لاينفع الحوار مع المتطرفين العنصريين لكن سنحتكم الى التاريخ والوقائع
سنرى


7 - ميس
بلبل عبد النهد ( 2013 / 6 / 22 - 22:44 )
تحياني عزيزي ميس اومازيغ ليس مثتك احد فانت رائع في كتاباتك وفي تعاليقك فلا تبالي


8 - رد الى العزيز بلبل
ميس اومازيغ ( 2013 / 6 / 24 - 20:26 )
عزيزي بلبل تقبل تحياتي/عندما اجد العقلاء في صفحات الحوار بموقعنا هذا الذي لم يكن يوما يدور بخلد احد من ابناء اقطار شمال افريقيا والشرق الأوسط انه سيوجد مثله
اتنفس الصعداء واشيح بوجهي عن شاشة الكومبيوترثم اضع كفي على رأسي واقول سينجلي ليلنا ايا ما كانت التضحيات ما دام انه يوجد هؤلاء.
تقبل تحياتي وهنيآ لك لأدراكك لدور نور العقل

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال