الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلام خذ لهيبة جيش و دولة الحجي

عامر الدلوي

2013 / 6 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ يومين أو ثلاثة طلعت علينا وكالات أنباء عديدة وفضائيات مختلفة بخبر تناقلته أيضا ً صفحات عديدة على موقع التواصل الإجتماعي مفاده نزول أعداد كبيرة من المليشيات المسلحة في شوارع بعقوبة – مركز محافظة ديالى في وقت كانت أعداد أخرى خارجها تقوم بقطع كافة الطرق والمداخل المؤدية إليها , في حركة كان ظاهرها حماية التظاهرات التي أخرجت بدفع من كتل غارقة بالطائفية لحد النخاع لعرقلة إجتماع مجلس المحافظة المنتخب الجديد و منعه من إجراء الإنتخابات لمنصب المحافظ , والذي كانت كل المؤشرات تقود فيه إلى إعادة إنتخاب السيد عمر الحميري لولاية ثانية , أما باطنها في وجهة نظري المتواضعة فقد كانت تحمل رسالة من هذه الكتل المتنفذة لجميع أبناء الشعب العراقي فحواها أن لا وجود لهيبة الدولة و لا لسمعة الجيش العراقي , وإننا بإمكاننا في أي لحظة إسقاط كل أحلامكم بعراق جديد يقوم فيه الحكم على اساس من الديمقراطية و التداول السلمي للسلطة .
وما يقودني إلى هذا الإستنتاج هو عدم بزوغ قمر ( مختار العصر ) علينا من قناة العراقية المملوكة له ولحزبه كما يبدو في لقاء أو مؤتمر صحفي ليبيع علينا بضاعته الكاسدة ولغوه الفارغ والذي سبق له وأن باعه علينا حول هيبة الدولة وسمعة القوات المسلحة الوطنية والتي استهدفت من قبل المتظاهرين المعتصمين في ساحة الحويجة .
ولم نره يتحدث بمثل ذلك الإنفعال ولغة التهديد والوعيد , عندما قطع المسلحون الطريق الرابط بين كركوك وبغداد في ناحية سليمان بيك , ولم نره يجيش ذلك الكم من الدبابات والدروع والطائرات السمتية التي أرسلها لفتح الطريق وتطهير الناحية من المسلحين .
ولم نسمع كلمة إنتقاد من أبواق حزبه وكتلته البرلمانية لما جرى هناك كالذي سمعناه من صراخ وعويل أبان تلك الأحداث التي أستاسد وتنمر فيها البعثفاشيان ( علي غيدان وعبد الأمير الزيدي ) على متظاهرين عزل وهذا ما ثبت لدى جميع المنظمات الدولية والبرلمان الأوربي من خلال العديد من الفيديوهات التي تسربت من هواتف ابناء ( قواتنا المسلحة الوطنية ) والتي ذهب ضحية من خلال عملية الإقتحام ( البطولية ) تلك للساحة عشرات الشهداء ومئات الجرحى .
كما إن أي متتبع شريف لم يسمع كلمة إدانة واحدة لا منه ولا من حليفه في الإنتخابات صاحب الغيرة على المذهب العقيد ( حسن العامري ) مقبل أيادي المرشد الأعلى لثورة إيران الإسلامية , لما جرى من مجزرة بحق المصلين في جامع سارية , وهو الغيور على محافظة ديالى حسبما أمتلأت اسماعنا من زعيقه المتكرر .
إن الحديث عن هيبة الدولة وسمعة الجيش تصبحان حقيقة ومفخرة لمن يتناول ذكرهما , عندما تقوم تلك الدولة وذلك الجيش بمعاقبة وتعقب كل المسلحين والمليشيات من أي طائفة أو عرق كانت , والتي تريد أن تفرض هيبتها على الناس من خلال السلاح ولغة القتل بالكواتم والذبح للبشر كما تذبح الخرفان وهي في نفس الوقت لا تمتلك ذرة من الحق في ذلك .
هنا فقط يحق لأي مسؤول في اي دولة أن يتحدث عن هيبة دولته وعزة ومنعة قواتها المسلحة , هذا بصراحة ما اردت أن أوضحه من خلال هذا المدخل , ولتعزيز وجهة نظري هذه بالقرائن اروي لكم ما يلي :
مدينة المقدادية تقع على مبعدة 40 كم شرق بعقوبة و طلابها الدارسين في جامعة ديالى يذهبون منها ويعودون إليها يوميا بسيارات ميني باص مستأجرة كخطوط مقابل أجر شهري , فوجئوا أثناء عودتهم إليها في اليوم الأخير لتأدية الإمتحانات , بوجود حاجز ترابي مرتفع قبل مسافة 50 مترا ً من سيطرة قوات الشرطة الإتحادية الواقعة عند مدخل مدينتهم عند جسر نهر ( مهروت ) و وقوف أشخاص مدنيون بالملابس التقليدية ( الدشداشة ) ويحملون قامات وسكاكين من تلك التي تستعمل في تنظيف رؤوس النخيل قبل تلقيحها والتي تسمى محليا ً ( الجلاّب ) بالإضافة إلى الأسلحة النارية المختلفة ويمنعون السيارات القادمة من بغداد وبعقوبة من تجاوز ذلك الحاجز .
يقول أحد الطلاب .. بلغ مجموع سياراتنا المتوقفة عند الحاجز الترابي أكثر من أربعين سيارة , ولم تنفع كل محاولاتنا معهم بالسماح لنا بالمرور , وبعد اقل من ساعة , ظهر من خلف الحاجز قادما ً من سيطرة الشرطة الإتحادية عسكري متجها ً صوب تجمعنا عند المسلحين , وعندما وصل قربنا إتضح إنه يحمل رتبة مقدم , وأخذ بالتحدث للمسلحين راجيا ً منهم السماح لأحدى السيارات الميني باص بالعبور للبلدة لأن أبنته زميلتنا الجامعية فيها والسيارة تمثل الخط الذي تستعمله للذهاب والعودة للمدينة , بعد أن رأينا إن رجائه وتوسلاته ذهبت أدراج الرياح امام رفض المسلحين لها و أمرهم له بالعودة إلى السيطرة والجلوس هناك دون إحداث أي شوشرة , قررنا العبور راجلا ً والذهاب إلى البلدة سيرا ً على الأقدام ومعنى ذلك قطع مسافة 3 كم أو أكثر .
سمح لنا ( الأخوة الأفاضل ) المسلحون بالعبور راجلا ً وبعد إجتياز الحاجز الترابي , لاحت لنواظرنا سيطرة الشرطة الإتحادية الباسلة , و جميع افرادها جلوس كأي طالب مرحلة متوسطة أو إعدادية , هدوء و أخلاق كريمة وأدب يحسدون عليها , واذ بحاجز ترابي أخر من الجهة المقابلة لها بإتجاه المدينة في الجانب الثاني من الجسر و نفس الأعداد من المسلحين تقف عنده , وعندما عبرنا الجسر و وصلنا قربهم بادرناهم بالتحية , فإذا بهم مراهقين قد لا يتجاوز اكبرهم الثامنة عشرة من العمر وبنفس الهيئة التي وصفنا رفاقهم بها .
ردوا التحية و أمرونا أن نقف في طابور , وهنا أخذ منا الخوف مأخذه , خشينا بصراحة أن يطلبوا منا هوياتنا , لتبدأ صفحة اخرى من صفحات القتل على الهوية , لكنهم لم يفعلوا ذلك بل قام أحدهم بتفتيشنا كما يفتشك الشرطة المكلفين بحماية الدوائر والمؤسسات الحكومية من الرأس إلى أخمص القدمين وعندما يتأكد من نظافتك ( خلوك من الأسلحة ) يسمح لك بالعبور و مواصلة السير على الأقدام نحو المدينة .
هل أستمر الوضع على ما هو عليه ؟ لست أدري يقول الطالب , لأني حملت بعضي دون إنتظار ظهور نتائج الإمتحانات وغادرت المدينة نحو الشرق إلى خانقين .. قرب الحدود الإيرانية .. حيث لا وجود لتلك الحواجز ولا مسلحيها .. آملا ً بإنقشاع الأزمة التي لم أعرف كنهها لحد هذه اللحظة , حتى أتمكن من الذهاب لبعقوبة مرة أخرى في حال ظهور النتائج .
سؤالي هنا من شقين ..
الأول .. من أين لهؤلاء الصبية هذه الإمكانات .. نصب الخيم و إقامة السواتر الترابية والتي تحتاج لشفلات وشاحنات نقل التربة ؟ ومن أين لهم هذه الأمكانية التسليحية ؟
الثاني.. أين ذهبت هيبة الدولة وعزة و رفعة وسمعة الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الوطنية .. من خلال توسلات ذلك المقدم بأولئك الصبية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احترم نفسك لكي تُحترم
JOVE ( 2013 / 6 / 22 - 20:38 )
عندما يُفقد الأحترام بين منتسبين الجيش نفسة ، أكييد سوف لن يُحترم من قبل الأخرين

عندما يهين الجندي أمره الضابط ويسبه باقذر الألفاظ ويقوم بسحب القوة من الموقع

والضابط لن ينبس ببنت شفة .. تصور حالة الضابط وهو مطأطئ الرأس

هذا ما حدث في احد مواقع تصوير مسلسل تلفزيوني عندما كانوا يستعينون بقوات مسلحة

ككومبارس...جندي يأمر وينهي والمقدم ساموط لاموط...لان الجندي اختلف مع المنتج المنفذ

هل هكذا جيش جدير بالأحترام ؟؟؟؟

ثم عرفنا بان عشيرة الجندي لها نفوذ اكبر من عشيرة المقدم

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي