الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام يتدمّر ذاتياً 1

أمير على

2013 / 6 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد الأحداث التى عُرِفت بثورة 25 يناير فى مصر (ثورة اللوتس) وأخواتها فى تونس (ثورة الياسيمن) وليبيا (ثورة الزهرة غير المعروفة), تصوّر المواطن العادى والغرب معه أنه قطار ربيعى ثورى متجه مباشرة صوب جِنـان الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة .. الخ. حدث بعدها أن إستولى الاسلاميون على الحكم وبدأ الحس العام يتغير نحو إذا كان حقاً ما يشهدوه ربيعاً عربىاً أم ربيعاً إسلامياً تمثّل للبعض شتاءاً كارثياً.. أصبحت أغلبية الناس العاديين مترقبين لمصير هذه الثورات ومستقبل البلد فى ظل حُكم الإسلاميين (والبعض إندهش بوصولهم للحكم كما لو كان الأمر حدث فجأة وعلى حين غرة!!) الذين أبدوا فشلاً يوماً بعد يوم فى إدارة البلد وإتضح أن همهم الرئيسى وشاغلهم الأكبر هو السيطرة على مفاصل الدولة وبسط نفوذهم فى كل ركن فيها.. بدأ يعلو صوتهم أكثر وبدأت تظهر وجوه وأصوات أغلظ وأشد، كانت حتى بالنسبة للإنسان العادى (المتدين بطبعه والسلام) تعتبر "أوفر" فى تشددها.. كثيرون سلّموا أن الدولة الإسلامية المتوهَمة قادمة وأن الوحش الإسلامى عاد - مُبتهجاً - ليسود!!

لكن على الجانب الآخر من هذه الصيحة/ الصحوة الإسلامية، كانت المفاجأة التى لم تعد تخفى على أحد: إنتشار الإلحاد بكثافة فى بلد مثل مصر, والزيادة الكبيرة والمتنوعة فى عدد الملحدين واللادينين ممن إكتفوا من حلاوة الإسلام ونور شيوخه..
الأمر الذى يدعى لتساؤل منطقى ما إذا كان ذلك صحوة للإسلام حقاً, أم الأمر مختلف تماماً عما يحاول الإسلاميين إعلانه والتبشير به.. وما يحدث ليس سوى إرهاصات ومقدمات لإنحلال الإسلام وخفوت حسه وكأن هذا الوحش لم ينهض إلا ليقع..
أو كأنه تدميراً ذاتياً للإسلام ؟!
أم أنه مجرد لطخ صغير فى صورة الإسلام ومجرد سقوط لصورة لرجاله المتحدثين بإسمه وبداية لثورة على شيوخه والإسلام نفسه باق, الإسلام الجميل ؟!.. ثورة على الإسلام المتشدد وليس الإسلام "كما يجب أن يكون"؟!, هذا الذى يبحث عنه الجميع!

مـن عرف الإسلام وقرأ التاريخ يعلم أن الإسلام أثبت منذ البداية أنه عدو للمَـدنية والتحضُّر.. ضد حقوق الإنسان، ضد الحياة.. يكره العلم (ونحن نحيا فى عصره وعلى حس إنجازاته) بل يحاربه ويناكفه.. لا يساير الحضارة أو الإنسانية نفسها، عنده عقدة صعبة مع مفهوم الدولة الحديثة المدنية (نموذج الدولة الوحيد الناجح), بَل هو "دولة لوحده", يعتقد أنه الأفضل ويمتلك الأفضل مع أنه دين بليد, أدواته متخلفة تماماً عن روح العصر.. الإختلاف الوحيد فيه أنه لم يصلح يوماً ولا يصلح أبداً لمواكبة العصر.. كل الشواهد أو التطبيقات التى حصلت لفرضه، كلها تجارب مفزعة وعبثية (أفغانستان - الصومال - السعودية - إيران - العراق - السوادن...)..

كل المحاولات التى جهد أصحابها لتجديده و"عصرَنته" و"مكيجته" لإضفاء بعض الألوان على شكل أمه بما يناسب شرع العصر، كلها محاولات باءت بالخيبة والفشل، وإنتهت إلى كونها دراسات أكاديمية وكتب متخصصة لا يقرأها سوى النخبة أو من لا يملّ من القراءة.. وهى نقطة تعكس مشكلة أخرى فى الاسلام, فهو دين متحجر وعنيد يصعب تجديده بأى حال, لكنه فى نفس الوقت دين هش ضعيف وسهل دحضه.. ولا يمكن إصلاحه دون دحضه أو نقده.. وإذا حاولت مثلاً عصرنة شىء منه تجد نفسك أمام مأزق أكبر فى شىء آخر.. لا حل لإصلاح بعضه سوى بنقد كله..والأمر أكثر تراجيدية من محاولة مرسى إصلاح موقفه بعد إنتشار فيديو "اليهود احفاد القردة والخنازير" فى الغرب، وقوله أن التعليق أُنتزع من سياقه!!..
وهؤلاء الذين حاولوا تجديده جديّاً و"حضارياً" تم إعتبارهم من النخبة المهرطقين.. هم بدورهم كانوا يسلكون مسلكاً نقدى وشبه فلسفى, صعب أن يصل إلى رجل الشارع أو المسلم العادى الذى نشأ وتربّى على إتّباع النص وحرمة إعمال العقل فيه، من لم يقرأ فى حياته سوى القرآن وصحيح الأحاديث مع مختارات من بعض التفسيرات، وهى كتب بالأساس عطّلت عقله عن التفكير السليم أصلاً..
مع ذلك، لم يكن غريباً أن يتم إتهام هؤلاء "المجددين" بالكفر والردة بل وقتلهم لأنهم ببساطة كشفوا عن هشاشة الإسلام وضعفه..

المسلم العادى فضّل إعتبار أشخاصاً مثل الإمام العالم محمد الغزالى أو الشيخ العلامة الشعراوى أو الداعية الشيخ الدكتورعمرو خالد أو حتى الدكتور العالم مصطفى محمود وغيرهم ، هم مجددى الإسلام الحقيقيين.. وهم لم يفعلوا شيئاً سوى تغيير لغة الخطاب وإستخدام لغة أسهل وأخف للعامة، أما الكونسيبت والمحتوى والأداة نفسها فلم يتغير فيهم شىء!!
من الأمثلة التى تُذكر, الشيخ الدكتور "عبد الصبور شاهين" (مخترع كلمة حاسوب يعنى كمبيوتر بالعربى).. أيقظ عقله تساؤل عن الخلل المُخجل الموجود فى قصة الخلق وحاول إصلاحه ومصالحة القصة المذكورة فى القرآن مع نظرية التطور المثبتة علمياً وباتت حقيقة.. فى كتابه "أبى آدم" (بسببه, أسماه البعض "ديكارت" الإسلامى)، قال أن البشر كانوا موجودين قبل آدم، وأن آدم ونسله "إحنا يعنى" من جنس آخر، لذا لا تعارض بين الداروينية وبين الإسلام فبنى آدم بتاع ربنا غير بنى آدم بتاع داروين والاتنين شغالين!!).. لا ننسى أن شاهين هو منأكلق مبادرة تكفير "نصر حامد أبو زيد"!، كما الحال مع الغزالى الذى كفّر فرج فودة.
ولا ننسى أن شاهين نفسه تم تكفيره لاحقاً من شيوخ آخرين بسبب هذا الكتاب !! وهى ظاهرة معروفة فى الإسلام منذ بدايته، لا وجود للعقل مع النص ولا إعمال للعقل والنقد مع قدسيته (وابن رشد يشهد).

على أية حال, مع الوقت ومع سهولة الحصول على المعلومة وخفة إنتشارها, إكتشف الناس أن حتى هؤلاء الشيوخ الذين أعتبروا يوماً مجددين، إكتشفوا أنهم لا يختلفون كثيراً عن الشيوخ الذين يُنظر لهم على أنهم متشددين و"حنبليين"
- برز سؤال آخر "أين هو الإسلام الصحيح بالضبط؟! هذا الإسلام الذى طالما تفاخروا بأيامه ومجده؟!
وكيف لا يكون الإسلام المتشدد هو الإسلام الصحيح؟! وهم - هؤلاء المتشددين - لا يفعلون شيئاً سوى تطبيق نصوص الإسلام حرفياً كما كان يطبقه محمد وشلته وضمنهم المبشّرون بالجنة.. و" السلفية الجهادية مش خَيـار ده أسلوب حياة مسلم حقيقى"!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المسلم هو ..هو ما دام يؤمن ان صلعم نبي...
سلام صادق ( 2013 / 6 / 23 - 23:41 )
الامة الاسلامية هي الامة الوحيدة التي يرتفع فيها مؤشر الجرائم كلما ازداد فيها التدين...لانها بكل صراحة بعد تدينها تطبق شريعة الغاب التي طالبهم بها و مارسها موؤسيسها ابن ابي كبشة...فلا فرق بين المسلم الوسطي (ما دام يؤمن بان صلعم نبي) والمتشدد..فالوسطي عندما يقوى ساعدة سوف يكشر عن انيابة عاجلا ام آجلا...فالاسلام جرثومة تصيب معتنقية وسوف تظهر اعراضة ولو بعد حين...فلا سبيل للقضاء على هذه الجرثومة الا بالقضاء على المنبع الا وهو القران (كتاب يشرح لك كيف تصبح عديم الذمة والضمير باقل من عشرة ايام) والسنة النبويه التي هي بمثابة دروس التطبيق العملية التي يقتدي بها المسلمين لتطبيق تعاليم اشر خلق العالمين.


2 - ده أسلوب حياة حقيقى
هانى شاكر ( 2013 / 6 / 24 - 05:03 )



أنت أكيد الصحيح :



ا - إن كنت تُهرِب ألحشيش وألأفيون وألهيرويين بسلاسة .. وتُحرم ألبيرة وألويسكى

ب - إن أمتلكت مدفع هـاون ، وبعض ألقنابل ، وتفتقد ألدراهم ألقليلة لشراء حذاء

ج - إن فاق عدد حريمك عدد أسنانك

د - إن مسحت مؤخرتك بالحجرات .. و أنت تُصر على أن ألأوروبى أنسان نجس

هـ - كل معلوماتك عن أنواع ألصديريات تنحصر فى نوعين .. ألأول واقى من ألرصاص .. و ألثانى للتفخيخ

و - مهما عصرت مُخك .. فلن تستطيع أن تتذكر أسم شخص واحد ، أحد ، لم تقُم بتكفيرُه و تَحِل دمه

ز - عندما تصرٌخ ليل نهار بخطورة ألفن ، و ألأدآب ، وألكتب ، وألشِعر ، وألموسيقى ... وتنسى أنك مدجج بألديناميت

ح - إن فَتَحَ ألله عليك وأكتشفت أن للمحمول مزايا أو أستخدامات أُخرى غير تفجير ألسيارات عن بُعد

ط - إذا كان لك أعتزاز بالغ بألمرأة .. حتى أنك تُشجع كل أخ مُجاهد أن يقتنى 10 نسوان

.....


3 - الاسلام فى مازق
على سالم ( 2013 / 6 / 24 - 16:32 )
نعم سيدى الكاتب الاسلام فى مازق ويواجه تحديات ضخمه فى مصداقيته وخزعبلاته ,عجله الزمان لاترجع الى الوراء والشيوخ الكذبه فى مازق حقيقى ,ثوره المعلومات بدون جدال سوف تعرى الاسلام تماما حتى من ورقه التوت , وبدا الشيوخ المجرمين فى البكاء واللطم والعويل وذلك لانهم سوف يفقدوا البزنس والاموال الطائله نتيجه الكذب والنصب على البسطاء ,يجب ان يقتنع المسلم المغيب ان المنكوب صلعم كان رئيس عصابه وقاتل ولص ومغتصب للنساء ومقمل واجرب

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر