الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجونوسايد في مصر

رحمن خضير عباس

2013 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يُعرّف الجونوسايد بأنه محاولة ابادة ألأقلية , سواء كانت عرقية او دينية او مذهبية . من قبل سلطة الدولة او من قبل الأكثرية في مجتمع ما . ما حدث اليوم في زاوية ( ابو مسلم ) القريبة من القاهرة يدخل في باب الجونوسايد غير المعلن ضد شيعة مصر. لقد تمت مذبحة بشعة من قبل رعاع متسلحين بكل انواع الهراوات والسلاح الأبيض . كان البيت لأقارب الشيخ حسن شحاتة في الزاوية المذكورة . وقد اتى الشيخ الى معارفه ومريديه لأداء طقوس ليلة شعبانية .لم يكن في نيتهم الأساءة الى احد او تهديد احد . وفجأة تقدمت جموع كبيرة الى زقاق الزاوية لأجبار الشيخ وابنائه على الخروج . تم ذالك بالقاء زجاجات حارقة- وفق شهود عيان- ثم بعد ذالك بدأ الهجوم امام اعين الكاميرات يصاحبه جنون وصراخ . كان الرعاع يضربون الشيخ وابناءه بالهراوات والعصي والحجر على رؤوسهم واجسادهم . وكان الضحايا يحمون الشيخ باجسادهم التي تنزف دما . وحينما تهاوت الأجساد سحبت على الأرض يصاحبها مزيد من الركل والرفس والسباب , حتى تمرغت اجساد الضحايا بالدم والغبار . هل كانت تلك الصولة الهمجية القذرة مباركة من من رب السماوات والأرض ؟ حاشا له ان يكون هؤلاء الرعاع القتلة من عباده . انهم لاينتمون لهذا العصر .. انهم قادمون من الزوايا المعتمة في الماضي السحيق . انهم لاينتمون الى انساننا الذي يخاف ربه ويطمح بمغفرته من خلال المحبة والعطف والعدل والتكاتف بين بني البشر . نحن نخجل منهم .انهم ينتمون الى عالم البغض والكراهية . هم لاينتمون الى اي دين ومذهب . المذاهب الأسلامية بريئة منهم . وكذالك القيم والمبادئ الأنسانية .
اذا كان الشيخ حسن شحاتة يخالفهم في الرأي . فالأختلاف في الرأي ليس ببدعة وتأريخ الأسلام يروي لنا الكثير من الخلافات التي انتجت مذاهب وفرق وجماعات . كما ان الشيخ الضحية لايختلف عنهم في كونه يتلو الشهادتين ويؤدي مثلهم صلواته وصيامه وزكاته .ولكنهم كفروه واعتدوا على حرماته . ومارسوا ضده ما لايمارسه الضواري ضد فريستها .
يرى الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه سايكولوجية الجماهير " إنّ الجماهير لاتعقل , وما يقوله الزعماء يغزو عقولها سريعا .. إنّها لاتعرف غير العنف الحاد , وتعاطفها يصبح عبادة " . وضمن هذا التوصيف , فإنّ اصابع الأتهام في القتل ستوجه الى شيوخ التحريض وخطباء المساجد الذين أفتوا بهدر دم الشيخ شحاته من خلال الترويج الى كونه يسب الصحابة , وغيرها من اتهامات .. وعلى هذا الأساس فان القتلة الذين لوثوا وجه مصر في هذه المذبحة الوحشية هم:
اولا : الجموع التي قامت بالجريمة مباشرة . واعتقد ان القبض عليهم مسأله هيّنة لأن صور الضرب والسحل والذبح قد صورت ونشرت على الفيس بك .
ثانيا : المشايخ الذين أفتوا باهدار الدم وإثارة هذه الجموع . والتسجيلات وصور الفيديو حافلة بالكثير منها.وهؤلاء يجب ان يعاملهم القضاء على انهم شركاء في الجريمة .
ثالثا : الشرطة التي لم تتدخل لمنع الجريمة . فوفق تسجيلات الفيديو استغرق الهجوم والقتل اكثر من ساعة .ولم تحرك الشرطة ساكنا .وكان لديها الوقت الكافي للتدخل وحماية مواطنيها .هل كانت خائفة او كانت متواطئة ؟ القانون هو الذي له الكلمة الفصل . اذا كان القضاء عادلا .
لقد آن الأوان للمراجع الدينيةوالزعامات المذهبية وعلماء الدين , ليس في مصر وحسب وانما في كل العالم , لتطويق هذه الجرائم ورفضها علنا واصدار فتوى موحدة بتحريم القتل وتحريم التحريض عليه , والتأكيد على الأخوّة بين الشيعة والسنة واصدار ميثاق شرف يمنع اعمال العنف واشاعة الكراهية . كما آن الأوان لعلماء الدين الأسلامي في اصدار فتوى موحدة ضد الأساءة للرموز الدينية ,الأسلامية منها وغير الأسلامية , وما من شأنه ان يحدث الفرقة والخلاف .
كما اتمنى من الجميع , سنة وشيعة , ان يعتبروا ان العصابات الهمجية التي ارتكبت جريمة القتل لاينتمون الى اية عقيدة . واخوتنا السنة بريئون منهم كما اتمنى ان لاتحدث اعمال ثأر مماثلة , يذهب ضحيتها اناس لاعلاقة لهم بالقتلة " ولا تزر وازرة وزر أخرى "
اوتاوة / كندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الطبيعى أن نصل إلى هذا
Amir Baky ( 2013 / 6 / 25 - 05:44 )
هكذا يتعاملون مع من يختلف معهم فى نفس الدين ما بالنا مع غير المسلمين. صرخت الأقليات من وجود إضطهادات ممنهجة من الدولة ومن الشعب المتعصب وكان الجميع يصم أذنية و يغمض عينية لأن الضحية غير مسلم بل وصل التحريض بترويج إشاعات كاذبة بوجود أسلحة و مليشيات فى كنائسهم. لقد أتى اليوم الذى تم تكفير المسلمين فى جمعة نبذ العنف الذى دعى اليها الإسلاميين. وأتى اليوم الذى تم قتل و سحل الشيعة فى مصر. الأقليات الدينية تعانى أكثر من ذلك فى صعيد مصر ولم يكن به كاميرات تصوير أو نت أو فضائيات. اليوم ثبت مصداقية الأقليات و ها هو صوت ضحايا الكشح 1 و الكشح 2 و غيرها من المواقف الغير معلنة يصل بعد عقود إلى إذان من أصموا آذانهم. فهل من حل لهذا التعصب؟؟ الحل فى تجريم التحريض . الحل بتطبيق القانون على القتلة لا أن يتم تركهم بدون عقاب كما يحدث فى قتل الأقباط واللجوء للجلست العرفية التى يجبر فيها الضحية على ترك حقة. ملحوظة لم يتم القبض على القتلة فى الكشح 1 و الكشح 2. لم يتم القبض على القتلة فى كنيسة القديسين (3 أعوام حتى الآن) لم يتم القبض على قتلة الأسر القبطية و المحرضين من المشايخ فى عدة أحداث


2 - من يسمع صراخ المسكين ولايستجيب
حكيم العارف ( 2013 / 6 / 25 - 07:45 )

الكتاب المقدس يقول :


من يسمع صراخ المسكين ولايستجيب يصرخ هو ايضا ولايستجاب له .


بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ


فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم أيضا بهم (مت 7 : 12)

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب