الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمرد النساء المصريات والشباب

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 6 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لو تأملنا الصور المنشورة لأى ثورة شعبية فى العالم غربا أو شرقا، نرى وجوه النساء والشباب فى المقدمة، إنهم أكثر شرائح المجتمع تعرضا للظلم والقهر منذ بداية التاريخ.
انهم أكثر من يتعرضون للفقر والبطالة والضرب والسحل والسجن والهجرة بحثا عن العمل والكرامة والحرية والأمن، فى عالم قائم على القوة والعنف وليس العدل والمساواة. أتأمل الوجوه فى حركة "تمرد" أغلبهم شباب وشابات من الشعب المصري، قاموا بمبادرة جديدة فى الشهور الأخيرة، جددت الأمل فى المستقبل، بعد ما نالته ثورة يناير 2011، من ضربات، بيد القوى الاسلامية الأصولية المتحالفة مع القوى الاستعمارية الخارجية، وسوف يكون الأحد (30 يونيو) يوما حاسما بقوة الشعب المصرى ووحدته وتصميمه على الحرية والعدل والكرامة. أتابع النجاح الذى يحققه شباب وشابات حركة "تمرد" فى تجميع توقيعات الملايين من الشعب المصرى فى جميع المحافظات، وقدرتهم على توحيد الحركة الوطنية من كل الفئات والأحزاب السياسية، التى انقسمت على نفسها وكادت تنتهي.
من أهم إنجازات حركة تمرد أنها غيرت مفهوم الكلمة "تمرد" فى الثقافة المصرية الموروثة منذ العبودية يحارب الشعب المصرى (نساء ورجالا) على مدى التاريخ، مثل غيره من شعوب العالم، ضد القهر القائم على القوة المسلحة للطبقة الحاكمة (من الرجال ونسائهم) تستأجر الحكومات الموظفين والموظفات، ليعملوا معها ضد مصالح الأغلبية من الشعب، نظير رواتب شهرية ومكافآت مالية وأدبية وجوائز الدولة، تستسلم الأغلبية من الفقراء والنساء، الذين تربوا على الخوف من العقاب فى الدنيا وبعد الموت، يصبرون طويلا طويلا، ثم ينفجرون ويفيض المكبوت فى ثورات عارمة، لا يموت فيها الا الفقراء من الشباب والشابات، الذين تربوا على التضحية بالروح والدم من أجل بلدهم، لا يفقد محترفو السياسة والأحزاب (وأبناؤهم وبناتهم) قطرة دم واحدة، يحصنون أنفسهم وعائلاتهم ضد المخاطر، ثم يقفزون الى مقاعد الحكم بعد الثورة، تجمعهم صلات الرحم والدم وروابط الثقافة والمال بالطبقة الحاكمة قبل الثورة وبعدها.
ثورات الشعوب الجديدة (منذ عام 2011) شملت كثيرا من بلاد العالم، بدأ الشعب التونسى ثم الشعب المصرى ثم امتدت عدوى التمرد الى الشعوب العربية وشعوب أخرى فى أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا، منها إيران وتركيا وإسرائيل والبرازيل وغيرها. أصبح التمرد ظاهرة ايجابية، ينتقل فى الجو عبر فيروسات صحية حميدة، عابرة للبحار، قاتلة لنظم الحكم الفاسدة المستبدة. وقد دبت روح التمرد فى النساء والرجال والأطفال والشباب وكبار السن من كل الأجناس والجنسيات والأديان والعقائد. انه تمرد الأغلبية المقهورة أو تمرد الـ99% الذين لا يملكون شيئا، ضد الـ1% الذين يملكون كل شيء. وبلغة الشعب الأمريكي، الذى انتفض منذ عامين ضد الرأسمالية الجشعة وتجار وول ستريت فى مدينة نيويورك ورفع المتظاهرين شعارات تشبه شعارات الثورة المصرية فى ميدان التحرير، وكادت المظاهرات تجتاح الولايات المتحدة كلها لولا بطش البوليس فى نيويورك وتكنولوجيا الأسلحة المتطورة، واليوم ينتفض الشباب والشابات فى مدينة نيويورك يناشدون شعوب العالم التضامن معهم ضد حكومتهم برئاسة باراك أوباما، التى تعطى لنفسها حق التجسس على الحياة الخاصة لجميع الشعوب بما فيها الشعب الأمريكى (تحت اسم حمياته) رغم انتهاكها لحقوق 99% من هذا الشعب الأمريكى لمصلحة الـ1% من الطبقة الحاكمة، يكشف الثوار والثائرات الأمريكيات عن جرائم حكوماتهم ورؤسائهم، ويقولون أنه لا يحق للحكومة الأمريكية أن تعطى نفسها حق هيئة التحكيم والقضاء والتنفيذ وهى المتهمة باقتراف جرائم الحرب وعمليات القتل والتعذيب والتجسس تحت اسم القانون. لم يتقدم الجنس البشرى كثيرا رغم نضاله الطويل ضد العبودية، قانون الغابة يحكم عالمنا فى القرن الحادى والعشرين، حتى جورج بوش بجرائمه المتعددة، ولم يقدم لمحكمة العدل الدولية، بل تمت محاكمة صغار المجرمين من البلاد الافريقية الفقيرة من أتباع المجرمين الكبار فى الدول العظمي.
الازدواجية والكيل بمكيالين هما سمة القانون العالمي، وقانون الدولة والعائلة كانت النساء وأبناؤهن الشباب فى مقدمة الثورات الأولى فى التاريخ ضد العبودية، فى عام 2420 قبل الميلاد قادت النساء المصريات والشباب الثورة التى عرفت باسم ثورة "منف"، حرقوا القصر الملكي، ونادوا بتكافؤ الفرص بين الأغنياء والفقرات والنساء والرجال، لكن تم اجهاض هذه الثورة وعاد الحكم الملكى الفرعونى بسطوته، ثم قامت الثورة الشعبية الثانية تقودها النساء والشباب عام 1260 قبل الميلاد، وجاء حكم الأسرة العاشرة ونظام "الرودو" الذى أعاد للمرأة المصرية حقوقها المسلوبة، تم القضاء على نظام التسري، وتساوت المرأة فى الحقوق العامة والخاصة مع الرجال، لكن تم اجهاض هذه الثورة أيضا وعاد نظام الاقطاع والبطش عام 1094 قبل الميلاد، ضاعت حقوق الفلاحين والنساء، وأصبح للرجال فقط حق الطلاق والنسب والدين (الكهنة رجال فقط) ثم ثارت النساء والشباب والفقراء مرة ثالثة عام 663 قبل الميلاد واستردوا بعض حقوقهم المسلوبة إلا أن الثورة المضادة نجحت فى إجهاض الثورة، ويستمر النضال ضد العبودية حتى اليوم. وقد تعلمت النساء المصريات والشباب من دروس التاريخ، وسوف تنجح ثورة 30 يونيو 2013، لأن المنطق غاب عن الثورة المضادة، تحت اسم الشرعية يتمسكون بالرئيس المنتخب بالصندوق، وكان مبارك أيضا رئيسا شرعيا منتخبا بالصندوق، فما الفرق بين صندوق وصندوق؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حماية الشرعية
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 26 - 09:36 )

الشعب شبابا وشيوخا ونساء أعطى صوته بأغلبية في البرلمان وزكى الرئيس محمد مرسي العياط
من أراد المنافسة السياسية فعليه بالمقياس العالمي وهو الانتخابات
لاداعي للاغترار بالحشود فكما هناك أنصار الشرعية هناك خصومها وجلهم من أزلام النظام المنهار
الواقع لايرتفع اذ هناك قبل 30 يونيو مظاهرة ميدان رابعة العدوية ويتبعه مليونية 28 يونيو بنفس الميدان
لاتستبقوا الأمور فالأشواط مازالت مستمرة
وسنرى مايقع

اخر الافلام

.. الطبيب العام محمد الأيوبي: الرجال هم أكثر إصابة بمرض باركنسو


.. -تشديد العزلة على القائد عبد الله أوجلان استمرار للمؤامرة ال




.. اللبنانية ريم صايغ فراشة الغوص الحر


.. أخصائية التونسيات تعانين من نقص الوعي وغياب الثقافة الصحية




.. أقوال المرأة خالدة في ذاكرة التاريخ