الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المعارضة المصرية بنت ستين كلب
شريف صالح
2013 / 6 / 26المجتمع المدني
ا"قناة 25" لسان حال جماعة الإخوان وذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة" ولسان حال المرشد ومندوبه في الرئاسة، قامت بعمل كشف حساب للمعارضة المصرية خلال عام، رداً على اشتغال وسائل الإعلام على تقييم أداء مرسي.
بدهي طبعاً أن تسعى وسائل إعلام واستطلاعات رأي لتقييم حاكم بعد مرور عام، وليس تقييم "معارضته".. لكن سلوك "25" متسق مع:
1. فقر الخيال الذي يعاني منه الإخوان، والعيش تحت وطأة رد الفعل بكل توتراته. تتشكل "جبهة الإنقاذ" فتبادر الحاشية الجديدة إلى تشكيل "جبهة الضمير"، يبتكر الشباب حملة "تمرد" لسحب الثقة من مرسي والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، فتعلن الحاشية عن حملة "تجرد"، على نفس الوزن والقافية! يبدأ الجميع في تقييم مرسي، فتهرول قناته إلى تقييم "المعارضة"، تحك على مناخيرك فيحكوا مثلك على مناخيرهم ولحاهم.
2. نظرية "المؤامرة" التي تمثل عصب التكوين العقلي والنفسي لتنظيم الإخوان، فمرسي حقق إنجازات لكن المعارضة هي التي تعوقه وتحاول إفشاله وتتآمر ضده، وسوف يكشف عن المؤامرات في الوقت المناسب.
3. "التبرير"، لدى الإخواني رد جاهز لكل شيء، وإجابة لكل سؤال، ودواء لكل داء. ويستطيع أن يبرر لك إلى ما لانهاية، إذا قلت له: لماذا لا تجلس مع المعارضة سيرد محتقراً: دول تلاتة أربعة في حارة مزنوقة ونخبة متعالية على الشعب.. والشعب كله معاي وفي جيبي.. وإذا قلت له: طيب ليه مرسي لم يف بوعوده؟ يقول لك: المعارضة إعاقته.. معقول 3 أو 4 في حارة مزنوقة يعيقوا مرسي وحزبه وجماعته وحاشيته وأهله وعشيرته.
4. السفسطة: نادراً ما يستشهد الإخواني بكتاب قيم أو آراء لمفكر، بل هو لديه جمل محددة ومنتقة، وآليات دفاعية للجدل والسفسطة، منها الابتسامة التي لا تصغر ولا تكبر ولا تنمحي من وجهه، أو الاستمرار في توجيه الأسئلة التشكيكية أو اللف والدوران وعدم الإجابة بشكل مباشر عن أي سؤال يوج إليه، على طريقة عمل الكنافة!.. المهم أن يربح جدله اللغوي معك، ويقنعك عبر اللغة أن "الأرض كلها بتلف كي تتآمر على الإخوان".
5. الفصام اللغوي، بمعنى أن الجماعة تتمترس وراء هيستريا لغوية، مجازات، روايات، إشاعات، عن نبوءة أن مرسي هو من سيحرر القدس، وأن الرسول طلع له في المنام وصلى خلفه، وأنه "ذو القرنين".. وأفضل برلماني في العالم، وخدع المعارضة والمجلس العسكري، وأثيوبيا وأميركا.. في حين أن الواقع المتردي اجتماعياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً يكذب ويدحض، كل كلام الإخوان المزوق.. ويكفي متابعة إحصاءات العجز في الموازنة وشح الدولار والسولار ونسب البطالة وارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الجنيه.. لإظهار مدى الفصام بين الواقع وهذيانهم اللغوي.
6. "الإنكار" آلية دفاعية أخرى، إلى درجة أن المتحدث باسم لجنتهم الاقتصادية ظل يكذب أربع أو خمس مرات الإعلامي يسري فودة حول صحة "أرقام" معروضة على الشاشة، وأعدتها وزارة المالية ذاتها التابعة للإخوان.. وعندما أفحمه فودة بشأن صحتها لجأ إلى تبريرها.. وكل هذا الإنكار كي لا يعترف الإخوان بأن "مرسي فاشل." ونقطة. مبتدأ وخبر من كلمتين فقط لا غير، وأنهم هم أنفسهم قدموه ك "استبن"، وتسرعوا في السيطرة على الحكم، برغم كل وعودهم عن الشراكة الوطنية ونسب تمثيلهم نيابياً وعدم الزج بمرشح رئاسي!
لكي نريح قناة 25 والحزب والحاشية والجماعة والتنظيم.. سنقر بأن المعارضة فاشلة، وحمدين صباحي تم ضبطه في شقة برلنتي عبد الحميد فكان السبب في نكسة 67، والبرادعي عاش 50 سنة في أوروبا ولا يعرف ما يعرفه المرشد عن مصر عدا عن كونه عميلاً لروسيا وأميركا وبوركينا فاسو.. وجورج إسحاق ضيع ثروته وثروة خاله الباشا في دفع رواتب للشباب المعتمصين في التحرير.. ومحمود سعد عميل لأمن الدولة.. وعمرو أديب سبرسجي وحمزاوي يروج للشذوذ الجنسي.. وعمرو موسى قاد بنفسه كتائب الفلول في عشرة آلاف مظاهرة وعشرين ألف محاولة لقطع الطرق والكباري والأنهار والأنفاق.. فعطلوا مرور حتى الحمير التي تحمل "الخير لمصر" من زفتى إلى ميت غمر! المعارضة إذن هي الشيطان الأكبر. فماذا بعد؟ ماذا فعل من يدير الأجهزة الأمنية والجيش والحكومة والاقتصاد ويوقع على القرارات؟
إذا كانت المعارضة بهذه القوة الرهيبة ومرسي عاجز تماماً عن التوائم معها والقيام بأي إنجاز، فمن المفترض أن يعلن ذلك وينسحب من اللعبة السياسية.
وإذا كان بيده كل هذه السلطات الهائلة (خصوصا في ظل غياب مجلس تشريعي) وأخفق في معظم الملفات ولنا في مسرحية سد النهضة خير مثال .. فمن الأفضل له أن يترك كل هذه السلطات لمن يحسن توظيفها لمصلحة الشعب.
وإذا كان تولى الحكم في لحظة انقسام سياسي، وبدلاً من أن يعالجه، زاد حجم الهوة بين الفرقاء، وعمق الانقسام الديني والطائفي بين أفراد الشعب، ويكفي خطب أصحابه وأتباعه في جمعة "نبذ العنف" و"مؤتمر "نصرة سورية"، فأي نتيجة نتوقعها مستقبلاً، أفضل من مجزرة الشيعة في أبو النمروس؟!
سنقبل أن المعارضة المصرية بنت ستين كلب وكلها أمنجية وفلول وأم الخلول وشبكة مصالح وعملاء وأجندات وكفرة وعلمانيين، فهل هذا سيغير من الأمر شيء؟ هل شماعة "المعارضة" ستمنع ملايين المصريين سواء وقعوا أو لم يوقعوا على "تمرد" من رؤية حقيقة أن مرسي رئيس فاشل تماماً وعاجز عن إدارة البلد وضاعف وعمق أزماتها في عدة أشهر، وهذا كاف تماماً كي ينزل ملايين الناس إلى الشوارع ويقولون له: ارحل.. يكفينا عام واحد من "نهضتك".. حرام.. ما تنهضهاش أكتر من كدا!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - أي برنامج للمعارضة؟
عبد الله اغونان
(
2013 / 6 / 26 - 10:23
)
يمكن أن نقول ان المعارضة ليس لها برنامج الامعارضة من انتخبهم الشعب
فقط
ماهو برنامجها في استتباب الأمن وفي ملفات اجتماعية كالبطالة والصحة والنقل والتعليم والسياسة الخارجية....الخ؟
ماهو برنامجهم في الانتخابات من هو المرشح الذي يمكن أن يتفقوا عليه؟ ماهو برنامجهم في العمل السياسي لو فشلوا أيضا في الانتخابات ونجح مرسي أو غيره؟
ماهو برنامجهم حتى بافتراض انهم نجحوا في الاطاحة بالرئيس الشرعي وقدموا رئيسا لن يستطيع بسهولة النجاح في هذه الملفات وقام تمرد على هذا الرئيس
وأطيح به هو الأخر
ما أشبه الليلة بالبارحة نحن في فتنة أشبه بالفتنة الكبرى منذ عهد عثمان وعلي ومعاوية وماتزال تداعياتها راهنة نعيش ضريبتها في الصراع السياسي المفتعل بين الشيعة والسنة.فقط تغيرت الأسماء وتحول الصراع بين معسكرين
الاسلاميين والعلمانيين وهؤلاء وأولئك اتجاهات شتى وليسوا كلمة واحدة
الأيام القادمة قد لاتفصل ولاتجيب على هذه التساؤلات
سنرى
.. فرحة عارمة بين عائلات الأسرى الفلسطينيين
.. عودة مرتقبة لمئات الآلاف من النازحين إلى شمال غزة ضمن اتفاق
.. -نتنياهو حمل خريطة لها في الأمم المتحدة-.. وزير إسرائيلي ساب
.. الأسرى المبعدون إلى خارج -فلسطين-.. ما مصيرهم؟
.. ميلوني تدافع عن ترحيل أمير حرب ليبي مطلوب دوليا وتنفي تورطه