الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عامودا ستسقط الرهان

مصطفى بالي

2013 / 6 / 28
القضية الكردية


كنا نفترش حلمنا البهي ، نتلحف عبير شبابنا الذين مضوا مبتسمين في سفر الوطن ، نتوسد أحلامهم الضاحكة ، و نرقص أطفالا في أحضان أمهات الوجد ، قامشلو وديريك ، كوباني و عفرين ،سري كانيه و الوخزة التي أدمتها في الخاصرة،
كانوا يتربصون الحلم بأعين الأعور الدجال ، يتلصصون على بوابة الذاكرة و الخيال ، يتواصلون مع كل زناة الليل لإدخالها إلى مخدع الوطن ، بمسميات مختلفة ، بعهر ما عاد يخجلهم , وبدعارة علنية لم تعد تسمى عيبا في عرفهم المتشح بالرذيلة.
عامودا ، ليست مجرد حلقة في سلسلة بدأت بجكدار عفرين منذ أمد ،لا لا ، عامودا بما تحمله من معنى دلالي و رمزي جرى التخطيط الممنهج لها كآخر محاولة لدك بنيان الحلم المرصوص ، عامودا التي كرهنا دور السينما في كل العالم حرقة على أطفالها المشويين ، عامودا التي عرفنا فيها كيف يمكن لدقوريٍ طيب السريرة أن يضحي بنفسه لإنقاذ أطفال المدينة ، عامودا التي ترمز للقلم عندما يصدر صرير العشق كهسيس العشاق ، أرادوا لها أن تكون فاتحة حمام الدم لإنهاء دورها في هسهسة الغد القادم بسرعة الحلم.
على مخيلاتهم السوداء تحولت الرذيلة إلى فضيلة فأصبح الكل نشطاء سياسيين ، تاجر الحشيشة و مزارعها ، اللص الذي سرق دراجة من جاره ، السائق المسكين الذي دهس طفلا في حادث سير ، وكذلك امرأة تم ضبطها و هي تمارس الدعارة مع (سياسي محنك) بحجة إطعام أطفالها الجائعين ، ذلك أنها تقول أن الحدود مغلقة و الحصار قاس و الجوع كافر ، كل هؤلاء أصبحوا نشطاء الثورة لا لشيء فقط لأن الأسايش اعتقلتهم.
فتحوا أعينهم على وسعها لتسقط خطأ هنا و هفوة هناك , بينما كانوا صما عميا بكما عندما تعرضت مدننا وقرانا للحصار والقصف الهمجي من المجاميع المسلحة و عندما تم اختطاف المدنيين من قارعة الطرق ، أقاموا الاعتصامات و المظاهرات المنددة ، لكن ليس بالمهاجمين على عفرين إنما ضد المدافعين عنها ، تلقوا رسائل المحاصرين لعفرين و تحريضهم لهم على إشعال نار الفتنة فكانت رسالة الإرهابي بيوار مصطفى وصمة عار على جباههم الذليلة ، و إثبات عز و شرف للمضحين بأنفسهم دفاعا عن الأرض و العرض.
الأدوار كانت مرسومة بدقة و عناية هذه المرة و لم تكن كسابقاتها مطبوخة على عجل , سري كانيه و كركي لكي كانت درسا قاسيا لهم فغيروا الديباجة هذه المرة , إذ أصبح واضحا أن البيت الكردي لن يتم اختراقه من الخارج ، الكوفية الحمراء أصبحت غاضبة و متوترة ، يفقد أعصابه كل يوم ، و الأرغوزات التي كان يراهن عليها لم تعد قادرة على تمثل المشروع ذي الكوفية الحمراء ، و أبواقهم الناهقة لم تعد تلق الصدى المرجو , لذلك تزامنت الهجمة بأشكال متنوعة , تدريب بعض(الزعران)عسكريا ، انتهاك المعابر الحدودية ،إغلاق الحدود ، تزامن ذلك مع الهجوم و الحصار على عفرين ، محاولة إدارة الفتنة في كوباني ، استدعاء بعض مجهولي الهوية ، النكرات القلمية إلى هولير و عقد مؤتمر لهم , التسويق لهم و بهم من خلال الدفع بسيدا للأمام برعاية الكوفية الحمراء المهترئة , والمترهلة التي لم تعد قادرة على أن تظل على صاحبها.
تزامن فتح الحدود لمدة يومين في سيمالكا مع رفع الحصار لمدة يومين عن عفرين , حديث المتشردين في فنادق هولير عن إنهاء دور المجلس الوطني الكردي و بالتالي إنهاء الهيئة الكردية العليا , رعاية كوفية النفاق لكل الأبواق النشاز التي تشبهه في النفخ في رماد الأحقاد (تلك التي لا يستطيعون العيش دونها) ، ومن ثم الحديث عن تمثيل كردي في جنيف 2 بهؤلاء النكرات مجهولي النسب (عفوا الهوية) ، بدلا عن الهيئة الكردية.
كل هذه المعطيات تؤكد ان ما يحدث في غرب كردستان عامة و عامودا خاصة لها مايسترو واحد او لنقل أداة منفذة أقنعت نفسها أنها المايسترو , يجلس في قصر منيف في هولير ، و يعتلي موكبا مهيبا إلى مصيفه (وكره) في ضواحي هولير , لم يعد قادرا على تحمل مشهد شعب يدير نفسه بنفسه و لا يقبل وصاية كوفيته عليهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ردا على مقالة عامودا ستسقط الرهان للسيد مصطفى بالي
jivan ( 2013 / 8 / 13 - 15:00 )
الأخ مصطفى بالي في مقالتك -عامودا ستسقط الرهان- في الحوار المتمدن العدد 4137 تاريخ 28/6/2013
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=369586
www.ahewar.org
أقول لك بعد التحية :
فعلا عامودا ستسقط الرهان
ومن صنع الهيئة الكردية العليا في هولير غير ذلك صاحب الكوفية الحمراء البالية فلماذا هو سينهيها وينهي دورها وهي التي لم تقم بأي دور لتاريخه بل صنعت لتكون شماعة لأعمال الآبوجية متمثلة بال ب ي د ومن يحومون في فلكهم من تنظيمات وهيئات .
أو ليس هذا بسؤال يُطرح على من يقول ذلك ؟
ومن تدّعي بأنهم يمدّون حبال الكراهية بوجودهم بفادق هولير ينطبق على من تدافع عنهم بل يعيثون فسادا فيها أكثر من الجميع ويأتمرون بأوامر قادة قنديل والذي آواهم صاحب الكوفية الحمراء البالية – كما سميته – كوفية النفاق –حسب قولك-
ومن أراد أن يذهب لجنيف 2 ليمثل الأكراد قبل صالح مسلم المتخبط يمينا ويسارا لا يعرف حتى الرد على سؤال واضح كما سألته المذيعة منذ ايام على قناة كلة كردستان حول رأيه في تدخل البيشمركة لغربي كردستان إذ قال : لا نريد تدخلا بل مساعدات وفتح الحدود .
لأنّه اختنق من اغلاق بوابة سيمالكا واغلاق صنبور الدو

اخر الافلام

.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال حارس القنصل اليوناني داخل كنيسة ال




.. حملة أمنية تسفر عن اعتقال 600 متهم من عصابات الجريمة المنظمة


.. لبنان وأزمة اللاجئين السوريين.. -رشوة- أوروبية أم حلول ناقصة




.. وقفة لرفض اعتقال ناشط سياسي دعا لا?سقاط التطبيع مع الاحتلال