الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا شرعيّة تعلو على شرعيّة الثّورة

سيدة عشتار بن علي

2013 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عام واحد كان كفيلا باماطة اللّثام وسقوط أقنعة الحاكم بأمر الله ...عام واحد جعل الّذين بصموا بالسّواد على منح ثقتهم لتجّار الدّين يصفعون أنفسهم في اليوم الواحد الف صفعة ندما وخيبة, فأحباب الله ورسوله والمأمّنون على مفتاح الجنة وكنش صكوك الغفران أظهروا ما لم يتصوره الشّعب الذي انتخبهم معتقدا انه اختار من يخشى الله ..ولا خوف ممن يخشى الله, لكن كانت الصدمة تلو الصدمة والصفعة تلو الصفعة ,فاذا ياحباب الله ورسوله يخونون ويبيعون ,يذلّون ويقهرون , يقتلون ويسحلون ضاربين بكل الاعراف عرض الحائط ..كيف لا وهم الحكام الشرعيون والصناديق قالت كلمتها التي جعلوا منها مقدّسا لا يمكن التّراجع فيه ,ومصر اضحت بالنسبة للمرشد وجماعته بمثابة الزوجة الشرعية بمقاييس عربية اسلامية اصيلة... الم يرفعوا شعارا حين بدات بوادر الثورة الثانية تفوح اتجوزت شرعي ومش حاطلق عرفي?!!!! وحده هذا الشعار يقول كل شيء ويشي بحقيقة الاخوانجية ونظرتهم للديمقراطية ,فالبلاد والعباد بالنسبة لهم زوجة مهيضة الجناح مسلوبة الارادة ولحاكمها الشرعي ان يفعل بها ما يشاء ..وياتيها كيفما شاء ويؤدبها بالضرب متى شاء ...يهجرها ..يقهرها بضرّة ان لزم الامر وهو ما فعلوه حين بداوا يمخمخون ويخطّطون لبناء دولة داخل الدّولة والسّعي الى ضرب المؤسسة العسكرية والامنية وتعويضها باخرى ...وان لزم الامر تعويض الشعب المصري نفسه بشعب آخر مختار حسب مقاييسهم السّمحاء لكن, هيهات.. هيهات ...فالرّوح الوطنية لدى الشعب المصري عرفت صحوتها كما لم تعرفها من قبل وفاقدو البصر والبصيرة استعادوا نظرهم وتوازنهم بعد ان عانوا لفترة من غيبوبة الصدمة وحين هبّ الحشد المقهور هبّة واحدة كانت هبته كالطوفان الذي لا يمكن لقوة في الارض رده ,فالشعب قال كلمته والملايين التي خرجت لتقيم في الشوارع رغم حرارة الطقس ورغم معرفتها ان الدماء ستسيل لا رادذ لارادتها ,والشارع صنع شرعيته ...وجبريل الذي ادّعى الاخوانجية انه معتصم معهم في اشارة رابعة العدوية راقب بنفسه الحشد والطوفان البشري الذي خرج ضد الاخوانجية فعرف ان كل هذا الحشد لا يمكن ان يخرج الا لمواجهة الشيطان فقرر الانضمام لصفوف الشعب .. فيا وكلاء الله ويا وارثي الارض بمن عليها !!لقد سقطتم وسقوطكم كان اخلاقيا قبل ان يكون سياسيا وانتم من فعلتم بنفسكم ما لا يفعله العدوّ بعدوّه.. عام واحد كان كافيا كي يدرك الملايين بشاعة حقيقتكم وخداعم... وعدتم واخلفتم كذبتم واستحمرتم العقول وضحكتم على الذقون.... أذلّيتم الشعب بلقمة عيشه بل بجرعة الماء الّتي تسري في عروقه لتحييها وومضة النور التي تجعله يدرك ما يدور حوله ....خنتم البلاد والعباد وضربتم بارادة الشعب عرض الحائط فعن ايّ شرعية تتحدّثون?! أفلا تستحون ?!ألا تخجلون?! الشعب تقيّأكم بعد ان عانى من الغثيان بكم شهورا كانت دهورا ,وشطحاتكم المجنونة وخواركم بأن شرعيّتكم انتزعت منكم لن تجدي نفعا, فالجيش المصري العريق وخير أجناد الأرض استجاب لاستغاثة شعبه وهو في خدمته وليس في خدمة لحيّكم !..لكن ماذا نفعل أمام هذه العقول المتحجّرة والمدمنة لكلمة مقدّس ?!عقول لا تريد ان تفهم ان الثورة وحدها وهبة الجماهير مقدسة, أمّا صناديق الانتخابات التي كانت لصالحكم بالخداع والتحايل والّتي حوّلتموها الى صناديق لدفن الموتى فخذوها معكم !احملوها ومعها الكرسي ومفتاح الجنة وصكوك غفرانكم! واتركو شعب مصر يعيش في أمان !
الديمقراطية لعبة لها قواعدها واصولها التي لا يمكن لعقولكم الثابتة استيعابها وفهمها على حقيقتها ....في البلدان الديمقراطية لا ينتظر الحاكم ان تهب الملايين بغصّتها وغضبها وتنتزع منه الثقة ,بل ان غمزات خفيفة كافية ليفهم الرسالة ويعرف ان شعبيته تراجعت وليس امامه الا اصلاح نفسه او الانسحاب من المشهد بكرامة قبل ان تقع ازاحته وراسه مفصول عن جسده والامثلة على ذلك كثيرة في البلدان الديمقراطية
ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابع والثلاثين وقعت الاطاحة به قبل أن ينهي مدّته الرئاسية الثانية
راوول الفونسين أوّل رئيسمنتخب للأرجنتين اضطرّللتّنحّي استجابة لارادة الشّعب
فرناندو كولور دي ميلو أزاحته الجماهير بعد أن فشل في ادارة البلاد وأجريت انتخابات رئاسية مبكرة
كثيرة هي الامثلة على ان لاشرعية انتخابية مقدّسة وثابتة أمام شرعية ارادة الجماهير حين تقرر وتقول كلمتها في الشّارع
لذلك لا فائدة من الادّعاء أنّكم اصحاب شرعيّة تبيح لكم ان تشطحو وتردحو فوق البطون والاعناق كمايحلو لكم.. ولا فائدة من استعراض العضلات والقوة والبطش لانّه لا قوّة في الأرض يمكن ان تعلو على قوة ارادة شعب ثائر ....والثّورة فوق القانون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان ؟
رمضان عيسى ( 2013 / 7 / 2 - 10:09 )
1- الانتفاضة كشفت ان هناك شرخ ثوري بين الاخوان والثورة
2- الاخوان يريدون تسويق شعاراتهم للتمكن بالحكم باسم الدين .
3- الشعب يريد الخبز والحرية والاخوان يبيعون الهواء وصكوك الغفران .
4- أن المؤسسة العسكرية أدركت أن الاخوان لا يصلحون لحكم مصر .
5- أن المؤسسة العسكرية تريد اسقاط الاخوان بيد الشعب .
6- أن الاخوان لا يمكنهم صيانة الأمن القومي لمصر .
7- الانتفاضة كشفت زيف شعارات الاخوان اتجاه اسرائيل وأمريكا .
8- لا خطة تنموية اقتصادية عند الاخوان .
9- فترة حكم الاخوان أشعلت الطائفية بين مكونات الشعب المصري .
10- أن الشعب لن تخدعهم شعارات الاخوان.
11- أن الاخوان يريدون الاستيلاء على مفاصل الدولة وترسيخ حكمهم والغاء الديمقراطية .
12- أن الثورة تريد الخبز والحرية والديمقراطية ودستور يؤسس لدولة مدنية لجميع الشعب بغض النظر عن الدين والجنس .

اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية