الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع جديد ..اي واقع؟؟

جمال الهنداوي

2013 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتسارع الاحداث في مصر الى الدرجة التي يغفل فيها الجميع عن السؤال الذي من المفترض ان يكون في مقدمة اهتمامات الطبقة السياسية المصرية..وماذا بعد؟؟
ففي وسط هذا الضجيج الذي يملأ شوارع وميادين المدن المصرية يتجاهل الجميع الانشغال بما يمكن ان يؤول اليه هذا الانقسام المقلق الذي تعيشه مصر اليوم، والذي افرز فسطاطين اثنين يجاهر كل منهما بتمثيله الحصري للثوار..والخطر الماحق في تصادم تلك القوى، أو في اتساع رقعته إن هو حدث لسبب أو لآخر, والاهم هو ان تمرير أي سيناريو او اشعال فتيل للعنف لن يكون صعبا في مثل هذا اليوم المصري العصيب، وذلك بسبب التوتر والاحتقان وهامش الوقت الذي يضيق على الجميع حتى اصبحت مهله تقاس بالساعات والدقائق..
عناصر ومعطيات كثيرة ومتوالية بدأت تتموضع وتأخذ مكانها في مكامن المعادلات التي تحكم مسارات التصعيد اوالازمة او الانفراج في المشهد الذي يتحكم في صورة وواقع وتطورات الحراك الشعبي والسياسي المشتبك والمتصاعد في مصر الان..عناصر معتم عليها بعناية وتتحرك تحت ضباب الاحداث ..ولكنه من الممكن ان نلاحظ في حيثياتها عمليات تداول وانسلال ممنهج ومتزامن لمفاتيح معينة تتناقل وتنسل من تحت المعاطف ومن جيب الى جيب بلا صخب او ضجيج..وموشية بجهود قد لا تستسيغ وتتحاشى الوقوع تحت بقعة الضوء الذي من الممكن ان تكون مؤذية في الوضع الشائك والحساس الذي تعيشه المنطقة الان..
فالاشارات المتكررة من القوات المسلحة المصرية والممثلة ببيانات الجيش المقرة بمشروعية مطالب الجماهير..رغم ان هذه المطالبات تتحدث بوضوح عن الاطاحة بالرئيس المنتخب, واعلانه الواضح بأنه لن يتدخل لقمع المسيرات الحاشدة التي ستخرج لخلق الظروف لتحقيق هذا الهدف بالذات..قد توحي بأن الجيش قد يستخدم ورقة الرفض الشعبي لتحقيق نوع من الاقناع -الاقرب الى الاجبار-لرأس النظام على تسليم السلطة بصورة سلمية منضبطة تدفع باتجاه اطلاق عملية انتقالية ثانية قد تؤدي الى تكوين مجلس شعب حقيقي وحكومة منتخبة تتولى مسؤولية ادارة البلاد وتفعيل النقاش الوطني الهادف الى تصحيح مسار العملية الديمقراطية الشوهاء في مصر..
كما لا يمكن اغفال ان الرسائل الاعلامية التي صدرت-وان كانت على حياء-من بعض القوى الدولية المؤثرة على الساحة المصرية قد تشي بوجود مسار خاص مرغوب به – ان لم يكن برعاية-الاسرة الدولية.. ويمكن ان يتم من خلاله تمرير المرحلة الانتقالية باقصى قدر ممكن من السلامة..
مثل هذه النظرة يمكن ان تعززها وجود حالة من التفلت التدريجي الواضح لمفاتيح الازمة من قبل الدائرة شديدة الالتصاق برأس النظام ..والمعبر عنها من خلال الاستقالات والارتباك الواضح في الاداء الرسمي المصري..يقابلها ثبات عال في موقف الجيش قد يدل على الرغبة في ادارة النزاع مع الاحتفاظ بخيار التدخل الواضح والصريح, المبارك شعبيا والمثبت فعليا على الارض منذ الآن.. والذي لا يحتاج الا الى فسح المجال لاعتصام محاصر مطوق مشل للقصر الرئاسي والتعاطي معه كاستفتاء شعبي مسقط للشرعية عن النظام..
وهذا الواقع يحتم على الشباب المصري المنتفض الوعي بأهمية الانتباه الى امكانية تكرار تجربة ركوب الجيش للاحتجاجات الشعبية للانقضاض على السلطة مستفيدا من نقمة الحشود من جماعة الإخوان المسلمين الذين تقع في اعناقهم مسؤولية تفكيك الزخم الثوري، والعودة بالحراك الثورى إلى الخلف،و تفضيل المصالح الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا من خلال السعي للانفراد بالحكم ، مستبعدة تيارات وأطياف المجتمع الأخرى، وهو ما دفع القوى الثورية للتظاهر والاحتجاج نظرا لحالة فقدان الثقة التي خلفها أداء الإخوان السابق.مما يوفر مناخا ملائما للجيش للتحرك نحو الاستحواذ على الحكم مستغلا المزاج الشعبي-وحتى الدولي-المناهض للاخوان.
مؤشرات ودلائل تحتمل الخطأ والصواب في ظل كل هذا التسارع المسرف للاحداث..ولكن تبقى كل هذه العلامات ليس اكثر من صدىً لواقع وعصر جديد فرضته بقوة الحق والانتماء الاصيل الى قضايا الامة وثوابتها ,اقدام الجماهير المصرية الشريفة التي تسير على وقع وخطى حاضرها ومستقبل ابنائها ..وهي التي ستكتب تاريخ مصر والمنطقة وستنشر ارادة الحرية والديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الانسان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ