الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلق الانسان بحسب الألواح السومرية(قراءة جديدة للألواح السومرية)

صبري المقدسي

2013 / 7 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


خلق الانسان بحسب الأساطير السومرية
(قراءة جديدة للألواح السومرية)

كانت صدمة علماء الآثار الكبرى حينما اكتشف السير (اوستن هنري لايارد) سنة 1849 م مكتبة اشور بانيبال في نينوى في القرن التاسع عشر والتي كانت تظم أكثر من 22000 من الألواح الطينية باللغة المسمارية. إذ وجد العلماء فيها قصصا كثيرة تشبه القصص الموجودة في الكتاب المقدس. ففي قصة اينوما اليش البابلية والتي تؤرخ 4000 سنة قبل الميلاد، تحكي، كيف ان الكائنات الفضائية صنعت الانسان الاولى (آدمو). وبحسب العالم النمساوي (زكريا سجنس) كان (أداموا) الجنس البشري الاول الذي صنعه القادمون من الفضاء (الآلهة - الأنوناكي).
إنشغل العلماء منذ تلك الاكتشافات العظيمة بكشف أسرار اللغة السومرية. ويؤكد بعض العلماء الآثاريون من خلال قراءاتهم لتلك الألواح على إكتشاف عظيم قد يهز أركان التاريخ البشري ويقلب موازين كثيرة. وهو أن كائنات فضائية قامت في فترات متباعدة بزيارة كوكبنا، وهي بحسب نظريتهم العلمية المسؤول الأول على تطور جنسنا البشري الذي يسمى بجنس آدم. ويقدم العلماء أدلة علمية وآثارية كثيرة جدا ومنها ظهور الحضارة السومرية في جنوب العراق بصورة مفاجئة في اوائل الألف الرابع قبل الميلاد. بالاضافة الى بناء أهرامات مصر العجيبة والخالدة وسرها الدفين. وأسرار حضارات الأنكا والازتيك الفلكية العلمية في جنوب أمريكا.
وما أذهلني حقا هو ما قرأت عنه بالانكلزية من بحوث ودراسات كثيرة جدا ومن قبل علماء مشهورين. مع انني لم أجد ترجمة لأعمالهم الى اللغة العربية، مما دعاني للحزن والأسى وخاصة أن الموضوع من الأهمية بمكان من الجوانب العلمية والثقافية. وما أتذكر قراءتي عنه في عمر الصبا، لا يتعدى ما كتبه الكاتب المصري الكبير (أنيس منصور) عن (الذين هبطوا من السماء) و(الذين صعدوا الى السماء). وما أذهلني على الأكثر هو قابلية ذلك الكاتب العربي الكبير للحصول على تلك المعلومات في تلك الفترة الزمنية مع ان المصادر الآثارية للعالم (زكريا سجنس) والعالم(اريك فان دينكن) كانت حديثة العهد وغريبة الشكل في طرحها العلمي ومضمونها الفكري آنذاك.
يتفق علماء الآثار اليوم على أن الحضارة السومرية هي المسؤول المباشر عن الكثير من الانجازات البشرية العظيمة والتي لا يختلف أثنان على عظمتها، فهي تمثل الحجر الزاوية للحضارت القديمة سواء الفرعونية أو الهندية أو الاغريقية. ويؤكد العلماء اليوم وبشواهد تاريخية وآثارية على أن السومريين كانوا من اوائل الذين قاموا بزراعة المحاصيل وصهر المعادن وتعدينها وبناء المدن المنظمة وإقامة الشوارع فيها وتزويدها بالمجاري لتصريف المياه. وهم أيضا من الأوائل الذين إخترعوا الكتابة بالأحرف المسمارية وقاموا بتأسيس نظام كامل من التشريعات القانونية والتقاويم الشمسية والقمرية التي لا تزال بين أيدينا. وأمور أخرى كثيرة، أبدعوا فيها والتي كانت كافية في تلك الفترة الزمنية لبناء وإقامة مجتمع متمدّن في وقت كانت الشعوب الأخرى تعيش في ظلام دامس.
ولايزال العلماء الآثاريون لم يقرأوا إلا القليل جدا من الألواح الطينية المُكتشفة في مكتبة آشور. ولكن ما دوّن وترجم حتى الآن يعطي لنا أدلة دامغة لا تقبل الشك على وجود رابط عميق وجوهري بين جميع القصص المذكورة في العهد القديم مع القصص المذكورة في الألواح السومرية. فالقصة التوراتية بحسب علماء الكتاب المقدس، تشبه الى حد كبير ما جاء في القصص السومرية. والمقارنة قريبة جدا بين القصة التوراتية والقصة السومرية، إذ هناك تشابه كبير ليس فقط في سرد القصة بل في المفردات أيضا. فإسم (آدم) الانسان الاول في القصة التوراتية هو (أدامو) الانسان الاول في القصة السومرية. وتصف القصة السومرية أيضا بوجود كائنات فضائية قدمت للأرض في عهد الانسان (النياندرتال) وقامت الآلهة بصنع الانسان العاقل. إذ نقرأ في نص سومري كيف أن الآلهة تفشل في عملية تلقيح أولى لبويضة قردة يلقحها أحد الآلهة واسمه (أنكي) وكيف أن المواليد جاءوا عقيمين وذوي عيوب وراثية كثيرة. ولكن التجربة الثانية تنجح وينتج عنها أول مولود اسمه (ادامو). وكان ذلك قبل 450000 الف سنة. وعن طريق العملية الجينية وذلك بأخذ جينات من الانسان القديم الشبيه بالحيوان بنسبة 20% وخلطه بجينات الآلهة(الأنوناكي) بنسبة 80%. والغرض من ذلك كله، صناعة عمال عبيد، وأذكياء يقومون بالاعمال الشاقة لمساعدة الآنوناكي وخاصة في البحث والتنقيب عن الذهب والمعادن الثمينة الاخرى.
وتعطي القصة بحسب العالم (زكريا سجنس) وصفا شاملا عن نوع الكائنات الفضائية التي نزلت من السماء والتي تسمى (آنوناكي). وتؤكد القصة أيضا وبصورة حرفية بأن الأنوناكي نزلوا من السماء في عربات طائرة. والأدلة التي تثبت وجود وصف كامل لهذا النوع من الكائنات في الألواح الطينية، هي وجود تماثيل ومنحوتات تؤيدها وتثبت محتواها. ومن المثير في الامر أنه من خلال النظر الى تماثيل الأنوناكي ومنحوتاتهم فإنهم يشبهون كثيرا علماء الفضاء اليوم، إذ تجدهم يلبسون ملابس خاصة وأحذية طويلة وخوذات فضائية وساعات يدوية مع أجنحة للطيران. ويُصورون دائما بالكائنات الطائرة التي تطير فوق البشر. ومنهم وبصورة خاصة، الكائن الغريب جدا واسمه (كلكامش) الذي يذهب لزيارة إله (آنو) طائرا بجناحيه. وكذلك عشتار التي كانت سريعة التنقل بين العوامل الفوقية والتحية(لاحظ شكل النسر الطائر الذي تستخدمه الحضارة الاشورية والفارسية يشبه شكل سفينة فضائية).
وقد قام العالم (زكريا سجنس) بتأليف كتب في هذا المجال والتي لها شهرتها الواسعة في العالم كله، ومنها الكتاب (الكوكب الثاني عشر)، والمترجم لمعظم اللغات العالمية، والذي يؤكد فيه على تطور السومريين في العلم والفلك وقدرتهم في إكتشاف مجموعتنا الشمسية قبل علماء الغرب بآلاف السنين، وتأكيدهم على وجود كوكب آخر في مجموعتنا الشمسية يدعى (نوبيرو) وعلى انه بحسب إدعائهم موطنهم الأصلي الذي قدموا منه الى الأرض. علما بأن العالم (سجنس) هو من العلماء القلائل جدا الذين استطاعوا قراءة اللغة السومرية. ومن المؤمنين بشدة بوجود علاقة بين الحضارة السومرية والحضارات الكونية في الكواكب الاخرى. ويشارك العالم سجنس العالم النمساوي (اريك فان دينكن) في آراءه حول الموضوع، وذلك بوجود تدخل حضارة كونية أرقى تقوم بين حين وآخر بمساعدة حضارتنا وبالتأثير على جنسنا البشري.
ولعل السبب في زيارة الكائنات الغريبة لكوكبنا عبر تاريخه العريق يعود بحسب العلماء الى عدة عوامل ومنها: انهم جاءوا لمساعدتنا ولتطوير حضارتنا أو لغرض ما في أنفسهم، هذا إذا كانت لهم أنفس بشرية كما لنا نحن البشر. ولكن في الحقيقة، لا يصح أن نعتبر أنفسنا وحيدين في هذا الكون. ولا يمكن ايضا أن نعتبر بأن الله الواحد الذي نؤمن به، والذي هو خالق الاكوان وكل ما فيها، لا يمكن أن يكون بعيدا عن خلق تلك الكائنات الفضائية. وإلا فهل من الممكن أو من المعقول أن يكون في الكون بلايين المجرات، وفي كل مجرة بلايين النجوم، ونكون الى هذه الدرجة من السذاجة والأنانية، ونعتبر أنفسنا وحيدين في هذا الكون الواسع؟!. وأما بالنسبة الى بطلان هذا المفهوم الجديد أو القراءة الجديدة وعلى ضوء المكتشفات السومرية، للأديان والمفاهيم الدينية؟ أقول (نعم!) بالنسبة الى السذج والجهلاء. وأقول (لا) بالنسبة الى المؤمنين الحقيقيين والحكماء.
وقد يرفض البعض من القراء محتوى هذه المقالة، بإعتبار أن الموضوع يشعرنا بصغر حجمنا وبضعف قدراتنا العقلية كبشر أذكياء ومتفوقين على الأرض. ولكن في حقيقة الأمر، فالموضوع، مسألة علمية لا تلغي وجود الله بأي حال من الأحوال. ولا تمس قدسية الديانات التي نحترمها ونقدسها بإعتبارها إرث تاريخي وأخلاقي مقدس له قيمته الحضارية والأخلاقية والتعليمية العظيمة، ولا تنقص كذلك من قيمتنا كبشر، ولا تحط من قدرتنا أو قابليتنا العقلية البتة. ولكن العكس، إذ تمجد في وجودها، الله، في سعة وعظمة خلقه، وتزيدنا نحن البشر، شرفا بوجود أخوة لنا في الكون يشاركوننا في خليقة الله الواسعة. وتعطي كذلك، حلا مُشرّفا لنظرية التطور الداروينية، في حل عقدتها (الحلقة المفقودة) التي حيّرت (تشارلس داروين) في بحثه العظيم(أصل الأنواع). إذ تشرح بإسهاب شديد، دور الحلقة المفقودة بين الحيوان والانسان وكيف أن التحولات الاولى من الحيوان الى الانسان كانت ناقصة. والتحول الأخير (جنس أدامو أو أدم) هو التحول الناجح.
وقد إعترفت الفاتيكان بنظرية التطور، وأكدت على أن التطور كان أمرا حتميا ولا بد منه، وبأن التطور لا يزال مستمرا ولا يلغي وجود الله ولا ينقص من قيمة الأديان بشىء. وكذلك إعترفت الفاتيكان مؤخرا بشأن الاعتقاد بوجود مخلوقات فضائية. إذ صرّح (ريفرند خوسيه غابرييل فيونز)،عالم الفضاء الأول في الفاتيكان قائلا: ((من المؤكد أن الكون الهائل باتساعه يعطي إمكانية لوجود كائنات عاقلة غير الانسان)). وتستند تلك التصريحات على أن الإيمان بوجود المخلوقات الفضائية، لا يتناقض مع إيمان المرء بالله أو مع عقيدة الكنيسة الكاثوليكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حواء
حمورابي سعيد ( 2013 / 7 / 3 - 19:02 )
اخي صبري...الا تذكر الالواح السومرية شيئا عن خلق حواء , وكيف تكاثر الجنس البشري .تحياتي


2 - حيرتونا
سوداني ( 2013 / 7 / 3 - 20:01 )
والله الواحد صارمحتار وغير متأكد ون اى شئ الى اين نسير؟؟؟؟؟؟

اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز