الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرباء

مزمل الباقر

2013 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الغرباء

الفصل الأول:
المشهد الأول:
(سين. صاد.) رجل يعبد الله بدون ان يلتزم بأي طائفة دينية، يؤدي ما افترضه الله عليه من فرائضه دون ان ينتهج أي مسلك في ذلك. كان في (بص الوالي) حينما رفع النداء لصلاة المغرب. نازعته نفسه بين ان يصلي بعد ان يصل إلى وجهته فلن يضمن وصول بص آخر في القريب العاجل. وبين ان يرتجل عن البص ويذهب لأداء الصلاة فاختار الخيار الثاني.

قادته قدماه لمسجد الطريفة الفلانية بإحدى الأحياء العريقة التي تجاور المحطة الوسطى. كان الماء شحيحاً عبر الصنبور لذا حينما فرغ من وضوءه كان الامام في السورة الأولى.

المشهد الثاني:
بمدخل الجامع وجد ( سين. صاد.) مبرداً للماء فاختار ان يروي ظمأه عن ان يدرك الركعة الأولى لكنه ادرك الركعة الأولى بعد احتساءه للماء، وبعد ان رأى ان يجلس بعد الصلاة قليلاً اتاه صوت الامام يذكر المصلين بتسبيح الله وقبل ان يذكرهم الإمام بحمد الله أيضاً. وقف شاب كثيف اللحية أكثها، وتظهر عظمه ساقه تحت جلبابه القصير، كان يسبح بيده بعصبية خشية ان يخرج المصلين قبل أن يخطب فيه.

المشهد الثالث:
تقدم احد ابناء الطريقة الفلانية نحو الشاب واراد ان يزيحه جانباً ليلتقط ورقة معلقة داخل اطار زجاجي، اراد ان يريها لها، وتقدم آخر يود ان يزيح الشاب عن مكانه.

اشاح الشاب بوجهه عن الورقة بعد ان مر بعينيه عليها كما يمر النسيم على الأرض اليباب. ثم تجمهر المصلين ونجح بعض ابناء الحي العريق وبعض افراد الطريقة الفلانية في سحب الشاب نحو الباب الشمالي للجامع. ثم اتى ملتحي آخر ضخم الجثة يرتدي الزي الافرنجي ببنطال قصير واراد ان يدفع ايدي المصلين عن الشاب.

الفصل الثاني:
المشهد الأول:
وقف (سين. صاد.) حائراً فيما يفعله، ثم هداه تفكيره بعد ان وقعت عيناه على احدى الشيوخ. فاتجه نحو الشيخ وبادره:
- يا حاج اتكلم معاه، انت بسمع كلامك عشان انت راجل كبير
- اقول ليهو شنو بس؟!!. والله ما عارف ديل جونا من وين؟!!
حفرت كلمات الشيخ حفرة بمقدار ظرف الرصاصة في قلب ( سين. صاد.) وترك الشيخ يمر من امامه نحو الجمهرة قبل أن ينضم إلي الشيخ.
المشهد الثاني:
نجح المصلين في اخراج الشاب والرجل الملتحي ضخم الجثة يصيح فيهم:
- ما يتكلم ليييه؟!!. الزول داير يقول ليكم قال الله وقال الرسول. تمنعوه
كتم (سين. صاد) غيظه. وأراد ان يخرج من الباب الجنوبي للجامع الصغير، ولكن حديث شاب عشريني العمر جعل زمام غيطه ينفلت.
- زول داير يتكلم معاكم في امور دينكم تمنعوه ؟!!!. قالها الشاب العشريني
- ياخ ما دايرين نسمع ليهو؟ بالقوة يعني! .. وجد (سين. صاد.) صوته يخرج من جوفه عالياً ويصرخ بهذه الجملة في وجه الشاب العشريني.
لم يدري بعدها (سين. صاد.) بماذا جاء رد الشاب العشريني نحيف البدن، الذي تفوه ببعض الكلمات وكان احدهم يجره بعيداً عن مركز الجامع

المشهد الثالث:
حمل ( سين. صاد.) قدميه إلى الخارج بعد ان توقف مرة اخرى عن مبرد الماء
- بالله دا سوق ولا جامع.!... قالها شاب في بدايات العشرينيات من العمر وهو يلتفت بناظره إلى( سين. صاد.)
زم ( سين. صاد.) شفتيه وهز رأسه شرقاً وغرباً كناية عن الإمتعاض. ثم حمل ناظريه نحو الباب الجنوبي كانت جمهرة المصلين بين مؤيد ومعارض لم حدث تعلو نبراتها.
- دا استعراض عضلات !. قالها الشاب في بدايات العشرينيات بعد ان نظر مرة أخرى لتعابير وجه (سين. صاد.) عله يقول شيئاً لكن الأخير فضل ان يحمل قدمه إلى خارج الجامع مرة أخرى دون ان ينسى ان يزم شفتيه ويهز رأسه شرقاً وغرباً كناية عن الامتعاض.
ارتدى (سين. صاد.). نعله الجلدي وحمل اقدامه خارج الباب الخارجي لمسجد الطريقة الفلانية وحانت منه التفاته إلى مصدر الصوت العالي الذي اتاه من الجهة الشمالية الغربية. كان الملتحي ضخم الجثة يخطب في جمهرة من المصلين داخل اسوار المسجد وقد علا صوته

خرج ( سين. صاد.) من المسجد وفي طريقه للمحطى الوسطى اخذ يحادث نفسه بحديث ذلك الشيخ: والله ما عارف ديل جونا من وين؟


مزمل الباقر
الخرطوم بحري في 3يوليو2013م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah