الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاياالجدات التي أطاحت برأس التوثيق / حسن علي يوّثق لتجربة لجان الدفاع عن الحريات اليموقراطية في سوريا

ياسر اسكيف

2005 / 5 / 4
المجتمع المدني


لو أن الأمر مشروع عمل روائي لحقّ ل ( حسن علي ) , من باب التخييل , أن يورد ما تجود به مخيّلته من أحداث , شرط أن ترتبط هذه الأحداث بمنطق يجعل من وقوعها أمراً ممكناً .
وحينما تتعلق المسألة بالتأريخ والتوثيق لتجربة لم يمض على بدايتها سوى خمسة أو ستة عشر عاماً , فعلى الذاكرة , وليس المخيّلة المفترض بها التنحي أمام الواقعي المجرّد , أن تعيد النظر في مقدرتها على الأمانة في إعادة إنتاج الوقائع .

إن الانتقائية التي شاءها حسن علي , كميزة لذاكرته , في سرد التفاصيل والحيثيات تشير بوضوح إلى قناعته التامة , التي لم ينجح في تمويهها , بأنّه يسرد ولا يوثّق , وبأنّه يتقصّد توجيه سرده لخدمة هدف يعنيه ويقصده . وبالتالي إعادة إنتاج تاريخ التجربة وتوثيقه حسب مشيئته الشخصيّة وليس كما حدث في الواقع .
فالوقائع التي أوردها جميعاً تستند إلى مبدأ النقل الشفهي التي يكفي أن يكذبها من نسبت إليهم لتتحول إلى مجرد لغو لا طائل منه .

مبدأ التخوين

مما يستحضر الفجيعة ويدعو إلى الرثاء هو مبدأ التخوين الذي حاول حسن علي أن يموّه عليه بتذاك ٍ مفضوح ومكشوف العورة فيما يخصّ ( أكثم نعيسة ) وبمباشرة فاضحة فيما يخصّ غيره
الجميع , بطريقة مباشرة أو بالتعدي , عملاء للأجهزة الأمنية , من المهندسة ( نهلة أحمد ) التي كانت عضوة في الأمانة العامّة للجان والتي لم تعتقل رغم الاعتراف عليها ( وهنا أقول للزميل السابق حسن بأن من عرف بأن المهندس – وائل محمود – يدعى أبا زياد كان بإمكانه أن يعرف ومن ذات المصادر بأن تلك المهندسة تدعى – نهلة – وليس – سهيلة - وكان عليه التساؤل لماذا لم تعتقل أية أنثى على ذمّة اللجان . هل كانت نهلة هي الوحيدة حقاً ) وفيما يخص التلميح إلى أن أكثم نعيسة كان الواشي بعبد العزيز الخيّر فلم تؤكد مصادر حزب العمل الشيوعي هذا الأمر , ولو كان لأكثم علاقة بهذا الأمر لما انتظروا حسن لينوب عنهم في ذلك . وأما أن يكون مراد يوسف قد أخبر الأجهزة الأمنية عن نشاط لجان الدفاع فهذا أمر مستبعد ( فمن المعروف عن مراد يوسف أنّه صاحب أخلاق رفيعة على المستوى الشخصي ولا يقوم بهكذا أعمال ...)
ولكن قيام سمير عباس أو قدري جميل بذلك فهو أمر مؤكّد . هل وصل الاعتقاد عند حسن علي بأنّه قيوم الأخلاق وحارس سدنتها الأمين ليمنحها للبعض ويجرّد منها البعض الآخر كي تستوي نظرياته الأمنية التي كان تلميذاً نجيبا في تلقيها .
ومن النظريات التي يعتمدها حسن في حلّ اللغز المستعصي وهو معرفة المخابرات بأن أكثم يعمل في اللجان !!!!!! فهي أن شخص أول حرف من اسمه ( ح ) وأول حرف من اسم زوجته ( أ ) قد وشى هو أو زوجته بأكثم . والسؤال الذي أريد توجيهه إلى حسن علي فيما يتعلق بأمر تسويقه لهذه التهمة إذا لم يكن منتجها : في حال ثبوت براءة هذين المتهمين مما نسب إليهما , هل يستطيع هذا المناضل المدافع عن حقوق الإنسان هو أو عشيرته أو قبيلته أو قطيعه أو حتى ربّه الأعلى أن يرفع الحيف والظلم الذي وقع عليهما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الإغفال وسؤال النوايا

يقول حسن علي , كي يؤكد مسألة انهيار أكثم في التحقيق , بأن أعداد كبيرة من الأشخاص اعترف أكثم بعلاقتهم مع اللجان , ( ومعظمهم في الحقيقة لم يكن لهم أية علاقة . قسم منهم خرج بعد التحقيق مباشرة , وقسم خرج لاحقاً أثناء جلسات المحكمة مثل المحامي محمد الصوفي و ياسر اسكيف وشخص آخر اسمه خالد كان يمثّل دور الأهبل ... الخ .
إنّ من يتذكر اسم الحي الذي كان يسكن فيه نبيل ناعوس في بانياس ( حي القصور ) أظنّه لا ينسى أن كل الذين نقلوا إلى سجن صيدنايا ظلوا في السجن حتى انتهاء المحاكمة ولم يخرج أي شخص أثناء جلسات المحكمة بل خرج ثلاثة أشخاص بعد أن برأتهم المحكمة من التهم الموجّهة إليهم وهم ( حسن رفاعة – محمد الصوفي – خالد ) والسبب في عدم ثبوت الأدلّة فيما يخص (حسن) و( محمد ) هو انتمائهما إلى حزبين في الجبهة الوطنية وليس لأنه لا علاقة لمحمد الصوفي باللجان . وأما خالد فلم تكن علاقته تستوجب الحكم عليه بالسجن . ولكن فيما يعني ياسر اسكيف فلا أظن بأن حسن علي الناصر قد نسي بأنه حكم بالسجن ثلاث سنوات إضافة إلى نبيل ناعوس – سامر نعيسه – ناظم حسين وقد خرج الأربعة بالعفو الذي أصدره الرئيس الراحل حافظ أسد في شهر نيسان 1992 وقد بقي الأربعة في فرع التحقيق العسكري حتى 20-5 – 1992 . وهنا أود أن أهمس في أذن الزميل السابق بأن العلاقة مع اللجان لا تحددها مدّة الحكم
لأن ( يعقوب موسى ) حكم عليه بالسجن خمس سنوات وأنت أدرى إن كان يستحقها .

أخيراً على من يدّعي التصدي للتوثيق والتأريخ أن يدعم ذاكرته ( إن كانت العلّة هي مجرد خيانة تمارسها الذاكرة فحسب ) ببعض الجهد في التحقيق والتقصي والتدقيق لأنه ما من أحد بحاجة إلى المزيد من المتاجرة بإنسانيته وكرامته . يكفي ارتجالاً , ويكفي قتلاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية