الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانةٌ للوطن، أم وطنٌ للخيانة

محمد رشو

2013 / 7 / 5
القضية الكردية


أكبر دليل على فشل الحركة الكوردية السورية هو ارتهانها للمتغيرات الإقليمية، فعبر تاريخها الطويل "نسبياً" لم تكن أبداً المبادِرة و إنما كانت – ومازالت- إنعكاس للمتغيرات، و تحرّكها إن تحركت عبارة عن ردود أفعال عشوائية دون منهجية واضحة.
هذا الأمر لم يأت عن عبث، وإنما نتيجة مباشرة لضعف التثقيف التربوي و السياسي الذي عانينا منه لأسباب ذاتية يمكن تلخيصها بإنصياعنا للإرادات الخارجية، و ضياع الحس القومي كفعل، و إقتصاره على شعارات كوردستانية فضفاضة بعيدة كل البعد عن واقع الأمور، كما أننا في نفس الوقت لا يمكننا أن ننكر التأثير المباشر والمتغلغل للأنظمة الاستبدادية التي عايشها الكورد عبر العصور التي أثرت عميقاً على الشخصية الكوردية المتأرجحة أصلاً.
فإذا سألنا أنفسنا ما الذي قدمته الأحزاب كممثل للشعب الكوردي عبر ال/56/ سنة منذ تأسيس أول حزب كوردي في سوريا؟ سوف نجد تعميق للإقتسام الكوردي المغروس فينا بفعل السياسات الخاطئة لهذه الأحزاب.
وبما أنه لم تكن لدينا يوماً تجربتنا الخاصة في النضال، فحاولنا تقليد النموذج الكوردي التركي عبر النضال المسلح ولكن للأسف أخطئنا البوصلة وبدأنا بتحرير كوردستان سوريا عبر تركيا!، و من ثم حاولنا تقليد النموذج الكوردي العراقي، فبتنا أتباع بشكل غير مباشر للحزبين الرئيسين هناك، و بسبب تجاربنا الفاشلة آنفة الذكر، أصبحنا عبارة عن ثلاث عقليات تابعة، كل عقلية تحاول فرض وجهة نظر سيّدها، بينما الشعب في وادٍ آخر تماماً، فهو دائما مغلوبٌ على أمره متأثراً منفعلاً غير فاعلٍ، وعندما انفعل تم تسييسه ضمن القوالب الحزبية الجامدة التي لم يعد هناك داع لإثبات فشلها المزمن، فجرعات الحياة التي تتلقاها دوريا من مموليها لم تعد كافية لضخ الروح فيها.
في خضم هذه المعمعة الفكرية السياسية يبرز أحيانا أناس يغردون خارج السرب سرعان ما يتم اسكاتهم كونهم الصوت المعبر عن الشعب و المحفّز والموقظ له بعد سنوات طويلة من النوم القومي، هذه الأصوات لا يتم اسكاتها فحسب بل يتم تصفيتها حتى جسدياً، و دائما هناك جهة جاهزة لتلقي اللوم و هي النظام المستبد المشارك في سفك دمهم.
ربما نستحق ما يحصل بنا كشعب سلّم مقاليد رَسَنِه إلى المرسون أصلاً ليتتم مهمته في توجيهنا إلى مصيرٍ مجهول في الجهة المخالفة لطموحاتنا القومية المشروعة.
لكل وطن عاصمة، إلا نحن الكورد لنا عواصم كلها خارج الوطن السوري، و يدها مغروسة فيه تحاول سحبه كلٌ إلى طرفه، لا حباً بنا أو شعوراً وطنياً زائفاً يبيعوننا إياه، وإنما أشبه ما يكون إلى محاولة إنتداب جديدة على النموذج الاستعماري، عبر رجالاتهم المستعدين دائماً لتنفيذ المطلوب دون سؤال عن الخلفيات وإنما عن الثمن الذي سيتم قبضه في حال تمّت المهمة بنجاح.
هنا يبرز السؤال الأهم و هو ما تعريفنا للخيانة؟
فهل العمالة لجهة كوردية يعتبر خيانة للوطن الكوردي السوري إذا ما اعتبرناه وطناً، أم أننا نستطيع إعتباره طرفاً وطنيا وفي هذه الحالة تسقط تهمة الخيانة عن المتعاملين معه.
و هل الخيانة باتت مفهوماً قابلاً للنقاش.....؟
فلنحدد أهدافنا بدقة و لنتعامل مع كل من يستطيع تحقيق طموحاتنا الوطنية، لكن دون أن نرهن أنفسنا عبيداً عنده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب للمطالبة


.. ميقاتي: الحديث عن رشوة أوروبية للبنان من أجل إبقاء النازحين




.. بايدن: نحن لسنا دولة استبدادية ومع حق التظاهر السلمي وضد الف


.. جامعة أميركية تلغي كلمة لمندوبة واشنطن في الأمم المتحدة بضغو




.. ترمب يتهم الديمقرطيين بمحاولة السماح للمهاجرين لترجيح كفة با