الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد والبدع المسيحية الجديدة

لطفي حداد

2005 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإلحاد والبدع المسيحية الجديدة
هذه تساؤلات بل تهجمات تسمعها هنا وهناك من الملحدين وربما تكون أحياناً أقسى وأكثر سخرية!!
هل يمكن أن تتصور حجمك كإنسان على أرض بدأت الحياة فيها منذ ملايين السنين، وتطوّر جدك الأكبر إلى الشكل الإنساني منذ حوالي مليون سنة.. ويبدو أن هذا التطور قد حصل في عدة مناطق من الأرض كما تقول النظريات العلمية..
هل يمكن أن تتصور أن هذا الكوكب الكبير الذي تعيش عليه هو جزء صغير جداً من ملايين الكواكب.. وأن أبعد مجرة نعرفها تبعد عنا حوالي 15 مليار سنة ضوئية!! إذن أي إنسان هو نقطة تافهة في خضم الحياة الصاخب وواحد من مليارات الأشخاص الذين مروا، أو سوف يمرون على كوكب واحد أو ربما أكثر.. فلماذا لا يكون هناك كوكب آخر عليه حياة مشابهة أو مختلفة. كوكب أصغر أو أكبر من أرضنا، وناسه أذكى أو أغبى، والحياة مزدهرة أكثر أو أقل..
عندما قال غاليليو إن الأرض تدور حول الشمس أي اعتقد بعدم مركزية الأرض أو اعتبرها جزءاً من مجموعة كونية أكبر.. حُكم عليه بالحرق!! لأن العقل البشري لم يتحمل عدم مركزيته ومحوريته الكونيتين..
والأمور ربما تكون أصعب من ذلك. إذا كنت تحلق في الطائرة فوق الغيوم وارتفعت أكثر وأكثر.. هل ستجد ذلك الروح الخالق الذي ندعوه "الله"، وإذا ارتفعت أكثر إلى القمر مثلاً أو إلى المريخ.. هل هو هناك وإذا خرجت من المجموعة الشمسية هل تصل إلى "السموات" حيث يسكن الله!
وإذا كان يحب البشر فلماذا يسكن بعيداً جداً عنهم! وإذا افترضنا أن المعنى هو سموات القلب فنحن نعرف أن ليس هناك غير الدماغ داخل جسم الإنسان يحتوي على نسيج يمكن أن يخزن صوراً وأفكاراً وشعوراً وكل ما عدا ذلك فهو عضلات وأوعية.. وإذا كان وعينا لله داخل أدمغتنا فلماذا لا نكون نحن الذين اخترعناها بعد أن سيطرنا على النار والحجارة وفهمنا أسرار الزلازل والبراكين، وعرفنا أن الشمس كوكب ما ضمن ملايين الكواكب. ويأتي الأسوأ من كل ذلك وهو الاستنساخ فإذا كان الإنسان يستطيع أن يخلق إنساناً ويتحكم بلون شعره وعينيه وطول قامته وربما ذكائه! فما دور الله؟

من الأمور المشككة أيضاً ما آلت إليه الأديان.. فالأصولية اليهودية – المسيحية – الإسلامية وارتباطها بالإرهاب والقتل وتدمير الحياة، والصدامات العنيفة بين الأديان جميعها في جميع أنحاء العالم، ورجال الدين والطقوس الدينية واختلاف الطوائف بين بعضها وخلافاتها الحادة والدموية أحياناً، ووجود الدين لفترة قصيرة في حياة الإنسان الممتدة لمليون سنة تقريباً على الأرض، والصور المختلفة لله وللخلود ولمعنى الحياة، ومحاولة كل دين محورة الأرض والبشرية حوله..
كذلك مسألة الضعف البشري أي تراجع الإنسان أمام المرض والفقر والجوع واستغلال القوي للضعيف في كل مكان من الأرض، والإمبريالية العالمية والسيطرة على الشعوب الفقيرة.. واستعمال القوي لجسد الضعيف وفكره وتحويله إلى منبع لذات وركام فضلات!!
هكذا يهاجم الإلحادُ المؤمنين من جميع الأديان ويصير الجواب هو حقيقة علاقة الإنسان نفسه بالله ومدى شعوره بوجوده رغم غياب الأدلة الحسية التي يمكن أن يفسرها العلم، والبحث في الإيمان عن "الطريق الحق والحياة".
* * *
هناك أيضاً مواقف بشرية خطرة كالإلحاد نفسه وهي ظاهرة البدع الغريبة المنتشرة في أميركا وإلى درجة أقل في أوروبا وقد بدأت تصل إلى شرقنا وهي تحدٍ كبير للإيمان والأديان.
هناك حوالي 2500 بدعة في الولايات المتحدة وحدها منها ما ينتهي بالانتحار كجماعة "أتباع داوود" التي تزعمها دايفيد كوريش من مواليد 1959 في هيوستين، تكساس، وقال لأتباعه إن رسالة إلهية جاءته وهو المسيح الآتي، وأنه سيموت في معركة ضد الكفرة وأنه حامل "الأختام السبعة" (عبارة مأخوذة من رؤيا يوحنا تدل على يوم القيامة)، وهو سيقرر متى تقوم القيامة.. وقد اقتنى دايفيد مع أتباعه الكثير من الأسلحة وتحصنوا في "مستوطنة واكو" التي أعدوها كقلعة محكمة وجهزوها بغرف محصنة.. وفي 19 نيسان 1993 وبعد 51 يوماً من الحصار قامت دبابتان من طرف الحكومة باقتحام سور المزرعة وأطلقت غازات مسيلة للدموع تفادياً لإضرام النيران، غير أن النار اندلعت وقضى في الأتون 86 شخصاً من بينهم 25 طفلاً.
ومن هذه الجماعات أيضاً جماعة "معبد الشعب" وزعيمهم جيم جونز الذي أَطلق على نفسه اسم "نبي الله" وانتهى بالانتحار مع 931 شخصاً.
بالإضافة إلى المجموعات الانتحارية هناك الأفكار الدينية التي تدعو لديانة كونية أو "العصر الجديد"، وهي مجموعة هرطقات غامضة ناتجة عن مزيج من المعتقدات الوثنية والعلوم الحديثة والتكنولوجيا والديانات الشرقية والغربية إضافة إلى اختلاطها بالأبراج والتخاطر.. ورغم وجود هذه التيارات بعيداً عن الشرق فإنها تصل إلى الشباب العربي بطرق مختلفة وخصوصاً في لبنان.
ويجب أن لا ننسى بدعتي "شهود يهوه" و"عبدة الشيطان" وأن لا نخلط بين كل تلك البدع، بل أن نفهمها لأن بعضها خطر جداً ويقود إلى الانتحار أو الأذى الجسدي بالإضافة إلى الأذى الروحي.. أيضاً يجب أن نميّزها عن المسيحية (لأن بعضها يتخذ أسماء مسيحية أو يدعي اتباع المسيح، أو اتباع آيات من الكتاب المقدس) لأن المسيحية الحقة لا تدعو إلى أي أذى جسدي للشخص نفسه أو للمحيطين به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا