الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجرة إلى أقجي قلعة...؟

مصطفى حقي

2013 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


خلفت عنتاب جنات النعيم وما نبئت ان طريق الخلد اقجه قلعة .. حقيقة لاتقاس كم هوالفرق شاسع بين جمال ورقي مدينة غازي عينتاب ، وخاصة في رحاب بلدية شاهين بك حيث اليونيفرسي (الجامعة) واستقرارنا لمدة تزيد على الشهر في شقة صغيره يقولون عنها (ستوديو)عبارة عن غرفة صغيره ومنتفعاتها باجر قدره خمسماية ليرة تركية أي مايعادل الأربعين الف ليرة سورية ، ولا يوجد فيها سوى سرير بدون أي غطاء ولا وسادة ولا أي من عدة مطبخ ، سوى سخان كهربائي مما اضطرنا الى شراء كافة لوازم المطبخ وحرامين ووسادتين . .. للحقيقة المنطقة ساحرة بل كل المدينة التي تتميز بحدائقها المتلاصقة النظيفة بل أن النظافة شعار متميز في كل مكان من المدينة ، بالاضافة الى العاب الاطفال التي تتربع في كل حديقة ، والمقاعد المريحة ، والنظيفة التي تتجدد كل عام اذ شاهدت شاحنة البلدية تاخذ مقاعد قديمة وتبدلها بأخرى جديدة مدون عليها بلدية شاهين بيك ، من مظاهر من الرقي الحضاري التي لم نشاهدها قبلا ..؟ والجديد في الأمر ان الولاية تتألف من العديد من البلديات المستقلة ، وللقياس ان دمشق العاصمة فيها بلدية واحدة ...؟ وتجولنا في اسواق غازي عنتب الرائعة الواسعة وساحاتها العامة ، وايضا تتوزع فيها المقاعد النظيفة لراحة الزوار وظاهرة تهافت الأهالي لمساعدة ا لغرباء ، واقترح ابني ان ننتقل الى مدينة اقجه قلعة التي لاتبعد عن اورفة بحوالي الأربعين كيلو متراً والمجاورة لمدينة تل ابيض السورية والقريبة من مدينتنا الرقه حيث ان غازي عنتاب تبعد عن اقجه قلعة مئتي كليو متر والتي هي مركز قضاء ، والشيء المحبب والمفيد فيها ان كل ابناء المدينة يتكلمون العربية بلهجة رقاوية قبل اربعين عاما ، اضافة الى اللغة التركية ، لان اغلب سكانها من اصول عربية وأيضا لمسنا من سكان اقجه قلعة مساعدة الوافدين النازحين وتقديم الخدمات لهم ، وكل شيء متوفر الأسواق المشرعة والمكتظة ، ولكن الأسعار كما في تركيا كلها أسعار كاوية بالنسبة للأسعار في سوريا ، ان اجرة المنزل المؤلف من ثلاث غرف (حوش عربي) استأجرها ابني بأربعماية وخمسين ليرة تركية في الشهر الواحد ودفع ثلاثة اشهر سلف التي زادت على السبعماية دولار ، طبعاً غير مفروش ، ورغم دلك فان المنزل المستأجر والجو المحيط به من امان وجوار طيبين رحبوا بنا كل ذلك لم يعجب زوجة ابني وبالكاد امضت الأسبوعين وغادرتنا الى الرقة مع طفليها فور فتح الحدود التي كانت مغلقة ، مدينة اقجه قلعة هادئة والخدمات الحكومية والبلدية في أوحها من بريد ومواصلات وكافة الخدمات ، كما شاهدت المطبخ التركي الذي يموله محسنين يقال انهم من السوريين يقدمون لمن يشاء من العوائل المهجرة وجبتي طعام غداء وعشاء في محيط المدينة ، قابلت بالصدفة الكثير من ابناء الرقة الذين استأجروا بيوتا في المدينة ، وكل يشكو من غلاء الاسعار وبدلات الإيجار ، علما ان مخيم اللاجئين السوريين (مخيم اقجه قلعه) الذي يضم حوالي الثلاثين ألف لاجيء سوري ويبعد عن المدينة حوالي العشرة كيلو مترات ..والحكومة التركية تقدم لهم كافة الخدماب من سكن وغذاء وخدمات ضحية مجانية ...في هذا اليوم كنت امر بجانب الحديقة العامة المخدمة لمحت شخصا لم اصدق ان اراه هنا وعدت الى الوراء ودخلت الحديقة وكانت المفاجأة انه الصديق المحامي احمد الغضب ابا مثنى ولم تصدق عيناه رؤيتي وضممنا بعضنا : استاذ حقي ايش جابك لهين ...؟ ورددت عليه مبتسما : هو اللي جابك جابني ....؟





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - أقاسمك الألم نحناالكورد لنا خبرة الخيم!
حميد كركوكي ( 2013 / 7 / 10 - 08:25 )
عشنا المخيمات الأيرانية فتعلمنا الفارسية وعشنا المخيمات التركية فتعلمنا التركية وهجرنا إلى صحراء عرعر ومخيمات البعث فتجربنا لدغات العقرب والرمل في عيون أطفالنا، أقاسمكم الزجر والعذاب، أتمنى للشعب السوري حضا أحسن ، ونهاية الوهابية المقيتة التي تأمروا على سورية لكي ترجع القرن الحجريي، سحقا لشعارهم المقرف الصحراوي {الله أكبر } التي بها من الحجاز و أوردوغان العثماني!

2 - الحمد والشكر على سلامتكم أستاذ مصطفى حقي المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 7 / 11 - 04:21 )
أستاذنا الغالي
شكرا لتواصلكم المستمر، نحن في قلق عليكم ولا يخففه إلا رسائلكم
الوضع متأزم بشكل يفوق التصور، والكل يريد الهجرة وترك البلد للمتحاربين الذين لم نعد نميز الحق مع من؟ أو على من؟ ونحن نناصر أية جهة فيهم؟ فما أكثر المتدخلين، والأخبار لا تشجع على اتخاذ موقف واضح
نالنا من الهدم والتعتير ما نلتموه في الرقة وإن كان وضعكم على أسوأ
كلنا أصبحنا في محنة واحدة ولا يسلم أحد من نار الحرب
والذي سلم منها لم يسلم أبناؤه من الخطف والتعذيب على أيدي عصابات لا نعرف توجهاتها طلبوا فدية عشرين مليون ليرة ليطلقوا سراح الرجل صديقنا، وآخر أطلقوه بعد دفع سبعة ملايين، أرقام كنا لا نجسر على التلفظ بها، أصبحوا يبيعون ما فوقهم وتحتهم ليخلصوا أولادهم من الخطف
والكل يريد الهجرة وترك البلد فلتان للمتحاربين فلا مدارس ولا مؤسسات ولا عمل ولا أي شيء لفت نظري قولك أن
الأسعار في تركيا كاوية بالنسبة للأسعار في سوريا
هذا ما سمعته عن لبنان أيضا أنه أغلى من عندنا مع وضع سوريا المتدهور
وأن اللبنانيين يتبضعون من سوريا لأنها أرخص من عندهم
يا سيدي من قلبي أدعو لكم بالسلامة ولا تقطعنا وطمنا دوما
ولا شر أصابكم يا عزيز

3 - ثمن الحرية
مصطفى حقي ( 2013 / 7 / 14 - 14:13 )
تعلمتم لغات الآخرين وتعرضتم للسع الأفاعي والعقارب ، دفعتم وتدفعون ثمن العيش بحريةة وكرامة وبدورنا ندفعها اليوم على امل الحرية
تحياتي استاذ حميد كركوكي ولمرورك الكريم

4 - انها مأساة العصر
مصطفى حقي ( 2013 / 7 / 17 - 17:58 )
العزيزة الغالية ليندا كبرييل شكرا لشعورك الإنساني النبيل ونرجوا ألا يتعرض أي انسان على وجه الكرة الأرضية ما تعرض له الشعب السوري. وان زوجتي تجد نفسها وهي تشهق بالبكاء لانها تركت منزلها حيث ذكرياتها والراحة النفسية وحيث الاهل والخلان وابنائها الخمسة الذين اتجه كل منهم الى النجاة خارح البلد سيدة لااستطيع بهذه الاسطر القليلة ا، اعبر عن المأساة التي نمر بها

اخر الافلام

.. من هو ستيف ويتكوف الذي لعب دورا حاسما في هدنة غزة؟| الأخبار


.. محمد رمضان.. رحلة الوصول إلى -النمبر وان- • فرانس 24




.. هل يستطيع ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا والوصول إلى اتفاق؟


.. رغم بتر ساقه في الحرب.. طبيب أطفال فلسطيني يعود لعلاج الأطفا



.. ترامب يهدد: هذا ما سأفعله إن لم يتفاوض بوتين لإنهاء الحرب |