الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار أملاه الحاضر 16 خروج مؤقت آخر عن المسار

عبد المجيد حمدان

2013 / 7 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حوار أملاه الحاضر 16
خروج مؤقت آخر على المسار
قلت لمحاوري : لماذا عدت مرة ثانية وصفقت الباب وراءك ، بعد أن صببت على رأسي من اللعنات ما جف بها حلقك ؟ هل ستتخذها منهجا ، تلجأ إليه كلما وصل بنا الحوار إلى مسألة تراها غير مقبولة ؟ قال : يا رجل ، أنت تسحبني معك إلى جنهم . أنت تقودني إلى ارتكاب الشرك والعياذ بالله . قلت : وكيف ذلك ؟ قال : أنت قلت أن قصة ذي القرنين أسطورة . ومضيت تقدم القرائن العلمية ، وأنا ساكت منصت إليك . ثم تجاوزت كل محظور ، وتساءلت إن كانت هي الأسطورة الوحيدة ، وهي ليست بأسطورة كما قلت لك ، التي استعارها القرآن ، لإيصال رسالته إلى الناس ، مستعينا بمجازيتها . ثم ألمحت أن ما ورد من قصص في القرآن ، ما هي إلا أساطير . فماذا تريدني أن أفعل أمام هذا الكفر ؟ قلت : ألم نتفق على عدم رمي أحدنا الآخر بالكفر ، مهما بلغ بنا الخلاف في الحوار ؟ قال : نعم اتفقنا . ولكن لم أتصور أن يبلغ بك الأمر حد تجاوز كل الحدود ، وأن تقول ما قلت . قلت : ولكن أليس ، كما سبق وأوضحت لك ، أن كبار دعاتكم ، وعلى رأسهم المرشد ، الدكتور محمد بديع ، هم من يصرون على فتح هذا الباب ، بعد أن ظل مقفلا كل هذه السنين ؟ قال : هذا ليس فقط غير صحيح ، بل هو يتجاوز التجني إلى التربص . تربص يستهدف لوي عنق الحقيقة . يا أخي ، لا يفعل دعاتنا ، وعلى رأسهم المرشد ، غير محاولة تبصير الناس بالحق والحقيقة . الحق الساطع كما نطق به القرآن . تأخذون كلامه ، وتقولون أن ذلك الحق الساطع ، المنير كالبدر في كبد السماء ، ما هو إلا أسطورة ، أسطورة لا حق فيها ولا حقيقة . فبماذا تريدني أن أرد بعد هذا ؟ قلت : ترد بما يدحض قولي ، وتبرهن أن ذلك حق وحقيقة ساطعة ، وليس أسطورة . قال : وأنا لم أفعل غير ذلك . ومرشدنا وأئمتنا لا يفعلون غير ذلك . فتردون بإيراد ما تسمونه براهين علمية ، تطفئ نور الحق ، لتزعموا بعد ذلك ، أن ما قيل مجرد أسطورة ، لا حقيقة فيها ولا ما يحزنون . فماذا تريدني أن افعل بعد ذلك ، وأنت تجرني إلى دوامة الشك ، التي لا يعقبها إلا الكفر ؟ قلت : ألست من أتباع مقولة " الله ما شافوه ولكن بالعقل عرفوه " ؟ قال : نعم ، أنا من أصحاب هذه المقولة . قلت : إذن لماذا كل هذا الخوف الذي يسكنك ، ويسكن أصحابك ، من إعمال العقل ، ولو لدقائق معدودة ، ولو في مسألة صغيرة واحدة ؟ قال : من قال لك هذا ، فنحن من نحترم العقل ، ونعلي شأنه ، ولا ننطق إلا بما يقره المنطق ويقبل به العقل . ولأن ضحكة مدوية ، مجلجلة ، انطلقت مني متحدية إرادتي ، رد محدثي متسائلا، وقد بدا في غاية الانزعاج : ما الذي يضحكك من كلامي إلى هذا الحد ؟ قلت وأنا أغالب ضحكي : بصراحة ، كلامك عن المنطق والعقل هو ما يضحكني . وأضفت : يا رجل ، لو وضعنا كل خطابات وعظات أئمتكم ، وفي مقدمتهم مرشدكم ، في ميزان العقل ، لرجحت عليها ريشة ، ريشة عصفور صغير ، لا ريشة نسر . ولو كان الأمر أمر عقل كما تقول ، فكيف يقبل عقلك الأسطورة على أنها حق وحقيقة ؟ قال ، وهو ينفخ غضبه : ها قد عدنا من جديد إلى أول السطر . قلت : كم مرة ، حسب علمك ، ورد في القرآن ، توصيف القصص القرآني ، على أنه أساطير الأولين ؟ قال : أكثر من مرة ، لكن على عكس ما تقول . فالقرآن ، سخر وهزئ ممن قالوا أن القصص ما هو إلا أساطير الأولين . قلت : تعال لنقرأ معا تلك الآيات ، أو بعضها ، لنرى إن جاء ذلك في مجال السخرية والهزء بأولئك القائلين أم لا .
مع النص :
وتابعت القول : أظنك تعرف أن الإشارة لأساطير الأولين وردت ، تقريبا بنفس النص ، في تسعة مواضع في القرآن . قال : هذا صحيح . قلت : وردت في سورة الأنعام الآية 25 ، الأنفال الآية 31 ، النحل الآية 24 ، المؤمنون ، الآية 83 ، الفرقان الآية 5 ، النمل الآية 68 ، الأحقاف والآية 17، القلم والآية 15 ، وأخيرا في سورة المطففين والآية 13 . سكت قليلا ، كأنما يحاول أن يتذكر ، ثم قال : نعم ذلك صحيح . قلت : أظننا لسنا بحاجة لإيراد الآيات التسع ، كي نرى صورة التشابه ، إن لم يكن التطابق بينها . قال : دعنا نذكر آيتين أو ثلاثا . قلت : في سورة الأنعام جاء النص كالتالي :{ .....حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين } . وفي سورة الأنفال قال النص :{ وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين } . أما في سورة المؤمنون فالنص هو :{ لقد وُعِدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين } . ونص باقي الآيات مشابه إن لم يكن مطابقا . وصحيح أن ورود " إن هذا لا أساطير الأولين " جاء على لسان محاوري النبي من المكيين ، إلا أن الآيات ، كما ترى ، تقدمه في صورة تقريرية ، لا فيها هزء ، ولا سخرية ولا حتى استنكار . صحيح أن بعض المفسرين أشار لما وصفه بالهزء من هؤلاء الكفار ، لكن الأكثرية ، اكتفت بالقول أن المحاورين أشاروا إلى أن القصص ، الذي أورده النص بلسان النبي ، إما أنه سبقت لهم المعرفة به ، أو أنهم يعرفون مثله من قصص وحكايات الأمم التي سبقتهم . قال : هذا غير صحيح . فالآيات ، وبهذا التكرار تحمل تكذيبا لهؤلاء ، كما تحمل تسخيفا لأقوالهم وهزءا وسخرية بهم وبأقوالهم . قلت : لن أسألك لماذا إذن لم يتفق المفسرون على موقف واحد ؟ ولكن أسألك : لماذا يخلو النص من نص صريح يقول ما معناه ، أنتم تقولون أنها أساطير الأولين وهي ليست كذلك ، هي وقائع حدثت ، وحقائق لا تقبل الدحض أو الجدل ؟ قال : هذا هو الكفر بعينه . نحن يا سيدي لا نملك الحق في أن نسائل الله على ما يجب وما لا يجب قوله . قلت : وأنا لا أطلب ذلك ، إنما أطلب تجنب مثل هذا الوقوع في البلبلة . فأنت تعرف أنه في أسباب تكرار النزول لهذه الآيات ، أنها – الأسباب- تنسب إلى شخص واحد اسمه النضر بن الحارث . النضر هذا سمح له ظرفه بالتردد على ملوك الحيرة ، والاختلاط مع أعلام من الفرس ، ومن ثم سماع الكثير من حكايات ملوك الفرس من جهة ، ومن حكايات من سبقهم من الأمم التي تتالت على ما بين الرافدين من جهة أخرى . وكان كلما سمع رواية لواحدة من القص القرآني ، يبادر إلى القول أنه سمع بها من قبل ، وأن لديه حكايات وقصصا أجمل ، وأكثر حكمة . وأن هذه الحكايات والقصص عرفتها الأمم السالفة ، دونتها ، وتروى عنها ، تحت باب الأساطير . ولم يرو عن النبي أنه رد على النضر ، بأن ما يرد في النص من القصص هو شيء مغاير ، هو ليس بالأساطير . قال : لا أقبل حجتك . فليس من حقنا أن نقرر ما كان على النبي قوله ، ولا ما عليه تعالى تنزيله . وما نزل ووصفه الكافرون ، أو النضر بن الحارث ، بالأساطير ، هو في واقع الحال ، وقائع حدثت ، وحقائق لا تقبل الجدل . قلت : طيب ، هل أنت مستعد لنناقش واحدة منها ، لنتبين إن كانت واقعة حقيقية ، أم هي بالفعل أسطورة . قال : سأجاريك وأستجيب لطلبك ، ولأؤكد لك ، وباعتماد منهجك ، رغم يقيني بعدم جواز ذلك ، وبأنني أرتكب إثما ، بطلان مزاعمك .
موسى وعصاه وفلق البحر :
قلت : أنت تعرف بالطبع حكاية عصا موسى وفلقه البحر بضربة منها ، وعبور قومه لذلك البحر ، وغرق فرعون وجيشه . قال بلهجة شديدة السخرية : وهذه تظنها أسطورة ، مع أنها واقعة سجلها التاريخ ، وحقيقة موضوعية تفقأ عين كل مرتاب مثلك . قلت : دعك من العيون وفقئها . فهذه الحكاية وردت في مواقع عديدة من السور . وعلى طريقة القص في القرآن ، أضاء كل نص جانبا من الصورة ، لتحقيق اكتمالها في النهاية . وأظننا لا نحتاج لسردها كلها كي نقف على مضمونها . قال : هذه المرة أوافقك . قلت : هل لنا أن نكتفي بما ورد في سورة الشعراء – بدءا بالآية 10 وانتهاء بالآية 68 – عن هذا الموضوع ؟ قال : لك ذلك أيضا ، مع ظني أنها غير كافية . قلت : جاء في سورة الشعراء وبدءا بالآية 63 ما يلي :{ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فِرْق كالطود العظيم * وأزلفنا ثم الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين } .
وقلت لمحدثي : كما لاشك تعرف ، اتفق المفسرون على معنى كل فرق ، بأن البحر حين انشق ، انشق عن اثني عشر طريقا ، بعدد أسباط بني إسرائيل ، تفصل بينها جبال الماء ، وبحيث يرى العابرون لأي طريق ، أخوتهم العابرين للطريق المجاور ، وسيلة للاطمئنان بعدم غرق أحد . قال : هذا صحيح ، ويريك حجم وعظمة هذه المعجزة الإلهية . قلت : دعنا قبل الحديث عن المعجزة نعود قليلا إلى وراء ، وحيث اتساقا مع التفسير ، سبقتها سلسلة من المعجزات ، ليست أي واحدة منها ، أقل عظمة من معجزة الفلق والطُرُق . قال متشككا في نواياي : ماذا تعني ؟ قلت : هل لديك فكرة عن أعداد الناس الذين عبروا ذلك البحر ؟ قال : المفسرون والعلماء يقولون أنهم بلغوا 740 ألفا ، وهناك من يقول أنهم كانوا أكثر من ذلك ، وآخرون يقولون أقل من ذلك . قلت : تعال إذن ندقق في هذه الأرقام ، وفي مسائل أخرى ، ربما أكثر أهمية ، تتعلق بجمعهم ومسيرهم ، وعبورهم ، وغرق فرعون وجيشه . قال والشك ما زال يطل من عينيه : لك ذلك .
الاجتماع :
قلت : أظنك تعرف أن هناك تطابقا بين روايتي التوراة والقرآن ، بخصوص بعث موسى ، وآياته في مواجهة فرعون وسحرته ، ومن ثم ما عرف باسم خروج بني إسرائيل من مصر ، وعبور البحر ، والتيه في سيناء ...الخ . قال : في الحقيقة لا أعرف ، لأنني لم أقرأ التوراة ، وإن كنت أخمن بوجود مثل هذا التطابق . قلت : هذا مهم لأن 1) هناك تقارب حول الأعداد . فالتوراة وفي سفر عدد تقول أن مجموع عدد رجال أحد عشر سبطا ، باستثناء سبط لاوي ، من بلغ منهم الحلم ، ومن شارف على الشيخوخة ، بلغ 603 آلاف وبضع مئات . وبإضافة رجال سبط لاوي ، وهم يزيدون ببضع مئات عن 22 ألفا ، يكون مجموع الرجال الذين ساروا مع موسى وعبروا البحر بعد فلقه ، أكثر ببضع مئات من 625 ألفا . هذا يعني أن العدد الإجمالي للشعب يزيد على المليونين . 2 ) تعطيك الروايتان انطباعا ، أو تصورا ، وكأن هؤلاء عاشوا في مدينة واحدة ، هي طيبة عاصمة مصر آنذاك ، الأقصر أو قنا حاليا . وبالتالي كان جمعهم وتحريكهم سهلا . 3 ) ذلك على الرغم أن التوراة تحكي أن قبائل منهم ، عاشت على الرعي ، ، لم تقع في براثن العبودية ، سكنت ما أسمته التوراة بأرض جاسان ، فيما تفرق الآخرون بين أرض مصر كلها . وأرض جاسان هي الأرض شبه الصحرواية الواقعة شرق الدلتا – على مشارف سيناء – والتي هي جزء من محافظة الشرقية الحالية . 4 ) لا ذكر في الروايتين لاسم البحر الذي فلقه موسى بعصاه . لكن الناظر إلى خارطة مصر لا يجد غير خليج السويس ، بين مصر وسيناء . وعليه يكون هو البحر الذي فلقه موسى بعصاه . 5 ) ولأن مصر قبل ذلك ، دخلت في حروب كثيرة مع امبراطوريات الشرق – البابلية والآشورية والحثية - ولأن الصراع اشتد على جنوب بلاد الشام – وفلسطين بالأساس – لحماية حدود الدولة ، فقد ظلت سيناء معبرا للجيوش المتحاربة . ونظرا لطبيعة سيناء ، بجبالها شديدة الوعورة ، وصحرائها ، فقد عرفت الدولة المصرية ، وحددت ، طرق العبور من سيناء وإليها . ولأن موسى تغرب في سيناء ، قبل بعثته ، 15 سنة ، فقد حفظ هذه الطرق عن ظهر قلب ، وبالتالي كان من غير المعقول أن يقود شعبه إلى طرق غيرها ، ببساطة لاستحالة عبور سيناء منها . 6 ) ولأن قبائل جاسان داومت التنقل بين مضاربها وسيناء ، فقد كانت على معرفة دقيقة بممرات العبور إلى سيناء . 7 ) وبالنظر إلى خريطة مصر الطبيعية ، وحيث تفصل سلسلة جبلية ، جرداء وشديدة الوعورة ، بين صحراء مصر الشرقية ، المتاخمة للوادي ، وبين البحر الأحمر وسيناء ، كان من غير الممكن التوجه شرقا من مدن الوادي ، للوصول إلى سيناء ، إلا عبر طرق محددة . وفي واقع الأمر كان يمكن سلوك طريق واحدة من جنوب الوادي للوصول إلى شاطئ البحر الأحمر ، ثم مواصلة السير بموازاته ، فالوصول إلى نقطة شمال السويس ، يمكن العبور منها إلى سيناء . 7 ) وحسب روايتي القرآن والتوراة ، كان على موسى جمع بني إسرائيل في عاصمة الدولة ، أي الأقصر حاليا ، ليبدأ منها رحلة الخروج . ومن نظرة إلى خارطة مصر ، كان ذلك يعني أن على قبائل جاسان مثلا ، التحرك جنوبا ، بدل التحرك شرقا إلى الممرات التي تعرفها ،ولتقطع ، في رحلة شاقة مضنية ،مئات الكيلومترات ، ومثلهم سكان الدلتا ، وحتى أسيوط وبني سويف ، قبل الوصل إلى نقطة التجمع . وهذه في رأيي ، معجزة تنظيمية وسياسية ، وحتى ثقافية ، تفوق بكثير معجزة فلق البحر ، والتي سنرى كم كانت هائلة .
وتساؤلات :
والنقطة الأخيرة ، إن أردت التفكير فيها تطرح أكثر من سؤال ، لا تقدم روايتا التوراة والقرآن تلميحا بالإجابة عليها . تقول هذه النقطة أن موسى ، بانشغاله في محاججة فرعون وملأه ، لم يتمكن من مجرد اللقاء مع زعامات القبائل المنتشرة شرق الدلتا وداخلها وعلى طول الوادي . وليبرز السؤال : كيف تأتى له إقناع هؤلاء بترك مواقعهم ، والانخراط في رحلة مضنية ، تستغرق العديد من الأيام ، وصولا إلى مكان التجمع ، في العاصمة طيبة - قنا أو الأقصر- ؟ والجواب أن موسى كان لا بد يملك تنظيما كبيرا ، عالي الانضباط ، شديد الفاعلية ، وعظيم الكفاءة السياسية ، يمتلك أفراده قدرة هائلة على الإقناع ، وقدرات تنظيمية رفيعة على تحريك الجموع ، توجيهها وقيادتها . لكن التوراة ، ومعها القرآن ، تنفي ذلك ، مؤكدة اعتماده فقط على عون أخيه هارون . ولأن التاريخ يحدثنا عن دولة مصرية بمؤسسات فاعلة ، كان فشل أجهزة الدولة في رصد هذه الحركة الهائلة ، متابعتها ومراقبتها ، ومن ثم اتخاذ إجراءات لوقفها ، مناقضا لكل منطق . ولأن عاصمة الدولة آنذاك كانت صغيرة ، بمعنى أن سكانها لا يتعدون بضع عشرات من الآلاف ، كان غير منطقي أن يتجمع فيها قرابة المليونين ، حسب التوراة ، وقرابة ثلاثة أرباع المليون حسب التراث الإسلامي ، ، وبينهم أعداد مرتهنون بالعبودية لهؤلاء السكان ، ولا يتسبب ذلك في إرباك الحياة فيها ، ومن ثم لا يقع السكان ، كما الفرعون ، وأجهزة الدولة على نوايا هؤلاء القوم ومقاصدهم ، وليظل الفرعون وأجهزته والسكان كلهم سادرين في غفلتهم . ولأن حركة هذه الأعداد الضخمة ، ومعها دوابها ومواشيها وحيواناتها ، تحدث ضجة كبرى ، كان من غير المنطقي عدم الانتباه لها ، إلا بعد ابتعادها هذه المسافات الطويلة – بضع مئات من الكيلومترات ، فاللحاق بها وهي على وشك الدخول في البحر ، عبر الطرق التي شقتها عصا موسى . ومن يضع خارطة مصر الطبيعية أمامه ، يرى أن الطريق من قنا ، وهو يتجه إلى الشرق ، يعبر مضيقا بين الجبال ، يصل إلى ميناء سفاجة على البحر الأحمر ، ثم يتوجه شمالا في محاذاة الشاطئ إلى رأس خليج السويس ، فبدء العبور إلى سيناء ، عند فم الخليج – وقد ساعدني الحظ ، وأنا طالب في الجامعة ، بعبور هذه الطريق ، وشاهدت الجبال الجرداء ، صخور هائلة بدون حفنة تراب واحدة ، التي تحف بها ، وخبرت كم هي صعبة رغم الباص المكيف الذي أقلنا - ، لكن روايتي التوراة والقرآن لا تقولان ذلك . وقد يخيل للمرء ، استنادا لهاتين الروايتين ، أن عصا موسى شقت البحر الأحمر ، دون أن يعرف أن الخروج ، في هذه الحالة ، سيكون إلى شمال الحجاز وليس إلى سيناء .
قال : أعترف أن معلوماتي في هذا الشأن قليلة . والواضح أنك تستغل ضعف معلوماتي لتثبت صحة وجهة نظرك التي أرفضها ، لأنني أراها مخالفة للحقيقة ولا أقبلها . قلت : ولكنك تستطيع بسهولة الآن أن تحصل على هذه المعلومات ، وما هو أكثر منها . أنا لا أطالبك بأن تقرأ سفري الخروج وعدد من التوراة – أو العهد القديم من الكتاب المقدس- لأنك لن تفعل ذلك . اطلب من الانترنيت خارطة مصر الطبيعية . تأملها جيدا ، وسترى كيف أن الطرق العرضية ، التي تربط الوادي بالبحر الأحمر ، غير موجودة ، لأن سلسلة الجبال الفاصلة بين الصحراء الشرقية والبحر الأحمر تحول دون ذلك . أنت مثلا لا تجد طريقا من أسيوط يمتد شرقا ليعبر هذه السلسلة ، وصولا إلى البحر . كما لا تجد مثل هذه الطريق من بني سويف أو من المنيا ولا حتى من أسوان . هناك طريق واحدة من قنا إلى سفاجة ، تواصل السير بمحاذاة البحر حتى رأس خليج السويس ، لتبدأ طريق العبور إلى سيناء . أيضا ستتعرف على حقيقة أن مدن ذلك الزمان كانت صغيرة ، قياسا بأيامنا ، بضع عشرات من الألوف على أقصى تقدير . إذن من غير المتصور أن يعيش فيها ذلك العدد الهائل من الأغراب – 740 ألفا حسب الروايات الإسلامية ، وأكثر من مليونين حسب التوراة - ، أو أن يتجمعوا فيها ثم يخرجون في مسيرة هائلة ، دون إثارة انتباه السكان ، أو مؤسسات الدولة ، وعلى رأسها الفرعون ذاته . قال : لنفترض أن كل ما تقوله صحيح فماذا بعد ؟
البحر وطرقه :
قلت : دعنا نتوقف قليلا أمام المعلومات . تقول المعلومات أن عرض خليج السويس يتراوح بين 19 كيلومترا ، في أضيق نقطة ، و32 كيلومترا في أوسعها . ودعنا نفترض أن الصدفة أسعفت موسى وبني إسرائيل بالعبور من أضيق نقطة . لكن ليس هذا كل شيء ، فعمق الماء هناك يبلغ مئات الأمتار ، إن لم يزد عن ذلك كثيرا . والآية نفسها تشبه ارتفاع الماء على جانبي الطريق بالجبال . ثم إن قاع البحر غير ممهد ، والسير عليه ليس سهلا . وقبل هذا وذاك ، وأظنك تعرف هذا ، جاءت تسمية هذا البحر بالأحمر ، بسبب كثرة الشعب المرجانية فيه ، وأظنك ستفكر أن السير خلالها ليس سهلا . وأخيرا فإن البحر الأحمر ، وخليج السويس جزء منه ، واحد من أغنى بحار العالم بأحيائه ، وأكثرها تنوعا . ولا بد أن يلفت انتباهنا هنا قنافذ البحر ، وسرطاناته ، وقناديله ، ومحاراته ، وأسماكه الشوكية والرعاشة ، ومنها التي تعيش على القاع ، وبعضها سام ، بل وشديد السمية . هذا عن البحر وعبوره . والعبور ، كما تشير الخارطة ، يقود إلى شاطئ المثلث الحنوبي من سيناء . وخارطتها الطبيعية تقول بعدم وجود منافذ ، فممرات ، إلى داخلها . جبالها العالية ، الصخرية والصعبة تشكل حائط صد ، يحول حتى يومنا هذا دون وجود طريق واحدة ، يعبرها من غربها إلى شرقها . والواصل إلى شاطئ سيناء ، يواجه بخيارين للوصول إلى وسط سيناء ، حيث الصحراء التي تاه بها بنو إسرائيل 40 سنة ، حسب الروايتين القرآنية والتوراتية . الخيار الأول أن يعاود السير شمالا إلى رأس الخليج ، فاتباع طريق العبور إلى وسط سيناء . والثاني أن يواصل السير جنوبا ، ملتزما الشاطئ ، إلى رأس محمد ، ثم شمالا إلى شرم الشيخ فنويبع ، ومن ثم الاتجاه غربا للوصول إلى صحراء التيه . وأنت لا شك تعرف أن كلا من الروايتين التوراتية والقرآنية ، لم تقولا لنا شيئا عن ذلك . قال : يا أخي والله إنك لتستغفلني مستغلا ضعف معرفتي بما تقول . قلت : الحصول على المعرفة لا يحتاج لأكثر من ضغطة على زر في كومبيوترك . قال : أقبل بذلك ، فماذا بعد ؟
بين جبال الماء :
قلت : لنعد إلى الآيات وتفسيرها . يقول التفسير ، وهو متفق عليه ، أن موسى حين ضرب البحر – خليج السويس – بعصاه انفلق البحر عن اثني عشر طريقا . كل طريق مخصص إلى سبط من أسباط بني إسرائيل . وبين الطريق والآخر حاجز من الماء يمكن من خلاله رؤية العابرين من الجانبين ، لبعث الطمأنينة في النفوس ، بأن أحدا لم يغرق ، وليبعث الهمة على العبور . والآن دعنا نعمل الخيال ونتصور ما حدث . كل طريق طوله 19 كيلومترا ، يحيطه جبلان من الماء ، الواحد مثل حوض ضخم للسمك ، بطول 19 كيلومترا ، وبارتفاع مئات الأمتار ، وبسمك بضعة أمتار . وفي كل حوض كم هائل من الأسماك ، شديد التنوع ، من سمك القرش وما ماثله من وحوش البحر الأحمر – يمكن لزائر متحف الأسماك في الغردقة رؤية هذا التنوع الهائل والمثير للدهشة – إلى الأسماك المتوسطة والصغيرة ، وهي هائلة التنوع أيضا . وبديهي أن عابر أحد الطرق يرى الأسماك ، ومن على الجانبين ، تتحرك ذهابا وجيئة ، وفي اندفاعات شديدة ، حتى ليخيل له أنها ستسقط على رأسه ، ولكنها ما أن تلامس الجانب ، رغم عدم وجود حائط زجاجي مانع ، حتى ترتد عائدة . قلت : فكيف ترى ذلك ؟ قال : إنها المعجزة يا صديقي . ويا لها من معجزة ، لا يسعنا معها إلا أن نقول سبحان الله الذي جلت قدرته . قلت : قبل الحديث عن المعجزة ، أود أن أسألك : كم يحتاج سبط مكون من خمسين ألفا ، وكل الأسباط كان تعدادها أكثر من ذلك بكثير ، كم يحتاج من الوقت ، هو ودوابه وماشيته وحيواناته وحاجياته ، لقطع هذه المسافة ، وعلى قاع البحر ، وبافتراض أن المعجزة شملت تسوية قاع البحر ، وفرشته بالإسفلت ؟ قال : أظنهم سيحتاجون إلى الكثير من الوقت . قلت : بضع ساعات مثلا ؟ قال : أظنها أكثر من ذلك . قلت : وهذه المعجزة بأبعادها الهائلة قائمة . قال : نعم . قلت : ماذا تظننا فاعلين ، أنا وأنت ، لو حدث وشاهدنا معجزة ، أصغر من هذه مائة مرة ؟ قال : بالتأكيد سنخر ساجدين معترفين بقدرة الله ، مؤمنين ، متبعين لرسالته . قلت : هذا صحيح ، ولكن بني إسرائيل ، وفي ذلك الوقت ، الذي كان فيه بنو البشر بسطاء ، سريعو الإيمان بما لا تفهمه عقولهم البسيطة ، ورغم معايشتهم لهذه التجربة ، ومعجزاتها الهائلة ساعات وساعات ، لم يؤمنوا ، فكيف تفسر ذلك ؟ قال مستنكرا : من قال أنهم لم يؤمنوا ؟ من أين لك بافتراء كهذا ؟ قلت : حلمك يا صديقي . هذا ليس قولي وإنما قول القرآن ، وقبله التوراة .
فصول أخرى للأسطورة :
صمت محدثي مفكرا ، كما بدا من ملامحه ، فتابعت القول : أنت لا شك تعرف أن فصول الأسطورة لم تنته عند حد خروج بني إسرائيل ، ودوابهم وماشيتهم ، من البحر . فلقد تتابعت هذه الفصول واحدا وراء آخر . قال : لم تكن فصول أسطورة كما تزعم ، وإنما كان تتابعا للمعجزات . قلت : بعد الخروج من ماء البحر عطش الناس . ولأنه لا ماء في صحراء سيناء ، فقد ضرب موسى الصخر بعصاه فتفجرت اثنتا عشرة عينا ، بعدد الأسباط ، أروت ظمأهم وظمأ دوابهم ومواشيهم . قال : هذه معجزة أخرى من معجزات الله سبحانه وتعالى . قلت : ليكن الأمر كما تقول ، وأن عصاه شقت الصخر . لكن العلم يخبرنا أن عين الماء تتدفق من خزان أرضي – حوض مائي – تجمع فيه ماء المطر عبر زمن مديد ، ووجد شقا في الصخر يخرج منه . فهل عملت المعجزة على إنشاء هذه الأحواض وتجميع الماء فيها ، في تلك اللحظة التي ضربت فيه عصا موسى ذلك الصخر ؟ قال : أرفض تشكيك هذا الذي تقدمه بديلا لقدرة الله سبحانه وتعالى ، والمعبر عنها أنها إذا أراد شيئا يقول كن فيكون . ومن المؤكد أن الله هو الذي وجه موسى لضرب الصخر ، حيث الأحواض المائية موجودة . قلت : أنت يا صديقي ربما تنسى أن هؤلاء القوم لم يكن خروجهم من مصر هربا من العبودية فقط . لقد تحدد الهدف من قبل اللحظة التي بدأ فيها موسى الإتيان بآياته . خرجوا وأمامهم هدف وحيد : الوصول إلى فلسطين ، أرض العسل واللبن ، الأرض التي وعدهم الله بها ، وإبادة أهلها ، أجدادنا ، والحلول محلهم بتملك أرضها . فإذا كان كل ما حدث معجزات من الله ، فأنت إذن تؤمن بحقهم في ذبح أهلك ، والاستيلاء على وطنك وطنا لهم . قال : ها أنت تحاول اللعب بعواطفي بقلب المعجزات إلى سياسة . قلت : سأترك هذا إلى حوار آخر مطول ، ولأقول أن فصول الأسطورة توالت . حصل تيه بني إسرائيل في صحراء سيناء – الجزء الأوسط – حيث لا ماء يكفي ، ولا زرع أو شجر يطعم هذه الأعداد الهائلة أربعين سنة . وفي هذه السنين الأربعين لم تبل الثياب ، ولم تتقطع النعال ، ونزل الأكل من السماء ، منُُّ وسلوى ، وأعطاهم الله خياما وبيوتا يأوون لها ، يتقون بها حر النهار وقر الليل . قال : يا أخي ، لم تريدني أن أنكر المعجزات . هي معجزات من الله سبحانه وتعالى . قلت : ليكن كذلك . وتقول التوراة أن بني إسرائيل صنعوا تمثالا من نحاس لحية موسى ، التي تحولت إليها عصاه حين رماها في مواجهة السحرة ، ورفعوها أمامهم ، لتقيهم شر حيات صحراء سيناء القاتلة . كانت هذه الحيات ، شديدة السمية ، تحترق لحظة توجيه تمثال حية موسى النحاسية نحوها ، فيتقي بنو إسرائيل شر لدغاتها . قال : لا أعرف ذلك لأنه لم يرد في القرآن . وهي أيضا معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى . قلت : وفصل الأسطورة الأخير الذي أتوقف عنده ، تمثل في أن إله بني إسرائيل ، ترك شؤون الكون ، واشتغل لهم دليل طريق . كان يسير أمامهم ، دالا على الطريق ، عمود سحاب في النهار ، وعمود نار في الليل . قال من أين لك بهذه ؟ قلت من التوراة ، ومن سفر الخروج تحديدا . قال : لا أعرف هذه ، وأظن أنها من تلك التحريفات التي أصابت التوراة . قلت : ليكن الأمر كما تقول ، ولكن دعني أسألك : ماذا كان الغرض من تتالي هذه المعجزات ؟ قال : لأن الله أراد أن ينجي بني إسرائيل من ظلم فرعون ، ولأن تتالي المعجزات يعمر نفوسهم بالإيمان ، ويرسخ ويعمق خذا الإيمان . قلت : كيف تفسر إذن أنهم رغم ذلك كله ، ورغم الآيات التي أتى بها موسى قبل بدء رحيلهم ، لم يؤمنوا ، وبقوا على دينهم ، وأنهم ظلوا يرتدون عن الدين الجديد ، كلما طال بهم العهد ، وواتتهم الفرصة ؟ قال : وهو يزفر غيظا : لا أعرف ولا أريد أن أعرف . قلت : ألم يستغلوا غياب موسى على الجبل ، وتجربة المعجزات ما زالت حاضرة ، فصنعوا العجل ، إلههم القديم ، بمعونة هارون ، ثم نصبوه وعبدوه ؟ قال : نعم فعلوا ، فما الذي ترمي إليه ؟ قلت فعلوا ذلك لأنه لم يروا معجزات ، ولم يعبروا بحرا . صرخ مقاطعا : اتق الله يا رجل . أتكذب القرآن ؟ قلت : لا . لا أكذب القرآن . ولكن في الحقيقة أنت وأمثالك هو من يكذبه . القرآن هنا يعيد سرد أسطورة ، ولكن أنت وغيرك ممن يصفون أنفسهم بالعلماء والأئمة ، حين يصرون على أن الأسطورة حقيقة تاريخية ، يقومون في الواقع بتكذيب القرآن . قال مزمجرا : الويل لك ، والويل لي لأنني وافقت على الحوار معك . الويل لي لأنني أسمعك وأسمع كل هذا الهذيان من الكفر .
فرعون وعبور البحر :
قلت : ترفق بنفسك يا أخي ولنعد إلى صلب المسألة . قال ساخرا : بعد كل هذا وتقول لي صلب المسألة ؟ قلت : لقد نسينا ما حل بفرعون وجيشه . قال : آه صحيح . ولعلك تريد أن تشكك بهذه أيضا . قلت : الآيات تقول أن فرعون حين لحق بهم ، كانوا قد أصبحوا وسط الماء . ورغم عظمة المعجزة التي رأى لم ينصدع قلبه . ورغم أنه يعرف ، كقائد عبرت جيوش دولته سيناء مرارا وتكرارا ، أن الخارجين من الماء سيضطرون ، بسبب طبيعة سيناء التي سبق وتحدثنا عنها ، إلى السير شمالا نحو فم الخليج ، كي يعبروا إلى سيناء ، ورغم أنه كان يعرف أنه بمواصلة سيره سيسبقهم ، وسيحاصرهم هناك ، إلا أنه اندفع ، نقيضا لكل منطق ، وراءهم في الماء . انطبقت عليه وعلى جيشه جبال الماء وغرقوا أجمعين ، ونجا بنو إسرائيل . وسألته : كيف ترى هذا المنطق ؟ قال محتدا : يا أخي تلك كانت إرادة الله . قلت : نعم صحيح . ولكن أريد أن أسألك : هل هي حقيقة أن فرعون وجيشه في ذلك الماء ، وغدت مصر بلا دولة ، ولا جيش ، حيث برطع بنو إسرائيل على جزء من أرضها ، صحراء التيه في سيناء ، أربعين سنة ، دون أن تقول لهم الدولة التي عصوها ، ونهبوا حلي قومها قبل خروجهم ، كلمة بم ؟ قال : يا أخي الآيات واضحة . نعم لقد أهلك الله أولئك القوم الكافرين . قلت : ولكن القرآن يقول غير ذلك ؟ قال مستنفرا : ما الذي تريد أن تفتريه على القرآن هذه المرة ؟ قلت : الآيتان 39 و 40 من سورة القصص تعود وتؤكد على هلاك فرعون وجيشه في البحر ، حيث نصهما الآتي :{ واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون * فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين } . لكن الآيات 90 ، 91 و 92 من سورة يونس تقول شيئا آخر . هذه الآيات نصها التالي : { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين * الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون } . قلت : ها ما تقول ؟ قال : لا أدري ما أقول . فالحقيقة ، ورغم معرفتي بهذه الآيات ، التي تقول بأن فرعون آمن ، ومن ثم نجا من الغرق ، إلا أنني ظللت على إيماني بأنه غرق ، كما قالت الآيات السابقة . قلت : وكيف تفسر هذا التناقض الذي تقول به الآيات ؟ قال : في الحقيقة لا أعرف . ما أعرفه هو إيماني بقدرة الله ومعجزاته ، ومن أن كلامه لا يأتيه الباطل من أمام أو وراء . قلت : صحيح لكنك نسيت أنت ومن تتلقى منهم علمك ، أن هذه الحكاية ما هي إلا مجرد أسطورة ، لا مكان لها على أرض الواقع والحقيقة . وأختم حوارنا اليوم مذكرا إياك أنها أسطورة تدور حول تبرير لنهب أرض وطنك ، وإبادة شعبك ، ورغم ذلك تنفي أمامها ، أنت وأمثالك ، عقلك ، فتعيد بثها على أنها حقيقة ، وواقعة من وقائع التاريخ . وعاجلت محاوري ، سادا الطريق على اعتراضه بالقول : وأما لهذه فستكون لنا جلسة حوار مطولة .















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 7 / 10 - 18:20 )
الكاتب يحاول أن يوضح للقراء من أن القرآن الكريم يحمل أساطير!... أو أنه مقتبس من التوراه! .
أقول :
1- مالذي يثبت أن الخارطه الجغرافيّه في زمن موسى هي نفسها في زماننا هذا؟... العلم كان يؤكد أن روسيا كانت مرتبطه بأمريكا , ثم فصلها الماء , فكما أن الماء يفصل بين اليابسه , فإن اليابسه ترتبط في بعضها إذا ضعف منسوب المياه , فطبيعة الأرض غيرمستقره , لذلك , على الكاتب أن لا يفرض نظره عن عالم اليوم على عالم الماضي .
2- من الطبيعي أن تجد التوافق بين التوراه و القرآن , لأن المصدر هو واحد , و أقصد : الله تبارك و تعالى .
3- سوف اسأل الكاتب سؤال , و أتمنى أن يجيب عليه عقلياً و علمياً , فإن لم يستطع , فاليريحنا من شبهاته .
السؤال : كيف قام الفراعنه بنقل الأحجار الجيريّه من الحبشه إلى مِصر , مع العلم أن وزن الأحجار تصل إلى مئات الأطنان؟ .


2 - رد من الكاتب
عبد المجيد مصطفى حمدان ( 2013 / 7 / 11 - 09:14 )
كنت أتمنى لو أنك يا أخ عبدالله رددت على مفندا بعض ما قلت مستندا إلى معطيات علمية . نعم مرت الأرض ، وضع القارات ، بتغيرات كبيرة ، قبل أن تستقر على ما هي عليه الآن . لكن هذه التغيرات حدثت في الماضي البعيد . انفصال آسيا عن أمريكا حدث قبل ملايين السنين ، أو لنجامل الأخ عبدالله ونقول قبل مئات آلاف السنين . التغيرات الجغرافية الكبرى لا تحدث كل يوم . وفي العشرة آلاف سنة السابقة لم يحدث تغيير مهم في تكوين القارات أو البلدان . ومصر منذ عشرة آلاف عام ، بل منذ مائة ألف عام لم تتغير طبيعتها . وأسطورة موسى وفلق البحر حدثت منذ وقت قريب ، ثلاثة آلاف ومائتين وخمسين سنة . . وأؤكد للأخ عبدالله أنه لا يوجد مصدر علمي واحد يقول بتغير طبيعة مصر . الأمر الثاني فيما يتعلق بنقل الأحجار الجيرية من الحبشة فليس لي علم بها ولا أدري إلى أي مصدر استند الأخ عبدالله . حجارة الهرم ليست جيرية . ولو كانت كذلك لتآكل بنيان الهرم منذ زمن . حجارته قطعت من محجر قريب . ورفعها إلى أماكنها معجزة بشرية بكل المقاييس . والتماثيل والمسلات من حجر البازلت الأسود الصلب جدا والثقيل وكيفية نقلها إلى حيث هي معجزة بشرية ولكن معروفة . شكرا


3 - رد من الكاتب
عبد المجيد مصطفى حمدان ( 2013 / 7 / 11 - 09:14 )
كنت أتمنى لو أنك يا أخ عبدالله رددت على مفندا بعض ما قلت مستندا إلى معطيات علمية . نعم مرت الأرض ، وضع القارات ، بتغيرات كبيرة ، قبل أن تستقر على ما هي عليه الآن . لكن هذه التغيرات حدثت في الماضي البعيد . انفصال آسيا عن أمريكا حدث قبل ملايين السنين ، أو لنجامل الأخ عبدالله ونقول قبل مئات آلاف السنين . التغيرات الجغرافية الكبرى لا تحدث كل يوم . وفي العشرة آلاف سنة السابقة لم يحدث تغيير مهم في تكوين القارات أو البلدان . ومصر منذ عشرة آلاف عام ، بل منذ مائة ألف عام لم تتغير طبيعتها . وأسطورة موسى وفلق البحر حدثت منذ وقت قريب ، ثلاثة آلاف ومائتين وخمسين سنة . . وأؤكد للأخ عبدالله أنه لا يوجد مصدر علمي واحد يقول بتغير طبيعة مصر . الأمر الثاني فيما يتعلق بنقل الأحجار الجيرية من الحبشة فليس لي علم بها ولا أدري إلى أي مصدر استند الأخ عبدالله . حجارة الهرم ليست جيرية . ولو كانت كذلك لتآكل بنيان الهرم منذ زمن . حجارته قطعت من محجر قريب . ورفعها إلى أماكنها معجزة بشرية بكل المقاييس . والتماثيل والمسلات من حجر البازلت الأسود الصلب جدا والثقيل وكيفية نقلها إلى حيث هي معجزة بشرية ولكن معروفة . شكرا


4 - عبد المجيد حمدان , تحيّه
عبد الله خلف ( 2013 / 7 / 13 - 20:54 )
1- مالذي يثبت أن إنفصال القارات كانت قبل ملايين السنين؟... هل الإستناد الذي أستند عليه العلماء , حول هذه النقطه , حقيقه مطلقه أم نظريّه تقبل الأخذ و الرد؟... مشكلتنا أننا نجعل من النظريّه حقيقه مطلقه! .
2- من الذي أخبرك بأنه لم تحدث تغييرات في تكوين القارات؟... هل كنت حيّ منذ 10 000 عام؟! .
3- عدم وجود المصدر العلمي لا ينفي التوقعات , لأن لا أحد يملك الحقيقه المطلقه .
4- لنقل و نتفق أن أحجار الأهرام ليست جيريّه , فهذه قضيّه سنتناقش أنا و أنت فيها مستقبلاً -إن شاء الله- , و لنقل إن إن رفعها من أماكنها كانت معجزه , السؤال : كيف رفع الفراعنه هذه الأحجار العملاقه الثقيله؟ .
لا توجد آلات في ذلك الزمن لرفع هذه الأثقال العملاقه , ممكن تفيدنا؟ .


5 - رد من الكاتب
عبد المجيد مصطفى حمدان ( 2013 / 7 / 13 - 23:34 )
تحياتي يا أخ عبدالله . إذا كنت يا أخ عبد الله لا تؤمن بالعلم ، وبعضه علم الجيولوجيا، فهذه مشكلتك . نعم للعلم نظريات حول تكون القارات ، انفصال وتكون قارات جديدة ، وتصادم والتحام أخرى . حدث هذا قبل ملايين السنين . العلماء الذين قالوا به لم يكونوا موجودين أيضا . درسوا وخرجوا بنظرياتهم . إن كنت لا تريد تصديق العلم فهذا شأنك . في المدة التي تتحدث عنها ، 10 آلاف سنة ، يقول العلم أنه لم يحدث تغيير على وضع القارات . ربما أن أنهارا غيرت مجراها ، وأن جزرا في البحر اختفت وأخرى ظهرت ، لكن لم تحدث تغيرات كبرى . وخروج بني إسرائيل من مصر ، وعلماء الآثار الإسرائيليون ينفون وقوعه ، تقول الروايات التوراتية والقرانية أنه حدث قبل 3 آلاف ومائتين وخمسين سنة . وفي هذه المدة لم يقع تغير ملموس على طبيعة مصر . هكذا يقول العلم ، وليس أنا . عن حجارة الأهرام ورفعها إلى أماكنها ، هناك نظريات عدة للعلماء ، يمكنك بالدوس على زر في النيت الاطلاع عليها . محور هذه النظريات عظمة العقل البشري وقدرته الهائلة على إيجاد الحلول لأعقد المشكلات . والمعجزة في هذا البناء هي معجزة العقل البشري . ولك الحرية في أن تصدق ذلك أو لا تصدق


6 - مشاركه
عبد الله خلف ( 2013 / 7 / 14 - 13:27 )
1- تقول خرجوا بنظرياتهم!... السؤال : هل هذه النظريّات مطلقة الصحه , أم ستأتي نظريّات في المستقبل و تقضي عليها؟ .
2- لا , أنا أصدق العلم , و لكن , أنا الذي أفهمه أن النظريّه معناها (وجهة نظر صاحبها) , و ليست الحقيقه المطلقه .
3- و هل العلم برهن عن هذا تجريبياً , أم هي نظريّه (وجهة نظر)؟ .
4- علماء الآثار ينفون لأنهم لم يحصلوا على مستمسك مادي , لذلك , هل عدم وجود دليل مادي ينفي الخروج؟... سأوضح لك : قاتل قتل قتيل , و لم يجدوا الدليل المادي , و طويّت صفحة الجريمه ضد مجهول , هل هذا ينفي (القاتل و القتل)؟ .
5- حصلت تغيرات مناخيّه , هل نسيت سنين المجاعه زمن يوسف -عليه السلام- ؟ .
6- هل هذه النظريّات التي تختص في رفع أحجار الأهرام طبقت بأرض الواقع و أعيد اختبارها للتأكيد , أم هي نظريّه (وجهة نظر) فقط؟ .

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا