الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ..دولة علمانية ام دينية؟

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2013 / 7 / 11
المجتمع المدني


الهوية المصرية حاليا مثار نقاش حاد وفى مفترق طرق خطير .... فبعد استقرار اجتماعى طويل نسبيا لدى المجتمع المصرى ...قبل يوليو 1952 .....الا انه اعتبارا من عهد عبد الناصر الذى جعل الدولة تتدخل فى انشاء اذاعة القران الكريم وانشاء جامعة الازهر .....كان ذلك اللبنة الاولى لتدخل الدولة بصفة رسمية لتحويل الهوية المصرية اكثر نحو الدولة الدينية ... وليس معنى ذلك ان مصر كانت مدنية بنسبة 100% انما نستطيع ان نقول ان القوانيين المصرية فى مجملها تاخذ مصدرها من القوانيين الفرنسية ماعدا قوانيين الاحوال الشخصية فلدى مصر قانون الاحوال الشخصية للمسلمين وقانون الاحوال الشخصية لغبر المسلمين وكلاهما يرجع للمصادر الدينية الاسلامية والمسيحية .. بالاضافة الى ثقافة المجتمع المصرى والتى مرجعها عبر التاريخ اشتملت الثقافة الفرعونية ثم القبطية ثم الثقافة الاسلامية ..
ثم جاء السادات ولمقاومة الضغط الشيوعى عليه قام باطلاق السراح للتيار الدينى الاسلامى وواكب ذلك سفر مئات الاف من المصريين الى بلاد الخليج للعمل و ليتلقوا تعاليم الوهابية المتشددة وخلال الستين عاما الماضية حدث تحول تدريجى عميق للثقافة المصرية كما تم اختزال اقباط مصر من خلال تعامل حكومة السادات ومبارك مع البابا شنودة من خلال شد وجذب .
وبعد ان كانت مصر قبل يوليو 1952 دولة علمانية بنسبة 80% اصبحت الان دولة دينية بنسبة 80%واصبح المواطن المصرى محصورا بين الثقافة المجتمعية المتشددة دينيا وبين القوانيين التى اصبحت المرجعية الدينية اكثر نفوذا ... فعلى سبيل المثال لا الحصر الزواج والطلاق يتم فى اطار دينى بحت سواء اسلاميا او مسيحيا ... ولا مكان على الخريطة لاى مواطن مصرى لا يتبع هاتين الديانتين .كما ان كتابة الهوية الدينية فى البطاقة الشخصية اصبحت مصدرا رئيسيا للتميز الدينى سواء من ناحية الاجهزة الحكومية وكذلك على مستوى التعامل الشعبى واعطت الفرصه لذوى النفوس الضعيفة فى استغلال ذلك للتعصب الدينى المقيت الذى غزا المجتمع المصرى .
ونتج عن ذلك التحول العميق للمجتمع المصرى نحو التيار الدينى الاسلامى المتشدد ان نجح هذا التيار فى غفلة من الزمن ان يتولى حكم مصر .. ولكن نظرا لان النظام الدينى ايا كان , اثبت عبر التاريخ فشله التام فى حكم الدول كما فشلت الكنيسة فى القرون الوسطى فى الحكم فى اوروبا ولم تنهض اوروبا الا عندما ابتعد الحكم الدينى عن الدولة ..ومصر فى يوليو 2012 عادت لتكرر تجربة اوربا الفاشلة فى القرون الوسطى ... وبعد عام واح نزلت معظم جماهير الشعب المصرى الى الشوارع فى 30 يونيو 2013 لثور على الاخطاء القاتلة التى وقع فيها الاخوان خلال عام واحد .
المشكلة الحالية المصرية ان هناك عدد غير قليل من الشعب المصرى مازال يؤمن بالمرجعية الدينية كاساس للحكم ومع الالغاء الكامل لقوانيين حقوق الانسان ... وكان اول من حذر من هذا هو د فرج فودة والذى تم اغتياله نطرا لاراءه الصادمه للاسلام السياسى ,,,, وكما اوضح د مراد وهبه ان الحكم الدينى يؤمن بالمطلق دائما وليس النسبى
ما لم تسلك مصر طريق الدولة العلمانية بمنتهى السرعة ستدور فى حلقة مفرغة من الخواء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اقطعوا العلاقات مع إسرائيل-.. طلاب يتظاهرون بجامعة غرناطة د


.. اليوم الجمعة.. دعم منتظر من الأمم المتحدة لمساعي فلسطين إلى




.. مشاهد لآلاف النازحين الغزّيين يتكدسون في دير البلح


.. طوابير ممتدة من النازحين في خان يونس




.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط معاناة إنسانية كبيرة