الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((هل ستلوح في الافق العراقي بوادر حركة تمرد))

علي الشمري

2013 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من يعتقد بأن حركة تمرد التي قادها الشباب المصري الغير مؤدلج والتي تسببت في اقصاء الاسلام الاخواني السياسي في مصر لم تلقي بظلالها على المشهد العراقي فهو واهم ,, فالصراع لم يكن مصريا بأمتياز بقدر ما هو صراع عالمي ,صراع بين قوى الاسلمة التي تحاول زج الدين في السياسة وبين قوى حركة التنوير الشابة التي اٍستطاعت أنجاز ما عجزت عن تحقيقه أحزاب سياسية لها تاريخ طويل على الساحة الساسية المصرية بما فيهم حزب الاخوان والسلفييين الذين حشدوا مؤيديهم بما يقدر بالالاف بينما حركة تمرد حشدت الملايين والتي أرادتها معركةسلمية فاصلة لتحديد دور الدين في الحياة السياسية,
الاحزاب المصرية المؤدلجة ثابتة في شعاراتها رغم تقادم الزمن عليها وأصبحت لا تتلائم مع متطلبات العصر ,فيما حركة الشباب تتغير في أتجاهات متعددة بحسب ظروفها وأزمنتها وتجاربها.
أصحاب العقائد والنظريات لا يتكلمون مع الواقع لانتاج خطاب يتماشى مع ما تعانيه شريحة مهمة من المجتمع المتمثلة بالشباب ,بل نراهم ينغمسون في صراعات وخلافات السلطة ويتركون الشباب في مستقبل مجهول.وعند نجاح الثورة كما حدث في ثورة 25 يناير فالشاطر من يستطيع ركوب الموجة وصولا الى السلطة وكما فعلها الاخوان المسلمين ,
هناك دعوات لمثقفين عراقيين من خلال صفحات التواصل الاجتماعي تدعو الى اللقاء في شارع المتنبي لتكوين نواة لحركة تمرد تكون بعيدة كل البعد عن الادلجة واصحاب النظريات والعقائد الشمولية ,لكن بعض الاخوة من الذين حضروا الى شارع المتنبي وجدوا الشارع خاويا الا من القليل وابواب باب القشلة والمركز الثقافي والكافتيرا مغلقة ,فهل هي مصادفة أم من ورائها دافع الخوف الذي أنتاب اصحاب القرار وأتخذوا مثل هذه الاجراءات؟
ما الذي دفع الشباب للتفكير لبلورة فكرة قيام حركة تمردعراقيه؟هل عدوى أصابتها من أخوانهم المصريين(غيره)؟أم أنها نتيجة لسياسة التهميش والاقصاء التي أتبعت ضدهم منذ عشر سنوات؟
أم ان الشباب العراقي فقد الثقة بشعارات قوى اليسار والتي كثيرا ما رفعت شعار التغيير وهي الان اصبحت جزءا من نظام المحاصصة بعد تحالفاتها الاخيرة مع قوى وكيانات الاسلام السياسي؟
أنتشار مفاهيم العدالة والانسانية قد طغت كثيرا على القيم المتحزبة في المشهد العراقي سواء الاسلامي أم العلماني.والتي أصبحت قوى عاجزة عن تدوير الصراع لصالح الشباب ضد من يحاول تهميشهم واقصائهم عن المشهد السياسي.
أن عواجيز الساسة ممن يحلمون بتسميتهم قوى اليسار هم وحدهم من بقي متمسكا بأيديولوجيات وافكار تخطاها الزمن ولن تعد قادرة على مسايرة الواقع واصبحوا كأعجاز نخل خاوية لا تستطيع أستعادة الحياةمن خلال التمسك بنظريات أفلت منذ عقود في مهدها .
أما قوى الاسلام السياسي فهي تحاول تكريس ثقافة الارث التاريخي بكل ما يحويه من شوائب وادران للحيلولة دون أكتساب الشباب أفكار حديثة تتواصل مع الانسانية .
الشباب يتطلع الى أيجاد هويتة الوطنية الجامعة التي تحاول أحزاب الاسلام السياسية أن تطمسها وتغلب عليها هويات فرعية متناحرة يعتريها الصدأ.
فهل يطول زمن أنبثاق حركة تمرد في العراق ؟؟وأذا ما انبثقت فهل ستتهم بالارهاب و أن قوى الظلام هي من تقف ورائها؟هل تتهم بانهم من بقايا النظام السابق وممولة من دول الاجوار؟؟وهل ستسمح لقوى تتحين الفرص لركوبها كما حدث في مصر ؟.وهل يمتلك العراق جيشا على غرار جيش مصر يكون عونا للمتظاهرين,ويحسم أمره بأتجاه الشعب أم يد ضاربة بلا رحمة لاحزاب السلطة المتأسلمين ومن تحالف معهم من قوى كان يعول عليها أن تكون المحرك الفعال في الوسط الجماهيري.لكن أنغماسها في عملية المحاصصة الطائفية أفقدها الكثير من خواصها التي كان يعول عليه الشارع لتجييشه وتحريكه ضد قوى الظلام والاستبداد.وأضفت نوع من الشرعية لاحزاب السلطة كي تكمل مشوارها في أسلمة المجتمع ..
سيكون قادم الايام هو من يرد على هذه التساؤلات.........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشمري الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 7 / 14 - 17:56 )
تحية و سلام و محبة و احترام
في وضع مثل العراق تمكنت منه الطائفيه و يسيطر عليه الارهاب بكل انواعه الديني و التدميري التكفيري و التناحر السياسي و التبعيه التامه للخارج...يصعب التحرك
من يتحرك يحتاج الى سند ينتكئ عليه في معيشته و حياة و مستقبل اهله
العراق و الى مدى ليس بالقريب خاج الاهتمام العالمي اي غير مؤثر و تحيط به المخاطر لن يخرج فيه شيء
كانت كل الشعوب المحيطه بالعراق ساكنه و هو المتحرك الهادر الغاضب
الشعب الذي ينتظر الاخرين لكي يفكر لا يمكنه ان يتحرك
خرجت الملايين لكن انتظر ستعود لتخرج ضد من خرجوا معه
لو كان الاعلام في رابعة العدويه و اقصد هنا الجزيره لكان الحال غير الحال و لكان مجرى الدم لا يزال يجري
ان من خرج فيهم الكثيرين ممن لا يعرفوا معنى كلمة تمرد
انا لا اريد ان اقلل من الحدث لكن لن تتمكن حركه واحده من جمع هذه الجموع
انها دول و اموال و اشارات هنا موزه زحلقت حمد و هناك تقسيم يشغل تركيا و هنا القصير و قبلها صمود القضاء و الاعلام المصري و هناك تهور مرسي و زبانيته
الوضع مركب وخطير انها ثوره انجحها حزب النور السلفي و ليس العسكر او البرادعي
وسيتحكم بها تحكم امس باختيار رئيس الوزراء


2 - لكل بلد خصوصيته
علي الشمري ( 2013 / 7 / 14 - 20:39 )
الاخ الفاضل الاستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
أتفق معاك في كل ما ذهبت اليه ,,لكن يبقى شئ قد لا نتفق عليه ,مصر بلد ليس له أمكانيات لاحتواء المجاعة المرتقبة بسبب الزيادة السكانية المهولة مع نقص الاراضي الزراعيةوالمياه ,مع عدم وجود موارد ريعية ,تسد أحتياجاتهم ,أعتمادهم الرئيسي على قناة السويس والسياحة ومساعدات دولية وأقليمية سنويه,لذا ترى الغالبيه من شعب مصر تنجر وراء من يقدم لها ,,,العراق لديه من الامكانما لم تتوفر حتى لدول الخليج والشعب ومنذ عشر عجاف يرى بأم عينيه هدر وتبذير وتبديد لثرواته ويحدوه الامل والترقب بتحسن أحواله كل عام,لكن ما يحدث العكس ,,فقر بدأ ت حلقاته بالتوسع,أزدياد في الاسعار,مع أنخفاض بالمستوى المعيشي,وتراجع بالخدمات ,,كل هذه قد تشكل عامل دفع للتحرك نحو التغيير ,فكما تعلم أن للصبر حدود,,,,,,,,,,,,,,.مودتي وأشتياقي وتحياتي الاخوية للعائلة الكريمه

اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا