الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرشوة ... مرض السرطان الإداري في العراق

زاهر نصرت

2013 / 7 / 14
المجتمع المدني


لقد أكد المؤشر العالمي للفساد في العالم لهذا العام الصادر عن منظمة الشفافية العالمية ان العراق لا يزال في مقدمة الدول في حجم الفساد الإداري والرشوة ، ففي المؤشر الذي اعتمد على استطلاع الرأي لـ 114 الف شخصاً في 107 دول من العالم بينها العراق ، أكد ان 29% من العراقيين على الأقل دفعوا رشاوي لمؤسسات الدولة المختلفة .

كتابنا المرقم ... وكتابكم ... ونؤكد كتابنا ... وتاريخ كتابنا ... وكتابنا وكتابكم ... والى ما يشاء الله وعشرات الكتب ، والاف الأوراق ان لم نقل عشرات الالاف ... هذا كله وما يترتب عليه من أثمن الخسائر الا وهو الوقت والزمن تجده وانت تقف امام معاملات دوائر الدولة ، فهنالك خسائر بالزمن وخسائر بالمبادئ لان هذه الكتب والمخاطبات ستفسح المجال لكثير من النفوس الضعيفة لبيع مبادئهم ويحاولون ان يجعلوا من ابسط معاملة تريد تسييرها ، اعقدها بحجة كتابنا وكتابكم ، وبالتالي لا يمكن ان يسير قطار تلك المعاملة الا اذا ( دهنت زردومه ) ! وان لم تكن خيّراً في ذلك ( الدهان ) فما عليك سوى الانتظار عشرات الأيام او تصل المدة الى عدة اشهر لإنجاز المعاملة ، ولو وضعنا فيها كل العمليات الحسابية لحساب زمنها فسنجده لا يتعدى الثلاثين دقيقة .

اذن ... لماذا بدأ البعض منا وبكل بساطة يخسر مبادئه بعدما حالفه الحظ واصبح لديه ( مكتب ) في الدائرة او المؤسسة الفلانية ، وخارجها تجده قمة في التقوى والورع ، وعندما أقول البعض منا لا اعني به البعض القليل وعلى الرغم من انني اكتب هذا الموضوع وفي القلب حسره ، الا ان الواقع يحتم عليَّ ان اكتب لاختلاط المفاهيم ؟ فالرشوة اخذت تؤطر بأطر الهدية ، والاحتيال اصبح حسن التصرف ، والدين صلاة وصوم بلا عمل ! فمتى ننتبه لتصرفاتنا ؟ نعم الفقر موجود في اغنى بلد في العالم ولكن الله موجود ايضاً ... فلماذا تسمى الرشوة هدية وانت تجبره على اعطائك إياها اذا انهيت معاملته وان لم يعطيك فلن تكتمل المعاملة .

اعطاك برضاه ودون طلب منك ودون مفاتحتك وبلا تأخير فذلك بحث اخر ، ولكن تجبره على الاعطاء وتقول هدية فهذه ومهما بحثنا عنها فلن نجدها في قواميس الإسلام وان وجدناها نجدها قد وضعت تحت مفهوم الرشوة . واذا اردت ان تظلم نفسك وتتركها في اطواق العذاب الإلهي فكيف تجيز لها ان تطعم اطفالك واهل بيتك طعاماً حراماً ! ام انك تجهل مخاطر وفتك لقمة الحرام ، وكذلك ما تتمثل هذه الحالة من الاخلال بالأوضاع الاقتصادية للمجتمع عندما تذهب الأموال لمن لا يستحقها وفي المقابل يُحرم منها من يستحقها وتهتز كفة العدالة ويصبح هناك دخل بلا عملٍ مقابل وجهد بغير مقابل مادي ، وهذه من أهم أسباب الخلل الاقتصادي الناتج من مخالفة الإنسان للقوانين والأنظمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرشوة ليس هو السرطان !
ديار ( 2013 / 7 / 14 - 16:12 )
تحياتي أخي الكاتب المحترم ,,اود ان اقول ان الرشوة كانت موجودة قبل تأسيس الدولة العراقية وكانت في مد وجزر ويمكن تعتبرها ( انفلونزا ) قياسا الى الى الداء الحقيقي وهي السرقات الكبريى واستباحة المال العام وهدر الاموال الهائلة لاغراض نفعية خاصة اما الرشاوي الحقيقية فهيتكمن في الفساد وعمولات الصفقات التي تعد بعشرات او مئات الملايين حسب مركز ذلك المسؤل وفي بعض المناطق لا يعتبر مبلغ المليون دولار رشوة ولها تسميات خاصة اذن السرطان هو في الفساد المالي والتصرف بالمال العام وجعل الوطن بقرة حلوب لهم ولحواشيهم وذاك هو السرطان الحقيقي ..

اخر الافلام

.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين


.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا