الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثأر فرج فودة

محمد نبيل صابر

2013 / 7 / 16
المجتمع المدني


لم يمثل نجاح الانتفاضة فى 30 يونيو وازاحة خيال المآتة المسمى محمد مرسى وجماعته التى تحركه ومكتب ارشاده نصرا للشعب المصرى او نجاحا لحركة تمرد الاحتجاجية او تحريرا للجميلة مصر من قيد جماعة شوفينية غبية رأت فى مصرنا الحبيبة مجرد خطوة على الطريق لحلم زرعه مؤسسها فى عقولها ولم يروا مصر البلد الكبير المتربع فى قلوب ساكنيه
رأيته ورآه غيرى ثأرا ونجاحا للشهيد فرج فودة ...الشهيد الذى كنا نحتفل بذكراه ايام قليلة قبل بدء الانتفاضة (استشهد فرج فودة فى 8 يونيو 1992) .... الشهيد الذى تحالف عليه قاتلوه ولم يغفر له منافسوه فى الفكر ما فعله بهم فى كتاباته ومناقشاته ومناظرته الشهيرة فردا وحيدا امام ثلاثة من العمالقة الذين ظنوا انهم بكثرتهم قادرين على هزيمته هزيمة ساحقة فجمعوا له الاتباع والقطعان ليثبتوا مكانتهم فى انفسهم كانصاف الهة يأمرون فيطاعون
اتذكر تدوينة لصديق لى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر "اكاد ارى فرج فودة يشعل سيجارته فى قبره ويبتسم فى هدوء" ففى كل خطوات تلك الانتفاضة كانت كلمات فرج فودة يتردد صداها فى قلوب محبيه ..يرونها كالنبؤات التى لم تكذب عليهم قط
ففى خلال عام شهدت مصر فيه تمزيقا شديدا بين المواطنين تتويجا لاستغلال الدين فى العملية السياسية منذ استفتاء مارس 2011 المشبوه فلقد اصبح الجدال السياسى هو حديث الساعة فى كل الساعة واتسع الرتق بين النخبة ليمتد الى كل مكان فى الشعب فالاصدقاء يتفرقون والمشاجرات تحتد بل وجدنا لاول مرة قتل على المذهب وليس فقط فتنة طائفية بين مسلمين ومسيحين بل ايضا قتل للشيعة فى الجيزة وتمثيل بالجثث ...وهو ما تنبئ به فرج فودة "الدولة الدينية ستكون مدخلا لتمزيق الوطن الواحد وبمعنى ادق الى وضع داخلى تكون فيه الفتنة الطائفية حلما بالمقارنة لما سوف يحدث اذا سيطر انصار الدولة الدينية على الحكم فى مصر " ...وربما ليكتمل انتصاره اشار بيان القوات المسلحة فى 4 يوليو المتضمن لخارطة الطريق قبل ان يوضح اكثر الفريق اول السيسى فى حديثة لقادة وظباط القوات المسلحة عن الحذر من خطورة وحدة الاستقطاب الذى سيطر على البلاد
ولكن جملته الاروع التى تكا- تنطبق حرفيا على انتفاضة 30 يونيو " سيصرخون ضد الغناء، وسيغني الشعب، سيصرخون ضد الموسيقي، وسيطرب الشعب سيصرخون ضد التمثيل، وسيحرص علي مشاهدته الشعب، سيصرخون ضد الفكر والمفكرين، وسيقرأ لهم الشعب سيصرخون ضد العلم الحديث، وسيتعلمه أبناء الشعب، سيصرخون ويصرخون، وسيملأون الدنيا صراخا، وسترتفع اصوات مكبرات صوتهم وستنفجر قنابلهم، وتتفرقع رصاصاتهم، وسوف يكونون في النهاية ضحايا كل ما يفعلون وسوف يدفعون الثمن غاليا حين يحتقرهم الجميع، ويرفضهم الجميع، ويطاردهم الجميع. "
لم يكن خروج مايقرب من 25 مليون مصرى فى تلك المظاهرات الا للاحتفال بالغناء والموسيقى حتى ظنه البعض كرنفالا كبيرا بطول الوطن لم يكن خروجا ملئ بمشاعر الغضب بقدر ما كان صرخة للتعبير عن شعب مصر الذى وضع البهجة فى كل شئ ..حاربوا مفكرين منهم من عصر الليمون وانتخب الاستبن المعزول واتهموهم بالكفر والرشوة والعمالة ولكن كان هؤلاء المفكرين هم قادة تلك الحشود بالكلمة ولم تؤثر اتهاماتهم فى الهامهم للناس حين خرجوا ..وهاهم الان فى مرحلة سيصرخون ويصرخون وترتفع اصوات مكبرات صوتهم فى رابعة بكل لغات العالم لجذب التعاطف الخارجى بالكذب دون حتى الاهتمام بتعاطف داخلى وتنفجر قنابلهم فى جيشنا فى سيناء كأى عميل يحترم نفسه وتنفرقع رصاصاتهم فى اهالينا فى بين السرايات والمنيل والاسكندرية ومسيحيى المنيا والاقصر قبل ان تنفرقع فى وجه جنودنا والكل الان ينتظر ان يدفعوا الثمن غاليا وبالفعل يطاردهم الاهالى ويبصقون عليهم ويشيعونهم بالقمامة فى مسيراتهم ويطاردهم الجميع كما حدث فى الجيزة ورمسيس ولن يحزن عليهم احد لو علقوا فى المشانق
ها هو يؤكد "وليس بيننا وبينهم الاوطن نحلم به متماسكا ويحلمون به ممزقا بل ينكرون حتى وجوده" .فحتى حينما تم ازاحتهم عن الحكم واستغلالا لطيبة او سذاجة بعض من نخبتنا ارتفع شعار لا للاقصاء "الذى ارفضه تماما" فماذا كان رد فعلهم ؟..اعلنوا تهديدهم بالارهاب ونشروا الشائعات بل وسعوا الى احداث فرقة وتمزيق فى الجيش المصرى واغروا خرفانهم بالمسيحيين فى مصر ووقف الشعب ضد مخططات المتعلقة بسيناء وقناة السويس ..لم تكن طز فى مصر عفوية فهم لا يعترفون بالوطن من كتابات حسن البنا القائل "ان الوطن حفنة تراب عفنة"...وجعلوا مصر غنيمة للقطرى والتركى والتونسى والموريتانى ويتم القبض على غير مصريين كثر للمساهمة معهم فى عنفهم
ولا يتبقى سوى ان اهدى جملته الاشهر للرئيس عدلى منصور وحكامنا ونخبتنا المنكوبة بوهم التصالح "السائرون خلفاً، الحاملون سيفاً، المتكبرون صلفاً، المتحدثون خرفاً، القارئون حرفاً، التاركون حرفاً، المتسربلون بجلد الشياه، الأسود إن غاب الرعاة، الساعون إن أزفت الآزفة للنجاة، الهائمون في كل واد، المقتحمون في مواجهة الارتداد، المنكسرون المرتكسون في ظل الاستعداد، الخارجون على القوانين المرعية، لا يردعهم إلا توعية الرعية، ولا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية، ولا يحمينا منهم إلا حزم السلطة وسلطة الحزم، لا يغني عن ذلك حوار أو كلام، وإلا فقل على مصر السلام."
عزيزى فرج فودة ..استرح فى قبرك وابتسم فقد كان ثأرك متكاملا ضد قتلتك ومن عفوا عنهم
سلام عليك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيظلّ فرج فودة حياً في قلوبنا
ليندا كبرييل ( 2013 / 7 / 17 - 07:29 )
سلاماً ورحمة على روحه النقية
بعد شهرين من مقتله زرت مصر، وتمنيت أن أضع ردة على قبره، وكانت مصر في عز غليان الإرهاب، وقيل لي
وأنت تحلقين بالطائرة ارمي سلاماً على روحه التي تحوم في كل الفضاءات
لكن الدمعة نفرت من عيني وأنا أقول بنفسي: ما أعظم الخسارة عندما ترزأ معلماً وأخاً وشاهد صدق كفرج فودة
إلا أني اليوم وأنا أرى الشعب المصري العظيم يحقق نبوءاته أقف تحية إجلال واحترام لكم وأعانق في روحه الطاهرة العبقرية الوطنية والشجاعة، والوقفة الجسور
دام عزكم متواصلاً أيها الشعب الكبير في مواجهته اليوم الفساد والتخلف
لنظل نحن في البلاد المجاورة نتطلع إلى البطولة ونستلهم منها
كان إيماني قوياً بالمصري ، يستحيل على الأرض التي أنجبت فرج فودة إلا أن تلد مثله ، وها أنتم بكل وفاء وإخلاص تتابعون مسيرته
تحية كبيرة للشعب المصري الصديق


2 - متأسفة للغلط
ليندا كبرييل ( 2013 / 7 / 17 - 07:53 )
جاء في السطر الأول كلمة : ردة

أردت أن أقول
تمنيت أن أضع وردة على قبره
عفواً ، للتصحيح : باقة ،
ولتصحيح التصحيح : كل بساتين العالم المزهرة
وشكراً


3 - ثأر فرج فودة
ناس حدهوم أحمد ( 2013 / 12 / 23 - 17:13 )
حقيقة أن هزيمة هذه العصابة هي تكريما للمفكر العظيم فرج فودة
الرجل الحر إغتالته يد الغدر والمكر والتخلف وها هو الشعب
المصري يثأر لمفكريه في شخص فرج فودة
ورؤوس العصابة التي لا تعرف إلا القتل موجودة في المكان اللائق
بها وهو السجن لأنها عصابة تريد تدمير الوطن
وليعش الجيش المصري العظيم لأنه أنقذ البلاد المصرية من الإجرام
والإرهاب إذعانا لطلب الشعب واستغاثته
عشت يامصر وعشت ياشعب مصر حرة أبية
أما عشاق العنف فمآلهم جحيم الدنيا والآخرة

اخر الافلام

.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط